تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الأدوية بنسبة 200% | خبر: الجنائية الدولية تصدر مذكرتي توقيف بحق زعيم حركة طالبان في أفغانستان وكبير قضاتها لاضطهادهما النساء | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة |
كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها . الشورى الاسلامية :
القرار فى الشورى للأغلبية

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-11-27


القرار فى الشورى للأغلبية

 كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها . الشورى الاسلامية

القرار للأغلبية فى الشورى  

 

 أولا :  الأغلبية بين الاسلام القلبى والاسلام السلوكى :

1 ـ فى الايمان القلبى والاسلام القلبى تجد الأكثرية كافرة لا تعقل ولا تفقه ولا تؤمن بالله جل وعلا إلا وهى مشركة .  ومصطلح ( الأكثرية ) يؤكد هذا ، وهو يرد ( كثيرا ) فى القرآن الكريم ، ونكتفى منه قوله جل وعلا للنبى محمد نفسه : (  وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام )، أى أكثرية البشر ليسوا فقط ضالين ، بل هم مُضلُّون ، يستطيعون إضلال النبى محمد نفسه لو أطاعهم .

فى المقابل فإن أقلية البشر هم أصحاب الجنة من السابقين وأصحاب اليمين : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14) ) ( لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) الواقعة ).

وهذه التقوى القلبية أو عدمها مرجع الحكم لرب العزة جل وعلا مالك يوم الدين .

2 ـ التعامل بالاسلام السلوكى ( السلام ، والأمن ) هو أساس المواطنة ولا علاقة له بالاسلام القلبى والتقوى . وبهذا يكون إتخاذ قرارات مجالس الشورى بأغلبية الحاضرين ، على أساس المساواة المطلقة بين الناس . والناس هنا هم كل المؤمنين سلوكيا بمعنى الأمن والأمان ، وهذا يشمل كل بلغ التكليف والرُّشد من الذكور والاناث . لكل فرد منهم صوته ، والأغلبية التى تُصوّت لقرار هو الذى يتم ، وعلى الأقلية الانصياع لرأى الأغلبية .

3 ـ هنا يكون معيار الأغلبية والأقلية فى الاسلام السلوكى فى قرارات مجالس الشورى مختلفة عن الأغلبية والأقلية فى معيار الاسلام القلبى .

ثانيا : أمثلة فى قرار الأغلبية فى الشورى الاسلامية

1 ـ  فى موقعة بدر :

طردت قريش المؤمنين وصادرت ممتلكاتهم وبيوتهم وأسهمهم التجارية فى رحلتى الشتاء والصيف ، ثم تابعت الهجوم عليهم ، وكانوا مأمورين بكفّ اليد عن رد العدوان الى أن يتم إستعدادهم القتالى ، وبعده نزل الإذن بالقتال . وكانت القافلة التى تتاجر بأموالهم تمر قريبا ، فكانت موقعة بدر . كان المؤمنون يأملون فى الاستيلاء على القافلة التى تحمل أموالهم ، ويخشون أن يتورطوا فى قتال مع قريش التى كانت أعتى وأقوى قبيلة . هرب أبو سفيان بالقافلة ، وفوجىء النبى والمؤمنون بجيش أقوى وأكثر عددا منهم يتحتم عليهم مواجهته . عقد النبى محمد عليه السلام مجلس شورى ، وفيه إعترض بعض أهل بدر، ولكن الأغلبية كانت مع المواجهة لأن الفرار مقدما يعنى أن يطاردهم عدوهم ، وتكون لهم هزيمة فعلوها بأنفسهم . كان قرار المواجهة للأكثرية هو الذى إنتصر ، وهو الذى تمّ تنفيذه ، وانخرط الجميع فى القتال وهم يستغيثوب بربهم فاستجاب لهم ونصره . نقرأ قوله جل وعلا : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) الانفال ).

2 ـ فى موقعة أُحُد

كانت هزيمة بدر صفعة مؤلمة لقريش ومكانتها فكان لا بد أن تثأر لكرامتها ، جهزّت جيشا قويا زحف نحو المدينة . جاءت الأخبار مقدما للنبى محمد عليه السلام ، فعقد مجلسا للشورى . كان هناك رأيان : رأى المنافقين أنه يجب أن ننتظرهم الى أن يصلوا المدينة ، ورأى الأكثرية من الشباب المتحمس أن يبادروا سريعا بمقابلتهم فى الطريق ، وأن يجهزوا مسرح المعركة لهزيمة عدوهم . إنتصر رأى الأغلبية ، غضب المنافقون وامتنعوا عن الخروج للقتال . كان واضحا أن المتحمسين للخروج للقتال هم الشباب الذين لم يحضروا موقعة بدر ، وظنوا أن النصر فى هذه الموقعة سهل ميسور كما حدث فى بدر ، وكانت الغنائم دافعا إضافيا لهم    . كانت أوامر النبى للرماة أن يظلوا فى أماكنهم سواء إنتصر جيشهم أم انهزم . خالفوا أمر النبى وتركوا موقعهم الحصين ، وهبطوا الى ساحة المعركة حين رأوا إخوانهم يهزمون الجيش القرشى ، ويطاردونه ، أرادوا الحصول على غنائم . إنكشف ظهر جيش المؤمنين ، وإستدار الجيش القرشى وقام بهجوم مضاد ، وحصل على نصر سريع ، بعده غادرسريعا حتى لا يفقد النصر السريع ، وحاول بعض المؤمنين ( الجرحى ) اللحاق بهم فلم يدركوهم . قال جل وعلا فى ذلك :

2 / 1 : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) ( 154 )  آل عمران ) . نلاحظ قوله تعالى لهم : (  مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ  ) وكان هذا سبب الفشل والتنازع والهزيمة بعد أن كانوا منتصرين يطاردون الجيش القرشى . وعن الفوضى وقتها : (  إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ  ). من المهم أن نذكر أن المؤمنين تعلموا درسين : طاعة القائد الحربى ، وأن يكون القتال الدفاعى فى سبيل الله جل وعلا وليس فى سبيل الغنائم .

2 / 2 : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ  عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)  آل عمران ). هذا عن شجعان المؤمنين الجرحى الذين صمموا على مطاردة جيش قريش .

3 ـ بعدها كان عقد مجلس الشورى لتقييم ما حدث ، وحضره الجميع ومنهم المنافقون الذين تخلفوا عن القتال ، والذين قال فيهم رب العزة جل وعلا : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) آل عمران ) . فى مجلس الشورى وجدها المنافقون فرصة للهجوم بزعم أن الهزيمة سببها أنه لم تعد لهم مكانة ، وأنه ليس لهم من الأمرشىء ، وأنهم لو أطاعوا رأيهم ما خسروا أولئك القتلى . كانوا فئة قليلة مستكبرة يرون أنفسهم أصحاب الأمر . نفهم هذا من إيراد قولهم وردّ رب العزة عليهم ، فى قوله جل وعلا : (  وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ال عمران ) . نلاحظ الوصف الالهى لهم ( ظنّ الجاهلية )، والمعنى إن المؤمن بالله جل وعلا وقضائه وقدره و ( الحتميات ) يعلم أن موعد ومكان موته أو قتله محدد سلفا ، وبالتالى لا يخشى الموت أو القتل . وبالتالى أيضا يستبسل فى القتال فى سبيل الله جل وعلا لا يخشى غيره.

ثالثا : تفعيل وتنشيط الأغلبية الصامتة من المؤمنين

1 ـ نفهم من نزول فريضة الشورى  فى مكة أنه طبقها المسلمون فيما بينهم سرّا وقت أن كانوا أقلية مستضعفة فيها ، ثم بعدها فى المدينة كانت تؤدى علانية كفريضة اسلامية فى المسجد الذى يتحول الى مجلس عام أو جمعية عمومية تشمل كل افراد المسلمين رجالا ونساءا . ولأنها فريضة جديدة لم يكن لأهل المدينة من الأنصار عهد بها من قبل  فقد حدث أن تخلف بعضهم  بعذر أو بدون عذر ، فقال لهم رب العزة جل وعلا :

( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)النور ) .

2 ـ الواضح هنا أن الخطاب الالهى هو عن المؤمنين الحقيقيين الذين إذا دعاهم الرسول الى مجلس الشورى الذى هو ( أمر جامع ) فعليهم المبادرة بالحضور ، إّذ إن من الملامح الأساس للإيمان الحقيقى ألا يتخلفوا عن حضور مجالس الشورى لأنها فريضة إسلامية ، لا يكون التخلف فيها إلا بعذر قهرى يقبله الرسول محمد عليه السلام . والله جل وعلا يهدّد من يتسلّل من المؤمنين بالعذاب والمحن .

3 ـ الأرضية التاريخية هنا أن أمور ( يثرب ) قبل الهجرة كانت فى يد الأثرياء أصحاب الجاه ، بينما إنصرف أكثرية السكان الى شئونهم الخاصة ، كانوا أغلبية صامتة ، أصفارا على الشمال . بتأسيس دولة النبى الاسلامية فى المدينة أصبح معظم أصحاب الجاه الأثرياء منافقين ، يريدون الإحتفاظ بجاههم فى الوضع الجديد . وهذا يناقض المساواة بين الجميع فى إستحقاق المواطنة ، وبالتالى كان لا بد من تنفعيل وتنشيط الأغلبية الصامتة ، وكانت فريضة الشورى وحضورها هى الطريق الأمثل . ولهذا نزلت هذه الآيات فى أواخر سورة النور ـ وهى من أوائل ما نزل فى المدينة وحفلت بتشريعات جديدة إجتماعية وعقابية وسياسية .

4 ـ وبمرور الوقت نجحت الأغلبية الصامتة فى أن تحضر وتجهر بصوتها وتصوّت بأغلبيتها تؤكد أن الدولة ملكية للجميع ، وهم أغلبية الجميع . لم يكن هذا سهلا ، واجهته عقبات ، ولكن ثقافة الشورى التى تعلموها بالقرآن أنجحتهم .

5 ـ ومن أسف أن مجالس الشورى لم يتم تسجيلها فى العصر العباسى ، ظلت الايات الخاصة بها بلا تأريخ . وهذا لأن التاريخ ينام فى أحضان المستبدين من الخلفاء والسلاطين . 

اجمالي القراءات 2425

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5229
اجمالي القراءات : 61,973,817
تعليقات له : 5,496
تعليقات عليه : 14,895
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي