Ezz Eddin Naguib Ýí 2009-10-04
مُقدمة ضرورية:
حروف الملكية
نُضيف إلى نهاية الأسماء الحروف: (ى، نا، ك، كى، كم، كن، ـه، ها، هم، هن) لبيان ملكية الشىء.
وعندما أقول: قلبى فمعناها أن هذا القلب جُزء منى
وعندما أقول: سيارتى فمعناها أن هذه السيارة مِلكى (وليست جزءا منى)
وعندما أقول: صديقى فمعناها أن هناك علاقة بيننا هى الصداقة (فهو ليس جزءا منى ولا أمتلكه كذلك)
وعندما أقول ابنى فمعناها أن هناك علاقة بيننا هى البنوة والأبوة (ولو أن الابن كان جزءا من الأب والأم سابقا)
وعندما يقول الله: روحى أو روحنا فليس معنى هذا أن الروح جزء منه
فلو كانت الروح جزء من الله لكان آدم وعيسى أبناءه بالروح
ولكن الله وتعالى أنكر بنوة عيسى وكذلك بنوة عُزير له، فقد قال تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73
فقد اتهم الله سبحانه من قال إن الله هو ثالث ثلاثة (الآب والابن والروح القدس)، واتهمهم بالكفر، وهددهم بالعذاب الأليم إن أصروا على هذا الكُفر.
من هذا نفهم أن الروح ليست جزءًا من الله تعالى
وليست شخصا آخر بينه وبين الله علاقة ندية أو شراكة لأن الله يمتلك كل شىء وليس له شريك أو ند على الإطلاق؛ فهو واحد أحد وهو خالق كل شىء ومالكه.
وإذن فالروح من ممتلكات الله.
وهذا يُثبت كذب من ادعى أن عيسى ابن لله، أو أن آدم (ونحن بالتبعية) أبناء الله كما يفعل المتصوفة أصحاب مذهب الحلول والاتحاد) الذين يأخذون بالمتشابه من الآيات، ولا يعرضوها على باقى آيات القرآن.
الرُّوحُ
وردت كلمة رُوح وحدها ستة عشر مرة
ولم ترد بالجمع "أرواح" أبدا
ووردت روح القدس أربع مرات
ووردت الروح الأمين مرة واحدة
ووردت كلمة "رَوْحٌ" ثلاث مرات
معنى كلمة رُوح فى القرآن الكريم:
1- جبريل عليه السلام
{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} الشعراء
من الآيتين السابقتين نعلم أن جبريل هو الروح الأمين، فالله نَزَّل جبريل أو الروح الأمين على قلب الرسول.
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل102
وهو أيضا: روح القدس الذى أنزله الله إلى مُحمد وأيد به عيسى (وهذا دليل على أن جبريل هو روح القدس وليس ميكال كما قال البعض)
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
ومن الآيات الدالة على جبريل عليه السلام أيضا:
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4
{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ }النحل2
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }القدر4
وورد اسم جبريل ثلاث مرات فى القرآن الكريم:
{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97
{مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }البقرة98
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4
والواضح أن جبريل (عليه السلام) شخصية عالية القدر، مُتميزة عن باقى الملائكة لأن الله يذكره بالإسم وكذلك فقد قال عنه: الروح، الروح الأمين، وروح القدس، وتحمله الملائكة، وشديد القوى، وذو مِرة، ورسول كريم، و{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}(التكوير20)، ومُطاع ثم أمين. فهل هو رئيس للملائكة أم خلق مُتميز عنهم؟
2- ما يكون به حياة الإنسان
أ- حياة آدم:
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }ص72
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9}السجدة
فالله سبحانه وتعالى سوَّى آدم من مادة الأرض، ثم نفخ فيه من روحه (الروح أوعبده جبريل)، وجعل له السمع والأبصار والأفئدة (أى منحه ما يجعله يُفكر ويتعلم ويفهم)، أى بعث فيه الحياة.
ولنتأمل الآية التالية:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31
فآدم كان جسدا هامدا من طين الأرض، ثم نفخ الله فيه من روحه (أى الروح التى يمتلكها)، فصار حيا وله حواس وعقل، وبذلك صار آدم قابلا للتعلم. ولا نجد آية على الإطلاق تقول أن الله وضع نفسا فى الجسد الذى صنعه.
ب- حياة المسيح:
{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }مريم17
أى أن جبريل تمثل لمريم على شكل بشر
وبأمر الله نفخ فيها جبريل من روح الله التى فيه فبدأت حياة المسيح فى رحم أمه:
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء91
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} التحريم12
3- المسيح
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171 ولماذا سمى الله عيسى ابن مريم روحًا؟ تتميز روح المسيح بأن الله أذن لها أن تمنح الحياة لغيرها، كما سترى فى الآية التالية: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110 فبإذن الله منح عيسى الحياة لقطعة من الطين شكلها على هيئة طائر فلما نفخ فيها صارت طائرا حيا (وبالتالى نستنتج أن للحيوانات أرواح بنص القرآن). وبإذن الله أخرج الموتى من قبورهم أحياء. ومن هنا كان التشابه بين خلق عيسى وآدم: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59 ولإن عيسى روح من الله فهو لم يَمُت على يد بشر، فلم يقتلوه يقينا، وإنما قتلوا شبيها له أو توهموا ذلك: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157 وكذلك فقد كف الله عنه بنى إسرائيل: {...... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110 ولذلك فقد رفعه الله إليه، فكلمة مُتوفيك تعنى "تسلمه كاملا" كمن يتسلم دَيْنَه كاملا لا ينقص: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55 والسؤال: هل رفع الله عيسى عليه السلام بروحه وجسده؟ ويُجيبنا الله جل وعلا فى كتابه الكريم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57 وقال تعالى أيضا: وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ{34} مريم ولكن متى مات عيسى عليه السلام؟ ذلك ما لا نعرفه، ولكنه بالتأكيد مات قبل أن يعبده من انحرف بدينه من قومه، وإلا لشهد على قومه بالكفر، فيقول تعالى:
4- الوحى أو الكتاب (فهو يُحيى موات القلوب، ويُنير لها طريقها فتعرف طريق الهدى من طريق الضلال):
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ }غافر15
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
فالروح فى الآيات السابقة هو الوحى أو الكتاب (القرآن)
وفى الآية التالية يدعو الرسولُ المُؤمنين إلى كتاب الله أو وحيه حتى يحيوا حياة طيبة فى الدنيا والآخرة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24
ويقول تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122
فالجاهل أوالغافل أوالكافر ميت القلب يمشى فى ظلمات الجهل مُكبا على وجهه، ولكن القرآن يُحيى قلبه فيمشى فى نور الهداية.
ولإن القرآن روح من الله، فهو محفوظ من الضياع أو العبث بما فيه إلى أن يشاء الله:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
الخُلاصة: إن الروح هى ما تكون به الحياة، أوهى ما يُسبب الحياة، أو بتعبير شاعرى هى شُعلة الحياة.
ولذلك فقد سُئل الرسول عن هذه الروح (باعثة الحياة: أو جبريل أو الوحى أو القرآن) وعن ماهيتها، وأجاب رب العزة:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
فقد أُوتينا القليل من العلم وهو ما تفضل علينا به ربنا من علم وأنباء الغيب.
وبالرغم من التطور الهائل فى العلم الذى تم فى القرنين الأخيرين إلا أننا لا ندرى حتى الآن كيف تنشأ الحياة فى المادة الصماء، وكل ما قدرنا عليه هو أخذ شىء حى والعبث به عن طريق الهندسة الجينية Genetic engineering ، أما كيف نصنع الحياة؟ فهيهات!
وأما القول بأن المسيح عليه السلام والقرآن سُميا روحا لاتصالهما بالروح (جبريل) فهذا غير صحيح، فمحمد عليه السلام اتصل بجبريل ومع ذلك فلم يُسمه الله روحا، ولو كان روحا من الله لما مات رسولنا الكريم.
الرَّوْحُ
ووردت كلمة: "رَوْحٌ" ثلاث مرات:
والرَّوْحُ هى رحمة الله ونعمته التى تُرَوِّح عن قلوب المؤمنين فتُزيل عنهم الهم وتبعث فيهم السعادة والرضا:
{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
{فََأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ{88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ{89}الواقعة
ووجود الروح يبعث الحياة فى الجسد الذى دخله، فيشعر ويتحرك ويُفكر، إلخ
وبذلك يصير الإنسان ذاتا مُستقلة أو شخصا مُكونا من جسد وروح
وهذه الذات العاقلة هى ما يُسميها الله بـ "النفس"
أى أن:
نفس الإنسان = جسد + روح
النفس
وردت كلمة نفس وأنفس ونفوس حوالى 269 مرات فى القرآن الكريم
وكلها بمعنى "ذات" أو "شخص"
وقد قرأت الآيات كلها واضعا كلمة "ذات" بدلا من كلمة نفس ولم يتغير المعنى،
ووضعت كلمة "شخص" بدلا من كلمة نفس (مع تغيير الضمائر للمذكر) ولم يتغير المعنى (وبالطبع تغيرت موسيقى الآيات وجرسها).
وعليكم أن تُجربوا هذا ولن تجدوا استثناءً واحدا!
بل إن الله سبحانه وتعالى استعمل كلمة نفس للإشارة إلى ذاته الجليلة وشخصه الكريم:
{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} المائدة116
وما بالنفس هو ما بداخلها أى السريرة أو الدخيلة.
فالله يعلم سريرة المسيح ودخيلته، ولكن المسيح لا يعلم ما يُسره الله.
ويقول سبحانه أيضا:{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41
أى خلقتك لتكون صنيعة لِذاتى، مُطيعا لى.
وقال سبحانه تعالى:
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30
فالله يُحذرنا من ذاته جل جلاله ومن غضبه علينا (نَفْسَهُ مفعول به، ولو كانت فاعلا لكُتبت: نَفْسُهُ).
ونفس الإنسان (أو ذاته أو شخصه) ولأنها تتكون من جسد وروح فهى:
1- تُقتل وتموت (فلو فسد الجسد فسادا شديدا لا تتمكن الروح من البقاء فيه، فتنفصل عنه وتموت النفس أو الذات أو الشخص). ويقول تعالى:
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72
{ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145
{الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران168
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
ويقول تعالى أيضا:
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
فالله يتوفى (أى يتسلم كاملا) الأنفس (أى الأشخاص أو ذواتهم) التى قضى عليها بالموت (فيفصل الجسد عن الروح، ويأخذ الروح إلى حيث يشاء، أم الجسد فيتركه هامدا ليتحلل ويعود إلى الأرض حتى يوم البعث)
وأثناء النوم يتسلم الله النفس كاملة (جسدا وروحا) وتظل النفس فى رعايته حتى تستيقظ. فهو سبحانه لا يفصل الروح عن جسد النائم. (والخطأ فى تفسير السورة هذه هو فى فهم كلمة يتوفى بمعنى يُميت)
وغير ذلك كثير.
2- والأنفس تنقص (أى يقل عددها أى يقل عدد الأشخاص، ولو كانت النفس داخل الجسد فلا أدرى كيف يكون هذا)، فيقول تعالى:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 فالأشخاص عددهم ينقص (نتيجة المجاعة أو الحرب أو أى ابتلاء آخر)
3- والنفس تأكل (حتى يعيش الجسد وتتمكن الروح من البقاء فيه)، فيقول تعالى:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93
ويقول تعالى عن الرسل:
{وََمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{7} وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ{8}الأنبياء
فالرسل رجال أى أنفس (من روح وجسد)، ولا يُمكن أن يُرسل الله أجسادا لا تأكل الطعام وإلا تحللت هذه الأجساد، وما كان لهم أن يخلدوا فى الجنة بدون أرواح تُحييها.
فمن يحتاج إلى الطعام؟ الجسم أم النفس التى بداخله كما اقترح البعض؟ ولكن إذا كان معنى النفس هو شخصه أو ذاته، أى الجسد + الروح فيصبح الكلام مفهوما.
4- والنفس تُكلف:
{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }المؤمنون62
(فماذا يمكنها أن تفعل إذا كانت بلا جسد؟)
5- والنفس تُبعث وتعود إلى الله للحساب (جسدا وروحا وإلا لما أكد الله على خروج الأجساد من الأجداث إلى الحياة فى عشرات الآيات):
{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281
{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران25
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }يس78
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259
والله يُزوج الأجساد بأرواحها يوم القيامة حتى يتم الحساب والجزاء، فيقول تعالى:
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ }التكوير7
6- والنفس تُعذب فى النار أو تتنعم فى الجنة (وهذا يستلزم جسدا وروحا حتى تُحس النفس ما يتم بها من عذاب أو نعيم) والآيات كثيرة لمن يُريد أن يبحث أو يتأكد.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93
فالملائكة تطلب منهم أن يُخرجوا أشخاصهم وذواتهم من عذاب جهنم الذى كانوا يُنكرونه من قبل. (انظر مقالى: غمرات الموت وسكرة الموت)
ويقول تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء56
{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة25
مُلحق:
جسد
وردت أربعة مرات بمعنى شكل مُجسم ليس به مظاهر الحياة أى هامد:
{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ }الأعراف148
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ }طه88
{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ }الأنبياء8
{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }ص34
ولم ترد بالجمع "أجساد" ولا مرة
جسم
وردت مرة واحدة مفردة، ووردت بالجمع (أجسام) مرة أخرى:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247
ووردت جسم بالجمع "أجسام" مرة واحدة
أجسام
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4
والجسم هو الشكل الخارجى للنفس، وتبدو عليه مظاهر الحياة.
هذا ما توصلت إليه من تدبر آيات الله الكريمة
فما رأيكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين محمد نجيب
4/10/2009
أخى العزيز/ محمود دويكات
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى العزيز
أشكرك على تقريظ كتابتى بأن فيها الكثير من المنطق، فهذا من أستاذ فى المنطق ومُغالطاته مدح كبير.
بالنسبة للنقطة الأولى:
قلت سيادتك: [أظن ان الروح عبارة عن هيئة عليا أو قوة خاصة من الملائكة التي تحمل و تنفذ أوامر خاصة من الله تعالى مباشرة .. و إن على رأس تلك الهيئة أو أمينها العام هو جبريل لذا وصفه الله بأنه الروح الأمين ، و....]
بدأت سيادتك بأنك تظن ....
ولكن القرآن أسند نفس الأعمال التى تفعلها الروح إلى جبريل عليه السلام، وهنا سواء كان هو قائدا لمجموعة أو يفعل ما يفعل بنفسه فهذه ليست نُقطة جوهرية فالمهم أنه يفعل ما يأمره به ربه سواء حمل الوحى أو كان وسيطا عندما ينفخ الله من روحه (التى هى الروح أو جبريل كما شرحت فى المقال).
وسيادتك كدارس لعلم المنطق فلابد أنك على دراية بـ "موسى أُوكام" Ockham's razor وقد يُسمى قانون الاقتصاد Economy law وباختصار فهو يعنى فى حالتنا هذه أن التفسير الذى لا يحتاج إلى عوامل كثيرة وسيطة (أى أبسط التفسيرات وأكثرها اقتصادا) هو غالبا أصحها.
وبالنسبة للنقطة الثانية:
فسيادتك تقول الآتى: [و من قوله تعالى على لسان يعقوب : لا تيأسوا من روح الله نستطيع أن نقول الآتي: إن .....]
ولعلك لم تُلاحظ تَشكيل كلمة رَوح فى الآية:
{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
فهى رَوْح (بفتح الراء وسكون الواو) وقد شرحت معناها فى المقال ولا داعى للتكرار (فهى غير الـ رُوح (بضم الراء)
وبذلك فكل ما قلته بعد ذلك مبنى على فهمك الخطأ لكلمة رَوْح بأنها لا تختلف عن كلمة رُوح، ولا يحتاج إلى الرد.
(يتبع)
وبالنسبة للنقطة الثالثة:
فقد قلت سيادتك:
[و أما عن عيسى عليه السلام و أنه وصفه الله بأنه روح منه فهذا يمكن تفسيره لسبب أن الله أعطى عيسى بعض القوى الخارقة التي يستطيع ......]
ولاحظ أن الآية تقول:
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي
فقد نفخ عيسى (بإذن الله) فى تمثال الطير الذى صنعه
فماذا نفخ؟
تقول قوة خارقة، وأقول نفخ روحا قياسا على ما نُفخ فى آدم ومريم عليهما السلام، فدبت الحياة فى الطير.
وهنا فقد أدخلت سيادتك فى المُعادلة اسما جديدا لم يُذكر فى القرآن هو: قوى خارقة.
وبالنسبة للنقطة الرابعة:
تقول سيادتك:
[و أما النفخ في أدم من الروح ، هكذا تعبير القرءان: فليس هناك نفخ الروح في آدم ، بل نفخ في آدم من الروح – لاحظ هنا أن المفردة"من" متلازمة دائما أبداً مع كلمة " الروح" أي أن النفخ حدث – من – الروح و ليس كما كنا نعتقد أن النفخ هو نفخ الروح ، فما كنا نعتقده هو أمر باطل ..فالآيات لا تقول أن الروح شيء تم نفخه في آدم.. بل الآيات تقول بالتحديد أن آدم تم نفخه بشيءٍ ما (من أو عن طريق) الروح، فهنا نستطيع أن نفهم أن الله قدّر لآدم أن يتم ابتعاثه للحياة عن طريق تلك القوة الخاصة و بأمر من الله .. يعني و كأن الله سبحانه يقول : فإن جعلته حياً بوساطة تلك القوة الخاصة من الملائكة.. ]
فماذا نفخ.
سيادتك تقول: نفخ من الروح قوة خاصة
وأنا أقول نفخ من الروح بضعة منها (وهو استنتاج منطقى) تسببت فى حياة هذه الجسد الهامد،
فقد أقول: أعطيت له من نقودى (أى أعطيته بعضا منها)
وقد أقول: نفخت فى البالون من هواء زفيرى (فالذى دخل البالون هو بعض من هواء زفيرى)
ولكنك تتحسس من تسمية هذا القوة الخاصة بالروح، وبلفظ كلماتك [نفهم أن الله قدّر لآدم أن يتم ابتعاثه للحياة عن طريق تلك القوة الخاصة و بأمر من الله]
والخلاف على التسمية التى تتحسس منها (ولكن المُحصلة هى هى أن النفس ليست هى التى داخل الجسد )
وهنا أيضا نكون قد أضفنا مُعاملا جديدا فى المُعادلة وهى الحياة أو القوى الخارقة؟!!!
(يتبع)
وبالنسبة للنقطة الخامسة:
تقول سيادتك:
[و أما قوله أوحينا اليك روحا من أمرنا فهذه مرده جبريل عليه السلام فالله أوحى الى محمد تلك الروح من أمره – لو عوضنا عن كلمة أوحي بكلمة أرسل ( فعل متعدي لتسهيل الفهم) تصبح أرسلنا اليك روحا – من أمرنا – أي أن تلك الروح (بقيادة جبريل) إنما أوحيت و أرسلت اليك بأمر من عندنا.]
فما زلت سيادتك تحاول تعقيد المسائل بوضع ملك آخر غير جبريل لتوصيل الوحى.
لقد أوحى الله عن طريق جبريل (أو أى سلسلة من الملائكة تشاء) إلى الرسول هذا القرآن الذى بين أيدينا.
ولكن هذا الوحى أو القرآن فيه قوة خارقة خاصة (ما دمت ترفض كلمة روح التى وصف الله بها وحيه وقرآنه) فى كلماته ومعانيه. وهذه القوة لها القدرة على إحياء موات القلوب، وكذلك فهى تحمى القرآن وتحفظه من الزوال إلى أن يشاء الله.
وبالنسبة للنقطة السادسة:
تقول سيادتك:
[و اما كلمة النفس فأظن أنها بمعنى قريب عن الذات الواعية أو التي لها القدرة على تمييز .. بعكس الجسد أو غيره. و لكن أظنني أميل الى قولك بأن النفس هي ما اجتمعت فيها الحياة بشكل أو بآخر ..]
فأرى أننا مُتفقان على الشطر الأول بأن النفس هى الذات الواعية
وأن النفس اجتمعت فيها الحياة بشكل أو بآخر (مع ماذا؟ هل ما زلت لا تستطيع أن تقول: مع الجسد؟)
ولكن ما زلت سيادتك تُصر على استبعاد كلمة روح (وهو استنتاج منطقى لمن ليس عنده حساسية خاصة بسبب فكرة مُسبقة يُدافع عنها)
ثم تقول سيادتك:
[و لكن لست أقبل ما تقوم به من مقابلة في مواصفات النفس و من ثم تقول إن لله نفساً .. فأنت تقول أن النفس تأكل حتى تعيش .. الخ و لكن الله لا يحتاج لذلك .. لذا أظن أن معنى النفس هو من مترادفات الذات التي لها القدرة على التمييز بغض النظر أكانت نفسا بشرية أم نفس الله سبحانه.]
فأنا لم أقل أبدا فى مقالى هذا إن نفس الله تتكون من جسد وروح (سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا)
ولو كنت قرأت مقالتى "مصادر المعرفة" لعلمت أن العقل السليم لا يبحث أبدا فى ماهية أو كُنه الله سبحانه)، وأننى لا أجرؤ على هذا.
ولكنى قلت إن كلمة نفس استعملها الله للإشارة إلى ذاته، وأنا لم أخترع هذا من عندياتى، ولكنه ما ذكره القرآن فى ثلاث آيات على الأقل (مذكورة فى المقال).
ولو كنت قرأت المقالة بتركيز أكبر لأدركت أن كل ما قلته بعد ذلك كان تحت عنوان:
[ونفس الإنسان (أو ذاته أو شخصه) ولأنها تتكون من جسد وروح فهى:
1- تُقتل وتموت ....
2- والنفس تنقص .....
3- والنفس تأكل .......
إلخ ....]
والآن يا أخى العزيز، وبصفتك كاتب مقال "مُغالطات فى المنطق" أشكرك كثيرا على هذا الدرس العملى! وأنصح جميع القراء بدراسة مقالك الرائع حتى تكون مقالاتنا وتعليقاتنا منطقية وخالية من المُغالطات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عزالدين
5/10/2009
أخي العزيز لقد ربطت بين الحياة والروح وقلت أن الطير دبت فيها الحياة بعد نفخ الروح فيها /نفخها عيسى عليه السلام بإذن ربه/ فهل الروح موجودة في الحيوان المنوي للذكر والبويضة غير الملقحة للأنثى. فإن كانت الروح منفوخة فيهما فهل نفس الروح تكون موجودة في كل الكائنات الحية من الفيروس وحتى الانسان؟ أم أن للروح أنواع؟ وإذا لم تكن فيها روح /أقصد الحيوان المنوي والبويضة غير الملقحة/ فمتى يتم نفخ الروح في الجنين؟ وهنا تنتفي الملازمة بين الحياة والروح لوجود الحياة بدون روح!!! وهل الانسان الذي يعيش في غيبوبة طويلة تنتهي بالموت فيه روح أم هي حياة بدون روح. وهل النباتات حية مع روح أم هي حية بدون روح. أرجو منك المعذرة على أسئلتي الكثيرة ولكن لم أقرأ في حياتي بحثاً يطمئن له قلبي حول العلاقة بين الروح والحياة. وعسى أن تكون أنت أخي الفاضل من يفعل ذلك. والصلاة والسلام على نبينا محمد قمر الهاشميين وتاج العرب وعلى صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالرغم من أننى كنت قد عزمت على عدم الرد عليك مطلقا
ولكن أسئلتك منطقية، وكنت أنتظرها، ومنك بالذات!
1- أعتقد أن جزءا من الروح التى نُفخت فى آدم (وزوجه؟) تسربت إلى عقبه عن طريق الحيوانات المنوية والبويضات. ولكن هذه الحيوانات والبويضات فيها حياة لا يشك فيها أى عالم أحيائى، فبويضات بعض الحيوانات الدنيا يمكنها تكوين فرد كامل، وهو ما يُعرف باسم التكاثر اللازوجى Parthengenesis ويُمكنك الاطلاع عليه فى أى دائرة معارف مُحترمة. وهذا مُجرد رأى!
وقد تكون الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
لها علاقة بهذا الموضوع، ولكنى لم استقر على رأى بعد فيها، ولم أقرأ تفسيرا لها إلى الآن يطمئن له قلبى.
2- وقياسا على نفخ الروح فى الطير فأعتقد أن الحيوانات لها أرواح تحيا بها.
3- أما الروح فى النباتات فلا أدرى. والفيروس هو خلق بين الجماد والمخلوقات الحية، وهو يستخدم خلية حية ليتكاثر، وخارج الخلية يتخذ غالبا شكلا بللوريا كالجمادات، ووجود روح فيه أو عدمه هو من غيب الله سبحانه.
4- وأعتقد أن الروح تلازم الجسد (حتى فى غيبوبته) إلى أن يصيرالعطب فيه شديدا لا يسمح باستمرار الحياة فتُغادره.
5- والسؤال الذى لم تسأله: هل تظل الروح فى قطع الغيار البشرية عند نقل الأعضاء؟ والرد: علم ذلك عند ربى!
وما سبق مُجرد آراء واستنتاجات وهى مُجرد تدريب عقلى، وقد تكون خطأً بالكامل.
وسيادتك رجل شديد الذكاء، وواسع الاطلاع
ولا أدرى لماذا لا تستخدم ذكاءك وسعة اطلاعك فى كتابة مقالات مُفيدة مُبتغيا وجه الله تكون رصيدا لك يوم الحساب؟
فالذكاء الشديد سلاح ذو حدين فقد يُستعمل فى الخير كما قد يُستعمل فى الشر!
والسلام على من اتبع الهدى وخشى الرحمن بالغيب
عزالدين
5/10/2009
ما هو النفخ؟ يعني لما يقول عيسى عليه السلام: فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله. هل هو النفخ الذي نعرفه كما ننفخ البالونة بالهواء؟ يعني هل كان عيسى عليه السلام يضع فمه على الطين بهيئة الطير وينفخ فيه الهواء فيصير طيراً بإذن الله؟ أم ليس ذلك هو المقصود؟ وبالنسبة للنباتات فقد عرف عن الرسامين المسلمين امتناعهم عن تصوير وتجسيم الحيوانات لوجود الروح فيها ولكنهم قاموا بتصوير وتجسيم النباتات لعدم وجود الروح فيها. فهل يمكن لنا أن نعتمد على هذه الحقيقة /حقيقة تحريم رسم الحيوانات وتحليل رسم النباتات/ في الاستدلال والاستنتاج أم هي خرافة من خرافات التراث ولا أساس لها؟
عن الجنين يسمح معظم الفقهاء بإسقاط الجنين قبل 40 يوما لعدم وجود الروح. ويختلفون فيما بينهم في الحكم في الفترة بين 40 و 120 يوما بين محرم ومحلل ويتفقون جميعا على حرمة الاجهاض بعد 120 يوم من الحمل. فهل هذه المعطيات يمكن الأخذ بها لاستنتاج إمكانية وجود الحياة دون روح؟ أم هي أيضا من خرافات التراث ولا أساس لها من الصحة؟ وبالمناسبة ما هو رأيك بالإجهاض بناء على رؤيتك وفهمك للروح والحياة.
وشكرا لك على الاطراء الملغوم وفعلا يبدو أنني قد نشأت في بيئة شريرة جدا وتعملت فيها ومنها استخدام ذكائي في الشر. ولهذا أحتاج لفترة من إعادة التأهيل والتدريب كي أستخدم ذكائي في الخير فقط ولا أعود لاستخدامه في الشر مرة ثانية البطة. فصبرك علي يا أخي. والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا وشهيدنا ونبينا محمد وعلى صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الأخ عز الدين ... أشكرك على ردك المفصل و هو رد جميل .. أما لماذا ارفض أن تكون الروح شيئا ينتقل عبر الذوات ، و لماذا أرفض أن تكون الروح شيء قد تم نفخه في ( لاحظ في) أدم أو غيره ، أو شيء تحمله الكائنات الحية.. هو بسبب الآية ( يوم يقوم الروح و الملائكة ) فكيف يقوم الروح؟ إذن الروح لابد و أن تكون شيئا له كيان واعي منفصل و مستقل ، و عندها ليس منطقي أن نقول أن عملية نفخ الروح (و هو مالايقوله القرءان) هي عبارة عن وضع أو دفع شيء من الروح الى داخل ذات الجسم .. بل القرءان يستخدم "من" باستمرار" ، و أما لماذا يجب أن تكون الروح "مجموعة" من الملائكة و ليس جبريل فقط فهذا لأن القرءان يستخدم الكلمتين بمعزل عن بعضهما البعض .. قد تقول إنه يجوز أن تكون كلمة الروح "وصف لجبريل" و هذا منطق أيضا و لكنه افتراض لا يختلف كثيرا عن افتر اض أن الروح "مجموعة" من ضمنها جبريل.. ..
و لا بد أنك تعلم إن أداة أوكام لا تشتغل إذا كان هناك أمور ليس لها تفسير واضح .. أضف الى ذلك أن احتمال أن تكون أداة أوكام خاطئة يكون أكبر عندما تكون هناك قوى "عاقلة" في المسألة... كما أن أداة أوكام نفسها عبارة عن افتراض محض و بالتالي فهي ظنّ و ليست بالضرورة صحيحة.. فأنا لا أستطيع تفسير "قيام الروح" و جميع حركات الروح المستقلة و التي تدل على كيان منفصل .. لا أستطيع تفسير هذا بالاجتماع (أو مع) القول بأن الروح شيء يـُقتطَع منه أو يــُجتزَأ منه قطع صغيره تنفخ في ذوات أخرى.
و أما عن النفس .. لو فرضنا صحة ما تقول إذن الروح شيء يمكن تجزأته - حسب فرضك - عندها النفس يجب بالضرورة أن تحتوي على روح ، (للأنسان جسد+روح) أما لله فالنفس حسب كلامك هي الروح إذن .. و لكن.. عندها يصبح الله شيئا يمكن تجزأته ... و هذا ما يتناقض مع تعريف الكمال لله تعالى ، إذن يجب أن تكون الروح شيئا لا يدخل في تكوين الله (لأن الله غير مكوّن من أشياء أصلا) إذن يجب أن تكون الروح شيء متصل مع الله لكن ليس داخل في تكوينه ـ و بالتالي الأفتراض ألاقرب للصحة هو أن تكون الروح ملك أو ملائكة تخضع لحكم الله تعالى. .. و ان معنى النفس لا علاقة له بالروح .. و إن النفس كلمة تدل على الذات المستقلة (أو الواعية) او أي تعريف آخر لا علاقة جزئية له مع الروح.
و أما اختلاف التشكيل ما بين روح و روْح .. فهذا صحيح ، و أميل الى أن نفصل بين المعنيين (كما تقول) .
طبعا هذا كله و الله أعلم .. فحينما يكون هناك افتراض مهما كان صغره (و بغض النظر سواء اعترف به صاحبه ـو داراه وراء كلمات منمقة أم لم يعترف به) عندها يكون الظن له ذراع في التفكير.. لذا نعم .. فجميعنا هنا إنما "نظن" في معظم ما نقوله.
و الله تعالى أعلى و أعلم
أخى العزيز/ محمود دويكات
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بالنسبة للفقرة الأولى:
لابد أن أُهنئك فقد اخترعت نوعا مُتطورا من مغالطة جدل الأسئلة الكثيرة Argument of Many Questions والتى يطلب المُجادل بعدها ردا بسيطا، وقد ذكرت فى المقال ردى البسيط مما فهمته من آيات الله، ولكنك أخذت تعترض وتُعيد نفس الأسئلة التى سبق لى الرد عليها.
ويُشرفنى أن أطلق على طريقتك فى المناقشة: جدال المتاهة لدويكات Labyrinthine Argument of Duwaicat فقد أدخلتنى فى متاهة لا أعرف لها أول من آخر.
ومع هذا فسوف أرد على ما فهمته منها:
فسيادتك ترفض: [أن تكون الروح شيئا ينتقل عبر الذوات ، و لماذا أرفض أن تكون الروح شيء قد تم نفخه في ( لاحظ في) أدم أو غيره ، أو شيء تحمله الكائنات الحية.. هو بسبب الآية ( يوم يقوم الروح و الملائكة ) فكيف يقوم الروح؟ إذن الروح لابد و أن تكون شيئا له كيان واعي منفصل و مستقل]
لك أن ترفض كما تشاء
ولكن كرجل منطقى فعليك أن تُعطينى تفسيرا مُقنعا يشرح "ونفخ فيه من روحه" :
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }ص72
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9}السجدة
أما أن ترمى الكرة فى ملعبى وتُطالبنى بأن أثبت لك رأيك فهذه مُغالطة منطقية مُبتكرة، وأعتذر عن المشاركة.
ثم تصل سيادتك إلى النتيجة: [إذن الروح لابد و أن تكون شيئا له كيان واعي منفصل و مستقل]
يا إلهى! أليس هذا المعنى هو ما قلته فى المقال، فقد قلت بالنص:
[معنى كلمة رُوح فى القرآن الكريم:
1- جبريل عليه السلام ....]
ثم قلت:
[والواضح أن جبريل (عليه السلام) شخصية عالية القدر، مُتميزة عن باقى الملائكة لأن الله يذكره بالإسم وكذلك فقد قال عنه: الروح، الروح الأمين، وروح القدس، وتحمله الملائكة، وشديد القوى، وذو مِرة، ورسول كريم، و{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}(التكوير20)، ومُطاع ثم أمين. فهل هو رئيس للملائكة أم خلق مُتميز عنهم؟]
ألا يعنى كلامى هذا نفس النتيجة التى وصلت سيادتك إليها؟
(يتبع)
ثم أُهنئك مرة أخرى لاختراعك نوعا جديدا من الـمُغالطات يُمكن أن نسميه سوء الفهم المُتعمد Intentional Misunderstanding فسيادتك تقول:
[و أما عن النفس .. لو فرضنا صحة ما تقول إذن الروح شيء يمكن تجزأته - حسب فرضك - عندها النفس يجب بالضرورة أن تحتوي على روح ، (للأنسان جسد+روح) أما لله فالنفس حسب كلامك هي الروح إذن .. و لكن.. عندها يصبح الله شيئا يمكن تجزأته ... و هذا ما يتناقض مع تعريف الكمال لله تعالى ، إذن يجب أن تكون الروح شيئا لا يدخل في تكوين الله (لأن الله غير مكوّن من أشياء أصلا) إذن يجب أن تكون الروح شيء متصل مع الله لكن ليس داخل في تكوينه ـ و بالتالي الأفتراض ألاقرب للصحة هو أن تكون الروح ملك أو ملائكة تخضع لحكم الله تعالى. .. و ان معنى النفس لا علاقة له بالروح .. و إن النفس كلمة تدل على الذات المستقلة (أو الواعية).]
فالبرغم من أنك اتهمتنى فى تعليقك الأول أننى أقول إن لله نفس فهو إذن مكون من جسد وروح.
وبالرغم من أنى وضَّحت لك إن نفس الإنسان هى التى تتكون من جسد وروح واقتطعت جزء المقالة التى أقول لك فيها هذا
ولكنك تعود وتُكرر نفس الاتهام لعل الناس تُصدق أنى قلت هذا، ثم تفسره وكأنك اكتشفت شيئا جديدا لم أقله أنا.
مع أنى قلت وبالنص فى صلب المقال:
[وعندما يقول الله: روحى أو روحنا فليس معنى هذا أن الروح جزء منه
فلو كانت الروح جزء من الله لكان آدم وعيسى أبناءه بالروح
ولكن الله وتعالى أنكر بنوة عيسى وكذلك بنوة عُزير له ....]
ثم كررت:
[من هذا نفهم أن الروح ليست جزءًا من الله تعالى
وليست شخصا آخر بينه وبين الله علاقة ندية أو شراكة لأن الله يمتلك كل شىء وليس له شريك أو ند على الإطلاق؛ فهو واحد أحد وهو خالق كل شىء ومالكه.
وإذن فالروح من ممتلكات الله.
وهذا يُثبت كذب من ادعى أن عيسى ابن لله، أو أن آدم (ونحن بالتبعية) أبناء الله كما يفعل المتصوفة أصحاب مذهب الحلول والاتحاد) الذين يأخذون بالمتشابه من الآيات، ولا يعرضوها على باقى آيات القرآن.]
ومعنى كلامى الصعب على الفهم هو أن الروح ليست جزءا من الله بل هى أحد ممتلكاته أى جبريل.
وقلت: [ونفس الإنسان (أو ذاته أو شخصه) ولأنها تتكون من جسد وروح فهى:
1- تُقتل وتموت ... إلخ]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين
5/10/2009
حتى لا نتخبط في جدل لا ينتهي يا أخ عز الدين ، من القراءة المباشرة لمقالك فأنت تقول أن الروح لها عدة معاني مجتمعة (لا أدري كيف) .. فمرة تقول أن الروح هي جبريل ، و مرة تقول أن الروح هي ما يكون به حياة الأنسان ،و من ثم تقول أن الروح مايكون به حياة المسيح ، و بعدها تقول أن الروح هو المسيح ، و بعدها تقول ان الروح هو الوحي او الكتاب ، و بعد كل هذا تختم و تقول أن "الخُلاصة: إن الروح هى ما تكون به الحياة، أوهى ما يُسبب الحياة، أو بتعبير شاعرى هى شُعلة الحياة." ... أي أنك في النهاية عرفت الروح بما تحدثه ( من حياة) و ليست بماهيتها نفسها .. هذه التعددية البارعة هي التي لفتت انتباهي فقلت لعلي أشارككم بعضا من أفكاري حول المسألة لعل أحدنا يستفيد
جاء تعليقي ليقول لك ببساطة يا أخ عز الدين إن معنى الروح يمكن (حسب ما طرحته) فهمه بشكل أكثر تناسقا ( مما تقول أنت به) على أنه هيئة أو مجموعة من الملائكة تمتلك القدرة على إحداث تغييرات في القوانين العامة لهذا الكون ، فهي التي تحيي و تميت بإذن الله تعالى إذ أنه هو الذي أعطاها تلك القدرات ـ تماما كما أعطاها لعيسى (و الذي لهذا السبب يناديه الله تعالى يإسم الروح أيضا) . ..
أرجو أن تقرأ التالي بتمعن أخي عزّ الدين .. فأنا لا أهّرج هنا.. بل أحب أن أفيد و استفيد: وجب التنبيه هنا أن تعريف الشيء بما يفعله أو يحدثه ليس تعريفاً أبداً بل هو "مغالطة" منطقية شائعة ، فإنت قلت لي أن الروح هو ما تصير به الحياة .. فهذا ليس تعريفا لكلمة الروح.. و لكن إن قلت لك إن الروح هي الملائكة التي تستطيع إحداث حياة ، عندها هذا تعريف صحيح ، لأني حصرت معنى الروح بالملائكة (ذات الصفات المذكورة) و ليس لي بعدها (كما تفعل أنت) أن أقول إن الروح هي مرة جبريل! أو الوحي! أو القرءان! أو المسيح .. أو غير ذلك... لأن ذلك يؤدي الى نتائج غريبة .. إذ يستطيع كل أحد أن يستنتج من كلامك مثلا أن به قطعة من جبريل! أو شيئا من جبريل! و أما النفخ "من" الروح .. فهذا يصير سهلا إذا اعتبرنا أن من تفيد السببية.. أي أن النفخ (و الذي لا نعلم ماهيته بعد) تمّ بسبب أو عن طريق الروح .. و ليس أن الروح (التي تعتبرها أنت مرة جبريل أو مايصير به الحياة) هي التي تم نفخها في الجسد.... و بالتالي يصبح قولك (ووجود الروح يبعث الحياة فى الجسد الذى دخله،) لا محل له من الأعراب لأنه يناقض قولك إن الروح هو جبريل إلا أن أردت أن تقول أن جزء من جبريل حلّ في داخل الجسد... و هنا حاولت أن أشير أن لا علاقة ما بين "نفس الأنسان" و الروح.
أرجو أن أكون أفدتك في هذه الجزئية البسيطة..و الحقيقة فأنا استفدت منكم الكثير في هذا المقال فشكرا لك على اية حال.. فكلنا نتعلم من بعضنا البعض.
و الله الموفق لنا جميعا.
أخى العزيز محمود دويكات
تقول سيادتك: [و بالتالي يصبح قولك (ووجود الروح يبعث الحياة فى الجسد الذى دخله،) لا محل له من الأعراب لأنه يناقض قولك إن الروح هو جبريل إلا أن أردت أن تقول أن جزء من جبريل حلّ في داخل الجسد...]
أحمدك يا رب فهذ بالضبط ما أقوله ولكنى استخدمت كلمة الروح التى استعملها القرآن
فكل إنسان (نفس) به جزء ضئيل من الروح يسمح لجسده بأن يحيا
أى أن النفس = جسد + روح
ولكن فى القرآن وفى المسيح عليه السلام جزءا أكبر يسمح لهما بمنح الحياة لغيرهما ولذلك سماهما رب العزة "روحا"
عزالدين
5/10/2009
شكرا لاخينا ezzeddin
مفهوم الروح واضح في كل الايات التي وردت في المقال لكن الخلاصة التي اوردتها ادخلتني في متاهة
مثل الروح شعلة الحياة -هذا اجتهاد منك لا علاقة له بتفسيرك للايات فالايات القرانية واضح جدا فيها مفهوم الروح
ولي رجاء من اخينا الكاتب كم اتمنى ان تكتب
كيف ان ملك الموت يقبض الارواح او الانفس بالمئات او بالالاف في نفس الثانية
هذا السؤال يؤرقني ولم يكتب عنه اي احد من الكتاب المحترمين وعلى راسهم اخينا احمد منصور
والله تعالى ذكر في القران الكريم ملك الموت اي انه واحد وليس له ذرية
وشكرا للجميع
ما دُمت سيادتك قد فهمت المقال واتضحت لك معانى الآيات فهذا هو المُهم
أما التعليقات عموما فالغرض منها:
استزادة الفهم
أو معارضة المقال وتقديم رأى آخر قد يكون أقرب للصحة
أو للتأييد، وقد يُقدم المعلق أدلة جديدة أغفلها الكاتب
أو للتشويش على المقال لأنه يُعارض رأيا لكاتب التعليق ولكن حجته ضعيفة أو لا يُمكنه التعبير عنها جيدا
أو لتسفيه المقال من معتنقى الأفكار التراثية
أو لمجرد التسلية على حساب خلق الله
أما بخصوص ملاك الموت، فالآية الكريمة تقول:
{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11
إذن فلكل مجموعة من الأنفس ملاك مُوكل بها (أى أن هناك عدد كبير من ملائكة الموت)
فالكلمات المُحددة "الذى وكل بكم" هى التى أحدثت التغيير فى المعنى من ملاك واحد للموت إلى عدد كبير منهم.
ولو قرأتِ الآية بدون هذه الكلمات لكان قولك صحيحا وهو إنه ملاك واحد
وأرجو أن يرد هذا على استفسارك.
وشكرا
عزالدين محمد نجيب
5/10/2009
أخي الكريم الأستاذ / عز الدين
تحية مباركة طيبة وبعد
شكرا لك أخي أن أعدتني ثلاثين عاما ميلادية بالتمام والكمال .
لقد كتبت حينذاك حول هذا الموضوع ، وتوصلت إلى ما أراحني تماما ، وهو في غاية السهولة واليسر .
سأبدأ معك أنت والأستاذ دويكات نقطة نقطة حتى نصل جميعنا إلى قناعة واحدة .
لقد نشرت موضوع على هذا الموقع في بدايات إنشائه بعنوان " النور والليزر "والذي لم يلتفت إليه كما يجب ، سأقتطف منه ما يخص موضوعنا ليكون منطلقا لنا .
العلاقــــة بين لفظ الجلالة الله والأسماء الحسنى :
الله
ورد لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم على مستوى الكلمة في 2153 موضع0 وعلى مستوى الجذر في 2690 موضع 0
وهو الاسم الدال على ذات الله 0 ويتصف الله سبحانه وتعالى بأنه :
1 ـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( 11 الشورى ) 0
2ـ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ0 ( 103 الأنعام )0
3ـ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا0 ( 110 طه ) 0
4ـ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ0 ( 100 الأنعام ) 0
فلا يصح أن نصف الله سبحانه وتعالى إلا بما وصف به ذاته 0
هذا بالنسبة للفظ الجلالة الله فماذا عن :
الأسماء الحسنى
الأسماء الحسنى
أولا : الآيات التي تبين ملكية الله لكل شئ 0
وردت كلمة لله في 116 موضعا0 وكلمة له في 275 موضعا 0
واليك بعض هذه الآيات :
1ـ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ0 ( 107 البقرة )
2ـ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ0 (116 البقرة )
3ـ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ0( 180 آل عمران )
4ـ وَلِله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ0 ( 189 آل عمران )
5ـ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلً ( 171 النساء )
6ـ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ0 ( 18 المائدة )
7ـ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ0 ( 12 الأنعام )
8ـ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ0( 60 النحل )
9 ـ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 0 (27 الروم )
هذه الآيات قليل من كثير توضح ملكية الله لكل شئ
ثانيا : الآيات التي تبين ملكية الله سبحانه وتعالى للأسماء الحسنى 0
1ـ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا0 ( 180 الأعراف )
2ـ قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى 0(110 الإسراء )
3ـ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى0( 8 طه )
4ـ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى0( 24 الحشر )
كذلك الأسماء الحسنى أيضا مملوكة لله سبحانه وتعالى ككل شئ ولكن الفارق الوحيد انه طلب منا سبحانه أن ندعوه بها لأنها مثل أعلى وهو له أيضا ( مملوك له ) 0
والنتيجة
أن وصف أي شئ متاح لأن كل شئ مملوك لله سبحانه وتعالى وكذلك الأسماء الحسنى 0
ولأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ فمحال أن يمثل بشيء ولكن نوره يمثل كما مثله هو سبحانه لأنه مملوك له ككل شيء ( مثل نوره ) 0
وعليه فمن الخطأ أن يقال ما ينطبق على الله سبحانه ينطبق على الأسماء الحسنى أو أي شئ آخر
وكذلك الوضع بالنسبة للكلمة , ولروح الله أنظر قول المولى عز وجل :
1ـ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ0 (171 النساء )
2ـ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا0( 13 التحريم )
3ـ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 0 ( 29 الحجر )
4 ـ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا 0 ( 38 النبأ )
هذا نموذج للآيات التي تبين أن روح الله من مخلوقاته وتتمثل وكذلك كلمته0
في نهاية هذا الجزء اطالب بتقديم كافة الاستفسارات التى لم تجد إجابة فيه .
كما أشجع الأستاذ / عز الدين بالمضى بهذا المنهج ، ولا يبالي بنتائج غير مستساغة لما ألفناه ، وهذا هو الإنتاج الفكري .
دمتم جميعا إخواني بكل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتفق معك كما يتفق معك كل مُسلم ولا أظن أن هناك من يُنكر هذا
فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء وهو مالك ورب السماوات والأرض وكل ما فيها.
وأشكرك على تشجيعك فأنا لا أكتب إلا ما أفهمه من كتاب الله مُتجردا من أى أفكار مُسبقة
وسأبحث عن مقالك "النور والليزر" إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين
6/10/2009
أنا شخصياً وحسب علمي المتواضع لم أرى تعريفاً لكلمة الروح أشمل من قوله سبحانه ( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) هذا ما نعلمه عن الروح وهذا ما بينه الله لرسوله وللمؤمنين عن تعريف الروح ، وعندما ينفخ الله سبحانه من روحه يتحول الجسد إلى نفس حية ، هذه النفس هي التي يقع عليها كل الأشياء كالموت والنشور والحساب والعقاب والثواب ولا أثر للروح بكل ذلك فالنفس هي التي ترجع إلى ربها حين الموت والبعث ، فإن كانت هذه النفس مطمئنة رجعت إلى ربها راضية مرضية ودخلت في عباد الله وأدخلت جنته ، أما إذا كانت النفس غير ذلك فهي ترجع أيضاً إلى ربها وعلى الله حسابها فعند موت الإنسان فإن نفسه هي التي تموت وعندما يبعث الله الناس فإنما التي تبعث هي نفوسهم ولا علاقة للروح بكل ذلك هذا ما أعلمه وشكراً
ونحن ما أوتينا من العلم إلا قليلا
وهذا القليل هو ما تكرم به علينا ربنا وذكره فى كتابه الكريم
ومقالنا هذا هو مجرد مُحاولة لفهم هذا القليل الذى منحنا الله
تنفيذا لأمر ربنا بتدبر القرآن.
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
وحتى نوقن أن كتاب الله لا يُخالف بعضه بعضا
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
وحتى يزيد إيماننا بربنا العظيم عندما نفهم آياته البينات
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2
توكلنا على الله!
وشكرا لمرورك الكريم يأخى طارق
عزالدين محمد نجيب
7/10/2009
نفخة الروح الإلهية بمفهومها العام هي تعني برأيي الشخصي أن تدب ( الحياة ) بالسمع والأبصار والأفئدة... بالأمر الإلهي ( كُن فيكون ), بمعنى آخر إنه بمجرد نفخة روح الله جل جلاله على كائن ما, فإن جميع الخلايا ( بأمر ربي ) تبدأ بالعمل الطوعي أو كرها وبالكيفية التي يقررها الله جل جلاله بحسب أمره, وتصبح الروح المنفوخة هي في الحقيقة تأتمر بأوامر الله جل جلاله ( بالوحي لها بأمر ربي ), وبالكيفية التي يريدها الله جل جلاله, ونفس هذا الخلق ينطبق على باقي مخلوقات الله جل جلاله في السموات والأرض.
تغيب عنا الكثير من العلوم في ما يخص خلق الله جميعهم في السموات والأرض... فمثلا نجد في القرءان الكريم إن الجن مخلوقة من النار وهي في نفس الوقت لديها هذه القدرة الهائلة على التمييز بين أن يكون منهم المؤمن وبين أن يكون منهم الكافرون ( إبليس وذريته ), وتظل النار هي المادة التي مخلوق منها أمة الجن ( يروننا من حيث لا نراهم )... ولديها قدرة الوسوسة والإيحاء والفتنة والتوجيه للإنسان ( الشياطين من الجن )...
لقوله تعالى:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف
نفس الوضع ينطبق على الإنسان, فسنجد إن الإنسان مخلوق أساسا من طين ومما تنبت الأرض, وعندما نفخ الله جل جلاله من روحه على هذا المخلوق من مادة الطين.. دبت الروح والحياة فيه بجميع خلايا هذا المخلوق الإنسان ليظهر بالهيئة والكيفية التي بها معشر الإنس اليوم.
لقوله تعالى:
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) السجدة
الآية الكريمة أعلاه واضحة تماما, ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ) ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ).
ونستطيع أن نستشف ونستنبط من الآية القرءانية أعلاه ( وبكون الروح من أمر ربي- الذات الإلهية- ) من كون إن الروح ليست إلا أزلية بمعنى آخر إن الروح هي حية لا تموت, بمعنى آخر إن الروح ليست من مخلوقات الله جل جلاله المادية التي تموت, لأنها من أمر ربي وشأنه وخصوصياته وذاته, الحي القيوم الذي لا يموت, ويخلق الله جل جلاله المخلوقات جميعا بنفخة من روحه جل جلاله وحده لا شريك له, ويجعل لها السمع والبصر والأفئدة وأن تدب فيها الحياة بالأمر الإلهي ( كُن فيكون ).
الجدير بالذكر إن الروح الإلهية كما أسلفت لا تموت إطلاقا كما يحدث مع النفس, وكما سأتطرق بإذن الله في المحور الثالث إلى الفرق بين الروح والنفس. فكون الروح هي من عند ذات الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى الله جل جلاله, والله جل جلاله حي لا يموت وهو جل جلاله يحي ويميت ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض, فبالتالي وبكون الروح من أمر ربي, فتظل الروح الإلهية حية لا تموت, وكل من عليها ( السموات والأرض ) فان, وكل نفس ذائقة الموت, ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام حي لا يموت... والروح ( الذات الإلهية ) من أمر ربي وما أوتينا من العلم إلا قليلا.
بالإمكان أن نحدد مجازا, أسماء الله الحسنى وصفاته مُستنبطة من القرءان الكريم نفسه, فسنجد إن من أسماء الله جل جلاله, الرحمن, الرحيم, الملك, القدوس, السلام, المؤمن, المهيمن, العزيز, الجبار, المتكبر, الرؤوف , الخالق, البارئ, المصور,العلي, العظيم... الخ من سمات وأوصاف وأسماء الله الحسنى والتي أمرنا الله جل جلاله أن ندعوه بها... لقوله تعالى:
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) الأعراف
وبرأيي الشخصي إن مراتب الروح الربانية الإلهية تتمثل في كونه جل جلاله هو الروح الرحمن وهو ذاته الروح الرحيم وهو ذاته الروح الملك وهو ذاته الروح القدوس وهو ذاته الروح السلام وهو ذاته الروح المؤمن وهو ذاته الروح المهيمن وهو ذاته الروح العزيز وهو ذاته الروح الجبار وهو ذاته الروح المتكبر وهو ذاته الروح الرؤوف الرحيم وهو ذاته الروح الأمين وهو ذاته الروح العدل الإلهي ... الخ من روح وأسماء وصفات ربي جل جلاله المتجسد ( من أمر ربي ), بأن ليس كمثله شيء أبدا جل جلاله وحده لا شريك له, وهذا يوصلنا إلى إشتقاق وإستنباط إن خلق الله جل جلاله في السموات والأرض هي تشتق وتتجسد وتدب فيها الحياة ( السمع والأبصار والأفئدة ) بمجرد نفخة روح الله جل جلاله فيها, بالكيفية التي يريدها الله جل جلاله في خلقه بالأمر الإلهي ( كُن فيكون ), فالإنسان فيه نفخة من روح الله جل جلاله بالهيئة والكيفية التي أرادها الله جل جلاله للإنسان وقد كرمه وفضله على جميع مخلوقاته في السموات والأرض وحمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات وفضله على كثير ممن خلق الله تفضيلا وبحق الإختيار في أن يؤمن أو يكفر ( بعد أن سواه من طين ) (مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) ثم نفخ فيه من روحه جل جلاله...
لقوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر
وقوله تعالى:
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71)
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص
والجان فيهم نفخة من روح الله جل جلاله بالكيفية والهيئة التي أرادها الله جل جلاله في خلق الجان ( بعد أن خلقها وسواها من نار )...
لقوله تعالى:
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) الأعراف
وقوله تعالى:
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) ص
والملائكة كذلك كمخلوقات وعباد الرحمن, فيها نفخة من روح الله جل جلاله, يوحي لها ربنا سبحانه وتعالى لتنفيذ أوامر الله جل جلاله ( من أمر ربي ) .... لقوله تعالى:
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال
غير إنه لم يبين الله جل جلاله لنا في القرءان الكريم من أي مادة خُلقت الملائكة, وكل مخلوقات الله جل جلاله في السموات والأرض فيها نفخة من روح الله جل جلاله, ويخلق الله جل جلاله ما يشاء وما أوتينا من العلم إلا قليلا.
لقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ( الإنفطار
وقوله تعالى:
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ ) ( وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )... فكما أسلفنا إنه لم تتوضح لنا الكثير من المعارف حول مما خُلقت الملائكة, لكننا نعلم يقينا إنها يوحى إليها من ربنا سبحانه وتعالى كباقي المخلوقات جميعهم, ونعتقد إن مهمة الملائكة سواءا المتواجدون في السموات أو برفقة الإنسان في الأرض, هي تقوم بمهمة التسجيل والإشراف والرقابة والتواصل المباشر مع الله جل جلاله بالوحي... لقوله تعالى:
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) الإنفطار
وقوله تعالى... بعد أن يُنفخ في الصور ويوم البعث والقيامة:
وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق
وقوله تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق
ونجد إن مصطلح الملائكة ذُكرت في الآية أعلاه مُنفصلة عن الروح المنفوخة في الإنسان المُخير بين الخير والشر والهدى والضلال كخليفة مؤتمن في الأرض على تنفيذ أوامر ونواهي الله في الرسالة السماوية ( القرءان الكريم ), أما (وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) في الآية الكريمة أعلاه ( 4 المعارج ) نجدها بوضوح من خلال روح الله جل جلاله المنفوخة في الإنسان عندما تسلم وجهها خاضعة طائعة خانعة خاشعة لله جل جلاله بالدعاء والصلاة والإستغفار والتوبة... ما يؤكد لدينا إنه عندما يتوفى الله جل جلاله الإنسان من خلال الملائكة المُكلفين بهذا, نجد إن الجسد أو المادة المخلوقة هي التي تتوارى في التراب, وتعود الروح إلى بارئها جل جلاله وحده لا شريك له.
وقوله تعالى:
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ
( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ) ( وَالْمَلَائِكَةُ ) ( صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ ) ( إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ).
وقوله تعالى:
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) القدر
أرفض تماما أن تكون الروح جزءا من الخالق جل وعلا ، وأرفض كل تأويل يؤدى الى هذا المعنى ، وأتمسك بأن الروح هو جبريل وما يتصل به . وأنصح باعادة قراءة مقالى عن الروح المنشور هنا فى القاموس القرآنى . وبعونه جل وعلا سأنشر بحثين عن ( النفس فى القرآن الكريم ) و ( الطب النفسى فى القرآن الكريم )
المشكلة التى وقع فيها الصوفية و الشيعة و من سبقهم من أصحاب الأديان الأرضية هى اعتقادهم بان الروح هوالجانب الالهى فى الانسان ، ومن هنا تأتى عقيدة التناسخ أى يكون الانسان نسخة من الله جل وعلا ، وعقائد ضالة أخرى مثل الاتحاد والحلول والعقيدة المحمدية لدى الصوفية ، وعقائد الشيعة فى الأئمة وعقائد السنيين فى النور المحمدى . الغزالى فى ( إحياء علوم الدين ) وفى ( مشكاة الأنوار ) هو أكبر من روّج لهذا الافك ، وقبله البخارى فى حديث أبى هريرة ( خلق الله آدم على صورته ) المأخوذ من تحريفات سفر التكوين . وهذا فى معتقدى إفك وضلال لأنه كما قال جل وعلا ( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ) ( الزخرف 15 ) وهو الأساس الذى تاسست عليه عقيدة ان المسيح أبن لله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وعقيدة اليهود و النصارىفى أنهم أبناء الله وأحباؤه ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ) ( المائدة 18). وعقيدة النرفانا الهندية .
تبدأ الخطوة الأولى بتأويل لمعنى الروح خارج معناه الوحيد وه ( جبريل ) ومايتعلق به . لهذا أنصح الأخ الحبيب عز الدين نجيب بمراجعة النفس فى هذا .
أما الأخ العزيزالاستاذ أنيس فهو يثرى الموقع بكتاباته ولكن هذه نقطة أساس فى الاختلاف بيننا ، وأرى الكتابة فيها مخالفة لشروط النشر ، لذا أتمنى عليه أن يحذف ما كتبه . هذا مع كل الاحترام له ولحريته فى عقيدته وفيما يخالفنا فيه .
كتبت مفهوم الروح فى القرآن الكريم فى رسالتى للدكتوراة عام 1977 ردا على ابى حامد الغزالى ، ثم نشرته مقالا فى الصحف المصرية ( الأحرار ) و ( العالم اليوم ) فى التسعينيات قبل نشره على الانترنت.
مقالك يقترب مما قلته فى موضوع الروح ولكنك أضفت تفصيلات ـ أضاعت ثمرة المقال . وأعطى ملاحظات سريعة لا أريد الرد عليها :
1 ـ قلت أكثر من مرة إن الحديث عن رب العزة وذاته العلية يأتى باللغة العربية وفق أفهام البشر ، وكذلك الحديث عن الغيبيات ومنها اليوم الآخر و الروح ،وقلت إن اللغة الانسانية قاصرة عن توصيل تلك المدركات لعقولنا المتأثرة بعالمنا المادى. ومن الخطأ ان نستعمل مدركاتنا البشرية القاصرة فى الغوص فى تلك الغيبيات دون أن نلتزم بمنهجية القرآن الكريم .
2 ـ من أمثال تلك الأخطاء استعمال الضمائر والصفات بنفس الطريقة فى التعامل مع ذات الله جل وعلا . حين تقول ( قلمى ) فأنت تعنى ملكيتك للقلم لأن الياء فى ( قلمى ) ضمير للملكية . أما عندما تقول ( ربى ) يكون العكس وهوأنك مملوك لله جل وعلا . وحين تقرا سورة ( الصمد ) فان وصفه جل وعلا (أحد ) فى الاية الأولى يناقض وصف الفرد من البشر بانه (أحد ) فى الاية الأخيرة . وحين تستعمل كلمة ( نفس ) نفس الاستعمال لله جل وعلا و البشر تقع فى خطأ لأن الله جل وعلا هو الحى الذى لايموت ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) ( الفرقان 58) ويؤكد مرتين على موت النفس البشرية( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) ( آل عمران 185 ) (الأنبياء35 ). هذا الخطأ يقع فيه من يجعل الروح جزءا من الله وجزءا من الانسان ليزيل الفوارق بين الخالق جل وعلا الذى ليس كمثله شىء ( الشورى 11 ) و المخلوقات .
3 ـ من هنا يجب الحذر حتى لا نقع فيما وقع فيه السابقون .
4 ـ وأرى أنك أخى الحبيب لم تتوخ الحذر فى الاتيان بتفصيلات أوقعتك فى الخطأ :
فالنفخ بالروح جاء فى خلق آدم ولكنك توسعت فيه فجعلته للانسان عموما . وقلت ( ما يكون به حياة الإنسانأ- حياة آدم:) . وهناك فارق بين خلق آدم وخلق الانسان عبرالتناسل بين الذكر والأنثى ( الحج 5 ) ( المؤمنون 12 : 14 ) ( الانسان 2 ) ( السجدة 7 : 9 ) .
واتفقت معى فى مهمة جبريل فى نفخ الروح فيما يخص خلق آدم بلا أب وبلا أم وخلق عيسى بلا اب ، وفى مهمة جبريل فى النزول بالوحى ،ولكنك اتسعت فى التفصيلات لتجعل الروح جزءا من الانسان تقوم به حياة النفوس ، وهو رأى ليس له دليل من القرآن الكريم . والأخطر أنه يفتح الباب لمن يجعل للروح كيانا مستقلا عن جبريل ، ويتخذ من ذلك خطوة فى جعل هذا الكيان المستقل جزءا من رب العزة .
قد يكون سبب الخطأ فى عدم التوقف بالتحليل مع معانى كلمة ( نفس ) ومراتبها فى القرآن الكريم ، مما أوقع خلطا بينها وبين الروح ، ولكن أعتقد أن الخطأ المنهجى هو عدم جعل الاية الحاكمة ( ليس كمثله شىء ) أساسا لفهم المتشابه فى صفات الله جل وعلا و فيما يخص ذاته من استعمالات الضمائر ومن أمور الغيب ومنها الروح .
5 ـ فى النهاية أحترم حريتك فى التفكير وحقك فى الاختلاف ،وأنا متمسك بوجهة نظرى ،وأرجوأن أحيا عليها وأن أموت بها وأن ألقى بها رب العزة يوم الحساب.
أخى الحبيب د أحمد كل عام وأنتم بخير
أشكرك على رأيك فى مسألة الحلول والإتحاد التى يحاول الأستاذ أنيس تثبيتها على الموقع ولقد كان لنا معه جولات وصولات فى هذا الميدان وخرجنا منتصرين بفضل الله تعالى منذ عامين ، وأقول بعد إعلان رأيك الكريم بكل هذه القوة فى هذا الأمر الشديد الحساسية :
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً
ولا أنسى أن أشكر كاتب المقال الأستاذ المتألق عز الدين نجيب على ما يبذله من جهد محمود فى سبيل فهم كتاب الله العزيز .
وكل عام وأنتم بخير .
أعددت الرد التالى على الأستاذ/ أنيس محمد صالح
وقبل أن أرسله جائنى ضيوف وعندما عدت إلى الكمبيوتر وجد رد أستاذنا الدكتور/ أحمد منصور
ولذلك فسأرسل ردى على الأستاذ أنيس أولا ثم أرد على أخى الحبيب الدكتور/ أحمد منصور.
الأستاذ/ أنيس محمد صالح
يبدو من تعليقك الطويل (والذى اقتربت فيه من بعض أفكار مقالى، وابتعدت عن أهم ما فيه) أنك تلف وتدور حول نقطة لم تشأ أن تُعلنها صراحة فأخفيتها وسط التعليق، وهى أن الروح هى الله أو جزء منه، والدليل هو نص قولك:
[وبرأيي الشخصي إن مراتب الروح الربانية الإلهية تتمثل في كونه جل جلاله هو الروح الرحمن وهو ذاته الروح الرحيم وهو ذاته الروح الملك وهو ذاته الروح القدوس وهو ذاته الروح السلام وهو ذاته الروح المؤمن وهو ذاته الروح المهيمن وهو ذاته الروح العزيز وهو ذاته الروح الجبار وهو ذاته الروح المتكبر وهو ذاته الروح الرؤوف الرحيم وهو ذاته الروح الأمين وهو ذاته الروح العدل الإلهي ...]
فقد وضعت كلمة الروح بدلا من كلمة الله أكثر من 12 مرة، أى أنك تُؤكد أن الروح هى الله.
وبالتالى فأنت تُشير إلى أن الروح الموجودة فى النفس هى جزء من الله،
وتمهد الطريق للقول بأننا أبناء الله بالروح، أو أننا جزء من الله،
وفى النهاية سنجد من يقول: ما تحت الجبة إلا الله!
أستغفر الله العظيم!
لا يا سيدى: الروح ليست جزءا من الله بل هى مخلوق من مخلوقاته، ونحن بجسدنا وروحنا مجرد مخلوقات خلقها سبحانه وتعالى.
وبهذا الاختلاف الجذرى بين أفكارنا أجد أن تعليقك لا يستحق الرد.
ورجائى هو ألا تستغل مقالى فى نشر أفكارك الصوفية الحلولية،
والسلام على من اتبع الهدى وخشى الرحمن بالغيب
عزالدين محمد نجيب
7/10/2009
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت تعليقك قراءة سريعة قبل أن أُرسل ردى على الأستاذ أنيس
ولكن عندما جلست لأقرأ ردك بتمعن لأرد عليه
فوجئت بجملة لم ألحظها فى القراءة السريعة الأولى، حيث قلت سيادتك:
[وأعطى ملاحظات سريعة لا أريد الرد عليها :]
وهذا معناه أن الأستاذ أصدر تعليمات لتلميذه البليد غير قابلة للتعقيب.
وقلت سيادتكم:
[5 ـ فى النهاية أحترم حريتك فى التفكير وحقك فى الاختلاف]
ولا أدرى كيف تحترم حريتى فى التفكير وحقى فى الإختلاف بعد أن لوحت لى بشهادة الدكتوراه فى أول التعقيب، بمعنى: من أنت لتُعارضنى؟
ثم أصدرت أوامرك التى لا يُرد عليها،
وأنهيت النقاش بقولك:
[وأنا مُتمسك بوجهة نظرى، ....]
وهذه الجملة لا تليق بك!
ولكن مما يُفهم منها أنك أكدت على رفضك النقاش لأن أفكارك نهائية غير قابلة للتعديل.
حسنا يا سيدى لن أرد
وأعتذر عن تطفلى على موقعكم
وأستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين محمد نجيب
7/10/2009
الأستاذ الفاضل / عز الدين نجيب
تحية مباركة طيبة وبعد
أخي كنت أنوي أن استكمل ما بدأته الآن حول الموضوع المثار " الروح ، النفس " بصورة منطقية تريحنا جميعا ..
وقد أساءني قرارك بوداعنا ، من هنا أخي أقول لك :
لقد أشرت سابقا أن هذا الموضوع وغيره أثرته منذ ثلاثين عاما بصورة موثقة ، وعلى مدار هذه الفترة الطويلة صادفني الكثير من العقبات والرفض بشتى الطرق ، ويمكنك التعرف على جزء من ذلك بموضوع " بعنوان شهادة " وإن لم أكن متحليا بالمزيد من الصبر والتسامح ما استطعت مواصلة مسيرتي وانتاج المزيد من الأفكار الهامة ، فيمكن أن تعتبر هذا حافزا لك على الإنتاج كما فعلت أنا .
لذا رجاء أخي التسلح بمزيد من الصبر والتسامح حتى تستكمل طريقك لأن البداية لك موفقة ويؤسفني أن تتوقف .
وما صدر من أخي الدكتور احمد كان بصفته راع لنا حتى لا ننزلق إلى أخطاء يمكن أن تحسب علينا وعلى الموقع .
ونحن هنا غايتنا واحدة وهى الاقتراب من مراد الله جل وعلا الموجه لنا من خلال القرآن الكريم .
لذا وجب أن تتوحد قوانا جميعا حتى تصب في ذاك الهدف .
وفي الأخير أدعوك بإسم الإخوة بيننا أن تعدل عن قرارك هذا ، حتى استكمل ما بدأته أنت لنخرج جميعا بأصوب الرؤى .
وفقنا الله جميعا لم يحب ويرضى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مما كتبته أعلاه يتضح أن ما يعبر عنه لفظ الجلالة " الله " هو فوق مداركنا وقدراتنا مهما توصلنا من علوم واكتسبنا من قدرات .
هذه قاعدة أساسية يجب ألا نحيد عنها بحال من الأحوال .
كما أن كل مافي السموات والأرض مملوك لله تعالى بما في ذلك الأسماء الحسنى والصفات أيضا . وبذلك فلا تشبيه ولا ندية لله تعالى .
وهذه أيضا قاعدة ثانية لا يجب أن نخرج عنها في أي من تفكيرنا .
بناء عليه " الروح " مملوكة لله جل وعلا مثل كل شيء .
وحقيقة : الروح من أمر الله تعالى .
ولكن لا ننسى قوله تعالى " يلقي الروح من أمره على من يشاء " .
وعليه نجد كثير من أنبياء الله قد ألقى عليهم روح من الله " المملوكة له " مثل سيدنا عيسى عليه السلام وغيره .
ومن جانب آخر ألم يقل المولى عز وجل لنا أن القرآن الكريم " روح " ، ونحن جميعا نجتهد في هذا الكتاب ، فمن أصاب منا شيء منه فكأنما أصاب روحا ، مما يعني تمثلها والالتزام بها ، وما ينتج عن ذلك هو تبعات من نعم الله على ما تمثل من هذه الروح .
سأكتفي بهذا القدر الآن حتى يشاركنا أخي عز الدين ، وحتى نتفق على ما أوردته من خلال المناقشة حتى ننطلق إلى ما بعد ذلك .
دمتم إخواني الأعزاء جدا بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتور الكريم - عزالدين نجيب - نحن لم نبدأ بعد لنختلف إلى درجة الشقاق ،فلا زلنا فى أول الطريق ،وعلينا أن نتعلم من بعضنا البعض .وجميل أن يكون هناك إتفاق عام فى المُجمل،ويبقى الخلاف فى بعض التفصيلات ... ولكن هُناك من العقائد ما لا يصلح السكوت عليها ،ومنها موضوع (الروح ) .وللحقيقة هذا الموضوع كُتب ونوقش علىالموقع أكثرمن مرة .ولذلك أرى ،وربما يرى معى كثير من الإخوة الكُتاب والمُعقبين أن ما كتبه الدكتور (منصور) عن تنويهه للموضوع بأنه كان جزءاً من رسالته للدكتوراه ،ونشره فى الصحف المصرية سابقا ،لا يحمل فى طياته أى إنتقاص من حقكم ولا من حق الآخرين .ومن حقه كما هو حق للآخرين أيضاً أن ينوهوا عن كتاباتهم ومؤلفاتهم وإجتهاداتهم السابقة ضمن إعادة الحديث عن موضوعاتها ،كممُساعدة للباحثين والمؤرخين حول تلك الموضوعات ..وأعتقد أن كلام سيادته عن أنه لا يريد الرد عليها ،هو من قبيل عدم دخولنا فى عملية (إختراع العجلة مرة آخرى) ودوراننا حول نفس الموضةعات ،وتمسك كل واحد منا برأيه ، فلذلك فقد طرح رده عليكم . وقال أنه مُتمسك به ----مع كامل إحترامه للجميع بحق الإختلاف ..وقد بدى هذا واضحاً فى مناداته لكم (بأخى الحبيب) ....
..فكما قلت ومن وجهة نظرى أن الموضوع كله لا يخرج عن خوفه علينا جميعا فى أن ندور فى فلك الإختلاف حول الروح مرة أخرى ـ بعد أن قُتل بحثاً على الموقع ،وبعد أن شطبنا مقالات ومُداخلات كاملة عنه . وخوفاً من أن تعود لنا تلك المقالات والمداخلات مرة أخرى (مثلما فعل الأخ أنيس ) ،رغم شطب الموقع مقالات ومداخلات له من قبل حول هذه الموضوعات ....
فهذه هى وجهة نظرى فى الموضوع ،فأرجو أن تقبلها بصدر رحب ،وتسحب تعقبيك السابق ،وكأنه لم يكن .وتعود لمواصلة الحوار .وكتابة مقالاتكم وتعقيباتكم القيمة التى ننتظرها دائماً..
بعد التحية والتقدير والإحترام
أوجه خطابي هذا إلى شخص الدكتور أحمد صبحي منصور شخصيا. أحاول من خلاله أن أؤكد إننا في موقع فكري كبير ( أهل القرءان ), أعتمدنا القرءان الكريم مصدرا وحيدا في التشريع... كلنا جميعنا في الموقع... ضاربين بالأديان والعقليات الأصولية السلفية عرض الحائط, في تحدي صارخ وواضح للعيان وللعالم كله إننا أصحاب رؤى وبحوث ودراسات وفكر خرج كليا عن إجماع الأمة مجتمعه وبالقرائن والحجج والدلائل والإثباتات من القرءان الكريم وحده.
البحوث والدراسات والإجتهادات في الفكر الأصولي القرءاني وقعت بجديدها وقع الصاعقة على الأكثرية ممن مردوا على العقلية الأصولية السلفية! وظللنا نتفق أحيانا ونختلف أحيانا أخرى حتى وصل الموقع إلى ما وصل إليه اليوم, وقد أدرك الكثيرون لأحقية ما نتدبره ونتداوله وننشره في الموقع, لم يكن هذا ليتحقق لولا إعمال العقل والتفنيد والتدبُر والإختلاف.
الإختلاف برأيي الشخصي هو ظاهرة صحية تدل بما لا يدع مجالا للشك إننا نفند ونتدبر ونعمل عقولنا.. ومن الإختلاف نحن نتعلم ونثري كتاباتنا ونصحح ونراجع ما نكتبه.
قولكم الكريم أخي الدكتور أحمد:
( أما الأخ العزيزالاستاذ أنيس فهو يثرى الموقع بكتاباته ولكن هذه نقطة أساس فى الاختلاف بيننا ، وأرى الكتابة فيها مخالفة لشروط النشر ، لذا أتمنى عليه أن يحذف ما كتبه . هذا مع كل الاحترام له ولحريته فى عقيدته وفيما يخالفنا فيه .) انتهى
لماذا عندما نختلف في بحثنا وتدبرنا القرءاني يتم مصادرة حقنا في البحث والتدبُر!! وتعتبرونه إفكا !! أو ضلالة ؟؟ أو أن يتم إطلاق الأحكام جزافا ( صوفي متخفي!! أو إنه يؤمن بنظرية الحلول والإتحاد ؟؟ ) وغيرها من الأشكال!! في محاولة للإساءات والشخصنات غير المبررة.. وأقول لمن يطلق الأحكام جزافا على الآخرين ( سامحكم الله ) ولم يعد فرق بيننا وبين السلفيين والإقصائيين والتكفيريين!!
أين المخالفة لشروط النشر في كوننا ننشر ما نعتقده مرضاة لله جل جلاله وحده لا شريك له وعن طريق القرءان الكريم مصدرا وحيدا في التشريع!!
أتفقنا مسبقا إننا جيل الإختلاف وأحفادنا هم جيل الحوار. لماذا لا نعتقد إن رأيي صحيح ويحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. فمن الذي سيحكم بيننا يوم يقوم الحساب فيما كنا فيه مختلفين!!؟؟
عموما أخي وأستاذي أحمد منصور.. أنا أثق كثيرا بحكمكم, فمتى ما رأيتم إن تدبرنا لكتاب الله ما يستوجب الإختلاف معكم, فيه مخالفة لشروط النشر.. فحينها أعطيكم الصلاحية الكاملة للشطب, غير إنني أتمنى عليكم بل وأرجوكم أن لا تصادروا حقنا في البحث والتقصي والتدبُر والتفكُر القرءاني مرضاة لله جل جلاله وحده لا شريك له.
تقبل تقديري وإحترامي
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على من أُرسل رحمة للعالمين
الإخوة والإخوات: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كم كنت أود أن تقتصر شروط النشر على بندين أو ثلاثة أولهم و أهمهم تجنب البذاءة و الإسفاف( والبدء) باستعمال الشتائم ،و لا أقول تبادلها، لأن تبادلها يعني الإنزلاق إلى المرحلة التالية من بدئها.فلو كنت من القيمين على هذا الموقع،لما طلبت ممن يشطح بتعابيره إلى الشتم و البذاءة أن يراجع نفسه أو أن يسحب كلامه،بل ساقوم بهذه الخدمة بالنيابة عنه.ُثانيهم أن يلتزم الكاتب و المعلق بمنهج الموقع، ولا يعني ذلك أن تتبنى وأن تدافع عن خطهم الفكري، إنما تمتنع عن إستعمال الموقع كمنصة و كنقطة إنطلاق لنشر أفكارك،بأن تكتب مثلاً، مقالاُ طويلاً عريضاً عن صلاحية إعتماد كتب التراث كمصدر للتشريع، أو أن تستغل إحترام أصحاب الموقع لك، بإتاحة الفرصة لك في الكتابة و التعليق، بأن(تخبط مثلاً) مقالاً عن فساد أو عظمة المعتقد الهندوسي أو البوذي.ثالثهم أن تتوقف عن مناقشة موضوع ما بعد أن تطلب منك الإدارة ذلك، ولاتتحجج بحرية إبداء الرأي،خاصة بعد أن يُشبع الموضوع و يُروى ويُتخم بحثاً ونقاشاً.فإذا تطرق أحدنا لفكرة ما في معرض مقاله أو تعليقه،صائبة كانت أو مخطئة بنظر البعض، وطالما التزم، في رأيي على الأقل، بالبنود الثلاث أعلاه،فلا أعتقد أن إدارة الموقع ستحجر على أي منا إبداء رأيه. ولنفترض أن الإدارة أخطأت في التعامل مع قضية أو موضوع أو شخص ما، فلماذا التكهرب و الإنزواء و "لكم دينكم و لي دين"؟و مرة عاشرة و مائة وألف ،ضع نصب عينيك، أخي الكاتب و المعلق، أن مشاركتك في الموقع هي لوجه الله، لأنك" إن إردتَ إلا إصلاحاً"، و ليست لجلب منفعة شخصية و لا ليشار إليك بالبنان ولا ليقال عنك كذا و كذا. و إن كان غير ذاك ،فحسبي الله في من يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.
أقول معلقا هنا :
1 ـ من خلال تعليقاتى وردودى ـ وهى موجودة هنا لمن أراد التأكد ـ فاننى أعترف بالخطأ وأشكر من ينبهنى عليه . ولوكان هناك خلاف فى الرأى وأرى الصواب معى فاننى لا أحب الجدل ، وأطلب قفل باب النقاش محترما حق كل كاتب فى الاختلاف، وكثيرا ما كنت أطلب حين يتكاثر الأخذ والرد فى التعليق على مقال لى ـ بالاكتفاء و بالانتقال الى مقال آخر لكاتب آخر . مع التخاطب مع الجميع بكل إحترام لشخوصهم و لحقهم فى حرية التفكير و الاعتقاد . هذا هو منهجى .. ولا أحيد عنه .وأرى إن هذا هو منهج الباحث عن الحق فى القرآن والاسلام .
2 ـ هناك منهج آخر ، يكون فيه صاحبه ( دفاعيا ) سواء كان على الحق أم على الباطل ، يظل متمسكا برأيه معتبرا الرد عليه انتقاصا من شخصه ، وحتى لو تبين خطؤه فأنه لا يكف عن التبرير و التأويل . هنا يتحول ( الرد ) الى ( ردح ) ، و(هذا) لا يليق بالكاتب ولا بالموقع ، و(هذا ) يؤدى الى الوقوع فى الاساءة والسب و الشتم . و(هذا ) ما نرفضه .
3 ـ و( هذا ) الموقع يرحب بالقادمين طالما إلتزموا بشروط النشر وأدب الحوار ، و( هذا ) الموقع لا يجبر أحدا على الدخول ، و( هذا ) الموقع مستمر بعون الله جل وعلا ، فقد استضاف كثيرين وتركه كثيرون ، وهو ماض فى طريقه يكرّس منهجا جديدا فى فهم الاسلام واصلاح المسلمين .
4 ـ بالنسبة للاستاذ أنيس فنحن نعتزّ به ، ونحرص عليه ، ونرجوه أن يكتب فى المتفق عليه بيننا مع احرامنا لحريته فى العقيدة و التفكير. ولن أحذف تعليقاته إكتفاء بالرد عليها .
عمر بن الخطاب هل هو هذا ام ذاك!!
لكل نفس بشرية جسدان ( 4 ) بعث الجسد الآخر
* ما هو الفرق بين الحلف والقسم * IV
دعوة للتبرع
أسئلة: السؤا ل الأول : زكري ا دعا ربه ليرزق ه ...
سؤالان : السؤ ال الأول : هل هناك تعارض أو تناقض بين...
صوم وصيام : هل هناك فرق بين الصيا م والصو م ؟...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول من الاست اذة القرآ نية منيرة...
more
أشكرك أخ عز الدين على كل هذاالمجهود الطيب و المتميّز دائما.. و كلامك فيه الكثير من المنطق و هو كلام مقنع لا بأس عليه خلا نقطةٍ واحدةٍ هي قولك أن نفس الأنسان = جسد+روح : أي أن النفس هي المزيج ما بين الجسد المادي و الروح التي لا نعلم كنهها . الحقيقة مأخذي على هذ القول أنه لا دليل عليه و ما هو إلا استنتاج مبني على الظن من عندك ، فليس ثمة دليلٌ في القرءان يربط ما بيين تلك الأمور الثلاثة: نفس و جسد و روح.
رغم أن كلامك فيه الكثير من المنطق كما قلت إلا أني أحب أن أعرض بعضاً من أفكاري حيال هذه المسألة.
أظن ان الروح عبارة عن هيئة عليا أو قوة خاصة من الملائكة التي تحمل و تنفذ أوامر خاصة من الله تعالى مباشرة .. و إن على رأس تلك الهيئة أو أمينها العام هو جبريل لذا وصفه الله بأنه الروح الأمين ، و هو القائد لها لذا من المعقول أن يطلق الله لفظة الروح على جبريل أحياناً مباشرة. و يلقي الروح من أمره أي يرسل تلك الهيئة بأوامر خاصة من عنده ... و تمثل لها روحنا أي هنا جبريل بوصفه القائد لتلك الهيئة ـ و يوم يقوم الروح و الملائكة أي هناك نوعان من الملائكة الأول هي الروح – و هي الهئية المصطفاة أو الخاصة بقيادة جبريل – و الثاني هم الملائكة العاديين الذين ينفذدون أموراً اعتيادية...
و من قوله تعالى على لسان يعقوب : لا تيأسوا من روح الله نستطيع أن نقول الآتي: إن كل ما يحدث في هذا العالم يمكن تصنيفه الى نوعين الأول: هي الأمور العادية التي ليس المقصود بها إنسان أو جماعة محددين ، من مثل المطر – حركة الكواكب .. الزلازل العامة - الرياح .. الخ من الأمور العادية ، هذه تقوم بها الملائكة العادية المكلفة بتسيير أمورها .. أما الأمور التي تمس بشرا و تحتاج لتنفيذها الى تغيير في القوانين العامة .. من مثل المعجزات و غيرها .. فهذه تحتاج الى قوة خاصة لتنفيذها و عندها يرسل الله من أجلها القوة الخاصة – الروح – و بقيادة جبريل .. فهنا يعقوب كان يعلم هذه الأمور و كان (لما معناه) ينتظر من الله سبحانه أن يتدخل بإرسال روحه (القوة الخاصة ) لتنفيذ أمر معجز في أن يجمعهم مع يوسف.
و أما عن عيسى عليه السلام و أنه وصفه الله بأنه روح منه فهذا يمكن تفسيره لسبب أن الله أعطى عيسى بعض القوى الخارقة التي يستطيع من خلالها إحداث تغييرات مباشرة في الأمور العادية – كإحياء الموتى أو إبراء الأكمه و الأبرص ..الخ – فهذه الأمور تجعله و كأنه يمتلك خواص تلك القوة التنفيذية (الروح) و بهذا فقد استحق ذلك اللقب – علماً بأن وجود عيسى في هذه الدنيا كان بسبب تدخل معجز لتلك القوة الخاصة (الروح) في الأساس بأمر من الله .
و أما النفخ في أدم من الروح ، هكذا تعبير القرءان: فليس هناك نفخ الروح في آدم ، بل نفخ في آدم من الروح – لاحظ هنا أن المفردة"من" متلازمة دائما أبداً مع كلمة " الروح" أي أن النفخ حدث – من – الروح و ليس كما كنا نعتقد أن النفخ هو نفخ الروح ، فما كنا نعتقده هو أمر باطل ..فالآيات لا تقول أن الروح شيء تم نفخه في آدم.. بل الآيات تقول بالتحديد أن آدم تم نفخه بشيءٍ ما (من أو عن طريق) الروح، فهنا نستطيع أن نفهم أن الله قدّر لآدم أن يتم ابتعاثه للحياة عن طريق تلك القوة الخاصة و بأمر من الله .. يعني و كأن الله سبحانه يقول : فإن جعلته حياً بوساطة تلك القوة الخاصة من الملائكة..
و أما قوله أوحينا اليك روحا من أمرنا فهذه مرده جبريل عليه السلام فالله أوحى الى محمد تلك الروح من أمره – لو عوضنا عن كلمة أوحي بكلمة أرسل ( فعل متعدي لتسهيل الفهم) تصبح أرسلنا اليك روحا – من أمرنا – أي أن تلك الروح (بقيادة جبريل) إنما أوحيت و أرسلت اليك بأمر من عندنا.
و اما كلمة النفس فأظن أنها بمعنى قريب عن الذات الواعية أو التي لها القدرة على تمييز .. بعكس الجسد أو غيره. و لكن أظنني أميل الى قولك بأن النفس هي ما اجتمعت فيها الحياة بشكل أو بآخر ..و لكن لست أقبل ما تقوم به من مقابلة في مواصفات النفس و من ثم تقول إن لله نفساً .. فأنت تقول أن النفس تأكل حتى تعيش .. الخ و لكن الله لا يحتاج لذلك .. لذا أظن أن معنى النفس هو من مترادفات الذات التي لها القدرة على التمييز بغض النظر أكانت نفسا بشرية أم نفس الله سبحانه.
و أتفق معك في ان الجسد للموتى في حين الأجسام للأحياء
و أما ياء الملكية فأظن أنك على صواب عندما قلت أنه تفيد الأختصاص و الخصوصية و وجود علاقة تجمع الأسمين معاً ليس مجرد الملكية و التملك
و الله تعالى أعلم