زهير قوطرش Ýí 2009-05-02
فقدت قدرتي الجنسية:
أتصل بيَّ أحد الأصدقاء من الذين أعزهم , وأرتاح إلى مجالستهم,صديق كما يقال قلبه لله عز وجل ,الذي على قلبه على لسانه .حياته الزوجية مثالية لدرجة أن البعض يحسده عليها ,ويحسدونه على ما انعم الله عليه من زوجة صالحة ,تُذهب الغم من على قلب الإنسان بحديثها وثقافتها المتنوعة.أولاده ما شاء الله تربوا ونهلوا من العلم والأدب والثقافة ما يكفهم ليكونوا فاعلين في حياتهم .
رحبت باتصاله ولكني شعرت من لحن الكلام أنه يعاني من ضائقة ما ...أو مرض لا سمح الله.س&Atitilde;لته عن أحواله ,لم يجب ,بل طلب لقائي لأمر ما هام .... قلت له خيراً أنا بانتظارك في مكتبي إن شاء الله .
دارت بي الظنون ,وصرت أبحث عن سبب همه المفاجئ ,لكني بالوقت نفسه ,كنت أردد ,عسى أن يكون خيراً إن شاء الله . وصرت فعلاً أنتظر وصوله حتى أرتاح من عذاب داخلي أصابني وأنا أفتش عن الأسباب التي جعلته يطلب مقابلتي فوراً .سبحان الله تعالى ...هكذا خلق الله الإنسان ,لا تكتمل إنسانيته إلا بالعلائقية الإنسانية .فالإنسان السوي يحتاج إلى أخيه الإنسان ,ليقاسمه الهموم ,والأفراح.
لم يطل الانتظار .فصاحبي أصبح حاضراً بنفسه وجسده .رحبت بقدومه .وجلست الى جانبه وكلي فضول .ما الذي حدث له .لمحت على عيونه مسحة الحزن ,وقلة النوم ,وتعب الفكر وعلى مظهره تعب الجسم. وقلت في نفسي سأترك له المجال ,ليتحدث كما يشاء .لكنه صمت ..صمت القبور وهو ينظر إلى الجهة المقابلة من خلال نافذة المكتب .لم أستطع صبراً ... سألته خيراً إن شاء الله ,شغلت بالي يا أخي ,هل العائلة بخير ...هز رأسه وأردف قائلاً.... الحمد لله ...لكن رب العائلة انتهى يا صديقي ..... انتهى !!!! كيف هذا ؟
لن أطيل عليك .كل ما هنالك انتهت حياتي بالكامل...... .يا أخي , شغلت بالي.... ماذا ألم بك؟ أصبحت عاجزاً من الناحية الجنسية ....عجزاً كاملاً .....فقدت رجولتي وفحولتي ....لماذا يا رب ؟؟؟؟ وسقطت الدمعات الحزينة على حياء من عيونه وساد الصمت بيننا من جديد .
أدركت حجم المشكلة أو حجم المأساة.صديقي رجل شرقي ,والرجل الشرقي مع كل أسف فحولته هي رأسماله الشخصي الذي يتباهى بامتلاكها .وفحولته تساوي رجولته .
وكوني من الشرق أيضاً... أدركت حجم هذه المصيبة عليه ..... سألته منذ متى تقريباً وأنت تعاني من فقدان فحولتك, وهل الأمر جدي الى هذا الحد؟ . أجابني منذ شهر تقريباً ...ألم تعرض نفسك على الأطباء المختصين ... أجابني ..استنفذت كل الفحوص الطبية العادية والنفسية ,وفي النهاية أكد لي الطبيب المختص ...الخبر المفجع.... .عرض عليَّ بعض الحلول الجراحية البديلة .تصور موقفي!!!! ...كيف أواجه زوجتي التي أحبها وتحبني بالخبر ...كيف سيكون موقفي وقد أصبحت عاجزاً ,وهي مازالت في عمر العطاء الجنسي. المشكلة , يا أخي أن نصف الرجولة أوكلها فحولة أليست كذلك ؟ وأنا فقدت الى أن يحين أجلي فحولتي ورجولتي.....سألته بسذاجة ...هل جربت الفياغرا ...صمت .وهز برأسه وتابع ,وكأني لم أتناول شيئاً. يا أخي أنا فقدت قدرتي بالكامل .... تصور!!!!, لا أستطيع النوم وأنا أفكر بنتائج هذه المصيبة ,على حياتي الشخصية والعائلية.
حضرت القهوة ....وقدمت له الفنجان , وهو الذي يعشق دائماً رائحة البن الطازج مع الهيل ,أدار وجهه , عنها وصار وكأنه فاقد الشهية والشهوة معاً .
رفعت فنجان قهوتي إلى فمي , وأنا أفكر .وشعرت وكأنه قد وصل الى قناعة خفية في أن الحل يكمن بالانتحار أو الهروب من كل شيء ... الهروب إلى جزيرة معزولة يقضي بها بقية عمره ,هرباً من فقدان فحولته وفضيحته التي يتصورها كحدث فظيع أمام زوجته وامام نفسه. .
في علاقتنا نحن الأصدقاء وخاصة في الغربة ,تواجهنا الكثير من المشاكل , ونتساعد قدر الإمكان في حلها...قد تكون المشاكل خلافات عائلية مادية ,مرض خبيث ....لكن لم يحصل لي قبل اليوم أن فاتحي صديق ما بمثل هذه المشكلة. والسبب أن الرجل الشرقي يخفي مثل هذه المواضيع عن محيط أصدقائه ,حتى لا يأخذوا عليه ,ويصير حديثهم ,وحديث نسائهم معاً.لهذا فوجئت بصراحته معي ,لكنه أخبرني وهو يصف لي مأساته, بقوله.أنت الصديق الذي أطمئن إليه ,وأنت من يحافظ على السر ,لأنني عاشرتك طويلاً .وخبرت معدنك وأصلك والأهم من ذلك التزامك بخلق القرآن الكريم. في الحقيقة لا أخفي مدى شعوري بالاطمئنان عندما أسمع مثل هذه الكلمات من صديق أو قريب أو أي شخص ما ...لا تحدث لدي الغرور بالنفس .ولكني أشعر والله أعلم أني على الطريق الصحيح .
استجمعت قوايَّ النفسية والثقافية ....وصرت بسرعة أحاول قدر الإمكان ,إيجاد منفذ للدخول إلى بعض الحلول التي قد تساعد في حل أزمته النفسية.
بدأت كلامي كعادة الناس في بلادنا العربية .وقلت له "وكل الله يا أخي ,ماذا بك صدقني نصف الآلف خمس مية". تعجبني فلسفة العوام الى درجة كبيرة ,هذه الفلسفة البسيطة استمدوها من معاني كبيرة في قرآننا العظيم ,فلسفة الترجيع ....الترجيع في كل ما يصيبنا الى " إياك نعبد وإياك نستعين" وأهم ما يقال أو ما يردده الناس البسطاء وحتى المثقفين المؤمنين وغير المؤمنين"إنَّا لله وإنَّا إليه لراجعون". آيات فيها شفاء للناس ورحمة للذين يعقلون.
وتابعت كلامي , بقولي .صدقني يا أخي ,كونك والحمد لله من المؤمنين الصادقين إن شاء الله ,فهذا يسهل علينا حل المشكلة .... قال بصوت مرتجف وأي مشكلة يا أخي. هذه مصيبة .. أجبته .أنا لا أراها مشكلة بقدر ما هي إلا رحمة من الله لا ندرك أبعادها.أجابني "اللي يديه بالنار ليس مثل الذي يتفرج عليه" صحيح يا أخي لكن دعنا نناقش الأمر بهدوء.
حضرني قول لعطاء الله السكندري رحمه الله قال حكمة رائعة "إذا فتح الله لك باب الفهم في المنع ,عاد المنع هو عين العطاء" قال لي:
لم أفهم ماذا قصد ,وماذا تقصد !!!!!. لا عليك حتى أنا عندما قرأت قوله لم استوعب معانيه إلا بعد أن خضت تجارب ومآسي في حياتي جعلتني أفهم القصد من قوله.
باختصار .أي إذا فهمت ووسع الله لك أفاقاً ونفحك وجعلك تفهم لماذا منعك ولو احتمالاً ...فهذا حل لكل المشكلة. أخي ...لست أنت الوحيد الذي فقد قدرته الجنسية ,ولست الأول ولا الأخير في هذا العالم. هناك ممن أصيبوا بذلك ,وأثرت عليهم هذه المشكلة لدرجة أنهم فقدوا التواصل والتعبد .وأصيبوا بإحباط قوي من أجل هذا الموضوع.
سؤالي لك وهو المهم...هل أنت مؤمن بالله؟ .....أجابني كيف تسأل ذلك ....وهذه قضية لا تناقش أبداً ...الحمد لله بأنني والله أعلم من المؤمنين....
إذن لو كنت غير مؤمن لعذرتك في ردة فعلك. غير المؤمنين الصادقين قد وأقول قد ينتحرون عندما يفقدون قوتهم الجنسية . لكن المؤمن ....لا يمكن له أن يفكر بهذه الطريقة.
أنت تسببت وبحثت عن العلاج ,ولكن إذا فشل كل شيء ...وقضى الله عليك بهذا الشيء ....عليك أن تتقبله وتفهم ....أو أن تسأل الله أن يفتح عليك باب الفهم في المنع....
ما أدراك يا أخي ....لو أنك بقيت على ما كنت عليه ,هناك احتمال أن وضعك السابق سيقودك الى مصير لا تقدره أنت .ممكن بهذه الشهوة أن تقاد الى جهنم والعياذ بالله بارتكاب الفاحشة ."لا معصوم بهذه الدنيا إلا من أراد الله لهم العصمة" ربما كنت سترتكب عملاً مشيناً !!!! ما أدراك لو بقيت علي قوتك ..قد تكون سبباً في تدمير حياتك العائلية ...تدمير حياة أولادك وزوجتك. أنت لا تعلم ....أم انك تعلم الغيب. ...أجاب بهدوء حاشا الله.......المؤمن يا أخي دائماً يقدر الخير ...أمره كله خير .لأن الله عز وجل استغفر الله.... ليس عاجزاً ,ليس ناسياً, ليس متبرماً,ليس غافلاً ,ليس ثائراً لنفسه منتقم من عباده ....إذن لما منعك ؟
منعك لأنه يعلم بعلمه ولطفه يريد أن يدبر لك فانتبه !!!!
وكم من فوائد في بطون الشدائد ,وكم من الشدائد في مكامن الفوائد. فهذه الشدائد ستأتيك منها فوائد برحمته إن شاء الله.
المهم يا اخي أن تفهم ...إذا أعطاك الله القدرة الجنسية عليك أن تفهم أيضاً إذا كنت من المؤمنين وتعرف لم منعك .... يعود المنع عين العطاء .وتصير تتقرب إليه في هذا المنع وترتقي في درج العرفان.
أما زوجتك .....صدقني أنها هبة لك من رب كريم ...إنسانة مؤمنة صادقة ,همها الوحيد الحفاظ على عائلتها....من هذه الناحية صدقني ستكون لك عوناً ....
لا أطيل عليكم ....عادت له الحياة ,وأشرقت عيونه المتعبة بنور الإيمان ,وشرب قهوته ,وضمني إلى صدره يشكرني ....قلت له لا تشكرني بل لنشكر معاً من هدانا إلى هذا الإيمان..
هناك مقولة قديمة تقول : أحصي النعم التي أعطاها الله لك وإكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل .. إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في النعم ولا نحسب ما لدينا .. ولأننا نرى المتاعب فقط فنتذمر منها .. !!
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكاً .. وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورداً .. !!ويقول آخر: تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين .. !!
مع تحياتي
تحية مباركة طيبة وبعد
قرأت مقالتك هذه وأنا أقول سبحان الله فهو على كل شيء قدير .
ارى أخي الكريم أن مشكلة صاحبك مشكلة هينة بالوعي كما بينت سيادتك يمكن أن تنتهي ، وهذا ما قد تم ولو بنسبة ما .
والمشكلة الأكبر في من لديه هذه القدرة عالية جدا ، ولا يجد متنفسا لها ، وهذا قد يوصل لإرتكاب المعاصى .
فهذا بلاء وذاك بلاء ، فكما قلت أخي أي البلائين أكثر سوءا .
فبالرضا وطمأنينة النفس يمكن علاج أي مرض ذاتيا ، لأن الجسم دائما يتجه إلى إصلاح ذاته والذي يعيقه هو الاضطراب النفسي .
فليحمد كل منا الله على نعمائه وليصبر على بلائه " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " 2 العنكبوت .
دمت أخي بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً اتفق معكم فيما ذهبتم إليه في مشاركتكم الكريمة. وشكراً لكم.
سألت نفسي لماذا اتطرق الى هذه المواضيع.مع العلم أن هناك قضايا أهم منها في موضوع الأصلاح الديني والسياسي والاجتماعي.لكني توصلت الى قناعة شخصية .أننا وفي غمرة أختلافاتنا العقدية ,نسينا أو تناسينا روحانية الدين الإسلامي .ونسينا أن هذا الكتاب الكريم الذي جاء لهداية الناس أجمعين ,أيضاً جاء شفاء للناس.لهذا أحببت ولو في بعض المقالات أن أتطرق الى بعض الجوانب الأخرى وخاصة بعض العلل والامراض النفسية وكيف يمكننا معالجتها ايضاً من خلال تدبر كتاب الله عز وجل واستخلاص العلاجات المعنوية .وأهم من ذلك إيضاح رسالة الإنسان الكبيرة في هذه الحياة والتي تفوق الشهوات والمتع ألا وهي الدعوة الى كتاب الله والى دين الله ,وعمل الصالحات . شكراً لكم
كلمة السيدة سهير الأتااسي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري
يا أهل مصر الحبيبة .ارحموا عزيز قوم ذل
دعوة للتبرع
المستبد ولى الشيطان: نرى في دول المست بدين العرب انهم يسعون...
زوجتى تسرقنى: تزوجت فتاة فقيرة بعد أن طلقت بنت عمى ، ولى منها...
ما معنى ( مبلسون ): جاء هذا فى تعليق على مقال ، وأجيب عليه :...
قتل المنافقين: أعتقد أن القرآ ن نزل يأمر بقتل المنا فقين ...
التوبة هى الحلّ: الحم د لله, وشكرا لك, شيخنا الفاض ل أتأسف...
more
اللهم اشفي مرضانا امييييييييييييييين
سوف اكون في قمة-السعادة يوم يشفى صديقك لقد تاثرت كثيرا
انا دائما اقول ان لله تعالى حكمة عندما ياخذ من عبده نعمة ما
تحياتي اخي زهير