عن القصص القرآنى وسورة يوسف

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-09-11


 عن القصص القرآنى وسورة يوسف

مقدمة :

جاءنى سؤالين فى رسالة . اجيب عليهما .

2 ـ يقول صاحب الرسالة : ( بسم الله الرحمن الرحيم الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ.)  اريد ان افهم من خلال تدبركم للايات السابقة . ما هي العلاقة بين ان القرأن انزل عربيا وبين ان قصة يوسف هي احسن القصص ؟ ولماذا هي من احسن القصص ؟  

المزيد مثل هذا المقال :

2- قال تعالى " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.) اريد ان افهم من تدبركم للاية كيف ان زكريا يسأل نفس السؤال كلما دخل على مريم وهي تجيب نفس الاجابة ؟ هذا ليس منطقي انه كلما دخل عليها يسألها من اين لك هذا وتجيب نفس الاجابة ؟ )

3 ـ أجيب على السؤال الثانى أولا ، ثم الأول بعده.

أولا : يقول رب العزة جل وعلا فى قصة زكريا ومريم (  فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. ) آل عمران 37 ).  واضح التكرار فى أنه كلما دخل عليها وجد عندها رزقا. ولكن لا تكرار فى قوله لها : يا مريم أنى لك هذا.  قاله هذا مرة واحدة تعجبا مما رآه . وحين سألها أجابته مرة واحدة على سؤاله الواحد.

ثانيا : فى موضوع القصص فى سورة يوسف :

1 ـ نزل القرآن الكريم بلسان عربى لعل العرب يعقلون، أى يستعملون عقولهم. ومن إستعمال عقولهم أن يتدبروا فى قصة يوسف التى نزلت بها سورة يوسف. وفى نهاية سورة يوسف كان التأكيد لما جاء فى بدايتها إن القرآن الكريم ما كان حديثا يفترى ولكنه التتصديق بما أنزله الله جل وعلا على الأنبياء السابقين ، وتفصيل كل ما يحتاج الى تفصيل ، وهدى ورحمة للمؤمنين. قال جل وعلا : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾ يوسف ).

1 / 1 :  قصة يوسف مذكورة مشوهة فى العهد القديم ، ولكنها فى القرآن الكريم يتجلى فيها الإعجاز ، ليس فقط فى تسلسل الأحداث ولكن فى الإخبار عن الغيبيات . ولهذا كان التأكيد على أن ماجاء فى هذه القصص هو إخبار بالغيب وما كان النبى محمد يعلم الغيب ، وما كان حاضرا مع الأخوة وهم يتآمرون على أخيهم يوسف . قال جل وعلا : ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾ يوسف ) . هذا  بعد إنتهاء سرد القصة.

1 / 2 :  ويتكرر هذا فى القصص القرآنى :

1 / 2 / 1 : بعد أنتهاء قصة نوح قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : (تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٩﴾ هود  ).

1 / 2 / 2 : وفى قصة مريم قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم السلام : ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٤﴾ آل عمران ).

1 / 2 / 3 : وبعد إنتهاء قصة موسى قال جل وعلا له : (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٤٤﴾ وَلَـٰكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَـٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴿٤٥﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٤٦﴾ القصص  ).

2 : ـ  الوصف بأحس القصص ليس فقط لسورة يوسف ولكن للقرآن كله.

3 ـ وضمن المنشور لنا فى موقع (أهل القرآن ) باب عن القصص القرآنى ، وفيه سلسلة مقالات عن قصة يوسف وسورة يوسف . نرجو الاطلاع عليها.

ثالثا : معانى مصطلح ( قصّ ) فى القرآن الكريم :

1 ـ  يأتى بمعنى ( قصّ ) الأثر . قال جل وعلا :

1 / 1 : فى قصة موسى والعبد الصالح : ( قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴿٦٤﴾ الكهف )

1 / 2 : وفى قصة موسى حين ألقت به أمه رضيعا فى تابوت فى النيل أمرت ابنتها أن تقص أثره : ( وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴿١١﴾ القصص ) 1 / 2 : 1 / 2

1 / 3 : هذا هو (قصّ ) الأثر ، أو إقتفاء الأثر. قال جل وعلا :  ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾ ) الاسراء )، أى لا تتبع ماليس لك به علم.

