العراق بين فكين مفترسين:
العراق بين فكين مُفترسين

أنيس محمد صالح Ýí 2007-05-27


بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين


العراق بين فكين مُفترسين


يقع العراق من الناحية الجغرافية بين فكين مُفترسين !!! وهذين الفكين المفترسين يتمثلان بأمبراطوريتي الشر الذين أستفحلا في داخل جسد وعقلية الإنسان العراقي !! وهما في الأساس تمثلان الحفاظ على ديمومة أصحاب الممالك و&zlig; والعروش غير الشرعيين والتابعين بنظام الأمراء والمشايخ والسلطنات !!! بين فكي ممالك الفرس التأريخيين وممثلة بدولة ماتسمي نفسها بالإمبراطورية الفارسية في التأريخ القديم والجديد ( كفك مُفترس )!!! والفك المفترس الآخر هومملكة الأعراب أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق والمتمثلة بسادة أو مُلوك قريش ؟؟؟ وهذين المملكتين الإمبراطوريتين غير الشرعيتين ( إمبراطوريتي الشر ) والذين تحالفا أساسا على العدوان والحرب على الله والرسول محمد وآل بيته ( صلوات الله عليهم ) !!! وهما جميعا يعلمان جيدا إن الرسالة السماوية ( القرآن الكريم ) جاءت لتقيم العدل في الأرض, وليكون نظام الحكم قائما على الشورى بين الناس وببيعة الشعوب للحاكم , ولا يشرع ( القرآن الكريم ) بنظام الحكم بالوراثة والأسر الحاكمة ؟؟؟ ( ويشرع القرآن الكريم بما تُعرف اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان لدى أهل الكتاب من اليهود والنصارى ) ؟؟؟

وهما هذين المملكتين الفكين المُفترسين ( مملكتي الشر ) قد مارستا جميع أشكال القتل والبطش والتفرقة والأحقاد والكراهيات والتنكيل والإذلال ضد كل من رفع راية الحرية والجهاد في سبيل الله ولإعادة الحق إلى نصابه !!! ( بنظرية فرق تسُد ), وأكثر ما سرى هذا البطش والتنكيل والقتل في التأريخ العربي القديم والحديث كما سرى بشكل واضح ... وكان ضحيته دوما وأبدا هو الشعب العراقي الصابر.

ولمَا عُرف عن العراقي كإنسان بين أسلافه وأقرانه من الأعراب في باقي الدول العربية, عُرف عنه بتمسكه بمبادئه وقيمه ودينه وإستعداده الدائم للقتال في سبيل ما يعتقده يقربه إلى الله زلفا, وعُرف برجولته وعدم الخنوع والخضوع والإستكانة بالمقارنة مع باقي الأعراب !! على الرغم من جميع ما يتعرض له من أشكال القمع والبطش والتفرقة والتعذيب !!! والتي كانت ولا زالت تُمارس ضده !!! وكان في التأريخ القديم والحديث تواقا ... لحاكم شرعي يقيم العدل في الأرض, ويعلم جيدا إن ذلك لن يتأتى أبدا من خلال أُسر حاكمة مستبدة قمعية غير شرعية لا تقيم العدل بين الناس !!! ومصلحة عروش الأسرة الحاكمة الباطلة غير الشرعية وهي دائما وأبدا فوق مصلحة شعوبها !!! وهذه الأنظمة ظلت ولا زالت تحيط به من كل جانب ؟؟ وبكل الأساليب وإن أستدعى الأمر ( لو أحست بالخطر ؟؟ ) التآمر على شعوبها مع المستعمر الأجنبي للإحتلال والغزو بمقابل حفاظها على هذه الممالك والعروش وعيشة السرايا والقصور الهشة الضعيفة ؟؟؟

عندما عُلم عن الإنسان العربي العراقي عدم رضوخه وإستكانته وإحتماله البلاء ومن بعد نزول رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ), وكان يتم دائما تعيين الحاكم الذي يُعتقد بأنه شديد وبطاش وقوي ليكون واليا للعراق !!! لإنه لو لم يقم العدل في الأرض لكان مصيره لا محالة القتل !!! فماذا عملا هذين الفكين المفترسين وليشرعا وجودهما غير الشرعي ؟؟؟ ( والتشريع في نظر الشعب العراقي شريطة أن يكون من مصدر التشريعات وهو التشريع أو الدستور الإلهي ), فماذا عملا هذين الفكين المُفترسين ؟؟؟

في بداية القرن الثالت الهجري من بعد موت الرسول سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بدأ ما يُعرف بإختلاق التشريعات المذاهبية ( ما يسمى بأديان وتشريعات الملوك !!! ) وليشرعوا من خلاله وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة ؟؟؟ فماذا عملوا ؟؟؟

سادة قُريش أو كُفار قريش أو مُلوك قريش قاموا أساسا بتحويل الرسول محمد ( صلوات الله عليه ) ( مع سبق الإصرار والترصد ) حولوه من رسول معني بتبليغ رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ) وهي من صفات الرسول إنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ( بتبليغه الرسالة السماوية بالوحي من عند الله وهو حي يرزق ) حولوه بعد موته بمئات السنين!!! من رسول ... إلى إله آخر يشرع مع الله !!! ونطقوه على هواهم وليشرعوا من خلاله وعدوانا عليه وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة !!! والرسول ميت ويخاف الله رب العالمين !!! وأختلقوا للرسول سُنة ؟؟؟ وجعلوا الرسول يشرع مع الله ونطقوه على هواهم وأختلقوا الأحكام والفتاوى والتشريعات ليكون مشرعا آخر مع الله وعظموه وحاربوا الله والرسالة السماوية والرسول !!! وأختلقوا ما يُعرف اليوم بمذهب السُنة ( دين سادة وملوك قُريش ) ؟؟؟ وجندوا من أجل ذلك كل الوسائل الممكنة ومن خلال أئمتهم ومشرعيهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق ؟؟؟


سادة فارس أو كُفار فارس أو مُلوك فارس قاموا أساسا بتحويل إبن عم الرسول وأحفاد الرسول محمد الحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ) ( مع سبق الإصرار والترصد ) حولوهم من آل بيت الرسول معني بتبليغ رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ) وهي من صفات الرسول إنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ( بتبليغه الرسالة السماوية بالوحي من عند الله وهو حي يرزق ) حولوهم من آل بيت الرسول والصحابة الأطهار حولوهم بعد موتهم بمئات السنين ... إلى آلهة آخرى يشرعوا مع الله ونطقوهم على هواهم وليشرعوا من خلالهم وعدوانا عليهم وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة !!! والرسول وآل بيته ميتون ويخافون الله رب العالمين !!! وأختلقوا لآل بيت الرسول شيعة ؟؟؟ وجعلوا آل بيت الرسول يشرعوا مع الله ونطقوهم على هواهم وأختلقوا الأحكام والفتاوى والتشريعات ليكونوا مشرعا آخر مع الله وعظموهم وحاربوا الله والرسالة السماوية والرسول وآل بيته !!! وأختلقوا ما يُعرف اليوم بمذهب الشيعة ( دين سادة وملوك فارس ) ؟؟؟ وجندوا من أجل ذلك كل الوسائل الممكنة ومن خلال أئمتهم ومشرعيهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق ؟؟؟

وفي رأيي الشخصي إنه بدون معرفة هذه الحقائق التأريخية وما يحيط بالعراق الشقيق, لن نستطيع معرفة أسباب الضعف ومقومات القوة للشعب العراقي !!! وهي ضرورات حياتية شديدة للخروج بالشعب العراقي إلى بر الأمان ؟؟؟ ونحو مجتمع مدني معاصر في العراق.

ولنأخذ أمثالا حية من واقعنا المعاصر حتى لا نتهم بأننا نشوه التأريخ ولأن التعرُض إلى هذه الحقائق تثير حفيظة الملوك غير الشرعيين ومعهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق لدى الفكين المُفترسين !!!

لنأخذ مثلا في كل من العراق مصر واليمن ... هذه البلدان الثلاثة وبفضل رجالها الأحرار الأبطال قاموا بدك عروش المماليك, وتحولوا إلى أنظمة جمهورية أرادت لنفسها التحرر وشعوبها من الأنظمة الملكية القمعية الطاغية والتي سخرت جيوشها وشرطتها كأدواتا قمع موجهة ضد شعوبها ؟؟؟
هل وحتى يومنا هذا, هذه الدول مصر والعراق واليمن؟؟؟ هل هي سالمة من مخاطر وتآمر وتربُص هذين الفكين المُفترسين ؟؟؟ ومن خلال أحزابها المذهبية الموالية لهذين الفكين المفترسين !!! وهم بإنتظار أن ينبطح الثور لتكثر سكاكينهم ؟؟؟
وقريبا وليس بالبعيد قام الأحرار في إيران بدك عرش الملكية , وتحقق للشعب الإيراني إستقلاله وتحرره !!! وهذه المرة من قبل المرجعيات الشيعية المذهبية ؟؟؟
وهكذا في كل من مصر والعراق واليمن دكوا عروش الملكية ولكن ظلت التشريعات والمشرعين هي نفسها التشريعات السُنية المذهبية ( على دين سادة وتشريعات وملوك قريش ) ؟؟؟ وفي إيران دُكت عرش الممالك ولكن عن طريق مشرعي المذهب الشيعي ( على دين سادة وتشريعات وملوك فارس ) ؟؟؟

وفي رأيي الشخصي , إنه لا يمكننا أن نتحرر أو نتحضر أو نبني مستلزمات بناء مجتمع مدني ديمقراطي شوروي في العراق أو في باقي الدول العربية, إلا بتوفير شروط أساسية متلازمة وهي تتحدد بضرورة :
1- دك عُروش الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ أعداء الدين والإنسانية في القديم والحديث المتربصة بنا نحن الشعوب في كل الدول العربية وزيادة نشاط حركات التحرُر العربية والإسلامية , وهم بالضرورة غير شرعيين ويأكلون أموال الناس بالباطل...
على إعتبار إن العراق الشقيق يقع ضمن منظومة إقليمية عدوانية مؤثرة وبشكل مباشر وتُحيط به من كل الإتجاهات , ولا يمكن النظر إليه بمعزل عما يحيط به, كقضية مُستقلة من الناحية الواقعية.

2- ضرورة إقصاء وطمس كل تشريعاتهم الطائفية والمذهبية السُنية والشيعية والحزبية والطائفية والإثنية الضيقة !!!
3- ضرورة الإقصاء لأئمة أشد الكفر والجهل والتخلف والإرهاب والشقاق والنفاق غير الشرعيين وهم في الأساس مشرعوا ممالك غير شرعيين ( فما بُني على باطل فهو باطل ), مهمتهم تكمن أساسا في إدكاء نار الفتنه والأحقاد والإقصاء والتكفير والإرهاب والفرقة بين الناس!!! وقائمة على عدم إتباع أوامر الله ونواهيه في الرسالة التوحيدية السماوية ( القرآن الكريم ).
4- ضرورة العودة إلى تعظيم وتأليه الله جل جلاله وحده لا شريك له, وعدم الإشراك معه بالتشريعات من أي كان !!! والإستعانة والتوكل عليه وحده لا شريك له من خلال القرآن الكريم كمصدر للتشريعات والدساتير والفقه والعلوم والأصول, والذي نزل بالوحي على الرسول وهو حي يرزق , ولا يجوز تقويله بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بمئات السنين!!! أو أي من آل بيته؟؟؟.
5- ضرورة عدم تعظيم البشر الميتون !!! سواء أكان التعظيم للرسول أو آل بيته!!! والتعظيم والتأليه لغير الله فهو باطل ومُنكر !!! والعودة إلى التشريع من خلال تشريعات الله ( القرآن الكريم ) والذي يحفظ الكرامات والقيَم والحقوق الطبيعية للشعوب , ولا فرق فيها بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى.
إن وجود الغزو والإحتلال الأمريكي البريطاني في العراق وبإسم أسلحة الدمار الشامل والغير موجودة بالأصل أو بإسم الحاكم الدكتاتور الطاغية أو بأي مُسميات أخرى وإحتلالهم للعراق بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبدون شرعية دولية للإحتلال وغزو العراق !!! يضعهم أمام إختبار شاق صعب !! فهم لا يعلمون بخلفية وعقلية الإنسان العراقي , وإن تدخلت أطراف أخرى موسادية تنخر في جسد الشعب والكيان العراقي !! فهم في الحقيقة يراهنون على خيار خاسر ؟؟؟
فلدى الإنسان العراقي الإستعداد الدائم والتضحية وما تميزه عن كل الأعراب ... لديه الإستعداد لدحر الغزو والإحتلال وبنفس طويل مهما طال الزمن أو قصر ؟؟ والإحتلال ومن ناصرهم من أصحاب الجوازات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية عملاء الإستعمار هم كذلك سيندحرون أمام بسالة وشجاعة وتضحيات المقاتل العراقي دونما أدنى شك !!! وهذا ما يميز العراقي عن باقي الأعراب جميعا !!! فهو لا يكل ولا يمل ولا يستكين مهما كان الجبروت والبطش والتحديات.

اجمالي القراءات 12610

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7779]

الاخ انييس محمد صالح المحترم , وبعد التحية

وكيف الصحة , ان شاء الله بالف خير.
وشكرا للمجهود الذي بذلته بكتابة هذه المقالة
عن العراق .
اخي انيس , تعرف ماذا ؟ احس كان العالم جمدت احاسيسه ومشاعره , وخاصة الاخوة العراقيين
الذين يتقاتلون ويذبحون بعضهم البعض .
ما معنى كل يوم يجدون على الاقل خمسين جثة
مجهولة الهوية , مصابة بطلق بالراس ومرمية
رمية الكلاب . واللا سيارة تدخل في سوق مزدحم بالناس ومن مختلف الاعمار ومن الجنسين ومن
مختلف الطوائف وتنفجر لتتطاير لا ادري ماذا في الهواء .
كيف , كيف , وكيف والف كيف؟ . خمس سنوات حكومة
لا تستطيع ان تسيطر على الوضع , اذن هناك خلل
وخلل رهيب .والذين لم تطلهم احدى هذه المأسي بسمونها ديمقراطية والديمقراطية ترويها دماء الشهداء , كلام اقل ما يقال عنه كلام باطل.
اي واحد من هؤلاءالذين يكتبون هذا الكلام
يرضى ان يخرج ابنه من البيت ثم لا يعودويذهب
دمه فداءا للديمقراطية , كيف يصبح حال اهله وعائلته .
تعرف ماذا يااخ انيس , هذه الديمقراطية
الزائفة ترويها فقط دماء ولد الخايبة والناس
الذين لا ناقةلهم فيها ولا جمل , الناس المساكين الذين لا تهمهم السياسة ولا الكراسي ناس تريد ان تعيش يومها بامان, والام تحضر المائدة ليجتمع الجميع حولها وليس ان يبقى مكان احدهم خال
وطعامه يبرد وهو لن يرجع ابدا.
هل الديمقراطية لا تنبت اللا بالدماء , اذن
ما فرقها عن الديكتاتورية. الا يمكن ان تروي الديمقراطية بالماء العذب وما اوفره بالعراق
, الا يمكن ان تروى بالمحبة والاخوة ونكران
الذات وبالحس الوطني . يعني هل شجرة
الديمقراطية شجرة شريرة , وهذه خمس سنوات
تبلع من دماء الابرياء الم تشبع الم
ترتوي ؟!!!.
اين الدين اين العقل اين المبادئ اين الغيرة
اين الشهامة كلها اختفت فداءا للديمقراطية الزائفة, يعني ما شاء الله الديمقراطية تتمتع
بها كل الدول العربية وبقي العراق فقط فادقا لها , العراق كان كبش فداء لديمقراطية امريكا , انا باعتقادي الديمقراطية لن تنجح في الدول العربية هل تعرف لماذا يا اخ انيس ,
يوجد تكملة , يا اخ انيس

2   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7780]

الاخ انيس , مرحبا مرة ثانية

التكملة
اقول لك :
قل لي بربك ,في اي بيت من البيوت توجد ديمقراطية , من منا تربى على الديمقراطية
( اللا ما ندر جدا ) و في اي مكان عمل يوجد ديمقراطية , ولنبدأ من المدرسة الابتدائية والثانوية ثم في الجامعات ثم في المؤسسات والوزارات وحتى اماكن العبادة , في الشارع
في المناظرات في اللقاءات في الاجتماعات في
اكثر المواقع الالكترونية .فلتذهب هذه
الديمقراطية الزائفة ومن يسميها ديمقراطية الى المريخ .
اعرف دوختك اعذرني , لان حضرتك لا تعرف كم
اتألم عند سقوط اي عراقي ضحية الغدر
ومطامع شخصية و دولية مقيتةاو للانتقام واخذ
ثأر قديم , فقط لو افهم لماذا كل هذا ,
ولكني لا افهم ؟.
شكرا لقراءتك ما كتبت
ودمت بكل خير
امل

3   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7790]

أهلا بك ياأخت أمل

الأخت العزيزة الفاضلة
بعد التحية والإحترام

أنا بفضل الله بخير وعافية وأرجوا أن تكوني أنت كذلك بأحسن حال وصحة , وأشكرك كثيرا على السؤال.
أعذريني فيما لو تأخرت عليك بالرد , لكوني فتحت الموضوع أعلاه لأكثر من مرة ولم أجد من يسأل أو من يحاورني , وصدفة فتحته الآن ووجدتك موجودة , وأنا آسف لو كنت لم أرد عليك في حينه , ومعذرة مرة أخرى.

طبعا بالنسبة لمداخلتك العزيزة, ففيها الكثير من المحاور الهامة ومنها :
قولك :
اخي انيس , تعرف ماذا ؟ احس كان العالم جمدت احاسيسه ومشاعره , وخاصة الاخوة العراقيين
الذين يتقاتلون ويذبحون بعضهم البعض . ما معنى كل يوم يجدون على الاقل خمسين جثة
مجهولة الهوية , مصابة بطلق بالراس ومرمية
رمية الكلاب . واللا سيارة تدخل في سوق مزدحم بالناس ومن مختلف الاعمار ومن الجنسين ومن
مختلف الطوائف وتنفجر لتتطاير لا ادري ماذا في الهواء .
كيف , كيف , وكيف والف كيف؟ . خمس سنوات حكومة
لا تستطيع ان تسيطر على الوضع , اذن هناك خلل
وخلل رهيب .والذين لم تطلهم احدى هذه المأسي بسمونها ديمقراطية والديمقراطية ترويها دماء الشهداء , كلام اقل ما يقال عنه كلام باطل.

أقول:
سأجيب عليك على محورين:
1 – حالة القتل والضنك والذي يعيشه الشعب العراقي من قبل الإحتلال الأمريكي بقرون كثيرة , وهي حالة مأساوية طالما تبحثين أختي أمل عن الخلل أو أين يكمن الخلل ؟؟ فأقول
قوله تعالى:
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ( 65 ) الأنعام

حاولي معي تدبر الآية الكريمة أعلاه , فستجدين نوعين من العذاب من عند الله جل جلاله , وأدعي بالنوع الأول من العذاب بمعجزات من السماء أو من الأرض وكيفما يكون هذا العذاب كما نراه اليوم من الأمطار والصواعق والفيضانات أو من الأرض بالزلازل والبراكين أو كيفما يشاء الله لمن يخرج عن أوامر الله ونواهيه في الكتاب السماوي , أما النوع الثاني من العذاب هو ( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) وهذا ما يحدث بالضبط في العراق , بأن تحول أهل العراق ومنذ أمد بعيد إلى مذاهب وطوائف وشيَع وأحزاب وجماعات لم تسلم وجوهها خالصة لوجه الله وحده لا شريك له , وعظموا بشرا ميتا وأشركوهم بالتعظيم كعظمة الله العلى العظيم , وأنظري إلى قوله تعالى في نهاية الآية ( أنظر كيف نصرف لهم الآيات لعلهم يفقهون ), ولأن كتابهم ليس القرآن العظيم فهم في غفلة من العذاب الشديد, وسيظلوا كذلك حتى يعودوا إلى تعظيم الله والإستعانة والتوكل عليه وحده لا شريك له.
ولقوله تعالى:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ( 124 ) طه
وهي واضحة فيمن يعرض عن ذكر الله ( آيات الذكر في القرآن الكريم ) فإن له معيشة ضنكا ويحشره الله يوم القيامة أعمى.

4   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7791]

يتبع ياأخت أمل - المحور الثاني -

2 – في المحور الثاني والحديث عن الديمقراطية الأمريكية في العالم العربي , فستجدين إن بداية الحديث عن تصدير الديمقراطية إلى الوطن العربي جاء متلازما مع غزو أمريكا لأفغانستان وفي تلك الأوقات بدأ إفتتاح القنوات الفضائية مع هامش ديمقراطي تنفيسي ( كقناة الجزيرة الفضائية وغيرها ) وتلازم الحديث عن الديمقراطية مع المخطط الأمريكي لإحتلال كل من أفغانستان والعراق بخطط مبيتة سلفا ومنذ أكثر من خمسين عاما , وليستحوذوا على مناطق النفوذ في العالم , والمدخل الأمريكي لتنفيذ مخططاتهم هي عدة مسميات كالديمقراطية وحقوق الإنسان أو أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة بالأصل, أو الحاكم الديكتاتور الطاغية أو محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة ( مع إن تنظيم القاعدة هو صناعة أمريكية موسادية آل سعودية ) أستخدموهم لتنفيذ مآربهم في كل من أفغانستان والعراق ؟؟؟

وأمريكا هي من تزرع الملوك والأمراء والسلاطين والمشائخ العرب غير الشرعيين عملائها وتزرع المذهبية والطائفية وهي تعلم سلفا عن كيفية الحديث عن الديمقراطية بطريقتها !! ونحن محكومين أصلا بأسر حاكمة غير شرعية تستخدم الحديد والنار ضد شعوبها وقمعهم !!! ومشرعة بتشريعات مذهبية قائمة أساسا على العدوان والحرب على الله ورسوله !!! وعلى الإنسانية في الأرض وعلى رأسهم العدوان والإقصاء للرسالات السماوية السابقة ( التوراة والإنجيل ) !!! وتكفير جميع أهل الكتاب والعدوان والحرب ضدهم وقتلهم ( اليهود والنصارى ) ؟؟؟ فالديمقراطية الأمريكية في الوطن العربي هي الشماعة التي تعلق عليها غسيلها الوسخ والمدخل الرئيسي لغزوها لأفغانستان والعراق تلبية لمصالحها وليست لسواد عيوننا ؟؟؟ وهي تعتقد إنها أذكى وأشطر من أن يفهموا أساليبها القائمة على العدوان وإحتلالهم للشعوب الأخرى ظلما وعدوانا , مستعينة بالضؤ الأخضر من عملاؤها من الأسر الحاكمة غير الشرعية ؟؟؟ ومشرعيهم المذهبيين غير الشرعيين ؟؟؟
والرئيس الأمريكي الحالي في رأيي الشخصي يتحمل وحده ما يحدث للعراق ولشعب العراق وما يتعرض له الجنود الأمريكيين والآخرين من قتل يومي نتيجة لسياساته العدوانية على الشعوب وإحتلالها بالقوة.

أقدر كثيرا وأتفهم معاناتك أختي الفاضلة الأستاذة أمل , والله وحده أعلم كلنا يتألم من شعب غني بثرواته وشعبه يعيش متسولا مشردا مُهجرا تُهدر دماءه كل يوم وعلى مرأى ومسمع العالم من حوله ,

وأرجوا أن لا يكون كلامي معك بوضوح ومصداقية قاسيا أو مُحزنا لك أكثر مما أنت فيه من الحزن, وهذا واقعنا العربي والإسلامي المرير والحزين ومنذ 1200 عام ونحن في الحضيض بين الأمم مقموعين مقهورين لا قيمة لنا ولا حقوق وتحت البطش والملاحقات والسجون والتعذيب لكل من خرج بكلمة حق تجاه الإله الحاكم غير الشرعي الدكتاتور الطاغية ومشرعيهم غير الشرعيين, وأرجوا إنني لم أصدعك بكلامي .

ودمتي أختا وصديقة عزيزة

5   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الخميس ٣١ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7804]

أهلا بك ياأخت آية الله


أختي الكريمة الفاضلة آية الله
بعد الإحترام والتقدير

أشكرك على تعليقك الكريم , وأعتقد في رأيي الشخصي إن الأُمة العربية والإسلامية فيها الخيرين وفيها الأشرار وفيها الصالحين وفيهم الطالحين , وعندما أنادي دوما بالعودة إلى الله جل جلاله وإتباع أوامره ونواهيه في الكتاب السماوي , فإنني مما أقصد فيه هو النصرة والتأليه لله والذكر الكثير لله وحده لا شريك له , لأن النصر لأية شعوب أو أمم هو من عند الله وحده لا شريك له, وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم , بدون نصرة الله وإتقاءه لن يكتب لنا الفوز دنيا وآخره.

قولك:
ولكن لا أتفق معك ومفهوم النخوة والكرامة التي لم أري عربيا يتحلي بها حتي الآن ولكني وجدت الكثيرون يتشدقون بها. فلم أري عربيا يثور على حاكمه الظالم بل ننتظر القضاء والقدر وصعود روح الظالم إلى بارئها. فعن أي نخوة تتحدث يا أخي ومتي كانت هذه النخوة لأني لم أقرأ أبدا عنها فى التاريخ العربي إلى فى مواجهة الإستعمار الغربي فقط والذى كان أفضل من الإستعمار المحلي على أي حال!!
أقول:
أنا لا أتذكر إنني ذكرت موضوع النخوة والكرامة في مقالي , ولكن على كل حال يوجد الكثيرون يتحلون بالنخوة والكرامة في الوطن العربي , وللأسف الشديد تجدين بفعل بطش الطغاة الملوك والأمراء والسلاطين والمشايخ غير الشرعيين ومشرعيهم غير الشرعيين , فمن يحاول أن يقول كلمة حق يجد سيف وسوط وسجون الحاكم الطاغية قد أطالتك , والسجون العربية مليئة بالأشراف والأبرياء وهم يتعرضون لأبشع المعاملات غير الإنسانية , ويكفي أن نعلم إنه خرج من بين هؤلاء الكثيرون من الأحرار في كل من مصر والعراق واليمن عندما دكوا عروش المماليك القديمة وأرادوا أن يتحرروا وشعوبهم ... ولكن للأسف الشديد تجدين دول الممالك لا زالت متربصة بهم وتحيق حولهم جميع أشكال الدسائس والمؤامرات ضد الشعوب التي أرادت أن تبني لها هامش شوروي ديمقراطي , وهي تتآمر عليها من خلال أحزابها الدينية المذهبية المنتشرة في جميع أرجاء الوطن العربي ... وعلى رأس هذه الأنظمة الدكتاتورية آل سعود كأكبر أسرة مالكة تصدر الإرهاب إلى العالم , وتصرف الملايين والمليارات من حقوق الشعوب العربية والإسلامية في المؤامرات والدسائس وخوفا أن يصل إليها المد التحرري العربي وخوفا على عروشها !!! فلديها الإستعداد ( آل سعود ) للتعامل مع الشيطان إبليس في تحقيق مآربها العدوانية ولتحافظ على أنظمتها غير الشرعيين.
أما أن يكون الإستعمار الأجنبي أفضل فأنا لا أتفق معك في هذا من واقع إن الأجنبي يراعي مصالح باده وشعبه وهو لا يأتي إلينا حُبا في سواد أعيننا !!!

أعجبتني عبارتك الأخيرة بقولك:
اؤمن بالتغيير وبأنه سيحدث ولكن فى حالتنا سيكون بطيئا جدا ومؤلما للغاية!
وأقول : أتفق معك ويتطلب ذلك توعية الأمة لدينها الحق , وأن نتعرف على أسباب الضعف ومقومات القوة لدينا, حتى نتمكن من توعية الأمة والخروج بها إلى بر الأمان , ولا نتخلى عن الإيمان الصادق بالله والإصرار والمثابرة وزرع المحبة بين الشعوب قاطبة , ولن ننتصر أبدا من خلال العدوان على أوامر الله ونواهيه في الكتاب... وعلينا أن نتدبرها جيدا حتى لا نظلم... وكننا زمان يكذبوا علينا ( بنظرية المؤامرة ) بأن اليهود والنصارى يتآمرون علينا !!! وأتضح إن من يتآمر علينا أنظمتنا القمعية الدكتاتورية البطشية بالتعاون مع اليهود والنصارى وليحافظوا على عروشهم وعلى حساب الإسلام والمسلمين في الأرض.
وتقبلي تقديري

6   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الخميس ٣١ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7809]

الاخ انيس محمد صالح المحترم , بعد التحية

وطاب يومك بكل خير
ردك اراحني كثيرا . وكلامك صحيح , وان شاء الله , جلت قدرته , يفتح عقل وعيون العراقيين الى ما فيه خير الجميع, اشكرك مرة ثانية.
اما بالنسبة لتاخير الرد , فهذا شئ طبيعي جدا , لان الكل مشغول باشياء اخرى , , وقد يمر علي في بعض الاحيان يومان من غير ان ادخل الموقع . اشكرك مرة ثالثة .
وان شاء الله اقرا لك مواضيعا اخرى .
طاب يومك بالف خير.
امل

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-04-07
مقالات منشورة : 420
اجمالي القراءات : 4,435,150
تعليقات له : 649
تعليقات عليه : 1,000
بلد الميلاد : اليمن
بلد الاقامة : اليمن