بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير
بين الذبابة والخنزير .. في الفقه السلفي والتفسير
عبدالله عبداللطيف المحامي *
دعوة مثارة ومطروحة علينا جميعا بضرورة تجديد الفكر والخطاب الديني ، لازال الخطاب السلفي يأخذنا إلي الوراء ، مصمم علي الطابع التلفيقي ، متخذا من الأحادية مذهبا ، منكرا علي الآخرين حتي مجرد التفكير في مناقشته والتعامل معه بالعقل وبمنهج التفكير النقدي .
والمصيبة أن التأثير السلفي لم يعد قاصرا علي فئة بعينها تعيش وتنمو في ظروف بيئية معروفة بالفقر والجهل والمرض ، هذا الثالوث العدو للإنسان أيا كان ومن كان ، ولكن الخطورة أن تأثير هذا الخطاب تعدي وتجاوز ليسكن عقول فئات أخري نالت حظا وافرا من التعليم وعاشوا في بيئة مختلفة .
وقد صدمت – وما أكثر الصدمات في هذا الزمن – بمقال منشور بعنوان " الأدلة العلمية علي صدق حديث الرسول عن الذبابة " للدكتورة نبيلة درويش ، تقدم نفسها للقراء علي أنها معيدة بكلية الطب منذ عام 1973 وحصلت علي درجة الدكتوراه في أمراض الباطنة والقلب منذ عام 1983 ومتخصصة – كما تقول – فيما يسمي بالطب الإسلامي ، ولا أعرف ما علاقة الطب بالأديان .. هل هناك طب إسلامي وطب مسيحي وطب يهودي ...الخ ؟ !!!
تورد الكاتبة حديثا عن الرسول هذا نصه :
( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) رواه البخاري ، وفي رواية لأبي داود ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ) .
وتطالبنا الكاتبة أن نقبل ونسلم بهذا الحديث بلا نقاش حيث تقول : " وهو حديث ينبغي على المسلم أن يتلقاه بالقبول والتسليم وألا يعارضه بعقله القاصر ، لأنه قد ثبت وصح عمَّن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فكيف وقد جاءت حقائق العلم والطب الحديث بتصديقه وتأكيد ما فيه ؟! ."
ونمضي مع الكاتبة لنتعرف علي حقائق العلم والطب الحديث حيث تؤكد أن الداء في أحد جناحي الذبابة والدواء في الجناح الآخر ، فإذا ما وقعت الذبابة في طعامنا فيصاب الطعام بالداء فإذا غمسنا الذبابة في الطعام فإن الدواء الموجود في الجناح الآخر يصلح ويداوي الطعام فنأكله بالهنا والشفا .
هذا هو ملخص كلام الكاتبة ولست أري تعليقا سريعا علي هذا الكلام سوي أنني أصبت بالقرف والغثيان من حديثها ، فهي تطلب مني أن أغمس الذبابة في طعامي وأواصل تناول هذا الطعام ، وتطالبني ألا أعترض علي حديثها بل آخذه كمسألة مسلم بها وهذه إحدي إنجازات ما تسميه هي بالطب الإسلامي .
وبالمناسبة أسأل الكاتبة الدكتورة المتخصصة في الطب الإسلامي ، حيث قرأت في أحد المجلات العلمية أن العلماء والباحثين في نيوزلاندا قد توصلوا إلي علاك المصابين بمرض " هانتينغتون " من خلال زراعة خلايا الخنزير في أدمغة المرضي ، فهل يجوز للمريض المسلم أن يتداوي وفق هذا الدواء من خلايا الخنزير وهو محرم بنص قرآني وليس بحديث مشكوك في صحته ؟!!!
وهل هذا العلاج بخلايا الخنزير نصنفه تحت مسمي الطب الإسلامي ولا الطب المحرم ..... ؟!!!
وهكذا ينتقل بنا السلفيون بخطابهم – المقدس من وجهة نظرهم – إلي مساحات من قضايا تافهة يشغلون بها الناس عن همومهم الحقيقية وعن قضايا حياتية تتعلق بواقعهم اليومي ومستقبل الوطن ، كما أنهم يجيدون التلفيق ويحشرون الدين في كل كبيرة وصغيرة لإضفاء وصف التقديس علي خطابهم ، وليملكوا الحجة في إرهاب من يناقشهم أو يعارضهم بالتكفير وإنكار السنة وإهانة الدين الإسلامي ، .
ألسنا أعلم بأمور دنيانا ؟
ألم يخطيء الرسول حين أمر الناس بعدم تلقيح النخل .. فلم يثمر .. فقالها واضحة صريحة .. أنتم أعلم بأمور دنياكم
إلي متي يستمر الخطاب الديني السلفي في المغالطة ؟
إلي مت
اجمالي القراءات
16740
ياسيدى أنا طبيب ,وسأروى لكم حقيقة سمعتها بأذنى من المرحوم الأستاذ الدكتور أدهم رجب عالم الطفيليات بطب القصر العينى-أيام كانت كلية-وهى أن الرجل أخبرنا أنه اختبر بنفسه محتوى جناحى الذبابة ,وكان يتمنى أن يكون هناك أى اختلاف بين محتوى الجناحين ,ولكنه لم يجد أدنى فارق .وقد كررالتجربة عدة مرات فكانت النتيجة واحدة . وبالطبع فقد نال الرجل نصيبه من استهجان أفراد الجماعات المسماة بالإسلامية (كان ذلك فى بداية السبعينيات من القرن الماضى) ولكنها الحقيقة العلمية الدامغة ,وأعتقد أن مفترى هذه الرواية كان رجلا شرها سقطت ذبابة فى طعام كان مدعوا إليه مع جماعة, فلما حاول إخراجها انطمرت منه فى الإدام فتأفف بعضهم ,فسارع بإعلان هذه الفرية حتى لا يحرم من معبوده .