آحمد صبحي منصور Ýí 2008-06-01
1 ـ أساس علم الكيمياء فى العصور الوسطى :
بدأت الكيمياء بحلم كبير,هو تحويل المعادن"الخسيسة" إلى ذهب نفيس .. وعجز الحكماء الكيميائيون عن تحقيق "الحلم" فتحول إلى "كابوس" فتولى الشيوخ عقد قران الكيمياء بالشعوذة, وأوهموا الناس, بإمكانية تحويل المعادن إلى ذهب ،ليس عن طريق التقطير والتصعيد والتجارب العملية, ولكن عن طريق "القوة النفسية".. أو الكرامات.. وهنا تحولت الكيمياء إلى شعوذة ووسيلة لأكل أموال الناس بالباطل .
إلا أن التحايل "بالكيمياء" وصل إلى منطقة الألغام .. وصل إلى محاولات تزييف الذهب, أو "الزغل" ..و"الزغل" هو تزييف الذهب.
وهو مجال اقتحمه شيوخ الدجل الذين تخصصوا في الكيمياء, ثم آثروا أن يتلاعبوا بالعملات النقدية الذهبية, ليتحول الأمر من كرامة أو خرافة مسموح بها إلى جريمة تطاردها الدولة المملوكية .
كان يحدث أن يقال أنه "دخل الزغل في الذهب كثيراً" علامة على كثرة التزييف, وذلك ما ذكره المؤرخ العيني في أحداث عام 813هـ , ولذلك كانت السلطات المملوكية تطارد الشيوخ المتهمين وتقبض عليهم بتهمة الزغل، ففي سنة 827هـ يذكر المؤرخ ابن حجر في تاريخه " إنباء الغمر" أنهم اعتقلوا أحد شيوخ الخانقاه المؤيدية ،ووجدوا عنده آلات التزييف (آلات الزغل) فأمر السلطان بقطع يده, ولأنه شيخ فقد تشفع فيه الشيوخ عند السلطان فخفف الحكم عليه إلى الضرب ضرباً مبرحاً والسجن .
وبعض القضاة وصل للوزارة مثل الشيخ ناصر الدين الشيمي, الذي عزله عن الوزارة السلطان الناصر فرج, وصادر أمواله, والسبب أنه " ظهر عنده من يعمل الزغل ويخرجه على الناس" أي يقوم بتزييف العملة الذهبية وينشرها في الأسواق .
والشيخ "يار علي " المحتسب الذي تعرضنا له كان يكره غريمه الشيخ قوام الدين العجمي, وكان الشيخ قوام الدين هذا مقرباً من السلطان جقمق إلى درجة أن جعله السلطان شيخاً لشيوخ خانقاه سرياقوس, وكانت أعظم مؤسسة دينية في ذلك الوقت, لا يصل الأزهر إلى نصف مكانتها.. وفكر المحتسب "يار علي" في مكيدة للشيخ قوام الدين, فقام بدس أدوات الزغل في حجرة الشيخ بالخانقاه, واتهمه عند السلطان بتزييف الذهب, فاضطر السلطان إلى ضرب الشيخ وحبسه, وضاع الشيخ المظلوم .
وتكونت عصابات من شيوخ الزغل في أيام الاضطرابات الاقتصادية, وحيث يضطر السلطان لإصدار مسكوكات جديدة من الدنانير الذهبية, ولها تسعيرات جديدة .. ونقرأ في تاريخ عام 862هـ أن الشيوخ الزغلية تكاثرت فصار السلطان يقطع أيدي الزغلية, أو يأمر بتوسيطهم, والتوسيط هو قطع الانسان نصفين, فارتعب الشيوخ "وأصلحت أحوال المعاملة بعد جهد كبير" على حد قول المؤرخ ابن إياس, وذلك بسبب إقدام السلطان على "توسيط" الزغلية, أي قطعهم نصفين!! حسب الشريعة المملوكية.
وهدأت الأمور .. ولكن عاد الشيوخ للزغل ..
ففي عام 889هـ تعرض الشيخ اسماعيل البنتيتي لعقوبة هائلة بسبب الكيمياء والزغل, وتألم بسببه الكثيرون حسب رواية السخاوي في كتابه "الضوء اللامع", إذ كان الشيخ اسماعيل محبوباً من الناس ومدمناً للكيمياء وملحقاتها .
وفي عام 911هـ كانت حادثة الشيخ المشهور سنطباي, وقد ذكرها إثنان من أصحابه المؤرخين, وهما إبن إياس والغزي .
يقول إبن إياس أن الشيخ سنطباي أقام بالمدرسة السنقرية, فاتهموه عند السلطان الغوري بعمل الزغل, ووجدوا عنده الآلات والأعوان من الطلبة والمريدين,فأمر الغوري بقطع أيديهم, ولكن قام الشيوخ بالتشفع في سنطباي أمام الغوري ،فاكتفى بنفيه من مصر إلى القدس .
ويضيف المؤرخ الغزي في تاريخه "الكواكب السائرة" تفصيلات جديدة, فقد ضبطوا عند الشيخ سنطباي خمسين رطلاً من العملات الذهبية المزورة, وأن الشيخ سنطباي وأعوانه من المشايخ تعرضوا لضرب مبرح بين يدي السلطان الغوري, وأن الذي شفع في الشيخ سنطباي كان الأمير قرقماس أتابك العسكر, أي قائد الجيش, وأن السلطان الغوري قال للشيخ سنطباي:"إنك تدعي أنك الصوفي المسلك ـ أي الذي تعطي العهود للناس ـ وأنت زوكاري شيطان, اخرج من مملكتي" ..!!
وفي سنة 915هـ هرب الشيخ جمال الدين الزغلي من سجن المقشرة, وقد استحق هذا اللقب "الزغلي" لأنه قام بأكبر عملية تزييف للعملة, واستغل مهنته في سك العملات في عمل التزييف داخل العملات الذهبية, وقال عنه إبن إياس :"فأتلف سائر المعاملة من الذهب والفضة , وظهر بها الزغل كالشمس حتى ضج من ذلك سائر الناس والأمراء, فقبض عليه السلطان وسجنه، فهرب" ثم قبضوا عليه بعدها وشنقوه مع خمسة من أعوانه.. وقبضوا على آخرين وشنقوهم على باب زويلة .. بنفس التهمة .
وتأثر العصر المملوكي بذلك الفساد الذي أقامه الشيوخ الزغلية في العملة النقدية, فقال المثل الشعبي المملوكي "ما تنقدوهم . كلهم زغلية" أي لاتعاملوهم بالنقد لأنهم يزيفون النقد .. وبعدها قال المثل الشعبي المصري ساخراً "زبون العتمة فلوسه زغل" وفعلاً كان العصر المملوكي عصر الخرافة والظلام والعتمة .. لذا تكاثر شيوخ الدجل يتلاعبون بالعقول وبالأموال ..
هذا بينما كانت اوربا تكتشف وتستعمر العالم الجديد وتجلب منه الذهب الحقيقى ، ثم التفت الغرب الى العرب والمسلمين الغائبين فى خرافات أديانهم الأرضية فاستعبدوهم .. ولا يزال المسلمون أسرى للخرافات قبل أن يكونوا أسرى للغرب..
11ـ ولهذا نحتاج إلى التنويرالديني..أليس كذلك؟
ولكن من اين يأتى التنوير؟ ومن هم أهل التنوير الحقيقيون ؟
عن النور القرآنى يقول ربى جل وعلا عن القرآن العزيز : (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( المائدة 15 : 16 )
وعن من يتمسك بالنور القرآن يقول تعالى (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( الأنعام 122 ).
هذا هو الفارق بين أتباع القرآن و أتباع الشيطان ..
أستاذنا الفاضل د.أحمد حفظك الله من كل سوء
إن التاريخ يعيد نفسه كما يقولون .عندك أكبر (المعلمين ) في سرقة البترول وتبييض الأموال وتهريبها هم الإخوة في حماس .
فمن من شيوخ الصوفية أو المؤرخين سيكتب عنهم ؟
مع تحياتي ومحبتي
عزيزي الأستاذ أحمد صبحي منصور / سلامٌ عليك
قرأت قبل قليل مقالتكم في موقع الحوار المتمدن حول المشعوذين وصنعة الكيمياء وخاصة في العصر المملوكي التي أغنتني بالكثير من المعلومات التي كنت قبل اليوم أجهلها لنقص المصادر لديَّ .
لذا وددتُ أن أهديكم أستاذنا العزيز بحثي المطوّل بعنوان ( العرب وكيمياء الذهب )
وهو موجود في موقعي الخاص تحت رابط :
http://d-adnan.i8.com
والذي تجدونه مرفقاً مع رسالتي هذه .
ستفيدون منه لا شكَّ وفق ما ترونه مناسباً .
دكتور عدنان الظاهر
ميونيخ / ألمانيا
01.06.2008
لااحد ينتقد احد الكل منحرف والكل فاشل
قال الله
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ{37} أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{38} وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ{39} إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ{40}
السلام عليكم.
بارك الله تعالى فيك يا دكتور أحمد و في علمك الغزير و جعل الله تعالى من مقالاتك الإصلاحية حسنات في ميزان عدل الآخرة و سيئات لإنكار السنة و تحدي تأليه كلام السلف الصالح في ميزان ظلم علماء الخرافة و السلفية اللذين لا يرجون لله وقارا.
بخصوص المقالة لدي سؤال : أ لم يخطر ببال المسلمين القدامى الباحثين عن الذهب و الكذب صناعة خلطة كيميائية أو ترياق سحري ليحول تلك الحجارة التي كانت تسكن رؤوس المسلمين و آخذة مكان المخ و العقل للتفكير لتصبح عقولا ذهبية لامعة أو ساطعة في سماء الفكر و الإصلاح الديني الهادف القائم على القرآن الكريم و نبذ آساطير الكرامات التي أهانتنا و جعلتنا نحتل المراتب الأولى في التقهقر و البدع التي عفا عنها الدهر. و بالبحث في القرآن الكريم وجدت أن الترياق الوحيد لتحويل جمود المسلمين إلى ذهب هو قوله تعالى في سورة الرعد ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) ). و الله أعلم.
لدينا عصران ذهبيان في تاريخ المسلمين : عصر عباسي ذهبي علمي و عصر صوفي ذهبي و لكن ( فالصو ).
أخي العزيز الدكتور أحمد تحية لكم، وشكرا على هذا المقال التاريخي المبكي المضحك من عقول أتباع شيوخ الزغل والتصوف والشعوذة لإدخال الناس في ظلمات الجهل تاركين نور الله وراء ظهورهم لدرجة الإيمان بالتبول بالذهب والتبرك به، ومع ذلك فالمسلمون هم من أفقر الناس وأذلهم، رغم وجود المناجم المتنوعة في بلادهم مما سخر الله لعباده فقال سبحانه: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ(20).لقمان.
والمؤسف أن رجال الدين الأرضي المختلق لا يزالون إلى اليوم في ضلالهم وتضليلهم للناس، ولا يزال مريدوهم يتبعونهم ويعتقدون في صحة خرافاتهم، ويكفرون بالذين يريدون إخراجهم من الظلمات إلى نور الله وصراطه المستقيم. لكن فما على من جعل الله له نورا يمشي به في الناس إلا الصبر الجميل والجهاد في سبيل الله بما أوتي من علم وحكمة، ليصدق فيه قول الله تعالى: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(122).الأنعام.
خالص تحياتي.
أستاذى الكريم د/أحمد صبحى
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
زادك الله نورا وجزاكم الله عنا وعن كل المستنيرين بجهدكم المتواصل خير الجزاء
ونسأل الله الهداية لجميع المؤمنين المخلصين
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5110 |
اجمالي القراءات | : | 56,646,926 |
تعليقات له | : | 5,442 |
تعليقات عليه | : | 14,814 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 19
هل الصوفية من الإسلام و الإيمان؟
دعوة للتبرع
لا إمساك فى رمضان : ما هو التحد يد المتف ق عليه لوقت الامس اك ...
البشر يغفرون أيضا: هل يغفر البشر لبعضه م أم أن الله جل وعلا وحده...
تعلم المهارات : هل الاهت مام بتعلم المها رات العمل ية ...
الاسلام ولغة العرب: هو هل دين الاسل ام للعرب خاصة ؟ في ظل وجود ايات...
لكم دينكم ولى دين: فى مقالك ( ايها المحم ديون ) أنت تناقض نفسك ....
more
الله يعوض عليهم فعلا دجل وكذب ونفاق
وتبا لمن يقول أننا كنا خير الامم بل أذل الامم وما نزال وهذا نتيجة ماضينا الذي نقرأ
على جميع من يقرأ هذا المقال ان يقوم بصلاة الجنازة على التاريخ المخزي
ثم يخرج علينا الوهابيون ويريدون استعادة أمجاد الدولة الاسلامية
أرجو أن لا تعود هذة الدولة الاسلامية المتخلفة
هل هنك براز من ألماس ؟ هههههههههههههههههه