رسالة غاضبة إلى قائد عسكري مصري

محمد عبد المجيد Ýí 2009-04-27



أوسلو في 27 ابريل 2009

الكرامةُ قبل اليونيفورم، وأنواطُ الشجاعةِ التي يمنحها طاغية إلىَ جنوده لا تصنع فرساناً نبلاء، والأوسمة التي تزيّن الصدرَ قد تكون حقيقية، وقد تكون رشوةً في مقابل الصمت على سرقةِ وطن!



في معظم بلادِ الدنيا يسير القائدُ العسكري بالقرب من ثكنته فيسمع سيّدُ القصر وقع خطواته، ويعرف أن الجيش لا يلعب، وأن الجنرالات لا تحجب امتيازاتهم الرؤية عما يحدث في الوطن، وأنهم ليسوا أحجاراً على رقعة الشطرنج.

لا أدري شيئا عن تنظيم مفردات الوطنية والأخلاق والكرامة والعزة والهيبة التي تمنحك الصورة المثالية كأحد حُماة الوطن، وصمّام الأمان لشعبنا، لكنني أعرف أن العبور الرائع كان حالة استثنائية أعقبتها عشرات الفرص لعبور أكبر داخل قلب مصر، وتصحيح الأوضاع، وحماية الأهالي الذين يستجيرون بالجيش البطل فإذا هو يتحرك بروموت كونترول في يد رجل مريض، عجوز، غليظ القلب،كاره لبلده ولشعبه، ويحيط به شرذمة من أحقر وأقذر مجرمي العصر!

خجل أنا منك ومن صمتك، وقبولك الامتيازات في مقابل سكوتك القبري على انتهاكات كرامة أهلك وأبنائك وجيرانك وأحبابك ومن أقسمت أمام الله أنك ستحميهم وتدافع عنهم.

خجل أنا من ملابسك العسكرية ونياشينك وأوسمتك التي تتراقص على كتفيك ومن حذائك الضخم الذي من المفترض أنْ ينام باطمئنان على وقعه كلُّ أبناء شعبك، فإذا هو كخف اللصوص لا يسمعه السكان، وإذا تناهى إلى سيد القصر قام بنقلك إلى معسكر آخر في مكان ناءٍ لا تراقبه إلا الطيور و أجهزة الأمن الاسرائيلية المصرية في تعاون لم يشهد مثله تاريخ الخيانات العربية في ستين عاما أو يزيد!

خجل أنا من أبطال العبور وقد انكمشوا، وتناقصوا، وتقزموا، واصطحكت أسنانهم، وارتعشهم أرجلهم، ولم يعودوا قادرين على حماية دجاجة شاردة يطاردها أحد أذناب مبارك، حتى وزير الدفاع أضحت مهمته السير مطأطيء الرأس، خفيض الصوت خلف الرئيس وهو يفتتح مشروعا وهميا أو يحضر حفلا تغني له فيه حناجر النفاق والتملق كأنها افتتاحيات الصحف القومية .. المسبب الأول لحالات القيء والغثيان في مصرنا الصابرة.

خجل أنا منك وقد أصفر لونك، واحتقن وجهك وأنت تشاهد كل صنوف الاعتداء الوحشي الهمجي لأجهزة أمن القائد الأعلى للقوات المسلحة وهي تؤدي مهمة البلطجة والسادية، وتغتصب الضعاف الذين من المفترض أنك تحميهم فإذا بك تحمي اللصوص الذين يمثلون عدوك الأول.

خجل أنا منك وقد شل المجرم يديك، وكتم أنفاسك، وقطع لسانك، وتحكم في سلاحك، وجعلك في خدمة عدو مصر والعالم العربي ومغتصب فلسطين، فأنت لا تستطيع أن تقترب لمسافة محددة من حدود مصر، ولو بكيت ليلا ونهارا وأنت تشاهد اختراقات العدو لحدود أرض أجدادك وأحفادك فلن يسمح لك مبارك بنصف كرامة تحلل بها نياشينك وأنواط الشجاعة التي يسخر منها الاسرائيليون.

الطاغية مبارك يشعر بلذة شديدة وهو يخترع أنواعا جديدة من صنوف المهانة لقادته ولكبار رجال الدولة وللسياسيين ورؤساء الأحزاب وكل من تطول قامته، لهذا اختار رئيس جهاز المخابرات وسيطا بين العدو وبين الفلسطينيين، واختار وزير الدفاع لينحني خلفه في مذلة ومسكنة ومهانة، واختار أمن الدولة لتناصب شعبنا العداء والخصومة فتنحاز إليه وتصبح مكملة لنظامه المهتريء!

تحرير الجيش البطل، وتحرير أجهزة المخابرات وهي حصن مصر المنيع وتاريخها المُشرّف، وتحرير أجهزة مباحث أمن الدولة فهي عيون مصر في الداخل التي تحمي الشعب والوطن من الدخلاء والأغراب وجواسيس السفارات .. كل هذه مهام يود الشعب أن يضطلع بها انقلاب عسكري شريف وطاهر ينهي عصر الديكتاتور، ويعيد مصر للمصريين، لكنك، أنت القائد العسكري، أصبحت سجينا في معسكرك، وذليلا للطاغية، وأصماً عما يحدث في بلدك، وأعمى لا يرى المشهد المصري الكارثي.

آلاف منكم في جيش قوامه أكثر من مليون من العسكر لا يستطيع عشرة أو عشرون من القادة الشرفاء الأطهار أن يتحركوا ومعكم عدة مئات من الجنود الملتزمين بتوجيهاتكم صوب عاصمة القهر والحزن، ويعلنوا البيان الأول، ويزيلوا سرطانا أهلك جسد الأمة، وأوجع شعب أم الحضارات لسبعة وعشرين عاماً!

ألم يعد فيكم شرفاء؟

ألستم أبناء النيل الخالد، وحاملي روح أكتوبر المجيد؟

لا أصدق، ولن أصدق أن مبارك قدّمَ لكم جميعا رشوة، وأن سوطه يلهب ظهوركم، وأن عيونه ترصد كل تحركاتكم، وأن آذان كلابه تسمع همساتكم، وأن أصدقاءه الاسرائيليين يبلغونه بأحلامكم قبل أن تستيقظوا، فأنا مؤمن، رغم كل مشاعر الاحباط واليأس والحزن والغضب، أن هناك .. في مكان ما على أرض مصر يجتمع ضباط أحرار، يخططون لانقاذ مصر من براثن هذا الهمجي الوحشي، ويحرروا ترابها الطاهر من لصوص أسرة مبارك.

يؤكد الجميع أن لا فائدة في مصر، وأن أرض الكنانة انتهت إلى الأبد، وأن الشعب المصري اكتسب سلوكيات فهلوية واحتيالية وغليظة وقاسية لم يعد ينفع معها دين أو أخلاق أو نصائح أو تعليم أو كتاب أو مسجد أو كنيسة أو كل تعاليم السماء والأرض، ويقسم لي كل مغترب زار مصر زيارة قصير أو طويلة أن المصريين على مرمى حجر من ثورة الجوعى ، وأن الفوضى ستندلع في كل أرجائها، وأن الضمير غاب أو مات منذ أكثر من عشر سنوات، وأن الفساد لم يترك شبرا واحدا أو مهنة إلا واخترقها.

واستيقظ بين الحين والآخر باحثا على شاشة فضائية تنقل لي خبر اعلان البيان الأول في مصر، فكابوس الظن أن كل قادة جيشنا جبناء وصامتون ومرتشون وخانعون وغير أكتوبريين هو كابوس حارق للصدر والقلب والأعصاب، لذا فأنا أترقب بيانكم الأول كعاشق لم يبلغ مرحلة اليأس بعد رغم أن الدلائل كلها تشير إلى العكس.

لا أنوقع أن تقرأ مقالي هذا بنفسك فأجهزة أمن الطاغية تتابع كل حركة وشاردة وواردة، لكن أملي كبير أن يقرأها لك شقيق أصغر أو ابن أو ابنة ، وتعيدها أنت على مسامع قائد آخر صامت وغاضب، كاره لمبارك ومقيد اليدين، خائف من زملائه أن يوشي أحدهم بأحلامه في الانقلاب على الطاغية.

رسالتي تلك تحريض لضميرك أن يستيقظ ، ولعقلك أن يخطط، ولصدرك أن يخفق بحب مصر، ولمشاعرك أن تستمد من الإيمان بالله والوطن شجاعة لم تعرفها مصر في خمسة وثلاثين عاما منذ العبور الأعظم، وأن تبدأ مع زملاء لك في تكوين خلية سرية شجاعة ووطنية في جيش مصرالبطل لعل المصريين يُقبّلون أيديكم الطاهرة.

أعود وأكرر بأن الكرامة قبل اليونيفورم، وأن الجيش الذي لا يحمي الشعب لا يستحق الحياة أو النصر، وأن التخطيط للانقلاب على مبارك داخل ثكنات الجيش هو أسمى صور الطهارة والوطنية والإيمان.

الخزي والعار لكل بدلة عسكرية يرتديها صامت، أما أحرار البيان رقم واحد فأكاد أراهم رؤي العين، بل لا أبالغ إن قلت بأنني أستعد لارسال تهنئة فور إذاعة الأناشيد الوطنية في القنوات والإذاعة المصرية قبيل استماعنا لصوت مصري حر وجميل ورخيم ومحب ومؤمن يعلن انتهاء حقبة النظام العفن والآثم والقذر والاجرامي والارهابي لأسرة مبارك.

وسلام الله على مصر


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 16100

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (12)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37725]

مقالة سيئة للغاية !!!!!!!!!!!!!!!!!!

((لا تجابهوا العنف بالعنف))


بهذه العبارة الرائعة هزم غاندي الامبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عنها , وحافظ على كل قطرة دم من دم ابناء وطنه .


زمن الانقلابات العسكرية ولى وراح , وهل يختلف ما كتبته عما طلبه حسن نصر الله من الجيش المصري .


مصر ليست بلدي , ولكن وبكل حب وصدق لا اتمنى ان يحصل لمصر ما جرى للعراق وابنائه .


لا للانقلاب العسكري والف لالالالالالالالالالالالالا


2   تعليق بواسطة   صائب مراد     في   الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37727]

مقالة راااااااائعة وهذا اضعف الإيماااااااان

( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز)


هذاااااااااا زمان الحديد... والبأس الشديد ..... وزمان كل الأنقلابات والممكنات


شرف مصر أن يتبرأ المصري من هذا النظام ويعبث بالحديد ،  و شرف كل "عربي" أن يتبرأ من كل أنظمة العُربان ويعبث بالحديد ، وهذا أضعف الإيمان.


تحيةةةةة للأستاذ محمد عبد المجيد الحر ابن النيل .


3   تعليق بواسطة   صائب مراد     في   الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37737]

سأجيبك دكتور عمرو ....

 لقطع الطريق على النراجس واتباعهم ومن والاهم سأجيب على


سؤالك


حين يدخل شعب طور الّذين ضربت عليهم الذلة والمسكنه من 


اوسع الأبواب


وحين يصبح همّه ان يأكل ويشرب كما تأكل الأنعام ، فلا يعد هناك شي يجدي او يحدث فعلا ، لا تحريض ولا غيرة .


وسطر جديد


4   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37744]

اليأس أول طريق الفشل

اليأس والإحباط هما أول طريق للفشل . فمن ينادى وينادى ولا أحد يجيب ثم ييأس فهذا هو بداية الفشل . فأنا أشيد بالاستاذ محمد عبد المجيد وادعوه أن لا ييأس ويظل يناضل ويحرض إلى يوم يجد فيه نتيجة نضاله وعمله ولو بعد سنيين. وهل عندما لا يأتى النضال بنتيجة حتى لو استمر سنيين أفضل أم أن نقف مكتوفى الايدى بل ونساعد على نشر روح اليأس لدى المناضلين ، ونظن انفسنا نفعل خيرا . ألم نلاحظ أن أى ثورة سواء كانت علمية أو ثقافية أو ثورة على الطغاة تقوم فى البداية بأيدى الكتاب والمفكرين . فإلى كل الكتاب والمناضلين استمروا حتى نحصل على حريتنا . وإلى كل المحرضين على اليأس أبحثوا لكم على جدار تخفتوا وراءه . 


5   تعليق بواسطة   داليا سامي     في   الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37749]

الاستاذ الفاضل محمد عبد المجيد

لن يحدث تغيير مثلما تتخيل فى مصر لان ثقافة الشعب تغيرت واولوياتة تغيرت واهتماماتة تغيرت .. ان ماتش الاهلى والزمالك اهم لدي الشعب من كثير مما قولت .. قد يكون قلة حيلة وقد يكون موافقة على هذا الحكم .. ليست السلطة فقط هي المشكلة بل بات الشعب نفسة مشكلة لهذا الوطن .. فى القرآن الكريم قري كثيرة ظالمة دمرها الله لان لم يعد للخير فيها بمكان وانما استشري الفساد فى كل بقعه بها .. لا اتخيل سيناريو معين للتغيير كل ما ارجوة ان تعود مصر كما سابق عهدها وطن العروبة والقوة والامان وان يعود الشعب لعهدة شعب طيب متسامح شهم وعالى الراس عظيم الكبرياء


6   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37763]

كل التقدير للسيد الفاضل محمد عبد المجيد ولكن..

اقدر قلم حضرتك ولكني اتفق اكثر مع الدكتور عمرو في كل ما قاله... انا لا احب ان يلقى باللوم على الرئيس مبارك بالرغم إني لا اؤيده، ولكن اللوم يقع على الشعب المتخاذل والخاضع الكسول.


وتحياتي للجميع


7   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37767]

على أى نموذج ينغى لمصر ان تتبع!

أخى محمد عبد المجيد, لعلك تعلم أننى من المعجبين جدا بمقالاتك وأفكارك, وأسلوبك الذى أحسدك عليه, ولعلك لا زلت تتذكر اننى كنت من أول من أشاد بمقالتك ( أنا مسلم رغم أنفك) على موقع شباب مصر منذ سنوات, وأعتبرها اعظم ما كتبت ولازلت أحتفظ بها وأقرأها كلما قرأت او شهدت من جهل الجهلاء وحماقة الحمقى ما يغضبنى , كما انى على إتفاق تام معك فيما ذهبت اليه من تقييم عن العائلة المباركيه لا بارك الله فيها, ولكنى لا أتفق مع ما جاء فى هذه المقالة, فدعنا نتناقش بالعقل, ان خلاصة ما تطلبه فى رسالتك الى قائد عسكرى مصرى هو ان يقوم ذلك القائد مع عدة مئات من اخوانه بإنقلاب او ثورة عسكرية اخرى لتخليص مصر من مبارك وعائلته, ألم يحدث ذلك على نفس خشبة المسرح فى عام 1952, وكانت النتيجه هى ما نراه الأن, فلماذا تعتقد ان تختلف النتائج بعد القيام بنفس التجربة,فى نفس المكان, اليس ذلك القائد من نفس فصيلة من قاد الثورة عام 52 ومن أبنائه, ومن نفس الشعب اى من نفس المصدر.  عندما يقدم الطبيب علاجا لمريض, فأقل ما يمكن ان يفعله هو ان يتأكد من أن  ذلك العلاج قد نجح مع عدد أخر من المرضى, وكلما إزداد عدد من نجح العلاج معهم كلما إزدادت ثقته فى كتابة نفس الروشيته, فهل من الممكن ان تدلتى اخى الفاضل عن نجاح قيام قائد عسكرى بإنقلاب سمه او ثورة فى مكان أخر وكانت نتائجه هى ما تود ان تراه فى مصر, لدينا امثلة لذلك فى مصر نفسها, وفى العراق وفى ليبيا وفى اوغنده وفى باكستان والصومال واليمن والسودان وسوريا وعدد من الدول الأفريقية .......................الخ الخ, فأى من تلك الدول تود ان تكون مثالا نقتدى به فى إنقلاب أخر فى مصر, وما هو الإحتمال ان نصل الى نفس النتائج. مع وافر أحترامى. 


8   تعليق بواسطة   صائب مراد     في   الثلاثاء ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37768]

ليس سيناريو يوليو

لا ليس سناريو يوليو 52


ولا سناريو اوغنده ولا الباكستان ولا الصومال ولا اليمن ولا السودان ولا سوريا ولا العراق ولا كل شيء مما ذكر ومما لم يذكر من بلاد العبوديه العربيه واالافريقيه


السيناريو المطلوب سيناريو رومانيا تشاوشيكو خرج الشعب الى الشارع وحيّد الجيش نفسه ولم تتدخل اجهزة الشرطه والأمن لحماية نظامة من السقوط ، وكان ما كان .


ليس مطلوب من العسكر ان يتحركوا بدباتهم ليسقطوا ويستلوا على الحكم ونعيد سيناريو يوليو من جديد ، المطلوب من الجيش والعسكر والأمن المركزي ان يحيّدوا انفسهم  ولا ينتصروا  الى مبارك لحمايته من شعب انتفض لحريته وكرامته .


ايها القادة والجنود لا نريد ان تسخروا لنا دباباتكم واسلحتكم ما نطلبه منكم ان تكفوا عن حماية النظام وتكفّوا عنا اسلحتكم وكل شيء سيسير على ما يرام .


9   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأربعاء ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37799]

الاخ الفاضل ايمن عباس , استسمحك

بنقل تعليقك على مقالة سابقة للسيد عبد المجيد وتتناول نفس الموضوع تماما على هذه الصفحة , مع الشكر


35405] تعليق بواسطة أيمن عباس - 2009-03-06

ثورة التحول نحو معرفة الحقوق والواجبات

الأستاذ الكبير محمد عبدالمجيد

إن كلمة ثورة أصبحت تصيبنا بإكتئاب ، فلقد قامت ثورة يوليو منذ ما يزيد عن نصف قرن قبلها كان هناك نظام ديمقراطي وتداول سلطة ودستور محترم يحترم من الجميع بالطبع كان هناك سلبيات لا يمكن تجاهلها ..، كان هناك إقتصاد قوي ، كانت إنجلترا مدينة لمصر ، ولتسمع سيادتك شهادة الدكتور البرادعي عن المقارنة بين فترة ما بعد الثورة وما قبلها ،

قامت الثورة الميمونة وتفاءل المصريين خيرا حيث أن عبدالناصر كان أول رئيس مصري من أيام الفراعنة ( المصريين أهمه ) وضعت الثورة أهدافها وعلى رأسها كان إقامة حياة ديمقراطية سليمة ، فما الذي حدث أتضح لنا أن إقامة حياة ديمقراطية سليمة عند معظم رجال الثورة كانت تعني إلغاء الحياة الديمقراطية من أساسها ، فتمت إلغاء الحياة السياسية من أساسها ، وقامت أجهزة الأمن بتعقب كل من له هوى سياسي بالاعتقال والتشريد إلا أن رسب في إحساسنا أن العمل السياسي يؤدي إلى الموت ، والكلام في السياسة يؤدي للمعتقل ، .. فبعد المصريين عن السياسة إلا أقلية من المنافقين الذين أعجب المستبد بتصفيقهم فجعلهم مصفقين دائمين وانشأ لهم وزارة التصفيق أقصد الإعلام ... وإستعان بهم كمساعديه ووزارئه الصوررين وأكمل بهم الديكور اللازم ...

إلا أن استيقظنا على إنهيار المعسكر الشرقي ، وبدأت العديد من دول العالم تتحول تدريجيا نحو الديمقراطية فبدأت تهب علينا رياح الحرية والتغيير وأصبح العالم ينقسم إلى دول ديمقراطية واخرى غير ديمقراطية ، ولسنا ببعيد عن هذا التغيير شئنا أم أبينا فنحن جزء من العالم والعالم أصبح متداخل ، وأي مشكلة عندك من الممكن أن تؤثر على كل العالم وخذ على سبيل المثال أنفلونزا الطيور ، التي لابد لها من حل عالمي ومقاييس عالمية وإن لم يحدث ذلك فإنها ستؤثر على العالم كله لأنه أصبح قرية واحدة صغير ..وخذ مثلا موضوع الإرهاب وكيف أن الغرب وأمريكا بدأ بالمطالبة بتغيير المناهج التي تحض على الإرهاب والكراهية ، لإنها تخلق إرهابيين ، وبدأت الدول تستجيب لذلك لإنها وجدت أن فيه مصلحتها ، إذا أن الإرهاب يبدأ فكرة وينتهي بحزام ناسف .

[35406] تعليق بواسطة أيمن عباس - 2009-03-06

تابع

وبدأت دولنا يظهر فيها جمعيات وجماعات تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان ودعم المشاركة ، وإصلاح الدستور ، وإلغاء التمييز بين الجميع وبدأت تظهر حركات مناوئة للسلطة تدفعها دفعا نحو الإصلاح السلمي ، ورغم ما تعانيه هذه الجمعيات والمنظمات من حرب شعواء تديرها أجهزة الأمن لصالح الإستبداد إلا أنها أثبتت نجاحات ، وبدأت تعطي بعض النتائج .. وأصبحت قاطرة الإصلاح ذات دفع ذاتي ، وستستمر حتى تزيح المستبدين أو يستجيبون لثقافة العصر ، ويتغيرون ، وجميع المعطيات تؤدي إلى ذلك وستؤدي له حتما . ..

وبالتالي فلا داعي مطلقا إلا أن تكون ثورة بيضاء وليست حمراء بلون الدم وليست بلون لبس العسكر حيث أننا لانريد أن نعيد الكرة مرة أخرى فما أدرانا أن الكرسي وما يوضع عليه من مواد لاصقة ستجعلنا لا نستطيع أن ننزع من سيجلس عليه

............... تحياتي


10   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأربعاء ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37800]

ومرة ثانية رد السيد عبد المجيد على التعليق السابق ويليه رد الاخ الفاضل ايمن عباس

لان فكرتي هي نفس فكرة الاخ ايمن , وهو التغيير السلمي .


[35664] تعليق بواسطة محمد عبد المجيد - 2009-03-10

إلى أخي الأستاذ أيمن عباس

أخي العزيز الأستاذ أيمن عباس

هذا هو ردي الثاني لأن الأول قمت بنشره ثم ارتكبت خطأ في الارسال فاختفى.

رياح الحرية والتغيير التي تهب علينا لا تعني أن التغيير المطلوب سيستغرق عاما أو عشرة أعوام أو حتى خمسين عاما، فما تقوم به نخبة مثقفة ومخلصة في عقد، يدمره صاب السلطة في شهر!

السلطة التي تقارع الطاغية ليست بالضرورة أشرارا في الجيش، وحتى التجارب السيئة لا تجعلنا ننتظر تغييرا شعبيا قاعديا قد يحدث بعد عدة قرون، فكل جماعة تحتاج لسبارتاكوس، وكل مظاهرة مهما تضخمت يستطيع عدة مئات من الأمن المركزي يعاونهم مسجلون خطرون أن يقضوا عليها في عشرين دقيقة.

وتقبل تحياتي

والله يرعاك

محمد عبد المجيد

طائر الشمال , اوسلو


 

[35670] تعليق بواسطة أيمن عباس - 2009-03-11

بل التغيير السلمي هو الهدف والآخر يفتح الطريق للإستبداد ..!!

الأخ العزيز محمد عبدالمجيد .. بل التغيير السلمي هو الهدف المنشود ، وليس التغيير بالقوة فهذا أثبت فشله في جميع الحركات التحررية ، وهو أقصر طريق للإستبداد ، بل هو بداية الاستبداد ..




11   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأربعاء ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37832]

الأستاذ محمد عبد المجيد, لن أزعجك مرة أخرى

قدمت تعليقى أعلاه الى الأستاذ محمد عبد المجيد مع كل الإحترام الواجب تقديمه الى كاتب على مستواه, ولا أعرف إن كان فى رده الذى يبدو وكأنه ردا على تعليقى, قد وجهه  متعمدا الى أخى عمرو, ام حدث ذلك بطريق الخطأ, فإن كان متعمدا, فسوف لن نزعجه مستقبلا, وإن كان عن طريق الخطأ فجل من لا يخطئ. وسوف اقول للأستاذ محمد الذى قال فى رده مشيرا الى عمرة , أنه تجاوز الثانية والستون, فأقول انى اقدر ذلك فأنا قد تجاوزت السابعه والستون, كما أقدر تجربته فى غربته فى أوربا والتى أعتقد انها ثلاثون عاما او أكثر, لأنى أحس تماما بما يحسه فأنا فى أمريكا منذ ما يقرب من أربعين عاما.


أختلف معه فى تعميم ان الزعيم يصنع شعبا, ربما يكون ذلك صحيحا مع بعض الشعوب التى ذكرها, ولكنها معادلة لا يمكن تطبيقها فى الدول المتقدمه والديموقراطيه, فمثلا , رغم كل ما حاول نيكسون ان يفعله لكى يبقى فى الحكم فلم يستطيع ان يغير من مصيره هو وأستقال, وحاول كلينون محاولات يائسه ان يخفى موضوع مونيكا, ولكن حوكم من قبل مجلس النواب بحكم القانون, ولم يستطيع ان يقول لهم ( هناك ما هو أهم من ذلك) , وحتى ما نديللا الذى اكن له الكثير من الإحترام, لم يكن هو الذى غير من نظام الحكم العنصرى, ولكن الضغط العالمى للأمم المتحده مع عدالة القضية التى كان مسجونا بسببها والمقاطعات الدولية لحنوب أفريقيا من الغالبية العظمى من دول العالم, هو ما أجبر النظام على السقوط, حتى ان الإفراج عنه تم أثناء المرحلة الأخيرة من النظام الأخير وقبل سقوطه مباشرة , وكان الإفراج عنه تحت الضغط الدولى المتسمر, بل كان النظام يحاول ان يشترى بعض الوقت , ولكن الموضوع فى الحقيقة ليس مانديللا, الموضوع يا سيدى الفاضل هو ان كل هؤلاء الحكام لم يتم إستيرادهم من دول اخرى, من إ سرائيل مثلا او الولايات المتحده لقمع الشعوب, انهم من أبناء تلك الشعوب نفسها, وعندما يتغير أحدهم بسبب الموت او إنقلاب عسكرى, فإن خليقته لا يختلف عنه عادة. ولذلك, فإن حقل البطيخ, لا يمكن ان تأخذ منه بطيخة فيتحول الى برتقال, إذا أردت ان يكون لديك برتقال, فعليك بشجرة برتقال, وإن لم يتم علاج الشعب المصرى على أقل مستوياته بمعرفة قيمة الفرد كمواطن وإن لم يعرف ويؤمن المواطن بحقوقه كمواطن..............الخ فحتى لو أرسلنا نبيا اليهم فلن يستطيع ان يفعل شيئا, بل اقول قد يغيرون ذلك النبى ويفسدونه. ومعذرة على صراحتى لأن ذلك القائد العسكرى الذى تحثه على الإطاحة بمبارك, قد يكون أسوأ منه بعد أن يعتلى العرش وليس هناك من يضمن أنه لن يكون كذلك.


12   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٣٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37950]

أخى الفاضل الاستاذ محمد عبد المجيد

شكرا على توضيحك, لقد أسعدتنى بذلك التوضيح حتى لا ( أخذ على خاطرى منك ), وكنت كما توقعت عند حسن ظنى.


الحقيقة ان ما تقوله له نسبة كبيرة من الصحة رغم إختلافى الذى ذكرته, فهناك أمثلة كثيرة جدا على ان القائد يمكن ان يغير من إتجاه من يتبعه, ونرى ذلك بالطبع فى الرسالات السماويه عندما يتولى القيادة رسول الى قومه, فيغير من هؤلاء القوم الى ما هو أحسن , أوقد يكون التغيير كما قلت فى مثال هتلر او عبد الناصر او مبارك او كاسترو او أمين .........الخ, قد يكون التغيير الى ما هو أسوأ. كان هناك فيلما قديما من  أوائل الستينات, وأعرف انك من هواء مشاهدة الأفلام الجيده, وكان إسمه (  The singer not the song), إن لم تكن قد شاهدته , أقترح أن تشاهده, وعنوان الفيلم فى حد ذاته يدل على الكثير مما يمكن ان نتوقعه, وهو ربما يكون عكس ما يعتقده الجميع , فالجميع يعتقد انه لا بد ان يكون هناك رؤية او خطة او رسالة...........الخ, وهو ما يحدث عادة فى الرسالات السماوية , أن هناك رسالة واضحه , ثم هناك من يحملها, ولكن أيضا من الأمثلة السابقة , نرى ان هناك قائدا حتى ولو لم يكن لديه رسالة او كانت الرسالة مزيفة ومزورة, فيستطيع ان يغير مجرى التاريخ الى ما هو أسوأ بكثير مما كان عليه.  وبصدق قولك تماما عن البيضة والفرخة.


لابد ان نراعى انه ليست كل الشعوب مثل بعضها تماما, والفكرة او الخطة التى تنجح مع شعب ما قد تمثل كارثة مع شعب أخر, ولأ يأتى الدواء بنفس النتيجه مع كل مريض, عندما يختلف المرض ويختلف المريض.  لقد قلت لبعض أصدقائى فى العديد من المرات, اخرها كان منذ عدة أيام عندما كنت اتحدث مع أخى شريف هادى تلفونيا, قلت ما قلته من قبل, ان المشكله فى مصر لا يمكن ان تحل ( حتى) على الورق, والحل على الورق كما تعرف هو أسهل ما يمكن لأى مشكله, بمعنى ان ننظر الى المشكلة ونقول ان حلها هو كذا وكذا وكذا, او 1, 2, 3, ......, ثم يأتى بعد ذلك التطبيق الذى يختلف تماما عن التخطيط, وكما نقول هنا ان (  The devil is in the details), وقد صارت المشلكة فى مصر اكبر من ان يستطيع بنى ادم ان يضع لها حلا على الورق, لانها صارت مثل الإسبكتى الذى لا تعرف اين يبدأ وأين ينتهى. ويحتاج الأمر لمعجزة من الله عز وجل وحده, ولا زلنا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيئ, وقادر ان يحول الإسباكتى الى سندويتش نرى اوله ومنتصفه وأخره, تحياتى وتمنياتى لك بالتوفيق. 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,910,987
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway