سعد الدين ابراهيم Ýí 2009-06-27
صادف وجودى فى العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم السبت ٢٠ يونيو ٢٠٠٩، وهو اليوم الذى نظم فيه الإيرانيون فى مشارق الأرض ومغاربها مظاهرات احتجاج ضد سلطة آيات الله فى طهران، لما يعتقده معظمهم أن أصواتهم قد سُرقت فى الانتخابات الرئاسية التى عقدت قبل أسبوع (١٢/٦/٢٠٠٩) من مرشحى المعارضة لصالح الرئيس أحمدى نجاد! خاصة من المرشح مير حسين موسوى.
تحية صادقة ,
العبارة التالية : (( فالإسلام، بعكس اليهودية والمسيحية، لا يوجد فيه «كهنوت»، ولا طبقة متخصصة من رجال الدين ))
وجدتها في المقال اعلاه . وقد ارسلت لحضرتك سؤالا يتعلق بها في باب الفتاوي , أرجو ان تجيبني عليه , مع جزيل الشكر والامتنان لحضرتك.
دمت بالف خير وفرح
أمل
أنت أختنا العزيزة أدرى بالمسيحية وأن ما لله لله وما لقيصر لقيصر ، ومع وجود هذا الفصل بين الكنيسة و الدولة فقد تعاظم الدور السياسى للكنيسة الكاثولوكية فى العصور الوسطى مما أسفر عن ثورة مارتن لوثر الاصلاحية ، وتبعه لوزنجلى وكالفن ،وجدّ أنقسام فى الكنيسة الأوربية الغربية لا يزال موجودا ، ومتشعبا .
الاسلام فيه دولة لاقامة العدل وحرية الرأى و الفكر و العقيدة ليكون الدين خالصا لله تعالى يحكم فيه يوم القيامة بين الناس فيما كانوا فيه فى الدنيا مختلفين . كتبنا فى هذا وأكّدنا التناقض بين دولة الاسلام القائمة على العدل والحرية و السلام وحقوق الانسان وبين الدول المستبدة التى أقامها المسلمون بدءا من الدولة الأموية الى الدولة الدينية فى الجزيرة العربية وايران .
أى كما ترين ـ أختنا العزيزة الفاضلة ـ هى نفس العادة السيئة فى استغلال الدين فى أغراض دنيوية ، والخروج به عن هدفه و قيمه العليا وتشريعاته المثلى . أى تحويل الدين من دعوة للخير الى دعوة للقتل والكراهية و القتل والظلم . وكلنا فى هذا الهمّ سواء .. وشركاء.
مع كل الاحترام للدكتور سعد الدين ابراهيم ...ليس صحيحا على الاطلاق <أن المسلمين طوال 14قرنا هي كل تاريخهم لم يحكمهم رجال الدين > بل الصحيح أن المسلمين لم يحكمهم الا رجال الدين الانادرا جدا ولكن من وراء الستار وهذا هو السبب الرئيسي لما نحن عليه من يباب وخراب ورحم الله الامام محمد عبده الذي قال :
لكنه دين أردت صلاحه مخافة أن تقضي عليه العمائم
وعلى كل حال فأفضل ما في المقال الكلمتان الأخيرتان
اولا, طاب يومك بكل خير ,
وثانيا , اعتذر لتأخري بشكرك على الرد وذلك لظروف خاصة تتعلق بي , وثالثا , عفوا , لم يكن هذا سؤالي لحضرتك .
سيدي الفاضل , جاء في تعليق حضرتك مالله لله وما لقيصر لقيصر ,وعبارة السيد المسيح هي اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله , اي ان كلامه واضح جدا فعلاقة الانسان بالله جلت قدرته علاقة خاصة جدا ويترتب عليها امور وواجبات يجب ان نقوم بها وباكمل وجه , وقيصر لا يمثل الا الدولة بكافة مناحيها الدنيوية اذا صح التعبير وعلينا ايضا اكمال كافة واجباتنا اتجاهها من دون الخلط بين بما لقيصر وبما لله . ورجال الدين المسيحيون اخطأوا في القرون الوسطى بتسلطهم على الحكم انذاك وكانت النتيجة ولعدم تقيدهم بكلام المسيح سيئةعلى مجتمعاتهم وبما جلبت عليهم من حروب ومأسي لهم ولشعوبهم في تلك الحقبة من الزمان .
سيدي الفاضل , انا بأعتقادي بأن الدول الاسلامية ( ما عدا البعض ) الان تعيش فترة القرون الوسطى التي عاشتها أوربا والدليل ما يحصل في العراق وافغانستان والصومال والسعودية وحتى في مصر . ان كانت اوربا اخطأت قبل اكثر من 500 عام وتجاوزت تلك الفترة فالاخوة المسلمين الان يمرون بتلك الحالة الخاطئة وهذا حسب تصوري طبعا .
اما سؤالي فكان عن العبارة التي وردت في المقالة (( فالإسلام، بعكس اليهودية والمسيحية، لا يوجد فيه «كهنوت»، ولا طبقة متخصصة من رجال الدين )) كلمة كهنوت وحسب معرفتي هي تخصص مجموعة من الناس , دارسة ومتعمقة في الكتاب المقدس وتتولى شؤون الناس من تعليم في الامور الروحية واقامة شعائر العبادة في الكنائس وحالات الزواج والوفاة والرعاية الروحية للناس . وفي هذه المجموعة البشرية قد يظهر ناس تغلط وتحاسبهم الكنيسة وانهم في الاول والاخير بشر . وحتى السيد المسيح وبخ رجال الدين اليهود انذاك لتعصبهم وتحميل الناس امور اكثر من طاقتهم وتبعدهم عن عبادة الله , ولكن من المؤكد ايضا كان يوجد رجال دين غير متعصبين وفهموا الدين بالشكل الصحيح .
وتساؤلي كان , لماذا الدكتور سعد , وبالحقيقة ليس كلامه فقط فقد سمعته الاف المرات فالاخوة المسلمين يحاولون ابعاد حالة وجود الكهنوت في الدين الاسلامي , لو سمينا رجل الدين المسيحي بالكاهن , فبالمقابل ماذا يمثل او ما هو تخصص او لنقل وظيفة الشيخ والامام والداعية والمفتي وعالم دين في الدين الاسلامي اليس هذا يقابل الكهنوت في المسيحية .
ما اريد ان اقوله هو كما انه في اي مجال في الحياة سواء كان الطب او الهندسة او التعليم او القضاء او اي مجال هناك ناس متخصصين به ويفهمونه كذلك في مجال الدين هناك الاشخاص المتخصصة به .
فلو وجد الكهنوت في المسيحية فهناك الحاخامات ( لست متأكدة) او اي اسم اخر لرجل الدين اليهودي وفي الاسلام هناك الشيخ والامام والداعية ووو وفي البوذية هناك رهبانهم وووو واكيد في جميع الاديان يوجد اشخاص يتولون امور الدين .
المطلوب من من يقوم بهذا العمل ( سواء كان الكاهن في المسيحية او الشيخ في الاسلام او الحاخام في اليهود او ما يقابلهم في الاديان الاخرى ) ان يساعد ويعلم الناس الطريق الصحيح لعبادة الله لا ان يكون حجر عثرة والسبب في هلاك هذه النفوس .
توجد تكملة رجاءا
السيد المسيح قال للرسول بطرس انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي . واعتقد الكنيسة اعتمدت على قول المسيح الذي ذكرته واوجدت منصب البابا ( وهذا ايضا حسب ما اعتقد ) ليتولى امور جماعة المؤمنين بالمسيح والذي نسميه الكنيسة . وأن اخطأ او يخطئ بعد الكهنة فهذا خطأهم ولا اعتقد بوجود اي سفينة من غير قائد والا غرقت , ولكن في نفس الوقت يجب ان يكون هذا القائد حكيما فاهما ولا يقود السفينة ومن فيها لاعماق البحر .
سيدي الفاضل د. أحمد , لقد فهمت قصد حضرتك وما عنيته بان لا يوجد نص في القرأن لوجوب وجود وما يطلق عليه ويقابله في المسيحية الكهنوت , ولكن ,(هذا طبعا ما دار في فكري) كيف ستدار الشؤون الدينية او كيف يفهم عامة المسلمين او من يلبي طلبهم وسيجيب عن تساؤلاتهم وكابسط مثال , في اي جامع الا يوجد امام يؤمم الصلاة ( اعتذر ان كانت الكلمة غير صحيحة ) او خطيب في الجامع , او مثلا درجة المفتي , اليس تواجد هذه الدرجة اصبحت من الواجب , وكما نرى في هذه الايام كل داعية يفتي حسب معلوماته , وطبعا هذا خطا والاصح فأن الفتوى يجب ان لا يقررها الا المفتي الذي يكون قد درس وتعلم .
وبأبسط تصور , وجود امام لكل جامع ومسجد او حسينية وكذلك وجود المفتي هو من الضرورا ت حتى لا يفتي اي داعية بكيفه . فالامام والمفتي هم وابسط تسمية يمكن أن تطلق عليهم هم رجال الدين او ما يقابله الكهنة في المسيحية . مع التشديد على ان هؤلاء الناس يجب ان يقوموا بواجبهم على احق واكمل صورة ولا ان يكونوا حجر عثرة ويؤدوا لهلاك الناس في الاخرة ويتحملوا هم وزرهم . وقد تخطر فكر ة في بال احد و يقول كل انسان لديه عقل ويستطيع ان يقرأ ويفهم الموجود بالكتاب واقول هذا صحيح , ولكن ليس الكل يجيد القرأءة ونسبة الامية كبيرة خاصة في العالم الاسلامي ..و سكان الوطن العربي والذين عددهم 300 مليون نسمة هم فقط الذين يتكلمون العربية ويفهموا القرأن لو قرأوه ولكن ماذا عن الدول الاسلامية الاخرى التي لا تجيد العربية ونضيف اليها الامية .( لا ادري متى حصلت اول ترجمة للقرأن للغات الاخرى لانه ايضا قد يخطر ببال احد ويقول بوجود القرأن المترجم , وحسب اعتقادي لم تحصل الترجمة الا في فترة ليست ببعيدة جدا , وانا في العراق كنت قد سمعت بانه حرام ترجمة القرأن لوجود الاية ( وانزلناه بلسان عربي ) , فكانوا يقولون لا يجوز ترجمته , وطبعا هذه جملة اعتراضية تذكرتها مع سياق الحديث و قد تكون خطأ و لا ادري .
.هذا هو تصوري عن موضوع الكهنوت والذي لا اعتقد بأن اي دين يخلو منه وان كان باسماء مغايرة . واعتذر جدا ان كنت قد تجاوزت حدودي ومن المؤكد جدا بأنه من غير قصد على الاطلاق .
دمت بالف خير وفرح وعافية
أمل
أضع بعض النقاط :
1 ـ هناك فرق بين الكهنوت و البحث فى الدين ، وهناك فارق بين رجال الدين والباحثين فى الدين . الكهنوت هى مؤسسات رسمية أو شعبية ذات نظم وترتيب ، وتكون جزءا من أيمان من يتبعها وينصاع اليها معتقدا أنه لن يدخل الجنة أو ملكوت السماء إلا عن طريقها . وهى عنده الممثلة للدين ، و الواسطة بين الناس ورب الناس.
البحث فى الدين هو شأن فردى مفتوح للجميع ، والسبق فيه لمن هو أكثر كفاءة وأهلية حسب انتاجه العلمى بالكم والكيف ، ولا شأن له بهداية أحد ولا يزعم لنفسه العصمة من الخطأ ، بل هو يقف ضد تلك المؤسسات الكهنوتية وتحكمها فى العقل .
2 ـ طبقا لاعتقادى كمسلم متبع لقرآن الكريم وحده فإن المسيح عليه السلام جاء بالدين الحق (لا اله إلا الله ) ولكن أتباعه جعلوه الاها ، وأقاموا له كهنوتا تمثل فى كنائس وفرق ومذاهب دينية تختلف فى كل شىء و لكن تتفق فى الحفاظ على ذلك الكهنوت الذى يضمن لهم السلطة الدينية (على الشعب ) الخاضع لهم ، ولو جاءتهم سلطة سياسية فبها ونعمة .
3 ـ حدث نفس الشىء مع المسلمين ، فى تراثهم إذ أصبحوا ( محمديين ) مقابل ( المسيحيين ). وتكونت لهم بدرجات مختلفة أنماطا من الكهنوت الدينى ، تجده بارزا أكثر لدى الشيعة والصوفية ، وبصورة أقل لدى السنة .
4 ـ حديث د. سعد ـ كعادة علماء الاجتماع ـ يخلط بين الاسلام و المسلمين ، ولا يضع فارقا أساسا بين هذا وذاك . من هنا يقع الخطأ .
أولا طاب مساؤك ,
اشكرك للوقت الذي صرفته بالاجابة على سؤالي . واعتقد الان فهمت قصدك وذلك مما جاء في النقطة رقم 1. هذه هي نقطة اختلاف بين المسيحية والاسلام تضاف الى كثير من نقاط الاختلاف الاخرى الموجودة بينهما . واسمح لي فقط ان اقول شيئا ان ما نقصده بالكنيسة هو جماعة المؤمنين بالمسيح , وحقا لا نعتقد بان الكاهن هو الواسطة بيننا وبين ربنا !!!. وان كنا نقول احيانا للقس , ابونا ادعي لنا او صلي من اجلنا , فتصرفنا هذا ياتي كاي تصرف بشري نقوم به , فمثلا اذا خرجنا لقضاء مهمة صعبة او مثلا لاداء امتحان أقول مثلا فبدون شعور نقول لامنا او ابينا ادعوا لنا بالنجاح وهذا ليس معناه ان ننصبهما واسطة بيننا وبين الرب , لا ادري , ولكن الذي يعرف القراءة ويستطيع قراءة الكتاب المقدس لا يحتاج للكاهن ليشرحه له فهو مفهوم , وقد نحتاج للكاهن عند الزواج او الوفاة او لاقامة القداس في الكنيسة . انا حقا احترم الكهنة كما احترم اي انسان اخر وهناك بعض من يقبلون يد الكاهن وهذا غير موجود بالانجيل وان فعلوه فمن باب زيادة في اظهار الاحترام ليس الا مثلما يقبل بعض الناس يد والديهم ( وهذه لم افعلها انا لا مع اي كاهن ولا حتى مع والدي ولكني احبهم واحترمهم جميعا ) .
اشكرك الشكر الجزيل مرة اخرى وأكيد وصلني ما اردت حضرتك توضيحه ومن نقطة رقم 1 .
سيدي الفاضل د . أحمد , ارجو ان لا اكون قد اثقلت عليك .
دمت بكل خير وعافية
أمل
المؤسسة الأزهرية: لا هى راغبة ولا قادرة على التطوير
الجشع والفساد فى تجريف أراضى المحروسة
هل الشعب المصرى فى حالة عِشق دائم مع جيشه؟
دعوة للتبرع
عن عائشة: في كتابك م القرأ ن وكفى اعتبر تم عائشة ام...
موضوع للبحث: بعثت لك من قبل أريدك أن تختار لى موضوع ا لبحث...
كلامنا فى السياسة: انضمم ت للموق ع اعجاب ا بفكرت ه وايما نا ...
سبحان مالك يوم الدين: حضرة الاست اذ الدكت ور احمد صبحي منصور...
أنا حزين من أجلك .!: بسم الله الرحم ن الرحي م سلام من الله ورحمه...
more
ما فعله من سموا أنفسهم إسلاميون فى إيران وكذلك الوهابيون فى السعودية هو السيناريوا الذى ينتظرنا إذا قفز الإخوان على السلطة فى مصر بإسم الدين الذى هو برىء من إفتراءاتهم التى يلصقونها ظلما وبهتانا بالدين الحنيف فهم يرفعون شعار الإسلام هو الحل وأعتقد أنهم يقصدون بهذا الشعار ليس الحل فى سبيل الإصلاح لأن الإسلام الذى يناذون به ويرفعونه شعارا لهم أبعد ما يكون عن الإسلام الذى أنزله الله ليخرج الناس من الظلمات الى النورولكنه إسلام مفترى من صناعتهم وأكاذيبهم
ولكن الحل الذى يقصدونه هو الحل الذى يمكنهم من إغتصاب الحكم الذى يحلمون به ويطمحون إليه كى يمكنهم من ركوب ظهور شعوبهم فتلهبها سياط إستبدادهم وكهنوت جهلهم
نسأل الله أن ينجينا من طموحاتهم و أطماعهم وجهلهم