تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: وجهة نظر | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: شكرا أستاذي يحي فوزي على هذا التفكُّر في آيات الله تعالى. | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول : | تعليق: ... | خبر: بريطانيا تدعو لمواجهة العنف ضد المرأة في العالم | خبر: العراق يعلن مقتل أبو خديجة والي داعش ويعتبره أحد أخطر الإرهابيين بالعالم | خبر: ماذا قدمت الحكومة المصرية مقابل الدفعة الجديدة من صندوق النقد؟ | خبر: كندا ترفع شكوى لمنظمة التجارة بشأن الرسوم الأميركية | خبر: مجلس سوريا الديمقراطية يحذر السوريين: الشرع يكرر ما كان يفعله الأسد | خبر: اكتشافات مذهلة في مصر.. مقبرة ملكية وورشة فخار تكشف أسرارا مهمة | خبر: الدراما المصرية الشعبية: فانتازيا الرداءة في العشوائية والكومباوند | خبر: فرنسا تصدر قائمة جديدة لجزائريين تريد ترحيلهم | خبر: يهددون استقرار المنطقة.. من هم المقاتلون الأجانب في سوريا؟ | خبر: كيف يتفاعل الكنديون مع تهديدات ترامب لبلادهم؟ | خبر: تراجع ترامبي جديد: لا أحد يمكنه طرد أهالي غزة | خبر: الهدر الغذائي يستنزف اقتصادات الخليج | خبر: فوضى التعريفات الجمركية لترامب تغذي انهيارات الأسواق وتثير مخاوف الركود | خبر: ترامب لم يستبعده.. ماذا يعني الإغلاق الحكومي الأميركي؟ | خبر: انتخابات في غرينلاند تهيمن عليها مطامع ترامب |
كتاب الشريعة الاسلامية . القسم الأول : الشريعة والاجتهاد .الباب الثالث : الاجتهاد الاسلامى فى الشريعة :
الفصل الرابع : الشورى

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-03-14


 الفصل الرابع : الشورى      

كتاب الشريعة الاسلامية . القسم الأول : الشريعة والاجتهاد .الباب الثالث : الاجتهاد الاسلامى فى الشريعة

الفصل الرابع : الشورى

أولا : عن الشورى في الإسلام

1 ـ قال جل وعلا : (  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)  الحديد ). أؤسل الله جل وعلا الرسل بالكتب الالهية ليقوم الناس ـ من رجال ونساء ـ بتحقيق القسط . إن لم يتحقق فالبديل أنزله الله جل وعلا أيضا الى كوكب الأرض ، وهو الحديد ، وهو أداة الصراع . يعنى إما إقامة القسط وإما فتن وحرب وسفك الدماء . والقسط أنواع ، ومنه القسط السياسى ، أى حق المشاركة فى السُّلطة للجميع . وهى الشورى الاسلامية ، والتى تعنى بمفهوم عصرنا الديمقراطية المباشرة ، ويشارك فيها جميع المواطنين رجالا ونساءا.

2 ـ الشورى في عقيدة الاسلام:
2 / 1 ـ الله جل وعلا هو وحده الذي لا يسال عما يفعل ، قال جل وعلا : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) الأنبياء ) ، الاستبداد هو نوع من ادعاء الالوهية ، فالمستبد لا يتصوّر أن يسائله أحد ، وهى نفسية الفرعون الذى أعلنألوهيته ، ولذا فالمستيد يعلن ألوهيته صراحة أو ضمنا . والله جل وعلا كرّر قصة فرعون فضحا لنفسية المستبد .

2 / 2 : والمستبد يرفع نفسه فوق النبي الذي كان مأمورا بالشورى ، لأنه كان يستمد سلطته من الناس ، وهو الذى كان يأتيه الوحى الالهى ، وجاء له فيه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران ) والشاهد هنا : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) فقد جعله الله لينا هينا معهم ولم يجعله فظا غليظ القلب ، لأنه لو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله . وماذا يحدث لو انفضوا من حوله ؟ لن يكون له سلطان ولن تكون له دولة ، وما كان حاكما مطاعا ، اذا فاجتماعهم حوله هو الذي اقام له دولة وجعل له سلطة ، وقبل ذلك كان في مكة مضطهدا ، واذا انفضوا عنه عادت اليه قصة الاضطهاد والمطاردة . اذن هم مصدر السلطة له باجتماعهم حوله ،  ويكفي ان الله سبحانه وتعالى هو الذي جعله لينا هينا مع الناس حتى تجتمع عليه قلوب الناس ، وحذره من ان يكون فظا غليظ القلب حتى لا ينفضوا من حوله ، وامره ان يعفو عنهم وان يستغفر لهم وان يشاورهم في الأمر ، لأنهم شركاؤه في الأمر ولأنهم مصدر سلطته وكيان دولته واسباب عزته وقوته . وهكذا فإن امر الله تعالى له بالشورى تأكيد على استمدادية السلطة من الناس ، الذين اجتمعوا حول النبي . أى بتعبير عصرنا ( الأٌّمّة مصدر السلطات )  .

3 ـ الشورى ضمن العبادة الاسلامية:

3 / 1 : أوضح القرآن الكريم في آياته المكية صفات المجتمع الاسلامي والدولة الاسلامية قبل ان يقيم المسلمون دولتهم في المدينة . يقول جل وعلا في سورة ( الشورى ): (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) الشورى ) . والمعنى ان المجتمنع المسلم له متاع الحياة الدنيا ، وله ايضا ما عند الله تعالى من متاع الآخرة التى هى خير وأبقى . ولكى يستحق هذا المجتمع خير الدنيا والآخرة معا فلابد أن يتصف بعدة صفات هى الأيمان والتوكل على الله تعالى واجتناب الكبائر والفواحش ، والعفو عند المقدرة ، وطاعة الله تعالى والاستجابة له ، واقامة الصلاة واقامة الشورى والزكاة والعزة او الانتصار عندما يقع عليهم بغى او عدوان.وتلك الصفات يمكن تقسيمها الى صفات ايمانية وصفات اخلاقية وعبادات ، فالصفات الايمانية هى قوله تعالى " للذين آمنو وعلى ربهم يتوكلون " ، والذين استجابوا لربهم " والصفات الأخلاقية " والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون " ، : والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون " . اما العبادات فهى الصلاة والشورى والزكاة او قوله تعالى " واقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون.

3 / 2   : جاءت الشورى فريضة بين أشهر فريضتين من فرائض الاسلام وهما الصلاة والزكاة ، وهى المرة الوحيدة التى جاء فيها فاصل بين الصلاة وايتاء الزكاة معا وبالترتيب وبدون فاصل بينهما ، وهى المرة الوحيدة التى جاء فيها ذكر الشورى مع الصلاة والزكاة ليؤكد رب العزة على أنها فرض تعبدي مثل الصلاة والزكاة وبنفس الملامح.فاذا كانت الصلاة فرض عين لازما واجبا فكذلك الشورى،  واذا كانت الصلاة واجبة على كل مسلم ومسلمة وجوبا ذاتيا وشخصيا وعينيا فكذلك الشورى ، واذا كانت الصلاة واجبة في كل الأحوال في السفر والحضر وفي الصحة والمرض وفي السلم وفي الحرب فكذلك الشورى.

3 / 3 : ليس فى الشورى الاسلامية ( إستنابة ) أو انتخاب لمن يمثل الشعب وينوب عنه . وهذا هو السائد الآن فى أغلب الديمقراطيات ، وتجعل أصحاب الثروات هم الذين يحكمون ويوجهون الحكم لمصلحتهم . وتوجد إستثناءت فى دول إسكندنافيا تمارس الديمقراطية المباشرة ، وتقترب من الشورى الاسلامية ، وتجمع بين القسط السياسى ( الشورى ) والقسط الاجتماعى .

4 ـ تطبيق فريضة الشورى في دولة النبى عليه السلام

4 / 1 : لأنها فريضة كالصلاة فقد كان المسجد للصلاة والشورى . إلا إن عقد مجالس الشورى كان عندما يستلزم الأمر ، فيكون النداء بالاجتماع .وفى البداية كان بعضهم يتكاسل أو يتسلل من الاجتماع ، أو يقدم للنبى أعذارا وهمية فنزل قول الله جل وعلا : (   إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(64)) النور ). ـ وبعد هذا التهديد والوعيد عرف المسلمون قيمة الشورى فكانوا لا يتخلفون عن حضور مجالسها بدليل ان الآيات المدنية التالية فيما بعد لم يأت فيها عتاب او تهديد يخص ذلك الموضوع .

 4 /2 :  كان منافقو المدينة  اصحاب النفوذ القبلي السابق في يثرب وظلوا بعدها أثرى أهلها . ومن خلال حديث القرآن الكريم عن المنافقين نعرف كثرة أموالهم وأولادهم وضخامة اجسامهم ( التوبة 55،85،75،78 ، المنافقون 4 ) ،  وقد كرهوا ان يكون الأمر شورى ومشاعا بين جميع المسلمين ، وأن يزاحمهم ( عوام المسلمين ) فى الحديث فى مجالس الشورى ، وغاظهم أن النبى يعطيهم حقهم فى الكلام فاتهموا النبي بأنه ( أُذُن ) ، ونزلت آية قرآنية تدافع عنه ، يقول جل وعلا : (وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) التوبة ).

 4 / 3 : الا ان ممارسة الشورى نفسها اقامت للمسلمين دورات تدريبية رفعت من مستواهم السياسي وفى نفس الوقت اظهرت استغلال المنافقين للمواقف وكيدهم وتآمرهم ، وتأكد هذا بدخول المسلمين في عمليات قتالية دفاعية ، كانت هى الفيصل في تحديد الولاء للدولة ، اذ ان المنافقين تكاسلوا عن الدفاع عن الوطن والعشيرة في مواقف فاصلة كغزوة الأحزاب بل وظهر تآمرهم مع العدو ، ونزل القرآن يحكى ذلك كله بالتفصيل مما اضطر المنافقين الى سياسة جديدة ، فبعد ان كانوا يتعاملون مع المؤمنين بالاستكبار والتعالى ، كما يظهر في السور المدنية الأولى ، اصبحوا فى أواخر ما نزل يؤكدون للمؤمنين بالايمان المغلظة والحلف الكاذب بالله انهم مؤمنون مخلصون : ( التوبة 56 : 57 ، 96 ) ، وفى البداية حاولو إلإشال مجالس الشورى بالتشويش عليها بالمشاورات السرية ، أو ( التناجى ) وجاء هذا فى سور المجادلة ( 7 : 13  )  . ولم يأت فى أواخر ما نزل فى المدينى شىء عن وجود هذا التناجى .

5 ـ آلية الشورى

5 / 1 كان  القرار للأغلبية ، ولم يكن المنافقون أغلبية ، فتضاءل دورهم إلا فى المكائد ، والتى ذكرها رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم مع وصفهم بالكفر، فضاعت مكانتهم . كانوا يطمعون في ان يكونوا أهل الحلّ والعقد ، ولكن لم يعرف عصر الرسول عليه السلام هذا المصطلح" أهل الحل والعقد" . بل كان فيها ( أولو الأمر )  

5 / 2 : ( أولو الأمر) الأمر ليس إعطاء أوامر ، فصاحب الأمر والنهى هو رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم . ( الأمر )هنا هو الشأن أو الموضوع . وأولو الأمر هم المختصون بالموضوع أو الشان المطروح للنقاش . وجاء هذا مرتين ، قال جل وعلا :    5 / 2 / 1 : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) النساء ). فالكلام هنا عن المنافقين واشاعاتهم ، والقرآن يدعو الى تبليغ الأمر الى المتخصصين أو اولى الأمر الذين هم الأقدر على الاستنباط.

5 / 2 /2 :  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(59) ). فى قوله جل وعلا (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) فإن المُطاع واحد ، هو الله تعالى في كتابه الذى نزل على رسوله ، وبعد موت النبى فالمتخصصون كل في شأن او أمر لهم حق الطاعة في اطار طاعة الله ورسوله ، اى القرآن الكريم، واذا أفتى أولو الأمر بما يستوجب النزاع فلنحتكم الى الكتاب لأن الكتاب هو الرسالة وهو الرسول.والمهم انه في الأمور التى تستدعى التخصص فالمرجع فيها لأولى الأمر أو أولى الأختصاص ، اما في الامور العامة فهى مطروحة امام المسلمين جميعا في مجالس الشورى.

5 /3  ـ يبقى الـتأكيد على أن ( أولى الأمر ) هو وصف للمتخصّص صاحب الخبرة فى ( الأمر ) أو ( الشأن ) المطروح ، وهذا الوصف يشمل الرجل والمرأة . ويستلزم هذا أيضا التذكير بأن الشورى الاسلامية تساوى بين الرجل والمرأة فالخطاب القرآنى بالذين آمنوا هو للرجل والمرأة ، وكل الأوامر التشريعية القرآنية لهما معا ما لم يرد تخصيص لأحدهما ، وهذا كان يحدث فى الأحوال الشخصية من زواج وطلاق .. أما ما عداها من اوامر تعبدية وإجتماعية وسياسية فكانت للجميع البالغين ، خصوصا وأن الدولة الاسلامية كيان تعاقدى قانونى بين الأفراد ، جاء التعبير القرآنى عنه بالبيعة ، ونزل فى القرآن أمر عن بيعة النساء باعتبارهن جزءا من هذه الدولة :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) الممتحنة ).  

 أخيرا

بهذه الشورى يكون الاجتهاد فى سنّ قوانين إسلامية وفى تطبيقها وتطبيق التشريعات القرآنية . وخصوصا فيما يخصُّ العُرف والمعروف .

 

 شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

 

اجمالي القراءات 572

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5172
اجمالي القراءات : 58,767,474
تعليقات له : 5,480
تعليقات عليه : 14,871
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي