نسيم بسالم Ýí 2010-08-10
قيمة القُرآن في اليَوم الآخِر
* الخالِق العَظيم عظَّم كَلامَه ومجَّده ورَفَعه إلى عِلِّيِّين؛ ولَكنَّ أكثَر النَّاس لا يَعلمُون!!
]وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ[[الحجر : 87].
]ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ[[قـ : 1].
]وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَ&Ccediacute;يْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ[[الزخرف : 4].
]كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)[عبس.
]فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ[[هود : 17].
]حم. تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ[[فصلت :1- 4].
]بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ[[الأنبياء : 24].
* المُؤمن السًّعيد المُستَمسِك بالكِتاب؛ يَقطِف بَركات القُرآن ووُعُودَه في الدُّنيا، ويَحيا حياة سَعيدَة طيِّبَة...
]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ[[يونس:57- 58].
]وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً[[الإسراء : 82].
]قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[[المائدة:15-16].
]فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ[[البقرة: 38].
]فإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى[[طه : 123].
* كَما كانَ في الدُّنيا يَحيا حياة طيِّبَة؛ فإنَّه يَمُوتُ بإذن الله مِيتَة طيِّبة...
]الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[[النحل : 32].
* ويَوم القِيامَة يُسألُ السَّعيدُ سُؤال كَرامَة عمَّا وَجَد في هَذا القُرآن؛ فيُجيبُ بِجَواب مُوجز جامِع... إنَّني وَجدت كلَّ خَير!!
]وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ[[النحل : 30].
* وأمَّا الشّقي المُعرِض؛ فكاَن في الدُّنيا يتَّخِذ كَلام الله هُزؤا ولَعبا؛ ويَضرِبُ لَه الأَمثال، ويَطلُب لَه بَدائل!!
]وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ[[الأنفال : 31].
]وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ[[النحل : 24].
]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ[[فصلت : 26].
]وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ[[يونس : 16].
]وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا[[الحج : 72].
]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ[[سبأ : 31].
* وجزاءَ إعراضِه وصُدُودِه وتولِّيه؛ فإنَّ القُرآن يُذيقُه الويلات والحَسرات، ويُحييه في الدُّنيا حياة ضَنك وعُسرَة ومَشقَّة...
]وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[[طه :124].
]وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ[[الحاقة : 50].
]ولاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً[[الإسراء : 82].
]َوالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ[[فصلت : 44].
]يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ[[البقرة : 26].
* والله تَعالى مِن رحمَته يُذيقُه مِن العَذاب الأَدنى صُنوفا وأَلوانا؛ علَّه يَرجِع ويَتُوب، ويُمسِّك بالكِتاب، ولَكِن لا جَدوى...
]وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[[السجدة : 21].
* وحينَ لا تَنفَع الضَّربات المُوجِعَة، تَأتي الضَربَة القَاصمة التي تُودي بِحياةِ الإنسان؛ لتَفتَح لَه صَفحَة مِن العَذاب لا تنتَهي (والعياذُ بالله)...
]وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ[[الأنعام : 93].
* هذا جَزاء الظّالم الأليم المَرير في سَكرات المَوت؛ هَوان ما بَعدَه هَوان؛ وذلَّة لا تُضارِعُها ذِلَّة؛ والسَّبب؛ الاستِكبار عَن آيات الله ، وهُجران كَلامِه!!
]تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (9) مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (11)[الجَاثية.
* والظَّالمُ في القُرآن أصالَة؛ هُو مَن ظَلم الآيات؛ وكلُّ أنواع الظُّلم الأُخرى فَرع عَن هذا الأَصل..
]وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً[[الكهف : 57].
* يُحس الشَّقي بِعَظمة القُرآن مِن لَحظَة الوَفاة؛ التي هي أوَّل مَحطَّات الدّار الآخِرة..
]وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68[المؤمنون.
تعليق:العَذاب في هذه الآيات السَّابِقة؛ مَقصُود بِه العَذاب القاصِم الذي يُؤدي إلى المَوت كَما هُو واضِح مِن السِّياق؛ والسؤال: بماذا يُذَكَّر الغافِل السَّادِر عَن الحق في مِثل تِلك اللحظات العِصاب؟! لا شَيء إلا الآيات!!
]قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ[(المؤمنون: 66).
* ثمَّ تأتي لَحظَة البَعث والنُّشور، والحَشر إلى ربِّ العِزَّة والجَلال؛ فيُوقَف الأَشقياء في كلِّ مرَّة يُسَألون عَن وَحي الله تَعالى؛ ماذا فعلُوا فيه؟!
] احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ. مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ. وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ. مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ. بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ[[الصافات :22- 26].
* مسؤولون؟! عَن ماذا؟! طبعا؛ عَن الوَحي... كل أمَّة تُدعى إلى كِتابِها!!
] وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ[[الزخرف : 44].
* يَحشُرهُم الله تَعالى على وُجوهِهم عُميا وبُكما وصُما بالسَّلاسِل والأَغلال؛ لأنَّهم نَسُوا الله، واتخذوا آياتِه نِسيا مَنسيَّا؛ فَنسيَهم، ولَم يأبَه في أيِّ واد حُشروا!!
]وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)[طَه.
] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)[غافر.
* يقفون في المَحشَر ناكِسي الرُّؤوس، خاشِعينَ من الذُّل يَنظُرون مِن طَرف خَفي، ويعتَرفون أنَّهم كانُوا في غِطاء عَن ذِكر الله!!
]وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ. وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ[[السجدة : 12-13].
* ويَعتِرفون أنَّ رُسَلهم جاءَتهم بالحقِّ المُبين، ولكنَّهم كانوا لَه كارِهُون؛ فيطلُبون الشُّفعاء أو الرُّجوع، ولَكن وَلاتَ حينَ مَناص!!
] هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ[[الأعراف : 53].
تعليق: "هل يَنظُرون إلاد تأويلَه" يَعني هَل يَنتَظِرون إلا وُقوعَ حقائق القُرآن أمامَ ناظِريهِم حتَّى يُؤمنوا بِها؟! ولكن حينَ يأتي ميعاد تلك الحَقائق لا يَنفَع نَفسا إيمانُها؛ لم تَكُن آمَنت مِن قَبل أو كسبت في إيمانِها خيرا!!
* ويَأتي موقف رَهيب آخَر؛ تُوقَف فيها تِلك الجَحافِل السَّوداء القَاتمة مِن البَشر؛ ليُسألوا مَرَّة أُخرى عَن آياتِ الله؛ فتَخرَس ألسنُتُهم؛ ولا يُحيرونَ جَوابا، ولا يملكون خطابا!
] وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ[[النمل :83- 85].
تعليق:"أماذا كُنتم تَعمَلون" سؤال مِحوري جَوهري مَصيري؛ ينبَغي أن يَكُون هاجِسَ كلِّ إنسان عَلى وَجه الأَرض... هل يَشتَغل بالآيات البيِّنات أم يتَلهَّى بالسَّفاهات والتَّفاهات!!
*في ذَلك السُّكون الرَّهيب يتذَكَّر الشَّقي رُفقَاء السُّوء الذين كانُوا يَقتُلون أوقَاتَه في الفارِغات على حِساب الذِّكر فيَعُضُّ على أصابِع النَّدم... حقا إنَّه يَوم الحَسرَة!!
] وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)[الفُرقان.
] وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ. إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ[[مريم : 39-40].
* اعتِراف تِلو اعتِراف مِن طَرف الأشقياء، وشَهادة على أنفُسِهم بأنَّهم فرَّطُوا في جَنب الله، وكانُوا من السَّاخرين!!
] يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ[[الأنعام : 130].
* ثمَّ يُجثَونَ على رِكابِهم، وتُعرض عَليهم صَحائِف أعمالِهم؛ فأمَّا السَّعيد فيُقال لَه: طِبت؛ ادخُل جنَّة ربِّك خالدا مُخلَّدا! وأمَّا الشَّقي فيُقال لَه: ألَم تَكُن آياتي تُتلى عَليك؟!!
] وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ (31)[الجاثية.
* يُوزَع الأَشقياءُ بَعد انتِهاء المُساءَلة إلى النَّار ويُساقُون كَما تُساقُ الأَنعام؛ حتَّى إذا وَصلوا إلى شَفيرِ جهنَّم؛ تُفتَّح لَهُم أبوابَها؛ وقَبل أن يُنبَذُوا فيها يسألُهم خَزنَتُها: ألم يأتِكم رسل مِنكم يتلُون عليكُم آيات ربِّكم؟!!
] وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ[[الزمر :71- 72].
* هؤلاء الَّذين كانُوا يَنهَون عَن الوحي وينأونَ عَنه، ويَقعُدون في كلِّ صِراط يُوعِدون ويصُدُّون، كأنَّهُم حُمر مُستَنفرَة فرَّت مِن قَسوَرة؛ ما أغنى عَنهُم جَمعُهم وما كانوا يستَكبِرُون؟!!
]وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30)[الأنعام.
* وحينَ تُقامُ عَليهم الحُجَّة، ولا يَجدُون مَرجعا ولا مَحيصا؛ يُلقَون في جَهنَّم؛ وأوَّل ما تَمُسُّ أجسَادُهم نَار جَهنَّم؛ ويسمَعُون شَهيقَها وزفيرَها، تسألُهم خَزَنتُها كرَّة أُخرى عَن النُّذُر التي جاءَتهم؛ كيفَ تصرَّفُوا مَعها!!
] وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)[المُلك.
* ويبدَأ صُراخُهم وعَويلُهم مِن لَظى جهنَّم؛ ويَطلُبُون الخُروج ليَعمَلوا غَير الذي كانُوا يَعمَلُون؛ فما هُو جَواب الباري عزَّ وجل لَهم؟!
] وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ[[فاطر:36- 37].
تعليق:" أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ" أي: أولَم نُعطِكُم عُمرا كافيا في الدُّنيا لتَتفرَّغُوا للآيات؛ دراسة ومُدارسَة؛ تمثُّلا وتَبليغا؛ فأفنيتُم أعمارُكم سُدى في ما لا طائِل مِنه ولا نَفع؟!!
* ويشتَدُّ لَفح النِّيران عَليهِم؛ وتُنزَع مِنهم الشَّوى، ويُضرَبُون بالمَقامِع والحَديد؛ فيطلُبون الخُروجَ مرَّة أُخرى؛ فيُذكّرون بِعظَمة الوَحي؛ ويُقطَع رَجاءُهم نِهائيا في النَّجاة!!
] فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)[. المُؤمنون.
* وحينَ ييأسُون مِن استِجابَة الله لَهُم؛ يتَّجِهُون إلى مالِك خازِن جهنَّم يَطلُبُون مِنه الدُّعاء لِيَقضِيَ الله عَليهِم فَيمُوتوا؛ فماذا يُجيبُهم! لا شَيء غَير تَذكيرِهم بالحقِّ المُنزَّل عَليهم!!
] وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ. لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ[[الزخرف : 78].
* وتتبخَّر أمانيهِم في القضاءِ عَليهِم؛ بعدَ أن أبلَسُوا مِن الخُروج وأيِسُوا؛ فيتَوجَّهُون إلى خَزَنَة جهنَّم يطلُبُون مِنهم أن يَدعُوا ربَّهم يُخفِّف عَنهُم يَوما مِن العَذاب؛ فتُذكِّرهم الخَزنة إهمالَهم البيِّنات، وعَدم اكتِراثِهم بِها في الدُّنيا!!
] وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)[. غافِر
* ماذا بَقيَ لَنا بَعد كلِّ هَذه القَوارِع والزَّواجِر حتَّى نتَصالَح مَع كِتابِ ربِّنا؟! وهل بَقيَ في أذهانِنا مَشرُوع نُسبِّل لَه أوقاتَنا، ونُضحِّي فيه بأنفُسِنا وأموالِنا غَير دِراسَة الكِتاب العَزيز، وتعلُّم قَوانينِه وتبليغٍها للعالَمين؟! أمَا آنَ لَنا أن نَعُودَ إلى القُرآن عَودَة جِدِّيَّة ونَفرَح بِه كَما يُريدُ مِنَّا خالِقُنا، ونُعيدُ إلَيه مَرجعيَّته ومِحوريَّته في كلِّ مَجال مِن مَجالاتِ حياتِنا؟!
]وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)[الزُّمر.
كل عام وموقع اهل القرآن بخير
كل عام وأهل القرآن بخير
كل عام ورواد أهل القرآن جميعا بخير
الدكتور صبحي كل عام وانتم بخير، وما أحلى ان يتحدث القرآن عن القرآن ، في هذا البحث الذي تكاد تعد فيه الكلمات الغير قرآنية على الأصابع ، ومنه نتعلم أن القيادة هي للقرآن وكفى ، فهو القائد وكل الباقي من كلام بشري بعده ، لكنني استوقفتني هذه الآية الكريمة التي ترسم لوحة تعبيربة للذين كفروا، حتى وإن لم يتكلموا فإن وجوههم تفضح هذا الصمت ، وتعلن الإنكار والكفر صراحة إذ يقول تعالى في وصفهم :
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا[[الحج : 72].
يصبون جام غضبهم على من ؟ على الذين يتلون عليهم آياتنا ــ الله الله ــ كأن الآيات تتحدث وتصف ما يحدث الآن وبكل صدق عن حجم الرفض والتحريض والتخريب الذي يحدث لموقع أهل القرآن ، فقط لأنهم يتلون عليهم الآيات
شكرا لك أخت عائشة على تعليقك، وشكرا للإخوة الأكارم على ما تفضلوا به.
اسمحي لي أختي أن أعقب على تعليقك الأخير بشأن مهاجمة الموقع وكتابه؛ بأن أقول بكل صراحة أن منهج كثير ممن يكتب في هذا الموقع ليس منهجا قرآنيا صافيا؛ كما كان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار... بل فيه دَخل وزَغل كبير يخرج في كثير من الأحيان عن القواعد القرآنية في المحاورة والمجادلة والتبليغ. حتى إني أحس بِتطرف لبعض من يكتب في هذا الموقع يضاهي أو يربي (في بعض الأحيان) التطرف السني في الجهة المقابلة.
وما ذاك في نظري إلا لقلة صبر مع كتاب الله عز وجل؛ دراسة ومدارسة؛ تمثلا وتبليغا؛ وعدم أخذ القرآن الكريم كنور وشفاء وهدى وبصائر حتى يتشربه الكيان، ويشع به الوجدان، ويكون المَرء قرآنا يمشي على الأَرض بأخلاقه وسلوكه؛ بفكره ومنهجه؛ بمعتقداته وحركاته وسكناته.
صدقيني أختي: لو بلغنا شفاء القرآن خالصا من الشوائب والردود، واللمز والهمز، والقراءة العضين، والتعامل التجزيئي الحَرفي مع النصوص، وبعيدا عن الأنا والذاتية وعقلية العِداء، ورنونا الإشفاق على الخَلق بَدل إيغالهم في الضلال لذهبنا بعيدا ولدَخل كثير من الناس في دين الله أفواجا؛ ودونك سيرة الرسول الحقيقية في كتاب الله عز وجل؛ تفحصيها بتدبر تجدين مصداق ما أقول. وترين الحقائق ماثلة أمام عينيك.
وفقني الله وإياك إلى كل خير.
نسيم
دعوة للتبرع
إمام و أئمة : نقول إمام الجام ع وإمام الصلا ة والأئ مة فى...
بناء وتزيين القبور: اريد ان اسالك دكتور عن بناء القبو ر و تزينه ا ...
الجهاد قبل القرآن : السلا م عليكم وبارك الله جلا وعلا بكم على هذا...
مذبحة كربلاء: قراءت لحضرت ك كتاب منذ بومان بخصوص موقعة...
ابن عربى : بدون شك قد قرأتم تفسير القرآ ن لابن...
more
من خلال قراءة هذا الموضوع التأصيلي الذي اهتزت له كل شعرة فى جسمى حقيقة ، لأن كل آية قرآنية تضع الإنسان فى موضع خوف وفزع وقلق من أن يكون قد قصـّر فى كتاب الله جل وعلى الذي سنحاسب عليه جميعا فى اليوم الآخر كما توضح الآيات البينات
ومن خلال قراءة هذا الموضوع البحثي الواضح الذي يعد ناقوس خطر لمن يتذكر او يخشى ، يتضح أمرين غاية فى الأهمية
الأمر الأول : هو السبب الرئيسي فى دخول أهل النار النار هو تكذيبهم بالقرآن بآيات الله جل وعلا ولم يقدروا هذا القرآن حق قدره وكذبوه وانشغلوه عنه بأشياء اخرى وسخروا من كل إنسان يعبد الله بلا شريك ويحاول توضيح حقائق القرآن ويهتم ويهب حياته للبحث فى حقائق القرآن الكريم ، وكذلك كل من دخل الجنة هم من آمنوا بالقرآن الكريم ولا وجود لسبب آخر غير هذا جعل أهل النار فى النار وأهل الجنة فى الجنة إذن هو القرآن الكريم هو كل شيء هو قد يجعل الإنسان من السعداء فى الدنيا والآخرة لو أمن وانشغل بالقرآن طول حياته ، وقد يجعله القرآن من أهل النار وذلك لو كذب القرآن وانشغل عنه بأشياء أخرى واتهم القرآن بأنه أساطير وكذب وكذا وكذا .
الأمر الثانى : هو أن هناك فصل تام جدا بين أهل الجنة والنار بعد انتهاء الحساء مباشرة بمعنى بعد انتهاء الحساب ودخول اهل الجنة الجنة ودخول أهل النار النار مباشرة هناك حوارات تتم بين أهل النار والشفعاء وهؤلاء الشفعاء ليس فيهم من البشر أحد كما وضحت آيات القرآن الكريم ولكن كلهم ملائكة سواء مالك أو خزنة جهنم ، وتكون أمنياتهم ليس الخروج من النار لأنهم قد اعترفوا على أنفسهم بأنهم يستحقون العذاب فمن غير المعقول أن متهم معترف بجريمته يطلب براءة تامة منها ، ولكن طلبات أهل النار وأمنياتهم واقعية فيطلبون من مالك أن يقضى عليه مالله بالموت حتى لا يشعوروا بالعذاب ، ويطلبون من خزنة جهنم ان يخفف عنهم يوم من العذاب الذي يلاقوه ، وهذه قمة الواقعية حقيقة نقطة ملفتة جدا للنظر أن الإنسان يكون قد اعترف بجريمته أمام الله جل وعلا ومن هنا يستحيل أن يطالب بالبراءة ولكن يكون واقعيا ويتمنى تخفيف الحكم او العذاب ، وهذا ما سيحدث طبقا لآيا ت القرآن العظيم
نقطة أخيرة لا تقل اهمية أيضا وهى مرتبطة بنفس الموضوع الحوار الوحيد الذي يدور بين أهل الجنة وأهل النار هو لا يحوى طلب أهل النار الخروج من النار ، وإنما هو أمنية أن يفعلوا شيئا يخفف عنهم العذاب كما فى قوله تعالى (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ )الأعراف:50
وهذا الرد لا يختلف كثيرا عن ردود مالك وخزنة جهنم على أهل النار لأن الموقف لا مجال فيه للمجاملة أو الواسطة او الشفاعة لأحد ولكن هنا يوم الحق والعدل ويوم الدين ، والله جل وعلا هو مالك يوم الدين .