رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-01-19
أهل الفترة في الإسلام
تعبير أهل الفترة لم يرد في القرآن وإنما هو تعبير اخترعه المفسرون والفقهاء فلا وجود لانقطاع الرسل(ص) قبل النبى الخاتم(ص)والقرآن صريح في هذا بآيات متعددة منها :
قوله تعالى :
"ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا "
قوله تعالى :
"وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"
ونلاحظ أن الله حكى اعتراف كل الكفار بإتيان الرسل لهم في قوله تعالى :
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى"
وكلمة الفترة لم ترد إلا مرة واحدة وليس معناها ما أشاعه القوم عن وجود أهل الفترة المزعومين وإنما معناها :
انقطاع الرسل(ص) بعد محمد(ص) وهو ما يفسر قوله تعالى :
" وخاتم النبيين "
تقول آية فترة الرسل(ص) :
"يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير أو نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شىء قدير"
هنا خاطب الله أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق مبينا لهم أنهم قد جاءهم رسوله يبين لهم والمراد أنهم قد أتاهم مبعوث الله يبلغ لهم أحكام الله على فترة من الرسل والمراد قبل انقطاع بعث الله للأنبياء(ص) والسبب أن يقولوا والمراد حتى لا يقولوا بعد إبلاغ الوحى :ما جاءنا من بشير ولا نذير والمراد ما أتانا من مخبر بالوحى أى مبلغ لحكم الله ويبين لهم أنهم قد جاءهم البشير وهو النذير والمراد قد أتاهم المبلغ أى المخبر بالوحى ويبين لهم أنه على كل شىء قدير أى فعال لما يريد مصداق لقوله تعالى بسورة البروج"فعال لما يريد"فالله لكل أمر يريده فاعل.
والغريب أن الآية تتحدث عن إرسال محمد(ص) لهم وهذا يعنى أن الآية لا تتحدث عن انقطاع الرسل(ص) عنهم لأنها لو تحدثت سوف تتحدث عمن قبلهم أى من ماتوا قبل بعث محمد(ص) وهم من يطلق عليهم المفسرون والفقهاء أهل الفترة
والسؤال الذى يجب طرحه :
كيف عذب الله كل الأمم السابقة عدا قوم يونس(ص) على قبل خاتم النبيين (ص) إذا لم يكن هناك رسل كما قال :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"؟
والله يقول عن ذلك :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
الغريب فيمن اخترعوا خرافة أهل الفترة والفترات يستشهدون بتفسيرات من يسمونهم التابعين تاركين حتى الأحاديث المنسوبة للنبى(ص) والتى تثبت عدم انقطاع الرسل كما في الحديث التالى :
4/656- وعن أَبي هريرةَ قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه (ص): كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم متفقٌ عليه."
وقد اختلف القوم فيمن هم أهل الفترة على أقوال متعددة كما جاء في كتاب أهل الفترة ومن في حكمهم لموفق أحمد شكرى فقد قال :
"أما في الاصطلاح: هي ما بين كل نبيين، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره تعريف الفترة فقال: هي ما بين كل نبيين كانقطاع الرسالة بين عيسى عليه السلام ومحمد - صلى الله عليه وسلم –
وذكر السبكي في تعريف الفترة: هي ما كانت بين رسولين لم يُرسل إليه الأول ولم يُدرِك الثاني وقد ذكر الألوسي في تفسيره: أجمع المفسرون بأن الفترة هي انقطاع ما بين رسولين
وقيل الفترة ما بين إسماعيل ومحمد عليهما السلام، وقد اختار الشربيني في حاشية جمع الجوامع أن أهل الفترة هم العرب من انقطاع رسالة سيدنا إسماعيل إلى زمن نبينا محمَّد
وهذا القول فيه تخصيص أهل الفترة بالعرب، وهذا التخصيص ليس له دليل يستند إليه، والحق أن أهل الفترة من كانوا بين رسولين لم يُرسَل إليهم الأول ولم يدرِكوا الثاني ، وإنما هناك فترات. كالفترة التي حصلت بين نوح وإدريس، والفترة التي حصلت بين عيسى ومحمد كما سبق عن ابن كثير والألوسي وغيرهما من العلماء، لذا نرى قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ} [المائدة: 19] نراه يؤيد ما ذهبنا إليه من أن الفترة عامة، ولم تخصص بقوم من الأقوام ولا بزمن من الأزمان، فهذه الآية التي ذكرناها تخاطب أهل الكتاب واليهود خاصة, لأنها نزلت في المدينة، وحيث لا يوجد في المدينة من أصحاب الكتب السابقة إلا اليهود، ولو نظرنا إلى سبب نزول هذه الآية لعرفنا أن النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يرسَل إلى أهل الفترة من العرب فقط بل أرسل إلى العرب وغيرهم من أهل الكتاب وكل من لم تبلغه الدعوة. نزلت هذه الآية لتبين لأهل الكتاب الطريق الصواب بعد أن انحرفوا عن الحق واتبعوا هوى النفس والشيطان، وبعد ما فرطوا في أمور دينهم والخروج على القيم والأخلاق والآداب.
{يُبَيِّنُ لَكُمْ} هذا في الآية تفيد العموم، ويدخل فيه ما يبينه لكم مما كنتم تخفون من الكتاب لإِقامة الحجة عليكم، ولو لم يكن رسولًا من عند الله لما عرف ذلك، وحتى تقوم عليكم الحجة، وحتى لا تقولوا يوم القيامة {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ} "
وقد اختار شكرى وجود فترات كثيرة بين كل نبيين وهو ما يكذبه القرآن فلم تكن هناك فترات فمثلا :
داود(ص) وابنه سليمان(ص)
إبراهيم (ص) وأولاده إسماعيل(ص) وإسحق(ص) وحفيده يعقوب (ص)وابن حفيده يوسف(ص)
زكريا (ص) و ابنه يحيى(ص)والمسيح(ص)
كل المذكورين وغيرهم لم يكن بينهم فترات
وهذا دليل استناجى مقبول
وأما الصريح فهو ما قلناه في أول المقال :
أقوال الله مثل:
" ولقد بعثنا في أمة رسول "
تعذيب الله لكل القرى بسبب كفرها كما قال :
"وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا"
فالرسل (ص) لم يكن بينهم فترة انقطاع
وأما استشهادهم بآية فترة وهو انقطاع الرسل (ص) وهى :
"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ"
فاستشهاد باطل لأن الكفار يعترفون فى القيامة كما قص الله علينا بان الرسل(ص) أتتهم بالبينات فقال :
" كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شىء إن أنتم إلا فى ضلال كبير"
وتحدث موفق شكرى عن الفترة المزعومة الأخيرة مبينا اختلاف القوم في مدتها فقال :
"وأوضح الفترات وأبرزها لنا هي الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد عليهما السلام. اختلاف الناس في الفترة:
وقد اختلف الناس في الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد عليهما السلام إلى أقوال هي:
الأول: أنه كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام ستمائة سنة، وقال به مقاتل
الثاني: أنه كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام ستون سنة وخمسمائة، وهو قول قتادة
الثالث: أنه كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام أربعمائة سنة وبضع وثلاثون سنة، وهو قول الضحاك
الرابع: أنه كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة وتسع وتسعون سنة."
وقد تحدث شكرى عن أن هناك أحاديث منسوبة إلى خاتم النبيين(ص) تبين أنه لا يوجد فترة فقد بعث بعد عيسى(ص) عدة رسل وفى هذا قال :
"وكان بعد عيسى عليه السلام أربعة من الرسل، ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب، لما ورد في طبقات ابن سعد عن هشام بن محمَّد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "كان بين موسى بن عمران وعيسى ابن مريم ألف سنةٍ وستمائة سنة ولم تكن بينهما فترة، وأنه أُرسل بينهما ألفا نبي من بني إسرائيل سوى من أُرسل من غيرهم، وكان بين ميلاد عيسى وميلاد محمَّد عليهما السلام خمسمائة وتسع وستون سنة، فبعث في أولها ثلاثة أنبياء، وما ورد بشأن خالد بن سنان "ذلك نبي ضيّعه قومه" وقال: "بنت نبي ضيّعه قومه""
ومع هذا بين شكرى أن تلك ألأحاديث تناقض حديث أخرى يقول أنه لا يوجد بين محمد(ص) وعيسى (ص)أنبياء وهو قول شكرى :
"وهذا القول -أي الرابع- يناقض الحديث الصحيح الذي ورد في البخاري من أنه ليس هناك نبوة بين عيسى ومحمد عليهما السلام فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي" وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أنه لم يبعث بين عيسى ومحمد عليهما السلام نبي. لا من بني إسرائيل ولا من العرب، كما ورد في طبقات ابن سعد."
وبناء على آيات القرآن لا يوجد ما يسمى بأهل الفترة وإنما الفترة هى انقطاع الرسل(ص) بعد محمد (ص) وهو ما يطابق كونه خاتم النبيين
دعوة للتبرع
هذا جهل مبين: رغم أن علماء ألآثا ر أليهو د أنفسه م ...
أوثق مصادر التاريخ: نريد ان نعرف ماهى المصا در التار يخيه ...
لا يقع الطلاق هنا: تشاجر ت مع زوجي, لمشكل ه اني اسقطت طفلي من...
أكملت ..أتممت : السؤا ل : الا ه الكري مه : ( اليوم اكملت لكم...
إحتلام المرأة: نشات على قراء كتب الفتا وى التي تاتي من...
more