Awni Ahmad Ýí 2009-01-06
بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا م&am;&oa;َا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } * { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } * { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
ألبقره (67-74)
الفهم الشائع لقصة ذبح البقره وواقعة قتل نفس التي تلتها في ألآيات الكريمه يمكن توضيحه باختصار كما يلي:
• تم افتراض وجود تقديم و تأخير.
• قتلت نفس وتم التكتم على القاتل أوالقتله.
• أخبر ألنبي موسى(ع) قومه بأمر الله لهم بذبح بقرة ( أي بقره).
( هذا تعنيت منهم وقلّة طواعية؛ ولو ٱمتثلوا الأمر وذبحوا أيّ بقرة كانت لحصل المقصود، لكنهم شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم- ألجامع للقرطبي)
• ماطل القوم و طلبوا مزيدا من التفاصيل عن تلك البقره بدون داع!!
( أعطى الله تبارك وتعالى الأمر أولا ليختبر قوة إيمان بني إسرائيل.. ومدى قيامهم بتنفيذ التكليف دون تلكؤ أو تمهل.. ولكنهم بدلا من أن يفعلوا ذلك أخذوا في المساومة والتباطؤ- خواطر ألشعراوي)
• ذبحوا واحده أخيرا.
• ضربوا الميت بقطعة منها فأحياه ألله فكشف قاتله!!!
هل هذا الفهم صحيح؟
لا يبدو لي ذلك!
ما أفهمه من الأيات الكريمه هو الأتي:
أولا:
• دعا ألنبي موسى قومه الى اجتماع. حضر الناس ليستطلعوا الأمر . أخبرهم أن الله يأمرهم بذبح بقره. استغربوا هذا الطلب ( كأنهم قالوا: ألهذا جمعتنا!؟) وظنوا أن موسى يهزأ بهم، فذبح البقر للغذاء هو أمر عادي يمارسونه يوميا. (قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً).
ملاحظه: يبدو ان هذه القصه حدثت في مصر عندما كان لديهم ماشيه، وليس في التيه حيث اقتصر طعامهم على ألمن (نوع من الفطر) والسلوى ( نوع من الطير).
• نفى موسى(ع) بشده ما حسبوه (قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ).
• طلبوا تبيان ماهية هذه البقره، فبينها لهم بالتفصيل، ولو كان المقصود أي بقره لقال لهم ذلك وينتهي الأمر.
• الاحظ أيضا أن موسى(ع) لم يضق صدره بتساؤلاتهم، بل استمر بالتوضيح ( تضييق الدائره) حول البقره المعنيه. و أفهم من ذلك ان البقره المراد ذبحها كانت مقصوده بالذات.
• ألاحظ أن تساؤلاتهم لم يقصد بها ألتلكؤ عن تنفيذ الأمر، بقدر ما هو فضول حقيقي لمعرفة ألبقره المراد ذبحها (..إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُون) خصوصا عندما بدأ موسى يحدد صفتها بدقه( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ).
• أفهم أيضا أنهم كانوا على علم بأمر هذه البقره، وأنهم كانوا يخفون أمرها عن موسى، واسقط في يدهم عندما حددها لهم موسى،( قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ..).
• أفهم أنهم ذبحوها على مضض (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ).
ثانيا:
ماهية ألبقره بالضبط؟
مما سبق فهمت أن ألبقره المقصوده كانت مهمه بالنسبه لهم. حاولوا اخفاء أمرها عن موسى لعلمهم أنه لن يرضى عن هذا الأمر.
لماذا؟
لأنه أمر مخالف لما يدعو اليه رسول الله موسى(ع).
كيف نفهم ذلك؟
نحتاج أن نعرف نظرة أهل مصر في ذلك الزمان الى البقر، و بنو اسرائيل عاشوا بينهم وتأثروا بكثير من معتقداتهم.
.... يتبع
كنت أنوي استكمال هذا الموضوع في جزء ثان، ولكني سأكتفي بالتوضيح هنا.
بداية أنا لست ممن يجد أدنى صعوبه في تقبل فكرة ما يعرف بالمعجزات.
و لكني أعتقد أن بعض ألأيات الكريمه التي ورد فيها ذكر لأحياء الموتى او فهم منها ذلك، لم يقصد بها فعلا أحياء فعلي لميت توقف تنفسه و نبضه، كقصة ذبح البقره وواقعة القتل التي جاءت بعدها هنا، ، وقصة ألنبي ابراهيم(ع) والطير في نفس هذه السوره، وقصة حوت موسى(ع) في سورة الكهف.
ملاحظه: قولي (فذبح البقر للغذاء هو أمر عادي يمارسونه يوميا) لم يقصد به (على سبيل تقديمها لهم وليمة) ولكن قصد به التمهيد لما سيجئ لاحقا من حيث انهم لم يقدسوا البقر بالطريقه التي تفعلها بعض الملل اليوم لدرجة تحريم اكل لحومها على أنفسهم!
سأذكر باختصار ما كان في نيتي عرضه في الجزء الثاني:
• في رأيي ان موضوع البقره هنا مشابه لموضوع ألعجل المصنع ( بتشديد النون) الذي عبده بنو اسرائيل بعد خروجهم من مصر.
• لكليهما ( ألبقره و العجل) علاقه مباشره بمعتقدات أهل مصر في ذلك الزمان . و بنو اسرائيل عاشوا بينهم وتأثروا بهم.
• نعرف اليوم عن المصريين القدامى تقديسهم لألاهه عندهم تدعى (حتحور – Hathor) ، وكان يرمز لها بالبقره او بامرأة ذات قرنين شبيهين بقرني بقره فوقهما قرص الشمس.
• ألبقره ألمقصوده بالتالي كانت بقره مقدسه لديهم لها ارتباط ب (حتحور) يقومون برعايتها ويخفون امرها عن موسى(ع)، رغم أدعائهم الأيمان نفاقا.
• عندما كشف الله امرها على لسان موسى(ع) اسقط في يدهم فتيقنوا من نبوته ( قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ..). لكن قلوبهم كانت مع ذلك لا تزال متعلقه بمعتقداتهم القديمه. (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ).
• واقعة القتل حدثت بعد موسى بزمن.
• كان بنو اسرائيل قد نسوا ( وهم سريعون في نسيان و تجنب الحق) قصة البقره وعادوا الى حالة المجتمع المنافق، المنغلق، المتكتم ( لم تكتمون الحق وأنتم تعلمون).
• عادوا الى مجتمع شبيه بمجتمعات المافيا في يومنا الحاضر، حيث الأنغلاق و التحجر و التكتم. مجتمع يقتل فيه أحدهم في وسط السوق، على رؤوس الأشهاد. و عندما تحضر الشرطه فلا أحد رأى شيئا. لا التجار ولا الزبائن ولا الماره، ألكل صم بكم عمي.
• حدثت واقعة قتل.لا أحد شهد على القاتل او القتله. الكل لم يرى ولم يسمع شيئا.
• هنا ذكرهم الله على لسان صالح مؤمن أو سبط جاء بعد موسى(ع) بقصة البقره.
• أحيا الله بكلامه قلوبهم القاسيه و ضمائرهم الميته.
• أقر ألقاتل بفعلته، أو شهد الشهود بالحق.
• ما لبثوا الا قليلا ثم عادوا الى سيرتهم الأولى.( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ..).
ملاحظه أخيره: ورود قصة البقره بعد حدث خروج بني اسرائيل من مصر لا يعني ابدا انه حدث لاحق، فالقرآن الكريم لا يروي الأحداث بطريقه متسلسله دائما، وشرح هذا قد يطول.
تم.
في الختام هو مجرد اجتهاد.. والله أعلم
و السلام عليكم..
نسيت ايضاح أمر أخير.
لاحظ متى وردت قصة ألبقره:
{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } * { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }* { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } *
جاءت بعد ذكر أهل السبت، وقصتهم كانت بعد موسى(ع) بزمن.
ألدكتور عثمان علي,
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
وبعد,
فما ساهمت به هنا هو جزء يسير جدا من جهد امضيته في تدبر القران لأكثر من خمس عشر سنه خلاصته حوالي خمسين بحثا مطولآ كلها بالأنجليزيه، لأنى كنت ولا زلت أنوي بها مخاطبة الناطقين بغير العربيه .
لم أنشر منها سوى بحث وحيد معنون بالسبع المثاني، وكان في هذا الموقع الكريم. سحبته لاحقا لأجل اعادة تدقيقه و تنقيحه.
ما نشرته هنا مؤخرا كان ترجمه مختصره جدا و غير كامله لموضوعين منها!! كنت آمل أن يفيدني القراء في مناقشتها لأجل عمل تنقيح نهائي لها.
ثم أتبعها بغيرها، وهكذا.. حتى استكملها، فأنشرها للجمهور الذي اقصده بعد تنقيحها، وفي نفس الوقت يكون اهل العربيه قد اطلع عليها جيدا.
ولكن هذا لم يحدث للأسف و لا أعتقد انه سيحدث ابدا!!
و السلام عليكم..
دعوة للتبرع
علم و راية القاعدة : علم القاع دة إيه أصله , هل هو علم الرسو ل وللا...
دليل نجاحنا: منذ فترة ليست بالطو يلة وجدت هناك حملة منظمة...
جبل الطور: اريد معرفة معني كلمة ( الطور ) مع الشكر...
Contradiction: Brief shortly the contradict ion between Islam and Muslims....
صومه صحيح : السلا م عليكم دكتور ما حكم من أكل ناسيا أو...
more
اخى الكريم الأستاذ - عونى - هذه القصة القرآنية عن (موسى عليه الصلاة والسلام ) و(بنى إسرائيل) حكاها القرآن الكريم ضمن قصصه عن بنى إسرائيل بعد خروجهم من مصر ،ونجاتهم من فرعون وملأه .فأرجو أن تعود لقراءة القصة كاملة من الآية (40 -حتى -96) بسورة البقرة .وهى تتحدث عن إحدى معجزات نبى الله موسى بإٍستخدامه لحم (هذه البقرة) بأمر من الله جل جلاله لإحقاق الحق والعدل فى الفصل فى قضية قتل أحد أبناء بنى إسرائيل ، وليست على سبيل تقديمها لهم وليمة كما تقول سيادتكم . وجاءت هذه القصة ضمن القصص القرآنى عن مماطلة وتكاسل (بنى إسرائيل ) فى تنفيذهم لأوامر الله ،ولتحذيرنا من أن نقتدى بهم فى مماطلتهم فى تنفيذ أوامره سبحانه وتعالى تحت خلق الحجج والأعذار الواهية .
.وشكراً