عماد الدين الدباغ Ýí 2008-03-22
بالنظر إلى الكثير من الفتاوى الصادرة من (علماء) المسلمين في الاربعة عقود الماضية يمكننا أن نتوقف عند مجموعة محطات نستفسر منها عن مشكلات تقنية الإفتاء . وقد يكون تعبير "تقنية أو تكنيك الإفتاء" تعبيرًا غريبًا - كون الفتاوى تصدر إعتباطا - و يحتاج لتحرير دلالته قبل التصدي عبره للإفتاء في قضايا الأمة ، لكنه تعبير بسيط جدًّا يتعلق بكيفية الإفتاء ، فهل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مسلم واحد أو مو&Ecig;ته؟ كلا ، فهناك فارق نوعي بين القضيتين وهل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مسلمي بلد واحد أو موتهم وإبادتهم؟ كلا ، هناك بون شاسع بين المجالين يستدعي دراسة قوية . فهل إذن تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة ومستقبل أمة الإسلام و الإسلام نفسه كمنهج ودين؟
وهنا يجب ان نتوقف - متأملين - عند ثلاثة نماذج لهذه الفتاوى.
النموذج الاول هو فتوى (بن باز) ابان الاحتلال العراقي للكويت ، تلك الفتوى التي أجازت للدول الإسلآمية الاستعانة بالقوات الامريكية لتحرير الكويت.
وهنا يلح علينا السؤال: من هو المخول بالفتوى؟
سيقولون لك العلماء.
فيأتي سؤال آخر: ومن هم العلماء؟ وما هي المعايير التي تحدد لك بأن هذا عالم وذاك جاهل؟
سيقولون لك الفقهاء ، فالعلماء هم : العارفون بشرع الله , المتفقهون في دينه , العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة , الذين وهبهم الله الحكمة
فيطرح سؤال آخر نفسه وبقوة: ما هي مواصفات الفقيه؟ ومن هي الجهة التي تحدد بأن هذا فقيها وبأن ذاك «متفيقه» لا يفقه من الفقه شيئا؟
ويستمر هذا المسلسل لنخلص في النهاية الى (غير ) تعريف دقيق يمكن الإحتكام له ،،،، ونعود الان للنموذج الاول الذي أوردناه ففي الحرب الأولى على العراق أفتى العلماء "تنطبق عليهم الشروط أعلاه" بعضهم شرّع و أجاز !!!!!!!
وبعضهم حرم و أفتى بعدم الجواز
فمن منهم المصيب ؟؟؟ ،،، ومن المخطئ ؟؟؟ ، وفي فتاوى بهذا الحجم (مات بسببها آلاف البشر) ما هو الإجراء الواجب بحق المخطئ الذي ترتب على (خطأه) موت ومعاناة و عذاب وشقاء مئات الوف البشر ؟ ،،،، فيأتيك الجواب بمنتهى البرود والسماجة ، اذا افتى العالم فأصاب فله أجران (جميل جدا فهذا حقه) و إذا افتى العالم واخطأ فله أجر واحد ..... وهنا نعود للتساؤل الذي طرحناه اولا وهو هل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مئات الوف (ان لم يكن ملايين) البشر وهل يجب ان يستمر هذا (الهراء) ففي اي دولة محكومة بالقانون يتم محاسبة (المخطئ) إذا ترتب على خطأه ضرر على فرد واحد من المجتمع - بغض النظر عما إذا كان هذا المخطئ وزيرا او موظفا حكوميا او فردا عاديا - ولنا أمثلة معاصرة على العديد من الحكومات التي إستقالت أو أقيلت بسبب أخطاء تضرر منها عشرات المواطنين ، ونحن في مثال الفتوى التي نتحدث عنها كان الضرر على مئات الالوف ان لم نقل الملايين من البشر.
في إستطلاع الرأي الذي قامت به قناة العربية قبل عامين تقريبا والذي جاء في نتيجته أن نحو 42% من المشاركين في ذلك الاستطلاع قد عبروا عن عدم اعتدادهم بالفتاوى التي تصدر عن إدارات الإفتاء والمجامع الفقهية !!!!
