هل الحُرية الدينية في الدُنيا ستُعفيك من حساب الآخرة؟؟
هل الحُرية الدينية في الدُنيا ستُعفيك من حساب الآخرة؟؟
إيه الموضوع ؟؟
كتبت إحدى الكاتبات الفضليات على صفحتها على الفيس بوك مُلخصا لحوار دار بينها وبين طفلتها حول (الحرية الدينية )التي جاءت في قوله تعالى ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ وقول الطفلة (طالما عندى الحرية في ألا أؤمن فلماذا أدخل النار ؟). فعرضت الأستاذة الموضوع للحوار والنقاش وطلب الرأي ...فتباينت التعقيبات وإختلفت حول هل من لم يؤمن بالله (طبقا للحرية الممنوحة في الآية الكريمة ) ولكنه عمل عملا صالحا سيدخل الجنة ،ام سيكون من أهل النار لعدم إيمانه ؟ فإنقسمت الأراء ،وظهر رأى ثالث (قديم مُتجدد) في تعقيبات مُتعددة أيضا يقول أن هُناك منطقة ثالثة لا هي جنة ولا هي نار سيسكنها من آمن ولم يعمل عملا صالحا ،ومن لم يؤمن ولكنه كان صالحا ومُسالما وعمل عملا صالحا : وتعقيبى على هذا الموضوع أقول فيه ::
==
التعقيب ::
الأساس فى هذا اللغط والجدل هوالفهم الخاطىء من البعض لما في الآية الكريمة (﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ الكهف 29 - من تشريع للحُرية .فهناك قواعد وأساسيات وأساسات لفهم آيات القرءان العظيم .ومنها فى هذه الآية الكريمة أنها جاءت فى سياق الحرية الدينية التى لا يُحاسب فيها بشرا بشرا آخر مثله .بمعنى ليس من حق القرءانى أن يُحاسب السُنى أو الصوفى أو الشيعى دنيويا على شركه بالله وإيمانه بالبخارى ووووو وليس من حق السُنى والصوفى ان يُحاسب القرءانى على إيمانه بالله وحده جل جلاله وعلى إيمانه بالقرءان وحده فى دين الله وكُفره بالبخارى وإخوته . فعليهم جميعاأن يتركوا حسابهم على دينهم وتدينهم لله رب العالمين مالك يوم الدين ،أما باقى الآية والآية التي بعدها فتتحدث عن مصير المؤمنين والكافرين يوم القيامة ( وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا (29) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا (30) أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا (31) ) الكهف ....
فالحرية هنا هي حرية فى الدنيا فقط بين البشر لحقن الدماء ومنع النزاعات والخلافات والخصومات بينهم على أساس دينى أو بسبب إيمان بعضهم وكُفر البعض الآخر، .فعليهم أن يعلموا أن يبنوا حياتهم وتعاملهم فيما بينهم في الدنيا على السلام والعدل فيما بينهم . أما يوم القيامة فإن موضوع الحساب على الإيمان والعمل الصالح مُختلف تماما. حضرتك كانت حُريتك كانت لحمايتك من أن يعتدى عليك أحد بسبب دينك أو تدينك وهو خلق مثلك.وليس معنى هذا أنك تقعد وتحط رجل على رجل وتشرب سيجار وتقول أنا طالما انا حُر في دينى في الدنيا فلن أحاسب عليه في الآخرة ،فأؤمن أو أكفر بالله فالموضوع متساوى لا لا لا يا حبيبى .... انت مخلوق فى الدُنيا لتعبد الله (﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وأن تعبده سُبحانه كما علّمك من خلال الرسالات التى أرسلها لك عبر الأنبياء والرُسل ،ووصلتك كاملة تامة عنهم مُباشرة أو عن من قام بإنذارك بها من غيرهم (وإن من قرية إلا خلا فيها نذير ). فإن لم تؤمن بها وتُطع أوامر الله فيها فى الإيمان والعمل الصالح فلا تلومن إلا نفسك ونهارك أسود يوم القياة لأن حضرتك كُنت مطية لشيطانك وقرينك من ذرية إبليس عليه لعنة الله .....
فلا توجد مُسميات ولا مٌعتقدات في الدين إسمها انا لن أؤمن وسأعمل عملا صالحا وهذا يكفينى لأدخل الجنة .لا لا لا. فمفتاح دخول الجنة هو (الإيمان بالله وإخلاص الدين كُله لله رب العالمين لا شريك له والعمل الصالح ) فلا إيمان بدون عمل صالح ،ولا عمل صالح بدون إيمان بالله يدخولك الجنة .ال 2 بدون ما يكونوا مع بعض نتيجتهم صفر كبير وعذاب أليم.
ولا أنسى أن أقول أن كل هذا لا ينطبق على الأطفال الذين يموتون قبل بلوغ سن الرُشد العقلى فهؤلاء ليس عليهم تكليف .
والناس يوم القيامة فئتان لا ثالثة لهما إما (اهل اليمين وإما أهل الشمال ) اصحاب الجنة أو أصحاب النار . وليست هناك منطقة وسطى أو منطقة رمادية سيسكنها من آمن ولم يعمل عملا صالحا أو من عمل عملا صالحا ولم يؤمن بالله رب العالمين .لا لا لا . هما مكانان لا ثالث لهما (جنة أو نار ) ،ونتيجتان لا ثالثة لهما إما (فوز ونجاح ونعيم ورضوان مُقيم ، وإما سقوط ورسوب وخُسران كبير وعذاب مُهين أليم ).
سؤال :و ماذا عن أهل الأعراف؟؟
تحياتى لحضرتك .
أصحاب الأعراف هم مجموعة من الملائكة واقفة مترجلة ولذلك قال عنهم القرءان (رجال ) اى مُترجلون فى وقفتهم وموقفهم يُحيون ويُسلمون على أهل الجنة ويقولون لهم (﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾) ويوبخون ويلعنون أهل النار ايضا (﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾. فهم وكأنهم موظفون إستقبال نُزلاء فندق الجنة الأبدى الخالد . وفى المكان الآخر على أبواب جهنم يستقبلون أهل النار بالتوبيخ واللوم والعتاب ووووو. المهم أنهم ليسوا بشرا . ولن يوجد بشر لن يدخل الجنة أوالنار.
==
سؤال في تعقيب :
الأخرة ليست أبيض أو أسود فقط ولكنها تُشبه مدينة فيها درجات وتفاوت بين السكان والأحياء السكنية ،ولذلك فسيكون بين الجنة والنار منطقة لمن هم ليسوا من أصحاب الأبيض والأسود .
==
التعقيب:
التفاوت سيكون تفاوتا في درجة الإقامة أو في درجة لأهل الجنة في الجنة ،او في درجة عذاب بعض أهل النار طبقا لدرجاتهم في نتيجة الإمتحان يوم القيامة . فالسابقون السابقون هم أصحاب الإمتياز مثلا من (85 % فما فوق ) لهم قصور وووووووووووو وما بعدهم (أصحاب اليمين ) لهم درجات أقل فى السكن والنعيم وووووو .
وأهل الشمال فى النار فهناك عذاب بدرجة 100مليون درجة مئوية مثلا لمن رسب بدرجة صفر ، وهناك مثلاعذاب بدرجة مليون درجة مئوية فقط لمن رسب ب40%.( ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ فهذا التفاوت فى النعيم أو فى العذاب هوالمناطق ودرجاتها أودركاتها بين فئات أهل اليمين بعضهم وبعض وأهل الشمال بعضهم وبعض ولكن داخل الجنة والنار وليس بخارجهما . أما القول بوجود مدينة ثالثةأُخرى سيسكنها من لم يؤمن بالله ،أو من كان يؤمن ولم يعمل صالحا .فهذا طبقا للقرءان الكريم غير موجود على الإطلاق . فالقرءان الكريم ذكرلنا ان الناس يوم القيامة بين شكلين ومنظرين وفئتين وسيسكنون في مكانين لا ثالث لهما ، يا أبيض يا أسود ولا ثالث لهما (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾.
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
اجمالي القراءات
1534