2 ـ ويأتى مصطلح ( قًّصّ ) بمعنى أن يقصّ شخص قصة على شخص آخر . موسى عليه السلام قصّ على الرجل الصالح قصته ، قال جل وعلا : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْ  تَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥﴾  القصص )

3 ـ ويأتى بمعنى ضرب المثل ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ الاعراف ). (ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ ) بمعنى أضرب المثل.

3 ـ ويأتى مصطلح ( قًّصّ ) فى الإتيان بالحجة. فى موضوع المسيح وردا على يزعم كافرا ان المسيح ابن لله ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ــ ذكر رب العزة جل وعلا حقيقة عيسى البشرية وأنه مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له (كُن ) ف ( كان ). قال جل وعلا : (ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ آل عمران ). ثم قال جل وعلا :  ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾  آل عمران ).

4 ـ ويأتى مصطلح ( قًّصّ ) بمعنى التشريع ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ۖ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿١١٨﴾ النحل ). ذكر رب العزة جل وعلا التشريع الذى فرضه على بنى اسرائيل ، وجاء التذكير به فى هذه الآية بإستعمال مصطلح ( القصّ ) .

5 ـ ويأتى مصطلح ( قًّصّ ) بمعنى إخبار رب العزة البشر يوم القيامة بأعمالهم ، قال جل وعلا : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾  الاعراف ). وفى هذا المعنى قال جل وعلا : (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾ لقمان) (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٦﴾ المجادلة  )

6 ــ ويأتى مصطلح ( قًّصّ ) بمعنى تبليغ الدعوة الاسلامية التى أنزلها رب العزة كتابا إلاهيا على كل الأنبياء .

6 / 1  :قال جل وعلا يخاطب البشر جميعا بعد ذكر قصة آدم وهبوطه وزوجه الى الأرض : ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾ الاعراف ). كل الأنبياء يقُصُّون أى يدعون الى ( لا إله إلا الله )

6 / 2 : ويوم القيامة سيقول رب العزة للإنس والجن :( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖوَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴿١٣٠﴾ الانعام ). نفس المعنى : الرسل يقصون أى يدعون الى الاسلام.

7 : والأكثر أن يأتى مصطلح ( قصّ ) بمعنى (حكى ) .

7 / 1 : لم ( يقص ) رب العزة قصص كل الأنبياء ، بل بعضهم. قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚفَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّـهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٧٨﴾ غافر )

7 / 2 : وبعد أن قص جل وعلا بعض قصص السابقين قال لخاتم المرسلين :

7 / 2 / 1  ( تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴿١٠١﴾ الاعراف ). هنا توضيح سبب إهلاكهم .

7 / 2 / 2 : ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ﴿١٠٠﴾ هود ) . هنا ذكر حقيقة أن بعضها كان لا يزالت آثاره وبعضها إندثر.  

7 / 2 / 3 : ( وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾  هود ). هنا ذكر للسبب فى قص قصص الأنبياء السابقين ، هو لتثبيت قلب النبى حيث عانى ما عاناه من نفس الذهنية الكافرة التى لم تتغير من قوم نوح الى قريش ، والتى توجد الآن لدى المحمديين.

7 / 2 / 4 : ( كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا ﴿٩٩﴾ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا﴿١٠٠﴾ خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ﴿١٠١﴾  طه ). هذا القرآن الكريم من أعرض عنه فمصيره الخلود فى النار.

7 / 3 : وجاء تركيز على بعض القصص :

7 / 3 / 1 : قصة أهل الكهف ، ولم يكونوا أنبياء ، قال عنهم جل وعلا : ( نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾  الكهف )

7 / 3 / 2 : قصص أهل الكتاب ، قال جل وعلا : ( إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ النمل ) . هم فى تاريخهم يختلفون ، ووكذلك فى تشريعاتهم حيث زيفوا وحرّفوا . ونزل القرآن الكريم مصدقا للحق الذى نزل فى الكتب الالهية السابقة ، ومهيمنا على مالديهم ليحتكموا اليه. قال جل وعلا : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨) المائدة ). 

اجمالي القراءات 6803

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   عمر على محمد     في   الثلاثاء ١١ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89246]

من عند الله


بارك الله بك وبعلمك يا دكتور احمد والله يعطيك الصحه والعافية، وشكرا للسائل ،ولي تعليق بسيط على السؤال الثاني حول زكريا عليه السلام . وهو ان سؤال زكريا لمريم لم يكن اصلا عن الطعام بل عن بطنها وانها المره الاولى التي يلحظ فيها زكريا بطنها المنتفخه .فسالها انى لك هذا؟  وهو يشير الى بطنها ، فردت عليه انه من عند الله ودليل كلامي هذا هو من الاية اللاحقة  للحوار  والتي يبادر زكريا عندها مباشرة بالدعاء من الله ان يرزقة هو ايضا الذرية "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ"  . فالاية تقرأ كالتالي " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا"  ويتوقف الكلام هنا .. وياتي سؤال زكريا لمريم عن بطنها .."قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا".. وتجيبة مريم  "هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ" .. ونحن نعلم ان عيسى علية السلام كان من عند الله لقوله تعالى "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ" .. والله اعلم



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89249]

وكفلها زكريا .


ربنا يبارك فيك استاذنا دكتور منصور __  وفى علمك وجزاك خيرا عنه فى الدنيا والآخرة .  اعتقد اخى الكريم السائل  أن حتى لو كان السؤال مكررا كما يفهمه كثير من الناس  فى قوله تعالى ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. ) فهو سؤال طبيعى من أب او من هو فى مكانة الأب الذى يكفل طفلة فى طفولتها فأول شىء يسألها عنه دائما  وفى كل يوم هو (( هل أكلتى يا بنيتى ؟؟ )) وإذا وجد عندها طعام او شراب لم يرسله هو لها أو ليس من بيته او مختلف عما هو فى بيته فلابد أن يسألها (من الذى ارسل لك هذا ؟؟؟ )  وخاصة ان اهلها جميعا كانوا يريدون كفالتها وإستبقوا فى ذلك (( عملوا مسابقة أو قرعة لمن يفوز بكفالتها ورعايتها ))  وبما أنها رُبيت وكبُرت وترعرت فى بيت كله إيمان بيت نبوة فمن الطبيعى أن تقول (هو من عند الله ) .. فمن وجهة نظرى حتى لو كان سؤالا مُكررا اكثر من مرة (كما يفهمه البعض ) فهو سؤال طبيعى وفطرى وليس فيه وجه للإستغراب أو الإستنكار . 



اما عن وجهة نظر الأستاذ عُمر على  محمد  فى فهمه للسؤال والإجابة  فأعتقد انها تحتاج إلى مراجعة منه ، وليُراجع آيات خلق عيسى  عليه السلام   فى سورة مريم وفى القرءان كله . فهى مختلفة عما وصل إليه واتمنى لو يقرأ ما كُتب عنها فى الموقع ...



وشكرا جزيلا .



3   تعليق بواسطة   عمر على محمد     في   الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89251]



حقيقة دكتور عثمان انني قرأت كثير مما كتب في الموقع عن خلق عيسى عليه السلام ، واتفق تماما انه علية السلام لم يمر بمراحل خلق الجنين وان حملة  ووضعه لم يتعد ليلة ويوم كحد اقصى .ولهذا بنيت رأي اللذي ذهبت اليه ، فزكريا عليه السلام يدخل عليها كل يوم ويجد الرزق ولان الله كفلها زكريا هو يعلم مصدر الرزق  وما اثار استغرابة هو بطنها المنتفخه ولانه يدخل يتفقدها كل يوم  كان لابد ان يسألها   " يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا" وهو يشير الى بطنهاا؟  وترد مريم  بالضمير "هو "  الا يكفي لو قالت : انه من عند الله  بدون "هو "  ولكني ازعم انها قالت هو لتشير لشيء عاقل لا للطعام ..ولهذا  سارع زكريا يدعو الله ان يرزقه مثلما رزق مريم  لقوله " هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ " والا ما العلاقة بين ان يجد عندها الطعام في ان يدعو الله ان يهب له الذرية الصالحه !! ..



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89252]

أرجو من د عثمان :


أن يكتب توضيحا لمراحل تاريخ ( مريم ) إبنة عمران ، قبيل وبعد ولادتها ، وكفالة زكريا لها ، ثم اعتزالها قومها ثم حملها بالمسيح وقدومها به تحملها الى قومها مستشهدا بسورة آل عمران ( 35 : 48 ) وسورة مريم ( 1 : 34 ) ( المؤمنون 50 ) . وشكرا مقدما.

5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89253]

حاضر استاذى .


شكرا جزيلا استاذى العزيز دكتور منصور - على هذه الثقة وأسأل الله أن اكون عند حسن ظنكم بى . وحاضر إن شاء الله سأكتب عن حياة العذراء مريم عليها السلام فى القرءأن ...



6   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الخميس ١٣ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89256]

والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى


 ليس استباقا للبحث الذي سوف يقدمه لنا الدكتور عثمان، ولكنها وقفة يسيرة  مبسطة عن. طبيعة ولادة مريم فعندما ولدتها  امها إمرأة عمران  قالت  ربي إني وضعتها أنثى ، والله يخبرنا. ، والله أعلم بما وضعت،  وهنا وقفة أخرى اناقشها مع الدكتور عثمان إن شاء الله في بحثه، القادم.



 شكرا لك استاذنا الحبيب دكتور احمد وشكرا للدكتور عثمان. وللأستاذ/  عمر علي محمد ، على هذا  النقاش المثمر ولكم كل التحية والمودة.



7   تعليق بواسطة   على احمد الغدرة     في   الإثنين ٠٨ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89381]

الرزق الذي كان عند مريم ...


 



احسنت التدبر والتأمل عزيزي عمر علي محمد..



لم اجد احد غيرك وغيري من يقول بأن الرزق الذي وجده زكريا عند مريم ، هو الجنين الذي كانت تحمله مريم في بطنها ..



غير انني اتخيل الامر على هذه الصورة ..من خلال الأية ..كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ...



فاغلب الظن بأن السيدة مريم كانت تتحصل على بعض الأجنة البشرية ، أطفال رضع ملقين على طريق مريم او بجانب محراب مريم ، فتظطر ان تلتقطهم وتهتم بهم داخل المحراب لفترة محددة ، ثم ترسلهم الى بعض النسوة عن طريق رجال الكنيسة ..وكان زكريا كلما دخل على مريم المحراب يلاحظ تواجد جنين او اكثر عندها فيسئلها من اين تأتي بهؤلأ الاطفال ؟



ولعل تلك الظاهرة ( اللقطاء ، والاطفال المرمين في الطرقات ) لم تنتشر بعد بين الناس في تلك الفترة ..



ولذلك طلب زكريا من ربه ان يسخر له ويهب له غلام صالح وتقي ( كيفما يشاء الله ) من اجل ان يحل محله ، لاصلاح وقيادة  وتعليم مجتمعه  دينيا بعد موته ..



ويكأن الله يجهز ويهيء ويعد مريم لمهمة ودور عظيم ، الا وهو حمل وولادة النبي عيسى ..وذلك فعلا ماحدث ..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,041,970
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي