محمود دويكات Ýí 2008-07-10
هذا المقال هدفه إعادة طرق لمعاني الهداية التي انحرف مرادها عن أصله وذلك (في الغالب) بسبب بعد الناس عن الكتاب أو عدم ربط (أو بالاحرى قرن = قرآن ) ايات الله ببعضها.
نتكلم عن أيات الهداية و نحاول "ترجمة" معاني تلك الايات الكريمة الى لغتنا العامية الدارجة ، و ذلك لتوضيح الفكرة.
الهداية هو مجرد إنارة طريق – توفير مزيد من المعلومات – تبيان لبعض الامور - توضيح - إرشاد خفيف
الهداية باختصار هي شيء يشبه الـ guiding
الضلال هي عكس الهداية : نقص في مزيد من المعلومات - عدم وضوح لبعض المسائل ..الخ .. الضلال باختصار هي شيء يشبه misleading
الايات:
1- (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) بقرة/2 = هذا الكتاب فيه مزيد من التعليمات و ارشادات للمتقين.
2- (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)بقرة/5 = اولئك يسيرون حسب ارشادات ربهم.. فهم مفلحون
3- (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) بقرة/16 = اولئك الذين أحبوا أن تبقى المسائل غير واضحة و مبهمة بدل من طلب مزيد من المعلومات والجلاء و التوضيح و التبيان لها
4- (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) بقرة/26 = أن بهذا المثل يوفر الله مزيد من المعلومات الكافيه لتبيان الحق من الباطل للكثيرين. أما الذين يفسقون أي يخرجون عن التفكير السليم أو المشوشون، فاولئك سيرون هذا المثل يمثل عدم وضوح و عدم كفاية. بل يتخذونه مثارا للجدل
5- (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) بقرة/38 = أي إما يأيتنكم مني مزيد من التعليمات أو ارشادات.
6- (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعدَ الَّذِي جَاءكَ)بقرة/120 = أي الارشادات و مزيد من المعلومات التي من عند الله هي الاصح و الاحسن و الاوثق .. فإن اتبعت غيرها فإنك في مشكلة.
7- (َيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)بقرة/142 = أي يوفر مزيد من المعلومات لمن يريد من الناس بهدف تسهيل اختيار الناس للصراط المستقيم.
8- (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا .... وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ) بقرة/143 = أي أنها أمر بسيط على الذين وفر لهم الله مزيد من المعلومات و الارشادات (غالبا في كتبه المنزلة) - ليه؟ لأنهم يستخدمون عقولهم في فهم تلك الارشادات و المعلومات!
9- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ)بقرة/159. = أي و مزيد من المعلومات و الارشادات و التوضيحات
10- (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)بقرة/213 = أي أعطى الله مزيد من المعلومات و الايضاحات للذين آمنوا بخصوص تلك الاختلاف- فالله هو الذي يملك تلك المعلومات و التي تؤدي الى الصراط المستقيم.
11- (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)بقرة/258 = أي الله لا يوفر مزيد من المعلومات و لا توضيحات للقوم الذين هم أصلا ظالمين ، بل عليهم وزرهم بأنهم رفضوا إعمال عقولهم. و بالتالي كأن الله جعلها أصعب لهم حبتين بسبب ظلمهم الباغي. و مثلها تنطبق على القوم الكافرين أي الذين رفضوا الاستماع او الاعتراف بالله جملة و تفصيلا و بالتالي ركبوا دماغهم.
12- (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) بقرة/272 = أي ليست مهمتك إيضاح مزيد من المعلومات و الارشادات في العقول بل هي مهمة الله جل و علا (لأنه الادرى بقدرات الناس العقلية)، فمهمة الرسول توصيل و نقل المعلومات المعطاة له من قبل الله و قد يبين (اي يعطي حسب ما اعطاه الله) بعض التفاصيل التي تناقض ما كان سائدا .. أما التبريرات و التوضيحات (مثل :لماذا؟ )فالرسول نفسه بشر و لا يملك علما غير ما أوتي. .. لذا فتلك مما اختص الله بها نفسه – لأنه هو الاعلم بقدرات الناس الفكرية ـ و مثلها هذه الاية : (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء)
13- (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)أل عمران/8 = أي لا تجعل الشك و الريبة تدخل قلبنا مرة أخرى بعد كل التوضيحات و الارشادات التي أعطيتنا في قلوبنا.
14- (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ «72» وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) أل عمران/73 = أي بعض أهل الكتاب كأنهم يقولون: خادعوهم على أمل قذف الشك في قلوبهم فيرجعون عن دينهم.... و اوعى تصدقوا إلا الذي على دينكم ، فكان رد الله أن قال للرسول أن يقول : العلم الصحيح و التوضيحات و الارشادات الحقّة هي تلك التي من عند الله و بالتالي فان ما تملكون انتم ليس حكرا عليكم. فكل فضل إنما هو من عند الله.. و الله قد يعطيه من يشاء (و يستحق).
15- (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)أل عمران/86 = كيف!!! هؤلاء القوم الذين جاءتهم البينات و التوضيحات و آمنوا!! و صدقوا بالرسول و بعدين كفروا!! و رفضوا التصديق !! فهؤلاء!! كيف سينفعهم إعادة توضيح الامور لهم!! فهؤلاء أصبحوا ظالمين من حيث أنهم ركبوا دماغهم و بالتالي أصبحت المسألة مسألة عناد عندهم.
16- (يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)نساء/26 = أي يرشدكم و يدلكم عليها.
17- ( وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا «68») نساء = أي لأعطيناهم مزيدا من المعلومات التي تؤدي الى الصراط المستقيم.
18- (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى)نساء/115 = أي كل من يريد أن يركب راسه بعد ما تم تبيين له المعلومات و الدلالات و توضيحها له .. فهذا نتركه لما هو عليه لأنه اختار عدم التفكير أصلا.
19- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)نساء/137 = أي الذين كل شوية يؤمنوا ثم يكفروا!! هؤلاء ليس الله مضطر لأن يبين لهم و يوضح لهم مزيد من الارشادات للسبيل السوي لأنهم أصلا غير مقتنعين بوجوده من الاساس و بالتالي لا فائدة..(قضية الغفران موضوع آخر)
20- (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ...الخ) أنعام/84 = أي كل اولئك وفرنا لهم من مزيد من المعلومات و الارشادات و التوضيحات (فاتبعوها و أيقنوا بها – لذا كان من البديهي أنه اختارهم للنبوة و الرسالات)
21- (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) أنعام /88 = أي هذا العلم و الارشادات و التوضيحات كلها من عند الله و التي يعطيها لمن يشاء من عباده (من يستحقها أو تلزمه) و لو بعد ما أعطاهم هذه المعلومات كلها أشركوا بالله!! فعندها سوف لن ينفعهم كل ما عملوا (زي اللي بحل سؤال رياضيات في امتحان مستخدما معادلات أصلا كلها غلط!! هل ينفع؟؟ كل عمله ضاع في الهوى – المثال طبعا ليس دقيقا و لكنه يفي بالغرض – فالله أعدل من الاستاذ)
22- (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) أنعام/90 = أي اولئك الذين وفر لهم الله مزيد من العلم و التوضيحات و الارشادات ـ فعليك الاقتداء بتلك المعلومات و التوضيحات التي وفرها الله لهم (و لك)..
23- (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) أنعام/125 = أي كل من يريد الله أن يوصل له مزيد من المعلومات وال توضيحات يجعل صدره منشرحا متقبلا للأفكار محاورا مناقشا بناءا ... أما الذي يريد الله ان لا يوصل له تلك مزيد من المعلومات فذلك الذي يجعل صدره (و خلقه )ضيقا فلا يقبل بالافكار و دائما يجادل و لا يفكر . و بالتالي إعلم من أي فئة أنت!! و لحق حالك. (أي باختصار: اللي مرح و عقله متفتح فهذاسهل انه يتقبل التوضيحات له أما النكد و عقله ضيّق فهذا من الصعب أن يناقش بموضوعية لذا لا فائدة - في الغالب - من التوضيح له )
24- (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) يونس/25 = أي الله يدعو!!! و يحاول أيصال مزيد من المعلومات و الأيضاحات الى بعض الناس( ممن يشاء) لعل و عسى أن يؤمنوا و يتبعوا رسالته!!!
25- (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)يونس /35 = يعني من اللي الاصح اتباعه ؟ الذي يعطي مزيد من المعلومات عن الحق أم اللي أصلا بحاجة الى تلك معلومات : مالكم كيف تحكمون؟
و غيرها و غيرها من الايات التي تتكلم عن الهدى .. الهدى هو فقط مجرد توفير مزيد من العلم و التوضيحات (لمن يحتاجها حسب مشيئة الله) و عندما يتحدث الله عن الهداية لاتعني أبدأ أنها إعطاء تذكرة دغرى الى الجنة ، بل بالعكس.. إن المزيد من الهداية يعني أن هؤلاء القوم عندهم شوية ثقل و مشاكل في استيعابهم .. زي اليهود .. عشرات الانبياء لأنهم كانوا مجتمع مليء بالمشاكل و ذا عقلية تعصبية من نوع مختلف!! (تماما كمعظم الطلاب اللي بحبوا يدلعوا و يتكاسلوا عن عمل واجبهم ودراستها ، تجد المدرس الحنون يعطي لهم بالا أكثر و يوضح لهم المسائل أكثر وأكثر (أي مزيد من الهداية) .. لعل و عسى أن يتبعوا كلامه و ينجحوا... أما الطلاب الذين أصلا لا يعترفون بالمدرس و دائما يعملون مشاكل للتعكير عليه (و على الاخرين) .. فهؤلاء بالعكس.. يجعل الموضوع صعب عليهم .. علشان يذوقوا وبال أمرهم.
و الله من وراء القصد.
2- يقول الكاتب: (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)بقرة/258 = أي الله لا يوفر مزيد من المعلومات و لا توضيحات للقوم الذين هم أصلا ظالمين ، بل عليهم وزرهم بأنهم رفضوا إعمال عقولهم. و بالتالي كأن الله جعلها أصعب لهم حبتين بسبب ظلمهم الباغي. و مثلها تنطبق على القوم الكافرين أي الذين رفضوا الاستماع او الاعتراف بالله جملة و تفصيلا و بالتالي ركبوا دماغهم. وهذه بالطبع سقطة أخري ما كان للكاتب أن يقع فيها، إذ أن بعض الملحدين أحياناً يؤمنون بوجود الله ولكنهم يكفرون بهذا الوجود لأسباب دنيوية زائلة، والدليل علي ذلك أنهم حينما يقعون في مأزق لا يجدون أي ملاذ لهم سوي كلمة (يا رب)، يقول الله تعالي: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت 63)، (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت 61)، (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف 9)، والآيات كثيرة جداً بهذا الصدد، وقد ذكرت بعضاً منها علي سبيل المثال لا الحصر.
ثم ما رأي محمود دويكات في الآية التالية: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية 23)؟؟....!!.... إن هناك بعضاً من الضلال يكون علي علم والعياذ بالله، فالضال هنا تكون لديه المعلومات متوفرة وصحيحة والطريق ممهداً للسير فيه بوضوح، هذا ناهيك عن الإرشاد الذي تلقاه من أهل النصح ولكن الله تعالي تركه سادراً في غيه بأن أصمه وأعمي بصره عن الحق والهدي.
ثم ما رأي الكاتب أيضاً في تلك الآية: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) (النساء 115).
ألم يهدي الله تعالي فرعون وملأه هداية الإبانة عن طريق تسع آيات بينات ينبغي أن يؤمن بها أي عاقل إيماناً راسخاً بأنها من عند الله؟؟.... والجواب (بلي)، ولكن كانت تنقصه هداية الإعانة والتوفيق...!!
3- لم نري الكاتب قد تكلم هنا ولو لمرة واحدة عن الفرقان وتقوي الله تعالي والجهاد فيه كمقدمات تأتي علي إثرها نتائج بديهية تتلخص في كلمة (هداية)...!!.... يقول الله تعالي: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً.....) (الأنفال 29)، إذن فتقوي الله تعالي يستتبعها بالضرورة الفرقان الذي يجعله الله لهذا المتقي والذي يستطيع أن يفرق علي أساسه بين الحق والباطل، وبذا تتحقق النتيجة المرجوة وهي الهداية.
يقول الله تعالي: (....وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ....) (البقرة 282)، فتقوي الله تعالي تكون سبباً في تعليم المتقي أمور دينه ودنياه وبذلك يتحقق له الهدي...
ويقول عز من قائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا.....) (العنكبوت 69)، إذ أن الجهاد في سبيل الله تعالي يستتبعه الهدي كما قال الله تعالي وقد يتضمن هذا الجهاد البحث عن الحقيقة بغرض التقرب إلي الله والإيمان بآياته والعمل بها والذي يتحقق بمقتضاها فهم كتاب الله تعالي بالصورة الصحيحة التي تمكن الإنسان من هذا التقرب.
4- وبناء علي ذلك نجد أن الكاتب هنا قد قام بتأويل بعض الآيات عن طريق الخطأ، فمثال ذلك يقول: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) أنعام/125 = أي كل من يريد الله أن يوصل له مزيد من المعلومات وال توضيحات يجعل صدره منشرحا متقبلا للأفكار محاورا مناقشا بناءا وبالطبع فهذا كلام بعيداً عن الصواب، فأهل الكتاب يعرفون القرآن كما يعرفون أبناءهم ومع ذلك نجد أن أكثرهم فاسقون، وهذا لأنهم تنقصهم هداية الإعانة والتوفيق كما قلت سابقاً....
وبالطبع فأنا لو كتبت عن الهداية فلن يسعني إلا أن أكتب كتاباً لا مقالاً، ولكنني قد اختصرت بعض النقاط فقط....
هذه ملاحظات كان يجب التنويه إليها حتي يستفيد كل من القارئ والكاتب معاً
والله تعالي هو المستعان.
both guiding and supporting are important to achieve and create the good religious, without one of the two elements the achievement can not be occurs. The holyquran appears this point abviously and every moslem must be remember it always.
أشكرك أخي شريف أحمد على هذه التعليقات القيمة .. و سأحاول مزيدا من التوضيح حول ما كنت أرمي إليه في مقالتي ، و التي أردت القول فيها أن الهداية هي مجرد توصيل مزيد من المعلومات و الارشادات دونما أي إجبار أو تدخل إلهي مباشر ينتقص من حرية الفرد بالاختيار.
1- الاخ شريف أعطي ما رآه عدة أنواع من الهداية و التي لم يشتمل عليها ذلك التعريف "العام جدا" و البسيط الذي و ضعته... و من تلك الانواع : هدي الفطرة كما في قوله { (هدي الفطرة، ومثال ذلك (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل 68) } .. الحقيقة لا أرى أي أثر لكملة "هداية" أو مشتقاتها في هذه الاية التي انتقاها الاستاذ شريف أحمد . فالله يتحدث هنا عن بعض الوحي (بغض النظر عن ماهيته) للنحل ..و الحقيقة أن هذه الاية لا تتحدث عن الهداية (التي هي توفير معلومات) و لكن تتحدث عن ما نسمية الان بالغريزة (أو الفطرة إن أردت) .. و الفرق: أن الهداية مجرد عرض معلومات في القلوب أو العقول .. أما الغريزة فهي جزء متأصل و ثابت في كيان الكائن الحي.. فلا يمكن أن تجد نحلة غيرت رأيها و بطلت تجمع الرحيق لأن هذا موضوع غريزي .. أما الانسان فقد يكفر حتى بعد توفير الدلالات و البينات له (أي حتى بعد هدايته) ... فهذا فرق جوهري بين الهداية و بين الفطرة التي فطر الله مخلوقاته عليها.
2- يقول الاخ أحمد شريف ( وقد يقوم به إنسان لهداية إنسان آخر بأن يبين له الطريق الصحيح ) .. و لعمرى هذا ما احتواه تعريفي: تبيين الطريق الصحيح له. و يقول أيضا (كما أن هناك هدي الإعانة والتوفيق،) .. و هذه ايضا ما قلته من ارشاد خفيف. أما مسألة التوفيق فإن دخل فيها إجبار أو إضطرار فبطلت تصير هداية و إنما أصبح لها اسم آخر. و التوفيق أصلا محاولة التقريب ما بين شيئين ، و ذلك يتم عادة بكشف المزيد من التوضيحات حولهما.. و هذا ما قد يفعله الله فهو يبين الفروقات و أمور الاختلاف.. لكنه لا يتدخل و لا يجبر و لا يفرض على أحد اتباع أي طريق (إلا يوم الدين ).
3- يقول الاخ شريف (إذ أن هناك نوعاً ثالثاً من الهداية وهو (هداية الإعانة والتوفيق)، والقرآن يقرر ذلك تماماً فيقول: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ.....) فهذا الهدي هو هدي الإبانة، إذ أنهم قد تبينوا الرشد من الغي بهذا الهدي، ولكن هدي الإعانة و التوفيق كان ينقصهم تماماً بدليل أن الله تعالي قال بعد ذلك في نفس الآية مباشرة: (.....فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى.....) (فصلت 17)) .. ولا أرى أي جديد في هذا المعنى الثالث: فهو محتوى ضمن التعريف الاشمل الذي وضعته. فالله قد بين لقوم ثمود (و جميع الاقوام الهالكة الاخرى) بين لهم طريق الصلاح و الاسلام..(أي: هداهم) و لكن معظمهم رفضوا تلك الهدايات فحقت عليهم كلمات ربك. ..
هناك فرق جوهري بين توفير المعلومات و بين أن يجعل الله الناس تسير تلقائيا من ضمن انفسها نحو الرشاد ، الفرق الجوهري هو ان الاول هو الهداية و الثاني فيه كفر و تجنى و نسب الظلم لله رب العالمين.
4- يقول الاخ شريف أحمد (وهذه بالطبع سقطة أخري ما كان للكاتب أن يقع فيها، إذ أن بعض الملحدين أحياناً يؤمنون بوجود الله ولكنهم يكفرون بهذا الوجود لأسباب دنيوية زائلة، والدليل علي ذلك أنهم حينما يقعون في مأزق لا يجدون أي ملاذ لهم سوي كلمة (يا رب)، يقول الله تعالي: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت 63)، (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت 61)، (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف 9)، والآيات كثيرة جداً بهذا الصدد،) ... و فعلا الايات كثيرة في هذا الصدد .. فهؤلاء آثروا و أرادوا و اختاروا عدم السير على ما وفره الله لهم من معلومات و إرشادات ...فالقضية مع هؤلاء تحتمل واحدا من اثنين: إما أن رفضوا الاستماع للارشادات من الله ..(ممكن يؤمنوا بالله لكن لا يحبون الانقياد له أو أن يكون له أثر في حياتهم العامة كالكثير من أهل اوروبا ) ...و الحال الثاني أنهم أصلا لا يؤمنون بالله و بالتالي لا مبرر لسماع تلك الارشادات .. و بالتالي أعرضوا عن كل الهدى المعروض لهم.. .. ثم مرة أخرى: كل هاته الايات لا تحتوي و لا تذكر أي شيء عن الهدى
تابع ../..
تابع ../..
5- يقول الاخ شريف أحمد (ثم ما رأي محمود دويكات في الآية التالية: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية 23)؟؟....!!.... إن هناك بعضاً من الضلال يكون علي علم والعياذ بالله، فالضال هنا تكون لديه المعلومات متوفرة وصحيحة والطريق ممهداً للسير فيه بوضوح، هذا ناهيك عن الإرشاد الذي تلقاه من أهل النصح ولكن الله تعالي تركه سادراً في غيه بأن أصمه وأعمي بصره عن الحق والهدي.) .. أولا كيف افترضت أن العلم الذي مع ذلك الضال هو نفسه العلم الذي أراده الله له كهدى ؟ فإذا كان العلم الذي اتبعه ذلك الضال ليس هو الارشاد و المعلومات التي وفرها الله.. إذن أصبح بعيدا عن الهداية الحقيقة و بالتالي انطبق عليه و صف الضلال - لأنه يتبع ما يعتقده صحيحا و هو نسخة محرفة عما هو الاصل سواء في داخل عقله أو في الكتب ، المعنى الاقرب للاية: هل رأيت من ظن أنه يمتلك المعلومات و الارشادات في ذات نفسه ، و أغلق عقله و سمعه عن أي شيء آخر.. فمن هو القادر على تبيان الغلط و تزويده بمزيد من المعلومات (الصحيحة) إلا الله جل و علا!!.
6- يقول الاخ شريف أحمد (ثم ما رأي الكاتب أيضاً في تلك الآية: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) (النساء 115).) .. الجواب: اعتقد أني وضعتها ضمن الامثلة في مقالي ... بإمكانك الرجوع لها .
و يقول أيضا (ألم يهدي الله تعالي فرعون وملأه هداية الإبانة عن طريق تسع آيات بينات ينبغي أن يؤمن بها أي عاقل إيماناً راسخاً بأنها من عند الله؟؟.... والجواب (بلي)، ولكن كانت تنقصه هداية الإعانة والتوفيق...!!) نعم الله قد هداه و أوضح له بمزيد من المعلومات سبيل الرشاد.. و لكنه كما قلت استحب العمى.. فاستحق ما حصل له.. و أما قولك أنه كان يلزمه الاعانة و التوفيق.. فلا أدري ما تقصد بالضبط؟ يعني كان لازمه دفشة من الله؟ إذا كان كذلك فماذا نسمي كل هذه المعجزات التي أجراها الله امامه على مدى سنوات؟ ألم تكن تلك كلها من الهداية و التبيان و التوضيح؟
7- يقول الاخ شريف أحمد (لم نري الكاتب قد تكلم هنا ولو لمرة واحدة عن الفرقان وتقوي الله تعالي والجهاد فيه كمقدمات تأتي علي إثرها نتائج بديهية تتلخص في كلمة (هداية)...!!.... يقول الله تعالي: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً.....) (الأنفال 29)، إذن فتقوي الله تعالي يستتبعها بالضرورة الفرقان الذي يجعله الله لهذا المتقي والذي يستطيع أن يفرق علي أساسه بين الحق والباطل، وبذا تتحقق النتيجة المرجوة وهي الهداية.) ... في هذه النقطة أعتقد أن الاخ شريف أحمد أصاب من ناحية الجهاد في سبيل طلب الهداية ، و هذا مصداق لقوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)عنكبوت/69. فمعنى هذه الاية – في ظل التعريف العام للهداية – يصبح الذي جاهدوا فينا (أي فكّروا بعقولهم و أخلصوا أنفسهم في سبيل الوصول لله هؤلاء ليهدينهم – أي ليوفرنّ الله لهم المزيد من التوضيحات و التبيانات التي تستقر و تطمئن بها قلوبهم و الله مع الذي يحسنون استخدام و توظيف هذه التوضيحات (الهداية) التي في قلوبهم لهداية آخرين و مساعدتهم )
تابع ../..
تابع ../..
8- يقول الاخ شريف أحمد (4- وبناء علي ذلك نجد أن الكاتب هنا قد قام بتأويل بعض الآيات عن طريق الخطأ، فمثال ذلك يقول: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) أنعام/125 = أي كل من يريد الله أن يوصل له مزيد من المعلومات وال توضيحات يجعل صدره منشرحا متقبلا للأفكار محاورا مناقشا بناءا وبالطبع فهذا كلام بعيداً عن الصواب، فأهل الكتاب يعرفون القرآن كما يعرفون أبناءهم ومع ذلك نجد أن أكثرهم فاسقون، وهذا لأنهم تنقصهم هداية الإعانة والتوفيق كما قلت سابقاً....) .. و الحقيقة أن الكثير من أهل الكتاب يعرفون القرءان لكن لا يؤمنون به – لذا فهم لا يؤمنون أنه –القرءان –يحتوى الارشادات و التعاليم (أي الهداية) الالهية الصحيحة. و بالتالي فهم قد ضلوا!! و معنى ضلوا أنهم اعرضوا عن الهداية ككل.
9- يقول الاخ شريف أحمد (وبالطبع فأنا لو كتبت عن الهداية فلن يسعني إلا أن أكتب كتاباً لا مقالاً، ولكنني قد اختصرت بعض النقاط فقط....) ... بارك الله فيك يا أخ شريف.. و أعتقد أن موضوع الهداية موضوع كبير حقا ، و لكني لست ممن يحسنون الطواف حول نفس المعنى . لذا جاء مقالى يوضح الفكرة العامة و تركت للقاريء نفسه أن يجاهد في سبيل فهم أفضل للايات التي قد تكون محل لبس لديه ... و خصوصا تلك التي يبدو ظاهرها متداخلا ما بين حرية الارادة الانسانية و الهداية الالهية و العدل الالهي تجاه بنى آدم. .... لذا لو كتبت أنت "مشكورا" كتابا فساكون أول من يقرأه و يستمتع بما جاء فيه أخي الكريم..
و الله من وراء القصد.
أخي الفاضل .. ألا تجد أن وصف المقال بأنه موسوعي فيه بعض المبالغة ؟
أما عن معني الهداية ..
ففي رأيي غير الموسوعي .. القابل للخطأ قبل الصواب .. وهذا الرأي هو إجابة و ليس تساؤل عشان ما يزعلش أخي شريف صادق ..
ففي القرآن جاءت كلمة هدي كاسم .. ويهدي كفعل حاصر وهدي كفعل ماضي ..
هدي كاسم اختص بها الله نفسه غالبا ..
ويهدي كفعل حاضر أو ماضي كانت لله و للأنسان .. والفعل هنا قد يعني guide فعلا ,,
اما الهدي كاسم .. فهو خاص بالله وكتابه .. ويعني هنا الوصول الي نهاية الطريق وهو الإيمان .. وليس مجرد guiding << ... وهو هدي مرتبط بمشيئة الله وللمؤمنين ..
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
(أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ,, إذا كلمة هدي كاسم تعني الوصول الي الإيمان .. أي الإيمان نفسه ..
عندما استعمل الله فعل يهدي فقد ربطه في غالب الآيات إن لم يكن كلها بمشيئته ..
يهدي من يشاء ويضل من يشاء ..
(ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
أما فعل يهدي الخاص بالانسان فلم يربطه الله بمشيئته بل بمجهود من بدل الآخرين علي الطريق القويم ..
وكل القرآن يقول في الكثير من الآيات .. أن الله إذا شاء أن يهدي (فعل ) إنسانا أو قوما .. فمشيئته ستوصل هؤلاء الي الهدي (اسم) .. أو الي نهاية الطريق أو الإيمان ..
والله أعلم
أشكرك على ملاحظاتك و أود التعقيب عليها كاالاتي:
1- قولك (أخي الفاضل .. ألا تجد أن وصف المقال بأنه موسوعي فيه بعض المبالغة ؟) ... و الله يا دكتوري العزيز يمكن معاك حق... فأنا نظرت الى كلمة موسوعي على أساس أنه (المقال) شكله وطريقة سرده كالموسوعة: الايات على شكل نقاط كل نقطة شرح لمعناها .. وبالتالي كان بإمكاني وصفه كقاموسيّ . و لكن إن أنت نظرت الى تلك الكلمة كأنها تجعل المقال يأخذ حجم أكبر مما توحي اليه تقليديا تلك الكلمة (كالموسوعة الضخمة) : فأعتقد أن معك حق ـ فالمقال مختصر و مباشر في صلب الموضوع و بالتالي كلمة موسوعي كأنها مبالغة. لهذا و تفاديا لأي مبالغة فقد حذفت تلك الكلمة من المقال من أساسه
2- قولك (اما الهدي كاسم .. فهو خاص بالله وكتابه .. ويعني هنا الوصول الي نهاية الطريق وهو الإيمان .. وليس مجرد guiding << ... وهو هدي مرتبط بمشيئة الله وللمؤمنين ..
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
(أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ,, إذا كلمة هدي كاسم تعني الوصول الي الإيمان .. أي الإيمان نفسه .. )
يجب التفريق بين الامرين: الطريق السليم و الهدف .. كلاهما أمران مختلفان.. للوصول الى الهدف الصحيح يجب اتباع الطريق السليم.. لاتباع الطريق السليم يلزم تعليمات و ارشادات سليمة... الهداية في فقط تلك الارشادات و التعليمات..فقوله هدى من ربهم أي يملكون الارشادات الصحيحة الموجودة في كتاب الله لايصالهم الى الهدف و بهم بذلك مفلحون. فهناك هدف ، و هناك طريق للوصول إليه : أمران مختلفان... فمن الممكن أن يصل بعض الناس الى الهدف دونما هداية ، كمثل بعض ممن لم يأتي نذير ولا بشير و بقوا على فطرتهم السليمة ..فلم يعبدوا أوثانا.. فهؤلاء قد يصلون الى الهدف دون هداية (ملموسة = كتب رسالات أو غيرها) من الله.
و بالمناسبة ليس في القرءان ما يشير الى أن الله يوصل ناس الى الهدي( الاسم) كنتيجة لشيء ما ... بل مازال الله يستخدمها كفعل موصل.. أو كرد فعل و لكن ليس كنتيجة.. ، كمثال الاخ شريف أحمد (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .. أي لنرينهم و لنوضحنّ لهم سبيلنا الذي يوصلهم للفلاح و ذلك كرد فعل لمجاهدتهم أنفسهم في سبيل الله..... لماذا ليس كنتيجة؟ لأن النتيجة لها علاقة إما باتباع الهدى أو رفضه. أي اتباع السير على الارشادات أو رفضها.
و الله أعلم
كلمة هدي كاسم جاءت بمعني الهدف والهدف هنا هو الإيمان ..
أما يهدي فهي الارشاد الي الهدف .. وغالبا .. ربطها الله بمشيئته ..
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)
وما اريد قوله أخي الكريم .. أن تعريفكم لمعني الهداية في مقالكم ورغم المجهود الكبير ... هو تبسيط .. لمحاولة التأكيد علي حرية الاختيار .. والتي لا أعترض عليها .. ولكن ليس بطريقة مطلقة ..
اللهم اجعلنا جميعا بمشيئتك ممن يهتدون ..
وأشكرك أخي الكريم علي مجهودك الكبير ..
شكرا د- محمود - على المقاله .وهى تعطى إشارات على بعض معانى الهدايه وصورها . وأعتقد أن تعليقات -مهندس -شريف أحمد- والدكتور عمرو إسماعيل _ أضافوا كثيرا للمقاله فأصبحت أكثر تكاملا واكثر معلوماتيه عن ذى قبل .... ولى بعض الملاحظات ارجو أخذها فى الإعتبار __د- محمود - أعتقد أنك إختزلت الموسوعه فى اقل من صفحتين وهذا ظلم بين للموسوعات العلميه ....وهناك مقطوعة من مقالتك لم افهمها أو با الأحرى فهمتها ولم اصدقها وهى (إن المزيد من الهداية يعني أن هؤلاء القوم عندهم شوية ثقل و مشاكل في استيعابهم .. زي اليهود .. عشرات الانبياء لأنهم كانوا مجتمع مليء بالمشاكل و ذا عقلية تعصبية من نوع مختلف!! (تماما كمعظم الطلاب اللي بحبوا يدلعوا و يتكاسلوا عن عمل واجبهم ودراستها ، تجد المدرس الحنون يعطي لهم بالا أكثر و يوضح لهم المسائل أكثر وأكثر (أي مزيد من الهداية) .. لعل و عسى أن يتبعوا كلامه و ينجحوا...) .هل هذا يعنى أن المتقين عندهم عطب فكرى وعطل عقلى ونقص إدراكى وبذلك فهم يحتاجون إلى مزيد من الهداية والإرشاد ,لعل وعسى يتخلصوا من بلادتهم ويصبحوا أكثر إستعدادا للتعامل مع الحياه على ألاقل مثل أقرانهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ --------وللمهندس - شريف أحمد - أعتقد أن تعليقك سيكون افضل كثيرا جدا لو حذفت الكلمات التى تبدوا منها العصبيه والإشارات المباشره الموحيه بنقد الكاتب وليس المقاله ,مع ان تعليقك لا ينقدها بل يكملها ....
.وشكرا للدكتور - عمرو على تعقيبه الذى إستفدت منه كثيرا ,وأتمنى ان يتعلم منه الباحثين الجدد فى كيفية تحليل الكلمه وإيجاد الروابط او الفوارق بين مستقاتها .. وشكر لكم جميعا
شكرا لك على ملاحظتك و تعليقك... و فعلا ملاحظات الاخوة الافاضل الاستاذ شريف أحمد و الدكتور عمرو أثرت و أضافت للمقالة الكثير من التوضيحات ..و أعتقد أن طريقة الدكتور عمرو طريقة حلوة فعلا في تتبع مشتقات الكلمة من ناحية اسم أو فعل ، و هي طريقة لم أفكر من خلالها.. فجزاه الله خيرا... و أيضا فكرة الاستاذ شريف أحمد بأن الهداية فيها نوع من الدعم supporting ..فهي فكرة حلوة مع أني شوي لسا بفكر فيها و أظن أنها قد تضيف للمعنى العام.
أما تساؤلك أخي الدكتور عثمان : أولا الهداية يوفرها الله لمن يشاء من عباده (و التي أعتقد انها تكون حسب مقدار حاجته ) ..فمن الناس من يؤمن بالله بشكل سريع و واثق أكثر من غيره..و لكن البعض الاخر قد يكون مفطورا على الجدل و عنده مشاكل في طريقة استيعابه .. والمقصود بالمشاكل هنا ليست بالضرورة عطب أو نقص لكن قد تكون ثقل أي بطء أو تركيز على التفاصيل التي لا يمكن للبشر إدراكها فيستمروا في الجدال و لا يتقبلون الهداية بشكل رحب أو سلس .. لذلك يحتاجون الى المزيد و المزيد من التكرار و البيان. و أعتقد أن هذا من عدل الله .. و بناء على كل ذلك يمكن أن نفهم لماذا لبث نوح عليه السلام مثلا مدة 950 عام يدعو و يهدي بقومه في حين أن محمد عليه السلام لبث قرابة العشرين عاما فقط .. و أيضا إذا انتبهنا لقوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )فصلت/53 ... فالاية تقول أن الله سيستمر في عرض و أيضاح سبيله عن طريق آياته الى أن يتبين لهم أن الحق (أي الى أن يقيم الحجة عليهم داخل نفوسهم) ..مما يدل أن مقدار الهدى الذي يحتاجه الانسان يختلف من شخص الى آخر كل حسب معطياته و طريقة تفكيره
أما قضية موسوعي و مش موسوعي فقد استخدمت الكلمة من منطلق أن طريقة العرض تبدو كالموسوعة (بغض النظر عن الحجم ) و لكن يبدو أن لم أوفق في اختيار تلك الكلمة .. على كل حال انا شطبت الكلمة من المقال ، أظن انو هكذا أحسن
و الله أعلم
يا استاذ محمود من أعظم صفات الحكمه ورجحان العقل أن يقر الإنسان بينه وبين نفسه أو يعلن ان رأيه كان له ما له وعليه ما عليه وان ما عليه كان اكثر مما له ...وبناءا عليه وبما اننا على موقع تعليمى وينتظر كلامنا وأقوالنا الكثيرون الذين ياملون فينا خيرا او ما زالوا فى مرحلة التفكير والإختيار بين ما يقال على الموقع او ما يقال على الساحة العامه .كان من المفترض(من وجهة نظرى ) ان تعلن أن فكرتك عن الهدايه وإرتباطها بقصور فى الفهم خاظئه لأنها تتنافى مع كل أيات القرآن التى تحث الناس على تمسكهم وإتباعهم للقرآن الكريم .وفى نفس الوقت تعدهم بأنهم كلما زادتمسكهك بجهادهم السلمى فى سبيل الله كلما زات رقعة الإضاءه النورانيه فى أرزاقهم المعرفيه التى من خلالها يستطيعون أن يواجهوا فساد المضلين وإجماع المضللين من الناس .عندما يصف ربنا سبحانه نبيه وخليله ومصطفاه إبراهيم عليه السلام بأنه أتاه رشده فماذا تعنى ؟؟ هل تعنى انه كان لديه قصور عقلى فأعطاه الله رشده وهدايته ليتواكب مع مجتمعه ؟؟ام لآنه منذ البدايه وهو ارجح من قومه وأقرانه ورفض عبادة البشر والحجر وبحث يذهب عن رب الأرباب وخالق الآكوان ؟؟؟ فكانت مكافئته ان زاده الله رشدا على رشده ....وفى قوله تعالى ليحى عليه السلام وهو من المصطفين الآخيار ( يا يحى خذ الكتاب بقوه ) هل تعنى انه لم يكن يفهم الكتاب وما فيه فناداه ربه وقال له ايها البليد تعلم ما فى الكتاب ؟؟حاشا لله ولا يليق بهذا بمن إختاره ربه ليكون رسولا ونبيا للعالمين ....وهل قرأت عن اهل الكهف عندما وصفهم ربهم بقوله (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) هل كانت زيادة الهدى مكافئة لهم على إيمانهم بربهم أم لآنهم من غبائهم وضمور عقلهم آمنوا بربهم ولم يكفروا به ويشركوا به مثل قومهم الذين إعتزلوهم ؟؟؟ .. أما عن نوح عليه السلام وطول فترة دعوته فلآن أعمار قومه كانت كذلك ولم يكن بعا عنهم فقد يكون هناك من عاش 2000 سنه ومن عاش 1500 سنه ومن عاش 700سنه .وهناك من بدأ الإعلان عن النبوة والكتاب والدعوه وهو فى المهد صبيا ...سلام الله عليهم جميعا ....وأخيرا ولكى لا أطيل اذكر بقول الله تعالى (وأتقوا الله ويعلمكم الله ) هل علم الله الذى يهبه للمتقين ليس إلا بسلا وإرشادات وإشارات تخبرهم عن كشف أسرار الكون المرئى والكون المقروء الذى كتبت عنه حضرتك من قبل ؟؟ وهل العلم يأتى بعد التقوى أم قبل التقوى ؟؟؟؟ -- أخى الكريم ....اعتقد ومن وجهة نظرى كأخ وصديق لك أقولها خالصة لوجه الله .ان مقالتك ممتازه .بشرط أن تحذف هذا الجزء المختلف عليه منها لأنه يشبه كمن يرتدى ثوبا ابيض ثم جاء أحد من خلفه ونثر عليه مجموعة الوان ومركبات لايرضى عنها أحد ...وإن أبقيتها فهذه حريتك ولا أتدخل فيها أبدا .وللقارىء أن يقرأ المقاله وما عليها من تعقيبات وله الحكم فى النهايه ولله الفصل يوم الفصل. وشكرا لكم .
يقول الكاتب في أحد المواضع من هذا المقال:
و أما قولك أنه كان يلزمه الاعانة و التوفيق.. فلا أدري ما تقصد بالضبط؟ يعني كان لازمه دفشة من الله؟ إذا كان كذلك فماذا نسمي كل هذه المعجزات التي أجراها الله امامه على مدى سنوات؟ ألم تكن تلك كلها من الهداية و التبيان و التوضيح؟
وأقول أن هذا أمر لم أختلف أنا وهو عليه إطلاقاً، ولكنني قلت بالحرف الواحد عن فرعون: ولكن كانت تنقصه هداية الإعانة والتوفيق...!!
ففرعون قد نال فرصة عظيمة بأن تحقق له المزيد من هدي الإبانة كي يهتدي ولكنه لم يرد الهداية، فحرمه الله تعالي من هدي الإعانة والتوفيق جزاء وفاقا علي كبره وعناده، فالموضوع كان ليس مجرد دفشة ولا هم يحزنون علي حد تعبير الكاتب، بل إن الله تعالي قد قال: (.....وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ....) (التغابن 11)، وهذا هو هدي الإعانة والتوفيق الذي أقصده، فلو كان فرعون قد آمن بالله تعالي لأعانه الله ووفقه وهدي قلبه.
أخي الفاضل عثمان، تقول:
.ان مقالتك ممتازه .بشرط أن تحذف هذا الجزء المختلف عليه منها لأنه يشبه كمن يرتدى ثوبا ابيض ثم جاء أحد من خلفه ونثر عليه مجموعة الوان ومركبات لايرضى عنها أحد ...وإن أبقيتها فهذه حريتك ولا أتدخل فيها أبدا .وللقارىء أن يقرأ المقاله وما عليها من تعقيبات وله الحكم فى النهايه ولله الفصل يوم الفصل.
دعني أختلف معك في الرأي يا صديقي، فالمقالة ناقصة ومبتورة وبها أخطاء كثيرة (مع اعتذاري للكاتب)، ويجب أن تعاد صياغتها مرة أخري بما يتلاءم مع القرآن الكريم وتفصيلاته في هذا الموضوع، فلعل الكاتب يستفيد من تلك الإضافات الموجودة في التعقيبات ليعيدها لنا مرة أخري كاملة غير منقوصة لتكون جديرة فعلاً للقراءة.
والله تعالي من وراء القصد وهو يهدي السبيل
الدكتور عثمان المحترم.. عندما سألتني في أول التعليقات ماذا قصدت أنا بكذا و كذا من المقال ، هل كنت حضرتك تعاني قصورا عقليا ؟ من الواضح أن الجواب لا ، إذا كان لاّّ ، طيب لماذا كان سؤالك أصلا؟ ألم تفهم ما كتبته أنا؟ الجواب لأنك تريد معرفة الموضوع بشكل جدي أكثر.. أنت طلبت المزيد من الايضاح .. و انا أعطيتك مزيدا من الايضاح .... هذا هو معنى الايمان و الهداية بالضبط ...(مع فرق التشبيه طبعا و دائما ).... أن تؤمن بالله و تطلب منه أن ينور قلبك بمزيد من الطمأنينة - و يكون هدى الله في قلبك نورا ينور بصيرتك بمزيد من المعرفة... فيطمإن قلبك.... لذا لماذا طلب نبي الله إبراهيم من الله أن يريه كيف يحيي الموتى ؟ الجواب طلبا لمزيد من الطمأنينة القلبية و الفكرية : أي ليهديه الله أقرب من هذا رشدا! ..
أما الاخ شريف أحمد فأقول إن ما تقوله أنت هو نفس ما أقوله أنا -و إضافتك لكلمتي إعانة و توفيق إنما هو شيء زائد ، دعنى أسألك: كيف يقوم الله بإعانة و توفيق شخص؟ أليس بتوضيح الامور له !! هذه هي الهداية !! - إلا إذا كنت تقصد أن الله يقذف في القلب شيئا يجعل الشخص يؤمن و يتصرف كالمؤمنين دون أثر لإرادة ذلك الشخص!! ..إن كان هذا قصدك .. فإقول لك إن المقالة أصلا كتبت خصيصا لهدم هذه النظرة.. فالإنسان عندما يؤمن فهو يؤمن بإرادته .. و ليس هناك شيء يقذف في القلب و ما إلى هنالك من أشياء... الموضوع أنك تعرض عليك الافكار في دماغك.. و بناء عليها انت تقرر ... المسألة هي مدى إصرارك على البحث عن و اتباع الحق سبحانه و مدى وضوح و جاذبية الافكار التي تمر خلال دماغك: الاولى اسمها إيمان و الثانية اسمها هدى.
و الله اعلم
أما الاخ شريف أحمد فأقول إن ما تقوله أنت هو نفس ما أقوله أنا -و إضافتك لكلمتي إعانة و توفيق إنما هو شيء زائد ، دعنى أسألك: كيف يقوم الله بإعانة و توفيق شخص؟ أليس بتوضيح الامور له !! هذه هي الهداية !!
بالطبع لا، فهذا ليس شيئاً زائداً، ولكن الإعانة والتوفيق غير الإبانة وعلي الكاتب أن يعود إلي ما كتبته عاليه حتي تتبين الفرق بينهما، والسؤال الذي أكرره للمرة الثانية: (كيف يقرر الله تعالي أن الرسول صلي الله عليه وسلم يهدي ولا يهدي في نفس الوقت)؟؟... من المؤكد إذن أن الهدي في المرة الأولي (وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم) غير الهدي في المرة الثانية (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالهدي الأول هو هدي الإبانة، أما الهدي الثاني فهو هدي إعانة وتوفيق، هذه واحدة....
أما الثانية: (... ومن يؤمن بالله يهد قلبه....) فهو هدي إعانة وتوفيق وليس هدي إبانة، فقد يحفظ شخص ما القرآن عن ظهر قلب ويتدبره بصورة رائعة ولكنه لا يؤمن به أو حتي علي الأقل يشك في كونه من عند الله، فمن المستحيل أن نصف هذا الشخص بأنه مهتدي القلب، بينما نجد أن هناك شخص آخر يبكي حينما يقرأ القرآن أو حتي يسمع تلاوته، هذا علي الرغم من أنه لم يحفظ منه إلا الجزء اليسير جداً، بل قد يحفظ الفاتحة وبضع سور قصار يؤدي بموجبها الصلاة وكفي، ومع ذلك فهو يعمل بالقرآن قدر المستطاع ويحاول تطبيقه كما أمره الله، وبالطبع فإن هذا الشخص يكون مهتدي القلب لا محالة.....!! دعنى أسألك: كيف يقوم الله بإعانة و توفيق شخص؟ أليس بتوضيح الامور له !! هذه هي الهداية !!
ليست هذه هي الهداية فحسب، ولكن المهم أن يشرح صدره لفعلها بأن يحبب له الإيمان ويزينه في قلبه ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ويجعله من الراشدين فتلك هي الهداية الحقيقية (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات 7).
يتـــــبع
بل لا يقف الأمر عند ذلك أيضاً، فالهداية الحقيقية الكاملة ليست مقصورة علي هدي الإبانة فقط، ولكن تشمل أيضاً هدي الإعانة والتوفيق، فيقول الله تعالي: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء 73)، إذن فالأمر ليس مقصوراً علي هدي الإبانة وهو التوضيح وإنارة الطريق فقط، وإلا لما كان هناك فرقاً بين كلمة (مخلصين بفتح اللام)، و(مخلصين بكسر اللام)، فالمخلصين بفتح اللام درجة أعلي بكل تأكيد من المخلصين بكسرها، فالفئة الأولي قد أخلصها الله تعالي له فلا تخطئ، وحتي إذا حاولت أن تخطئ فسوف يعصمها المولي عز وجل ولن يمكنها من الخطأ، فمثلاً حينما يتعرض هذا المخلص (بفتح اللام) لإغواء وإغراء امرأة تحضه علي فعل الفاحشة معها ووافق علي ذلك، فإن موافقته تلك سوف تكون وقتية ثم يعود فيتذكر ويستغفر ربه وينيب إليه ويندم بل ويبكي علي مجرد الموافقة الحمقاء التي استغرقت منه عدة دقائق معدودة علي أقصي تقدير: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الاعراف 201)، وبالتالي فإن هذا المخلص وهو الذي يمثل الفئة الأولي معصوم تماماً من الوقوع في الكبائر حتي ولو انتابته لحظات من ضعف لأن الله تعالي قد حفظه من ذلك فلن يتمكن من العصيان، وهذه فئة معينة أرادها الله تعالي لمن شاء لبعض عباده مصداقاً لقوله تعالي: (......اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) (الشوري 13)، فمن الواضح أن الاجتباء هنا أقوي من مجرد الهداية بمراحل، فالشخص المجتبي أو المخلص (بفتح اللام) هو الذي فاز بأكبر قد من هدي الإعانة والتوفيق من الله تعالي، أما الإنسان المخلص (بكسر اللام) أو المهتدي فقد فاز بنوع من أعانة الله وتوفيقه له، ولكنه بالطبع عرضة للوقوع في إرتكاب كبائر الإثم والفواحش، وهم الذين تنطبق عليهم الآيات: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر 53)، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران 135).
وعلي هذا الأساس فإن سؤال الكاتب الآتي هو باطل من الأساس حينما تتساءل: إلا إذا كنت تقصد أن الله يقذف في القلب شيئا يجعل الشخص يؤمن و يتصرف كالمؤمنين دون أثر لإرادة ذلك الشخص!!
ومن هنا يتضح علي الفور فساد سؤال الكاتب، إذ أن الشخص المجتبي أو المخلص بفتح اللام كما قلت يكره المعاصي فلا ينبغي له أن يقع فيها، وإن أتيحت له الفرصة فسوف يتذكر ربه علي الفور أو يقضي الله أمراً لا يمكن هذا المجتبي أو المخلص من فعل الكبيرة أو الفاحشة التي اعتزم الوقوع فيها، فالله تعالي ينعم عليه بشيئين عظيمين، الشئ الأول هو أن يحبب له الإيمان ويكره له الكفر والمعاصي، أما الشئ الثاني فهو يحفظه إذا اعتزم الوقوع في معصية، فالله قد يقذف في قلب هذا المجتبي شيئاً ما يجعله يكره المعصية ويحب الطاعة، ولكن بالطبع ليس رغماً عن إرادة الشخص، إذ أن إرادته في تلك الحالة سوف تختار الطاعة لا المعصية لأنه يحبها.
أنت تحاول بهدوء وتعقل إيصال الفكرة التي تريدها والتي تريد أن تصل في نهايتها ,, الي حرية الاختيار ...وأن الهدايه من الله .. هي تبيان الطريق فقط (guiding.. وهي فكرة رائعة .. ولكن كما تري بعضنا .. وفي رأيي نتيجة التكوين الجيني الوراثي الذي قد لا يكون له أي دخل فيه ولا لإرادته الحرة .. طبيعته عنيفة في القول مهما حاولنا هدايته ..
اللهم اهدنا جميعا
أتفق معك يا دكتور عمرو فيما قلت ولكن هذا لا يلغي إرادة الإنسان بالكلية وإلا لما كان هناك حساب من الأساس، هناك أنواعاً من الشخصيات السيكوباتية التي تولد وعندها استعداد شخصي للإجرام بنسبة 95% دون مبالغة، كما أن هناك من يسمي بمجرم (لامبروزو)، وهو يكاد يكون مجرماً منذ ولادته..!!... ولكن تلك الشخصيات اتضح مؤخراً أنها تعاني من بعض الشذوذ في رسم المخ الكهربائي (E.E.G)، وللأسف فإنهم يمثلون أكثر من 10% من تعداد سكان العالم بالمناسبة
كما توجد بعض الشخصيات الهستيرية والشخصيات الشبفصامية وكذلك الشخصيات البرانوية (التي تعاني من حب العظمة لدرجة الجنون)، ومع ذلك فتجد أن ملكاته العقلية سليمة بنسبة مائة في المائة، وما يعانيه ليس إلا نوعاً من اضطراب الشخصية والطباع...
كل هذه حقائق واقعة فعلاً لا يمكن إنكارها، والدليل علي اختلاف الشخصيات (غير المضطربة طبعاً) شدة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ولين أمير المؤمنين أبو بكر الصديق.
أشكرك علي تلك الإضافة
حتى لا نبقى نجادل بلا طائل .. أعتقد أن نقطة الخلاف كانت نقطة واحدة جمعتها أنت في سطر واحد ، و هو قولك ( فالله قد يقذف في قلب هذا المجتبي شيئاً ما يجعله يكره المعصية ويحب الطاعة، ولكن بالطبع ليس رغماً عن إرادة الشخص، إذ أن إرادته في تلك الحالة سوف تختار الطاعة لا المعصية لأنه يحبها.) إذن نحن نتفق على أن الله عندما يهدي شخصا فإنه لا يتدخل في إرادة ذلك الشخص ، هذا أمر جميل . باقي الكلام الذي تدور حوله هو قضية الدعم و الاعانة و التوفيق - و التي تقول انها ليست تدخلا بارادة ذلك الشخص ، و قد أوردت أنت مثالا ممتازا على هذه الاعانة و التوفيق من الله متمثلا بالحب الذي قد يقذفه الله في القلب فيؤثر على قرارات الشخص بعدم فعل المعصية .
كرد على هذا المثال (أو المقصود به) .. إذا قرأنا الاية التي أوردتها (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)حجرات .. نلاحظ أن التحبيب و التكريه لم يقترنا بالهداية و لكنهما اقترنا بالايمان. و أيضا التحبيب و التكريه ليسا هما الحب و الكره .. فأنا قد أمضي نهاري كاملا أحبب إليك البطاطا ... لكنك ببساطة قد تصر على كره البطاطا (أو أي حاجة تكرهها) ..و بالتالي نعود للتعريف أن الله عندما حبّـب الايمان لهؤلاء القوم : لا تعني أن الله زرع حب الايمان في قلوبهم ، و بالتالي أصبحوا يحبوا الايمان شاؤوا أم أبوا ، و إنما المعنى أن الله بيّن لهم و وضح لهم جوانب كثيرة "حلوة" من الايمان قد تستميل القلب الى حب الايمان .. لكن ليس بالضرورة أن الشخص أصبح بفضلها يحب الايمان أوتوماتيكيا ، إذ ما زال حب الايمان قرارا شخصيا.
يا أخ شريف ، أنا لا أتشبث برأيي إلا إذا كنت أنا أعتقده أمرا شخصيا تماما .. (يعني لا تجادلني لماذا لبست كذا بدلا من كذا..فساعتها أجاوبك أنا حرّ يا أخي!! ) لكن طالما أنا أعرض فكرا للحوار فأهلا و سهلا بكل من يحاول إقناعي بتعديل أو حتى ترك هذه الافكار. و من جهة أخرى أنا أناقش كل من يعرض أدلة منطقية أو مدعومة.. لا أن تكون الادلة هي نفسها آراء شخصية .
و المناطح يا استاذ شريف أحمد ليس من يناقش أفكاره مع الاخرين و إنما هو الذي يستخدم رأسه لنطح الاخرين و افكارهم و اراءهم.. بدلا من أن يفكر معهم. فالنقاش بالبرهان و الدليل أهلا و سهلا به .. لكن أن تأتي انت لتفرض رأيك حسب أدلة تعتقد أنها حاسمة في حين أنها تقبل تفسيرات متعددة.. فهذا هو التناطح بعينه. و أنا قلت لك منذ البداية: الفكرة التي أتيت أنت بها بخصوص التوفيق و الاعانة فكرة حلوة و عايزة تفكير .... و لكني حسب الادلة التي اتيت انت بها ، فانا مازلت أرى أن الله لا يتدخل بأي شكل من الاشكال في إرادة شخص ما نحو الايمان او الكفر. و إنما التباين يكون بمقدار و كيفية عرض المعلومات و الارشادات و الايحاءات و التوضيحات .. الخ .. على عقله و قلبه. .. يعني باختصار الله لا يجبر أحدا ، سواءا شعوريا او لا شعوريا. نحن متفقين على هذا ، أما كيف تتم الهداية (توفير المعلومات) ... هل هي عن طريق مزيد من تدفق المنطق في آيات القرءان؟ هل هي مزيد من الخوف مما توصفه آيات القرءان؟؟ هل هي مزيد من الحب نحو وعد الله للمؤمنين؟ هل هي مزيد من الرغبة في إرضاء الله تعالى؟... هل هي.. الخ .. فهذه كلها من وسائل هداية الانسان للايمان....و كلها لا إجبار فيها.
و الله من وراء القصد.
لقد عرضت أدلتي أنا والأخ عثمان محمد علي ولكنك حر في النهاية وعلي كل قارئ أن يحكم علي مدي صحة أو خطأ ما يقوله كل منا
إنتهت المناقشة
لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)...صدق اللعه العظيم ...إخوانى الآعزاء ..نعم هناك أناس يعانون من بعض أمراض النفس ,منها ما هو عضوى فسيولوجى نتيجة خلل ما فى إحدى وظائف الجسم او نتيجة زيادة بعض مكونات الدم وما يجرى فيه عموما .او نتيجة زيادة ما يسمى بكهرباء المخ ..مما يجعل بعضهم يكون اكثر ميلا إلى إرتكاب ألأفعال العنيفه (وخاصة الذين لديهم مشكلة فى زيادة كهرباء المخ ) .ولكن مع تقدم الطب اصبح هناك من الوسائل الطبيه(سواء الكيماويه منها او زيارة الأطباء النفسيين ) ما يمكنهم من تخفيف هذا السبب مما يؤدى إلى إزالة العرض جزئيا أو كليا ..وما اريد أن أصل إليه هو أنه مع قول الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فنحن لم نصل بعد إلى مدى حجم او قوة او إرادة كلمة (وسعها ) فعلينا وعلى المجتمع وعلى المريض أن يبذل كل جهده من مقاومة عوامل الشر فيه, سواء عن طريق قوته وإرادته وهروبه من الأفكار الشريره او تجنب الأماكن التى توحى له بالشر او بأى طريق يستطيع فعله من نفسه أو بالذهاب إلى الأطباء النفسيين او الجلوس مع الحكماء وفاعلى الخير ومصاحبتهم أو بقراءة القرآن(إن كان من المسلمين ) ومحاولة تدبره والغوص فى اعماقه ليزيده الله طمأنينة وهدوءا وسكينه .المهم ان يستنفذ كل سبل الوسع التى فى نفسه والتى جعل الله لديه (اى الإنسان ) القدره على تغيير سلوكه طبقا لقوله تعالى (قد أفلح من زكاها .وقد خاب من دساها ) ..إذا بما اننا لا نعرف هذا القدر من الوسع فلا نتباطىء او نتكاسل فى كبح جماح الشر وسلوكياته ونقول ان الجانى يعانى من خلل نفسى نتيجة لبعض مكونات شفرته الوراثيه او لزيادة بعض كهرباء مخه او او ...هناك وسائل شخصيه ومجتمعيه لابد من إستنفاذها اولا وعن طريق أهل العلم لنحكم فعلا أن هذا الجانى لايسأل عن جرائمه ويجب عزله حتى يستطيع السيطره على افعاله فى مكان آمن يليق بإنسانية الإنسان (وليس السجون طبعا ) حرصا على حياته وحمايته وحماية المجتمع من شروره التى لا يستطيع السيطره عليها أبدا ....وشكرا لكم جميعا .
أتفق معك أخي محمود في قولك ..
أما الاخ شريف أحمد فأقول إن ما تقوله أنت هو نفس ما أقوله أنا ..
والحمد لله أن النقاش انتهي ..مما منعني من كتابة تعليق اقول فيه ما قلته تورية في تعليقي السابق ..
لقد أجتهد الاستاذ محمود وبذل مجهودا كبيرا .. اتفقنا في بعضه واختلفنا في البعض الآخر ومن حقه علي الجميع شكره واستخدام لغة مهذبه في ايضاح نقاط الاختلاف إن وجدت وهي في الحقيقة قليلة .. وبلا شك أنه لم يخطئ ولكنه اجتهد فما بالنا بخطأ بشع ..
أشكرك أخي محمود علي أن أتحت لنا النقاش تحت مقالك والذي بلا شك استفدنا منه جميعا ..
و الله لقد جعلتني أبتسم .. أضحك الله سنك ..
الموضوع مش موضوع مين يغلب مين : انا اعترف أن هناك تقصير من جهتى في وضع تعريف شامل و مانع..السبب أني بشر سأبقى أحاول قدر الامكان...و مقدار رؤيتي للامور التي أفكر بها تتأثر بمقدار تفاعلها مع الناس... أنا اعترف أن الاخ شريف واخد على خاطره مني ..أو زعلان حبتين.. لكن أيضا اعترف أنه أضاف إضافات حلوة للمقالة و لبنات أفكاري أيضا ..أشكره عليها.
على كل حال أشكر كل من شارك .. تعليقا او قراءة.
و الله من وراء القصد
رسالة شخصية الى الجميع مع وافر الإحترام
الحاكم الظالم (في الرد على سؤال فوزي فراج)
لن تتحرك الأفكار إلا بالحوار والنقاش العلمي الهادف،
كيف يصبح التشهير والافتراء حلا للفشل فى المناقشة؟
الأستاذ عدنان الرفاعي يرد على أمجد غانم شيخ من شيوخ دين البشر,
دعوة للتبرع
إسرائيل من تانى : يا دكتور قلت فى فتوى سابقة إن إسرائ يل دولة...
النبى وأعداؤه: هل كان النبى عليه السلا م يقاطع أعداء ه ...
عن التقوى الاسلامية: السلا م عليكم لو سمح لي المشر ف ايصال سؤالي...
Divorce: My questions are basically around the issue of divorce and I wanted to >know your...
الميراث فى أمريكا: أعيش فى أمريك ا وامتل ك بيت ورصيد فى البنك ....
more
يصف الكاتب مقاله بأنه "موسوعي"، وهذا بالطبع بعيداً عن الحقيقة تماماً، وسوف نري أسباب ذلك علي السطور التالية:
1- يقول محمود دويكات: الهداية هو مجرد إنارة طريق – توفير مزيد من المعلومات – تبيان لبعض الامور - توضيح - إرشاد خفيف
الهداية باختصار هي شيء يشبه الـ guiding ، وهذا بالطبع ليس هو التعريف الشمولي للهداية، فهناك عدة أنواع من الهداية منها علي سبيل المثال: هدي الفطرة، ومثال ذلك (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل 68)، والأمثلة التي تدل علي هدي الفطرة كثيرة جداً منها التقام الطفل لثدي أمه، وهذا النوع من الهداية قد خص الله تعالي به مخلوقاته الحية جميعها كالأنسان وما دونه من كائنات أخري، كما أن هناك هدي الإبانة وهو تبيان الحق وقد خص الله تعالي الإنسان وحده دون سائر خلقه بهذا النوع من بهذا النوع من الهدي، وقد يقوم به إنسان لهداية إنسان آخر بأن يبين له الطريق الصحيح وكيفية إتباعه، يقول الله تعالي: (.....وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشوري 52)، كما أن هناك هدي الإعانة والتوفيق، وهو من اختصاص الله تعالي وحده دون غيره، فلو لاحظنا الآية (الشوري 52)، والآية (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص 56)، لتساءل بعض قراء تلك الآيتين هذا التساؤل: (كيف يقرر الله تعالي أن الرسول يهدي في الآية الأولي، ولا يهدي في الآية الثانية، أي كيف يهدي ولا يهدي في الوقت ذاته)؟؟..... فلو تأمل القارئ قليلاً لزال اللبس عنه تماماً، إذ أن هناك نوعاً ثالثاً من الهداية وهو (هداية الإعانة والتوفيق)، والقرآن يقرر ذلك تماماً فيقول: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ.....) فهذا الهدي هو هدي الإبانة، إذ أنهم قد تبينوا الرشد من الغي بهذا الهدي، ولكن هدي الإعانة و التوفيق كان ينقصهم تماماً بدليل أن الله تعالي قال بعد ذلك في نفس الآية مباشرة: (.....فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى.....) (فصلت 17)....!!!
فإذا رجعنا إلي تعريف الكاتب للهداية بقوله: : الهداية هو مجرد إنارة طريق – توفير مزيد من المعلومات – تبيان لبعض الامور - توضيح - إرشاد خفيف
الهداية باختصار هي شيء يشبه الـ guiding لاتضح لنا تهافت هذا التعريف تماماً، إذ أن ثمود علي الرغم من وضوح الرؤية بالنسبة لهم، (– توفير مزيد من المعلومات – تبيان لبعض الامور - توضيح - إرشاد خفيف) كما يقول الكاتب، إلا أنهم قد استحبوا العمي علي الهدي وساروا في طريق الضلال قدماً (والعياذ بالله)، وبالتالي فإن تعريف الكاتب هنا ناقص بجميع المقاييس ويحتاج إلي تصحيح، فالهداية في رأي محمود دويكات مقصورة علي تلك الأمور فقط دون غيرها.....!!