تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول | تعليق: لمحة رائعة و استدلال مفحم حول زواج المنافقين من بقية الناس في المدينة . | تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | خبر: توقعات محققة وغرق محتمل للإسكندرية والدلتا بسبب التغيرات المناخية بحلول 2100 | خبر: أبحاث جديدة تكشف نتائج واعدة بشأن علاج سرطان القولون والمستقيم | خبر: في أول انتقاد علني، ماسك يصف مشروع قانون ترامب الضريبي بـبشع والمثير للاشمئزاز | خبر: اللاجئون الفلسطينيون في العراق يطالبون بوقف الإجراءات التمييزية ضدّهم | خبر: لماذا يخشى المصريون من طرح أصول الوقف أمام الخواص؟ | خبر: مدن فارهة في صحراء مصر... والنيل في خدمة الأثرياء | خبر: محمد صبري سليمان.. كشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة لليهود بولاية كولورادو الأمريكية | خبر: التنقيب غير المشروع وإهمال المواقع الأثرية... أزمة متجدّدة في مصر | خبر: بيراميدز المصري يُتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه | خبر: أكبر هجوم مسير على القواعد الجوية الروسية زيلينسكي يعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على المطارات ال | خبر: الحكومة تعلن رسميا إنشاء مدينة عملاقة غرب القاهرة بتكلفة تريليون جنيه | خبر: إسرائيل تمنع زيارة أوّل وفد وزاري عربي للضفة الغربية منذ 1967، وحماس تردّ على مقترح ويتكوف | خبر: مصر: القضاء يحدّد يوم 9 سبتمبر للنظر في دعوى وقف تسليم تيران وصنافير | خبر: القضاء المصري ينظر عزل وزير التعليم بسبب مؤهلاته في سبتمبر | خبر: الأردن يوقف استقدام العمالة الوافدة فهل يملأ المواطنون الفراغ؟ |
هل يحرقنا مبارك قبل أن نحرقه؟

محمد عبد المجيد Ýí 2008-08-26


أوسلو في صباح الأحد 25 أغسطس 2008
لا يتغير كثيرا الاختبارُ الذي تعقده السماءُ لأهل الأرض، فهو مكون من سؤال واحد، سهل وبسيط ومنطقي وعقلاني، تعثر على اجابته في الدين وفي المنطق وفي تاريخ الشعوب وفي مفردات الوطنية، وإذا بحثت داخلك في أي ركن من أركان تلك النفس اللوّامة فستعثر عليه حتى لو كانت الاجابةُ مختبئةً خلف الشرف أو الكرامة أو الجوع أو الفقر أو حب الوطن أو حتى روح الله الني نفخ منها فيك فجعلك خليفتَه في الأرض.


سؤال واحد تنجح في اجابته الصحيحة شعوبٌ كثيرة، لكننا، نحن المصريين، كلما سمعناه وضعنا أصابعَنا في آذاننا، وكلما جلسنا أمام ورقة الامتحان المكوّنة من هذا السؤال فقط، ضحكنا حتى الثمالة، أو ألقينا النكات، أو بحثنا عن لبن العصفور قبل الاجابة، أو تحدثنا عن القضاء والقدر وأهمية طاعة ولي الأمر.
سؤال واحد لأكثر من ربع قرن، وكلما دخلنا قاعةَ الامتحان، ووقفت شعوب الأرض كلها تشاهدنا ونحن نحُكّ رؤوسَنا، ونقطب جبيننا، ونستعين بالتاريخ والجغرافيا والعقل والدين والوطن والحب والارتباط بالأرض وعيون أولادنا ومستقبل أجيال من بعدنا، نخرج من قاعة الامتحان، وقد فغر كل منا فاه، وعاد إلى بيته لينتظر الموعد التالي للامتحان، فالتوقيت مفاجأة، والسؤال لا يتغير!
سؤال ينتهي بعلامة استفهام تغطي كل شبر في أرض مصر، ثم تطير لتحلق فوق كل مصري في أي مكان في العالم!
سؤال يأتيك محمولا على الكرامة، فتزيحها جانبا!
ويقترب منك مغلّفا بحب الوطن فلا تراه .. ولا تراها، لكنك تتغنى بها في مباريات كرة القدم فقط!
ينحشر في طوابير الخبز، ويتقاتل المصريون للوصول إلى حافة المخبز، فيختفي السؤال أو يحترق في لهب الفرن.
يقفز السؤال وأنت تستعرض في صحف يومية، غير راض عنها سيد القصر، فتراه في مئات المقالات والتحقيقات والحقائق، فتُنحي الصحيفةَ جانباً، ولا تجيب عليه.
يقف مَْنْ كان ممثلا للعدالة يوما ما، ويحدّق في عينيك السابلتين والمتعبتين، ثم يحشر لك السؤال في حُكم البراءة لمالك (العبّارة سلام 98 )التي ألقت لأسماك القرش في البحر الأحمر بمئات من أبناء بلدك وربما بعض أهلك وأحبابك، فتعطيه ظهرك، وترفض أن تجيب على السؤال.
يقف أمامك فيروس الكبد الوبائي شامخا، معتزا بقوته وقدرته على الاطاحة بربع سكان مصر، ومنهم بعض أفراد أسرتك أو حتى فلذات كبدك، ثم فجأة يُلقي الفيروس في وجهك بالسؤال نفسه، فترفض الاجابة عليه بحجة أن هراوة رجل الأمن، وطاعة ولي الأمر تقفان حاجزين متينين لمنعك من الاجابة على السؤال.
هل سمعت عن تلك التلميذة التي كانت تترنح في فناء المدرسة، فلما سألتها حضرة الناظرة عن سبب التعب والارهاق الباديين على وجهها النحيل، فتجيب بحشرجة، تحمل لك نفس السؤال: لأنني لم أتناول طعام الافطار اليوم، فهو دور أخي الصغير، وغدا سيذهب إلى المدرسة بدون افطار، أما أنا فموعدي مع الطعام صباح الغد؟
هل سمعت عن مصري واحد .. واحد فقط لا غير، في قلبه ذرة شرف أو جُزيء حُبّ، أو روح مَنْ كرمه الله، لم يلعن أسرة مبارك وعهده ونظامه وعصابته ولصوص الوطن وابن الرئيس وأصدقاء ابن الرئيس سبعين مرة في اليوم ومثلها في المسجد أو الكنيسة أو حتى فوق وسادته المبلله بدموعه على المستقبل الأسود لكل من جاء من صُلبه وسيعيش عهد نسل مبارك؟
سؤال أتحدى من يقول بأنه لم يره، أو يسمعه، أو يَشُمّه في أي مشهد على أرض مصر مهما صغر .. في الشارع، وفي عيادة الطبيب، ومع سائق سيارة الأجرة، وفوق سعر كيلو اللحم، وفي كل رشفة مياه ملوثة، ومع صرخات طفل أصابه سرطان من مزروعات عهد الرئيس، ومع ربة بيت تنزلق دموعها وهي تحاول أن تنظم في عملية اقتصادية معجزة البقاء حتى نهاية الشهر دون أن يتضور أولادها جوعا!
سؤال رسب في الاجابة عليه الإخوان المسلمون والشيوعيون واليساريون والقوميون والدينيون واللادينيون والأقباط والناصريون والمستقلون والقضاة والمحامون وأساتذة الجامعات والطلاب ورجال الدين، الإسلامي والمسيحي، والإعلاميون والمقيمون والمهاجرون!
سؤال عجز عن الاجابة عليه العاطلون عن العمل بملايينهم، والجوعى، والمرضى، ورجال الجيش وشرفاء الوطن من أجهزة الأمن، ورجال السياسة والمعارضة وأصحاب القلم، وأهالي منكوبي (العبّارة) الغارقة ومسرح بني سويف وقطار الصعيد.
سؤال وضعه رجال مبارك في كل عصا تدخل دبر مواطن مصري، وأحيانا يستبدلون بها في قسم الشرطة سلكا كهربائيا لعله يساعد على الاجابة عن السؤال، ولكن مصر .. أم الدنيا القادرة على حمل كل رسائل السماء لأهل الأرض لم تستطع أن تجيب عليه، ولا يزال أهلها كلما سمعوا السؤال صكّوا وجوههم وقالوا: عجوز عقيم.
سؤال بعد حريق مجلس الشورى، وأكل النيران وثائق ومستندات يستعد لأن يقفز في وجوهنا قريبا، وسيجلس نيرون في شرفة قصره بشرم الشيخ وهو يقرأ، ويضحك، ثم يستلقي على غضروفه الذي آلمه طويلا، فالتقرير من وزير الداخلية عن تفاصيل عملية قادمة لاحراق القاهرة، واشعال النيران في المحاكم والجامعات والمكتبات ودور العبادة والشهر العقاري وكل تاريخ مصر، ومع ذلك فلم يتمكن المصريون من الاجابة عليه.
كان السؤال: ما هو الحد الأقصى لما يحدث لك ولبلدك ولأهلك حتى تغضب؟
ولأننا جميعا رسبنا في الامتحان مئات المرات في أعفن وأنتن وأحط عهود حكم مصر منذ بناة الأهرام، فقد تم استبدال السؤال ليصبح: هل يحرقنا مبارك قبل أن نحرقه؟
أرى في الأفق من بعيد ألسنة لهب مصحوبة بضحكات لا أدري إن كانت للملائكة أم للشياطين، وأكاد أتبين فيها صوت مبارك، الأب أو الابن، لكنني لا أعرف إن كانت ستلتهم مصر أم قصر الرئيس!


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 11346

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,519,037
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway