تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: تعليق من CHATGPT على المقال المتواضع. | تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | خبر: نظام اللجوء العالمي ينهار.. فما البديل الأفضل؟ | خبر: اكتشاف مدينة أثرية متكاملة جنوبي مصر | خبر: نيوزويك: ترامب يفرض قيودا صارمة على تأشيرات دول أفريقية | خبر: ترامب يعلن فرض رسوم بنسبة 35٪ على الواردات الكندية ويهدد بخطوة مماثلة تجاه أوروبا | خبر: مصر: وفاة سجين سياسي شاب فى مركز شرطة فاقوس شرقية وأكاديمي يواجه الموت في بدر 1 | خبر: اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني | خبر: ترامب يضغط على قادة أفارقة لقبول مهاجرين مُرحّلين من دول أخرى | خبر: رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ما لم تُفتح الأسواق أمام السلع القادمة م | خبر: 17مليون يمني يعانون الجوع.. خطر داهم يهدد حياة الأطفال | خبر: أوكسفام: 4 أثرياء في أفريقيا أغنى من نصف سكان القارة | خبر: وسط انتقادات حقوقية... البرلمان اليوناني يصوت على حظر اللجوء من دول شمال أفريقيا | خبر: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الأدوية بنسبة 200% | خبر: الجنائية الدولية تصدر مذكرتي توقيف بحق زعيم حركة طالبان في أفغانستان وكبير قضاتها لاضطهادهما النساء | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية |
خسائر السيد نصرالله

نبيل شرف الدين Ýí 2009-04-20


لعل أسوأ ما في قصة "خلية حزب الله في مصر" هو أن الخوض في تفاصيلها قد يُصور ـ بدافع الابتزاز والإرهاب الفكري ـ وكأنه دفاع عن نظام حاكم شائخ، وشخصياً لا أراه رشيداً ولا مقنعاً بما يكفي للرهان عليه، لكن شأن مثيلاتها من القضايا الملتبسة تختلط فيها الأوراق، ويُضفي فيها البعض على شخص السيد حسن نصرالله هالة من القداسة الخرافية، خاصة بعد انتشار البروباغندا الإعلامية بأن حزبه انتصر على إسرائيل في حرب 2006، وهذا بالطبع غير صحيح، بالعكس فقد تكبد اللبنانيون ثمناً فادح&Ce;اً لهذه المغامرة، والتي أفضت إلى وضع جيوإستراتيجي أسوأ مما كانت عليه الأمور قبل الحرب، كما أن لجنة "فينوغراد" الشهيرة لم تكن تتحرى أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلي، بل ناقشت عدم تحقيقه الحسم الكافي.


والدتي التي تقف على عتبات السبعين ـ أمدّ الله في عمرها ـ واحدة من ملايين المصريين المعجبين بنصرالله، لكنني رصدت خلال الأيام الماضية، عقب الإعلان عن توقيف هذه الخلية، وجدتها مصدومة كمن خذلها حبيب منحته ثقتها خاصة بعد أن اعترف الرجل على الملأ بأن عناصر من الحزب بالفعل أعضاء في تلك الخلية، وبرر الأمر بتقديم الدعم اللوجيستي للمقاومة الفلسطينية في غزة، في إشارة لحركة حماس.
ورغم خبرة السيد نصرالله السياسية والحركية الطويلة فقد تصرف انطلاقاً من خطيئة فكرية تقليدية، يرى مقترفوها أن "نُبل الهدف يبرر الوسيلة"، بمعنى أن مساعدة حركة حماس ـ وهي مجرد جزء من الشعب الفلسطيني ولا تحظى بإجماعه ـ بمتزويدها بالأسلحة، يبرر اللعب بنيران تهريب السلاح من خلف ظهر دولة مركزية كمصر، ويمنحه الحق بالعمل السري، وتجاوز القوانين المعمول بها في شتى أنحاء العالم، والتي تحظر تهريب الأسلحة، ولو رأت مصر أن السلاح سيفيد في الحالة الفلسطينية المنقسمة، فضلاً عن عدم التكافؤ مع آلة الحرب الإسرائيلية، لجعلت من غزة أكبر مخزن للسلاح في المنطقة.
خسر نصرالله كثيراً حين فشل في قراءة "الكود النفسي" للمصريين، وهنا أقطع بأن عدد مريديه في مصر أكبر من عددهم في لبنان لأسباب تتعلق بالقنبلة السكانية، أما أول ملامح هذا "الكود النفسي" فهو أن المصريين لا يثقون عادة بالسلطة الحاكمة، ربما نتيجة تراكم خبرات مريرة مع محتلين من كل نوع، ولكن حين يتعلق الأمر بـ"الدولة المصرية" يتحول الأمر ليجتمعوا على قلب رجل واحد، فالدولة ثابت من ثوابت الشعوب التي نشأت على ضفاف الأنهار، أما النظام فهو متغير، ومجرد محطة في تاريخ الأمم، ولا أتصور أن السيد نصرالله لم يستوعب هذا الأمر وهو الإستراتيجي المسيّس بالفطرة والخبرة، لكن ربما تحت تأثير نشوة الإحساس المفرط بالذات، والتضخيم الإعلامي المفرط لصورته، جعل الرجل يتصرف خارج سياق اللياقة ومنطق رجل الدولة، بل يزهو بالتهمة وكأنما أرسل كوادره في بعثة دراسية، أو لقضاء عطلة على ضفاف النيل، ولم يرسلهم ليتجاوزوا حسابات دولة كبرى ذات سيادة، واختراق قوانينها وتهريب الأسلحة عبر حدودها، وممارسة العمل السري على أراضيها، وفي بقعة بالغة الحساسية وهي سيناء.
خسر نصرالله الملايين من مريديه بإطلالة تلفزيونية واحدة، فلو كان قد نفى التهمة لفتح باباً للجدل حول مدى جدية تلك الاتهامات التي ساقتها القاهرة في هذه القضية، لكنه وبثقة تشبه الفجاجة ظهر مؤكدا أن الموقوفين هم من كوادر الحزب، وأنهم كانوا يسعون لتقديم الدعم اللوجيستي للمقاومة الفلسطينية، وهذا سخف لا يمكن لأي دولة في العالم أن تتفهمه لأنه يمس سيادتها وأمنها القومي على نحو صريح.
خسر نصرالله بدعوة المصريين للعصيان الشعبي، وخسر أكثر بتحريضه للجيش على الانقلاب، فمثل هذه المسائل ليست في وارد الاختلاف بين المصريين، الذين قد يلتهمون بعضهم البعض، لكنهم حساسون للغاية تجاه تدخل "الغرباء" بشؤونهم، لاسيما في أمور تتعلق بالمؤسسات الوطنية كالجيش والأمن القومي، وهنا لن تجد معارضاً في مصر، اللهم إلا بعض شذاذ الأفاق ممن يدخل أمرهم في نطاق اختصاص الطب النفسي
وبالطبع هناك "مقبلات سخيفة" اكتنفت تفاصيل هذه القضية، كتهمة نشر التشيع في مصر، لأن المصريين تحديداً هم أكثر أهل السنة تصالحاً مع التشيع، فهناك ظلال شيعية لا يمكن تجاهلها في الوجدان الجمعي للمصريين فهم يهيمون بآل البيت، ولا يجدون أي غضاضة في زيارة القبور والتبرك بالأضرحة، والاحتفال بعاشوراء وغير ذلك من المظاهر، وبالطبع فكل هذا استقر في وجدانهم منذ عهد الدولة الفاطمية، وبالتالي فإن الأزمة الراهنة لا تتعلق بالمذهبية، قدر ارتباطها بحسابات سياسية معقدة، كما أن عدة أطراف إقليمية تلعب فيها أدواراً غير بريئة.
باختصار خسر السيد نصرالله مكانته الأسطورية في نفوس الملايين، ومنح خصومه فرصة هائلة لشيطنته وتصويره كمجرد "بندقية للإيجار"، ولو كنت مكانه لبادرت بالاعتذار للشعب المصري، والتعهد بعدم تكرار هذه الخطيئة، وساعتها أتوقع أن تنتهي القضية ويسدل عليها الستار، لكن قاتل الله الكبر والمكابرة والكبرياء التي تقف حائلاً دون عودة المرء لجادة الصواب، باعتبار أن الحكمة ضالة المؤمن

اجمالي القراءات 10860

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-01
مقالات منشورة : 61
اجمالي القراءات : 829,042
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 108
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt