فهم مغلوط حول (كُنتم خير أمة أُخرجت للناس) .

عثمان محمد علي Ýí 2023-08-28


فهم مغلوط حول (كُنتم خيرأمة أُخرجت للناس) .
المُسلمون يعتقدون أنهم حصلوا على صك على بياض بأنهم خير أُمة اُخرجت للناس ،ورسخ مشايخ الجهل والضلال هذا المفهوم عندهم وفى عقولهم . فخرج عليهم العلمانيون وغيرهم وقالوا لهم :: كيف تكونون خير اُمة وهذا حالكم ، فأنتم أسوأ الناس خُلقا ، وأكثر الناس تخلفا ،ومنكم من هُم أكثر الناس إسرافا وسفها بين البشر جميعا ؟؟
وهنا وقف المُسلمون عاجزون عن الرد لأنهم بسبب جهل مشايخهم وإتباعهم لضلالهم هجروا القرءان فلم يتعلموا كيف يتدبروا القرءان ليفهموا معانيه ويتعرفون على حقائقه .
الموضوع سهل وبسيط وهو :: من صيغ القرءان العظيم أنه يأتي بالفعل الماضى أحيانا ويُخاطب به المُضارع (الحاضر والمُستقبل ) للتأكيد على حقيقته وتثبيت معناه ، فمثلا في تشريعات الصيام يقول رب العزة جل جلاله (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) ( البقرة184 )
فهنا جاء الخطاب بالماضى في (كان ) ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر ) فهل المعنى من كان مريضا العام الماضى أو الشهر الماضى أو الإسبوع الماضى ؟؟؟ لا لا لا .ولكن من يُصبح منكم ويكون مريضا في أي وقت خلال شهر رمضان ، أو يُصبح مُسافرا فله أن يُفطر،ثم عليه أن يقضى ما فاته بصيام أيام اُخرى بعد إنتهاء شهر رمضان. فكذلك قول المولى جل وعلا (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ )(110) آل عمران . جاء الخطاب هنا بالماضى في (كُنتم ) والمراد به الفعل في الحاضر والمُستقبل . بمعنى تكونون خيرالناس بين البشرجميعا لو إلتزمتم بتطبيق أمرين عليهما يقوم أساس الحياة ،وتحقيق الإعمار في الإرض ، وهما ( تأمرون بالمعروف ) اى بالعدل لأن المعروف هو كُل ما يؤدى للعدل ، وهو كُل ما فيه طاعة لأولى الأمر من أولى العلم والإختصاص والخبرة والكفاءة ، و(تنهون عن عن المُنكر ) أي تدعون للإصلاح المُستمر في كُل شيء ،وتكونون ضد الفساد بكل انواعه وألوانه ، فمثلا ضد الفساد الإجتماعى والأخلاقى والتعليمى والصحى والإقتصاد والسياسى والبيئى ووووووو .فهذاهو المُنكر . ويُضاف إلى الأمرين السابقين أمر ثالث لتكونوا خير الناس في الآخرة وهو ( وتؤمنون بالله ) فالأمرين السابقين (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) هما ما يُطلق عليهما (العمل الصالح ) فعندما يُطبق الإنسان (الإيمان بالله ) و(العمل الصالح ) معا ويموت على هذا سيكون في الآخرة من الذين قال الله فيهم (إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ومن خير اُمة أُخرجت للناس. فبدون تطبيق الشرطين الأوليين (تأمرون بالمعروف ) و(تنهون عن المُنكر ) ستكونون في ذيل الأُمم في الدنيا ، وبدون تطبيق الشرط الثالث (وتؤمنون بالله ) في الدنيا معهما لن تكونوا ضمن خير ُمة أُخرجت للناس في الآخرة .
فالمُلاحظ والمُعاش والمُشاهد أن المُسلمين تخلواعن الشرطين الإصلاحيين طواعية فأصبحوا أسوأ أُمة ،وأفقرأُمة علما ومالا ،وأضعف أُمة، فيتسولون ما يُدافعون به عن أنفسهم ، وأحقرأخلاق مُجتمعية تجدها في شوارعهم (بالتحرش والضوضاء وووووو ) ،وأقذرشوارع لأُمة هي شوارعهم (زبالة وقمامة ووووو). ثم يأتي من يتشدق بجهل ويقول نحن (خير أُمة أُخرجت للناس ) !!!!!
طيب يا أبو جهل إفهم الأول وقيس تصرفاتك وسلوكياتك وعلمك وحريتك ووووعلى شروط ومقاييس تحقيق خير أُمة أولا ،ثم تعالى وقل أنا من خير أُمة أم من أسوأ أُمة .
القرءان العظيم يسمو فوق الأشخاص ولا ينحاز لأشخاص ولا لأُمم بعينها ، ولا يُعطى صكوكا على بياض لأحد بأنه أحسن إنسان أو انه فوق الجميع سواءفى الدنيا أو في الآخرة . القرءان العظيم يضع مقاييس وحقائق وقوانين لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع ،فعندما تُطبقها ستقول أعمالك وتصرفاتك بنفسها هل أنت من خير اُمة أم لا. وعند الإحتضاروالوفاة سيعرف وتعرف كل فلان وفلانة بنفسه مصير نفسه ،وهل كان من خير أُمة أم للأسف كان من أسوأ أُمة في الآخرة أيضا .
فكل واحد (فرد أو مُجتمع )يختار بنفسه لنفسه ليكون من خير أمة أومن أسوأ اُمة في الدنيا والآخرة .
اجمالي القراءات 2300

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق