حوار صحفي خيالي مع احد رموز التنوير الإسلامي بمصر الجزء الثاني؟

مقدمة قصيرة                                          

ان اية عملية للتنوير الإسلامي ثم للإصلاح الديني في جغرافيتنا الإسلامية الشاسعة ينبغي لها الاخذ بعين الاعتبار ان الوهابية و اخواتها من تيارات الإسلام السياسي هي واقع موجود في مجتمعاتنا الإسلامية و داخل الخطاب الديني الرسمي لهذه الدول منذ اكثر من 40 سنة من التاطير الديني و السياسي الهادفان في نهاية المطاف الى تكريس ماضية الإسلام بكل ابعادها و مستوياتها لان أي دين سماوي عليه ان يتجدد مع الزمان او مع المكان الى قيام الساعة تحقيقا لمراد الله في خلقه في السعادة و الخير المطلق .

ان ماضية الإسلام يجب ان لا تفهم على اننا نعتبر ان تاريخنا الإسلامي هو كله اسود في اسود و هذا لا يقوله احد الا الملحدين او الحاقدين على ديننا الإسلامي الحنيف ....

بل ان ماضية الإسلام يجب ان تفهم على اننا ضد ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية بالمشرق العربي منذ العهد الاموي الى سقوطها في سنة 1923 للميلاد ....

اننا ضد كل الاحاديث المسيئة للرسول الاكرم و لديننا الإسلام الطاهر و العقلاني في اصوله سواء داخل صحيح الامام البخاري او داخل صحيح الامام مسلم الخ من هذا التراث الإسلامي البشري أي انه لا يحمل أي طابع للقداسة المطلقة كالقران الكريم باعتباره كتاب الله المطلق ..

ان تحقيق مقولة ان الإسلام هو دين صالح لكل زمان و مكان مرتبط اشد ارتباط بالتنوير الإسلامي كمشروع جوهري لمستقبل الإسلام على مدار 100 سنة قادمة لانني اؤمن ان الإسلام يستحق فكر مدني جديد ذو ابعاد متعددة لغرض بناء دول مدنية تعز بالإسلام كمرجعية متطورة لكل مناحي الحياة العامة و داعمة للقيم الإنسانية المشتركة من قبيل العدل و الرحمة و المساواة و بر الوالدين و احسان الى الجار الخ من هذه القيم المشتركة بين بني ادم ...

و في رايي المتواضع ينبغي على التنوير الإسلامي ان لا يدخل في مجال الايمان الشخصي للمسلم مثل صيام 6 أيام من شوال او صيام 9 أيام من ذو الحجة الخ من هذه الاعمال التطوعية قصد الحصول على الاجر و مغفرة الذنوب و المعاصي من لذن الله سبحانه و تعالى .....................

الى صلب الحوار الخيالي                           

السؤال 10 متى خرجت من السجن ؟                                                

الجواب لقد خرجت من السجن في يناير 2002 بفضل العفو الرئاسي بمصر حيث لن اكذب عليكم انني فقدت كل شيء تربطني بهذا الوطن الكريم بابتداء بزوجتي الطاهرة الى عملي كاطار بوزارة الشؤون الدينية و ليس امامي وقتها حلا الا الهجرة نحو فرنسا عند ابن عمي الأستاذ في مادة تاريخ الأديان  في جامعة باريس .

و فعلا قد هجرت الى عاصمة الانوار باريس كما يقال في صيف 2002 حيث وجدت ترحبا و استقبالا جميلا من طرف ابن عمي و زوجته الفلسطينية في بيتهما مع اشهى أصناف الطعام المصري و الفلسطيني من  طبيعة الحال ثم جلست مع ابن عمي للحديث عن ذكريات طفولتنا بصعيد مصر و عن كل ما جرى لي في بلدي حيث قال ابن عمي لي انك بطل ضد الرجعية الوهابية القامعة في مصر و في الجزائر و في المغرب و حتى هنا في فرنسا بفضل المراكز الإسلامية و التاطير الديني داخل المساجد المحيطة بباريس لانك ستجد عندما تمشي في شوارع العاصمة الفرنسية عدة مساجد للصلاة و أمور أخرى ..

السؤال 11 كيف وجدت فرنسا وقتها ؟                                          

الجواب بعد احداث 11 شتنبر 2001 بامريكا اصبح الغرب المسيحي يخاف من الإسلام و المسلمين حيث اصبح الاعلام الفرنسي ينشر الصور النمطية عن العربي المسلم على ظهر الجمال في صحراء شبه الجزيرة العربية مع الحسناوات كما في عهد الخلافة الإسلامية حيث ان هذه الصور لم تاتي من فراغ بل جاءت من واقعنا المتخلف كامة إسلامية لم تستطيع انتاج فكر مدني إسلامي جديد و قادر على الإصلاح الديني عبر إعادة قراءة كتاب الله قراءة معاصرة تتناسب مع عصرنا الراهن و تنظيف كتب التراث الإسلامي من الكم الهائل من الاخبار و الاحاديث المسيئة للاسلام و رسوله العظيم عن هذه الخرافات القائلة انه كان يشتهي نساء غيره استغفر الله حيث هذا القول لا يصح قوله عن رجل عادي و ما بالكم بالرسول الأمين صلى الله عليه و سلم الذي جاء ليكمل مكارم الاخلاق و القيم و المبادئ المشتركة بين بني ادم عبر العصور الى قيام الساعة ...

غير ان أصحاب الهواء الوهابي و الاخواني لهم تصور عتيق عن الإسلام يرجع الى 1200 سنة خلت بينما ان الغرب المسيحي بغض النظر عن ماضيه الاستعماري تجاه العالم الإسلامي ..

الا انه استطاع ان يحدث اصلاح ديني عميق على مدار قرون داخل مجتمعاته المختلفة من الناحية اللغوية و الناحية الثقافية و الناحية السياسية الخ..

السؤال 12 هل بقيت في فرنسا مدة طويلة ؟                                   

الجواب نعم حيث اخذت اتعرف على الفرنسيين المسلمين و على الامازيغيين من المغرب و الجزائر و ليبيا .

لقد اخذت اتعلم اللغة الفرنسية و كتابتها الصعبة لسنوات في حاسوب ابن عمي الأستاذ حيث ادخل الى المواقع الإخبارية ببلادي مصر و الى موقعكم اهل القران بامريكا و الى يوثيوب لمشاهدة أفلام الفنان المصري عادل امام من قبيل فيلم الإرهابي مثلا ..

السؤال 13 هل رجعت الى بلادك بعد ثورة 25 يناير 2011 ؟                  

الجواب بل كنت في ميدان التحرير الشهير بالقاهر انادي باسقاط نظام حسني مبارك العسكري و المتحالف مع السعودية لان مصر تعتبر الحديقة الخلفية للسعودية .

لقد كنا نعلق امال عريضة على ثورتنا المجيدة من قبيل نشر الديمقراطية و حقوق الانسان الخ........

لكن الشعب المصري قد اختار في الانتخابات الرئاسية لصيف سنة 2012 اول رئيس مدني منذ سنة 1952 لكنه ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين التي لها منظور عتيق للاسلام و للسياسة بمفهومها العام....

السؤال 14 هل بقيت في مصر بعد فوز الاخوان بحكم الدولة المصرية؟         

الجواب و لا يوم واحد لانني استحضرت ذكرى زوجتي الشهيدة التي اغتصبت امامي ثم قتلت من طرف الجماعات الإسلامية المتشددة حيث قد يقول قائل ان جماعة الاخوان المسلمين قد اعترفت بالدولة المصرية و بقوانينها الانتخابية الوضعية و بالديمقراطية كمفهوم غربي حسب راي الإسلاميين و الوهابيين ..

لكن في العمق تظل هذه الجماعة الام لجل تيارات الإسلام السياسي على صعيدنا الإقليمي و الدولي وافية لكتب التراث الإسلامي بشكل دقيق دون اية مراجعة مهما كانت....

السؤال 15 ماذا كانت رد فعلك تجاه انقلاب العسكر على نظام الاخوان المسلمين في صيف سنة 2013 ؟

الجواب قد شعرت بالحزن العميق لاستغلال العسكر لفشل جماعة الاخوان المسلمين في حكم مصر حيث لو كانت هذه الأخيرة تؤمن بالتعددية الدينية و السياسية لازالت تحكم باسم المرجعية الإسلامية المسايرة للعصر و قاطعة الطريق امام استبداد الحكم العسكري ليعود الى مقاليد الحكم بيد من الحديد.

ان هذا النظام العسكري و الموصوف بالعلماني من طرف الداعي الإسلامي وجدي غنيم المحسوب على الاخوان في تركيا .....

و المهم ان نظامنا العسكري العلماني حسب وصف الأخ غنيم قد سجن الأستاذ اسلام البحيري لعدة سنوات بالتهم المعروفة من قبيل ازدراء الدين الإسلامي و مقدساته كاننا نعيش تحت ظل نظام ديني مثل الخلافة الإسلامية او النظام الوهابي بالمملكة العربية السعودية قبل 20 سنة من الان او النظام الطالباني في أفغانستان الحاكم الان...

                السؤال 16 هل تشتاق الى بيت الله الحرام و الى المسجد النبوي ؟

الجواب من منا لا يشتاق لأداء الركن الخامس من اركان الإسلام الا و هو فريضة الحج العظيمة التي تعلمنا العديد من الدروس مثل لبس ملابس الاحرام أي القطع مع الدنيا و شهواتها و التفرغ الى عبادة الله الواحد الاحد في أيام معدودات من الصلاة و الطواف حول بيت الله الحرام و السعي بين الصفا و المروة و الوقوف على صعيد جبل عرفات الطاهر في يوم تاسع ذو الحجة استحضارا لحجة الوداع التي قام بها رسولنا الأمين ليبلغ للامة الإسلامية أخير توجهاته ...

السؤال 17 ما هو رايك في الفضائيات الدينية ؟                                 

الجواب صدق او لا تصدق انني لا اشاهد هذه الفضائيات الدينية الا في موسم الحج و شهر رمضان للاستماع الى القران الكريم لان هذه الأخيرة تسوق للوهابية باعتبارها النسخة الاصيلة للاسلام بشموليته العظيمة حيث هذا يعتبر شيء خطير لمستقبل الإسلام التنويري .

السؤال 18 ماهية مشاريعك المستقبلية ؟                                              

الجواب انشاء الله ساكتب سيرتي الذاتية كرجل قد بلغ اكثر من 70 سنة في باريس وسط أبناء ابن عمي الأستاذ و زوجاتهم .................

السؤال الأخير ماهية كلمتك الأخيرة ؟                 

شكراا                             

توقيع المهدي مالك