وهذة النسبة يجب التوقف عندها طويلا و النظر في مدلولاتها و خلفياتها ، فهي في نظري تمثل إنقلابا "نسبيا" على المسار الذي قامت "المؤسسة الدينية" عليه منذ نشأتها فيما بعد الخلافة الراشدة ، وفي تقديري إذا لم تأخذ "المؤسسة الدينية" مثل هذه النتائج على محمل الجد فستجد نفسها - قريبا - في مزبلة التاريخ بعد ما يزيد عن الثلاثة عشر قرنا عاشتها في شرنقة من القداسة - التي أوهمت الناس بها - و إدعتها لنفسها (زورا وبهتانا)
قبل أيام كنت في مجلس مع بعض الاخوة والاصدقاء (إسلاميين واسلامويون وغيرهم) وأخذنا الحديث للكلام عن الإتباع و الانتقاء أو عدم إتباع (علماء) المسلمين ، فذكرت للاخوان خطأ ما ذهب اليه (بن باز) في قوله المتعلق بثبات الأرض وعدم دورانها وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، وإصداره كتابا يقول بعدم دوران الارض في القرن الحادي والعشرين - كمثال - وكنت عند قولي هذا اراقب صديقي ؟؟؟؟؟؟ لعلمي بتعصبه (الشديد) للوهابية و شيوخاها ، وصدق ظني فأحمرت عينا الرجل وإنتفخت عروقه - حتى خيل لي بأنه سيقوم بتنفيذ حد الردة على شخصي الضعيف ، واستشاط غضبا وقال : يا عماد والله اني لأراك في خطر عظيم ، الا تعلم بأن لحوم العلماء مسمومة؟ ، فقلت له نعم سمعت هذا القول ، فأستطرد قائلا: إذن كيف تقول ان الشيخ (رحمه الله) قد أخطأ ؟ ، فقلت له وهل شيخك (رحمه الله) بشر أم انه ملك مرسل ، وهل جاء في القرآن والسنة التي هي منهجك انه منزه عن الخطأ أم ان خطأه وارد - شرعا - بما ان الله لم يذكر بانه قد نزهه عن الخطأ ؟ ، فسكت هذا الصديق مستجمعا قواه العقلية للرد ، وقبل ان يأتيني رده بادرته بالقول: فيما يتعلق بمقولة لحوم العلماء مسمومة فالتعلم يا أخي ان ما كان يصنف (أمراضا) و (سموما) عندما قال إبن عساكر هذه المقولة في القرن الخامس الهجري، قد أوجد له العلم اليوم الادوية و الامصال ، فما كان ساما عام 450 هـ وفضل علوم اليوم فيمكنك اليوم أخذ (المصل) المضاد للسم ثم أكل و شرب (ما كان يصنف سما) هنيئا مريئا . فستشاط الرجل غضبا و أخذ يقول وهو مغادرا للمجلس: عماد الدباغ أنت زنديق .... زنديق ... زنديق ، ذلك وسط ضحكات بعض الحاضرين و إستهجان البعض الاخر ، وفي اليوم التالي إتصل بي أحد الاخوة الذين كانوا بالمجلس ضاحكا ليخبرني بأن هذا (الوهابي) أعلن لهم عدم رغبته في ان يشاركهم مجلسا أكون انا حاضرا به لأنه وبحسب تبريراته فأنا أشوش عليه أفكاره.
أوردت الحادثة السابقة للتدليل على (إعتقاد) نسبة الـ 58.98% المشار إليهم في الإستطلاع المشار إليه سابقا - إعتقادهم - بقدسية وهمية للعلماء ، وتقبلهم - بسبب إعتقادهم بهذه القدسية الوهمية - لأخطاء العلماء حتى وإن ترتب على تلك الأخطاء معاناة و موت و تخلف ملايين البشر.
وما لم تتمكن الحركات الاصلاحية من قلب هذا الاعتقاد وبيان بطلانه فإن التغيير سيستغرق وقتا أطول
فأخطاء العلماء واردة و(العلماء) بشرا وليسوا معصومين
لحوم العلماء (غير) مسمومة
قد تكون بعض (علوم) العلماء مسمومة ، لذلك يتوجب النقاش و المحاورة و تفنيد أفكارهم ومرئياتهم وأخذ الصالح منها وترك (الطالح)
السلام عليكم لقد امر الله سبحانه وتعالى بعدم تولي اليهود والنصارى ومن والاهم فهو منهم والبعض يبتغي عند اليهود والنصارى العزة .ان العزة لله جميعا .زورو صفحتنا على الفيسبك تبيان كتاب الله القرءان وموقعنا على الكوكل WWW.ALFTH.FORUMARABIA.COM
دعوة للتبرع
كالفراش المبثوث: هذا سؤال من الاست اذ عبد المجي د المرس لى ...
انتشار الالحاد: أتكلم عن الارت داد والال حاد فى الدول...
لا حياء فى الدين: السؤا ل : عندن ا واعظ قليل الأدب ، ومع إنه فى...
ملعون هذا الحسّان : وعن حسان بن عطية، قال: (كان جبريل ينزل على...
الأيادى فى الصلاة: يتشاج ر الشيع ة والسن ة فى رفع اليدي ن ...
more
نص الموضوع قد أعجبني من أول وهلة وسوف أطالعه جيدا وأفيدك بالتعقيب وهل ضر الإسلام والمسلمين إلا الفتوى بغير فقه