دراسة قرآنية لفهم من كان يفسد على الأرض قبل آدم :
قصة آدم

dalou baldou Ýí 2023-02-10


بسم الله الرحمان الرحيم
عندما خلق الله آدم جعله في الأرض لكي يختبره مثلنا ، و هو أبونا
إذن، كان آدم على الأرض في جنة
أمثلة من القرآن لوجود جنة على الأرض
( أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ) (8
(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ) (35 )
مثال: إذا اشترى أحد حيوانا، هل يأخذه إلى صحراء قاحلة و يطلقه فيه ؟ فلا بد أن يأخذه إلى مكان يتوفر فيه الماء و الطعام و الإيواء، خلاف ذلك سيموت.
كذلك آدم ، عندما جعله الله في الأرض جعله في جنة يتوفر فيها الطعام و الشراب و الأكل ، (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ) (118
و لأن الله جعل الأرض مكان للاختبار، اختبره بأن منعه أن يأكل من شجرة
الهدف هو الاختبار . ليعرف الكافر من الشاكر ليجزي كُلٌّ، حسب اختياره .
مثلا، هل يمنعه الزنا، وهو وحده على الأرض مع زوجه ؟ و هل يمنعه من السرقة فمن يسرق ؟ و هل يمنعه من اكل مال اليتيم ، أو يمنعه من قول الزور ؟ فأين اليتيم ؟
و هل يمنعه من الربا ؟ فمن سيتعامل معه و هو وحده على الأرض ؟
إذا الاختبار الوحيد المتوفر هو الشجرة .
و قد خسر في الاختبار لكنه تاب وعاد . فغفر له الله
( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ )
اهبطا بمعنى : المكانة التي كان فيها يهبط منها مثلا (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ۗ)
كانوا يأكلون المن السلوى فاستبدلوه بالبقول و القثاء و العدس و البصل أي هبطوا بأنفسهم من مكانة عليا إلى مكانة دنيا ، و كلمة هبط في القرآن تقال لهبوط شيء على الأرض أما النزول فيقال لشيء ينزل من السماء
( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
نلاحظ الحجارة تهبط من الجبل و لا تنزل .
و الماء ، الوحي ، الحديد ...... ينزل من السماء ولا يهبط
و من اسباب خسارته في الاختبار هو النسيان ، و لقد عاهده الله فنسي ذلك العهد (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) (115)
كما عاهدنا الله نحن أيضا ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِين ) (172)
فالوتر الحساس الذي يضربه الشيطان هو أن ينسينا و يلهينا حتى يأتي الأجل ، ولا رجوع بعد الموت .
( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) نلاحظ بعد استحواذ الشيطان أول ما قام به هو أنساهم ذكر الله .
وما الفيسبوك و الانترنت و التلفاز إلا وسائل تساعد الشيطان في إلهاء البشر و نسيانهم ربهم ، وخالقهم و مصيرهم .
كل الملهيات و المغريات إلا ما رحم ربك .
طبعا هناك القليل من يستعمل تلك الوسائل للتقرب من الله .
( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )(14
كلنا معرضون لوساوس الشيطان .
مثلا، عندما أريد الجلوس مع القرآن يأتي الشيطان فيوسوس لي:
هناك مبارات كرة قدم لمذا لا تشاهدها ؟ لمذا لا تستمتع بتصفح الانترنت ؟
لمذا لا تستمع إلى موسيقى هادئة فهي شفاء . ربما هناك اخبار على الفيسبوك لمذا لا تتّطلع عليها ؟ لمذا لا تتمشى قليلا ؟ هناك برامج على التلفاز لا تنسى. لمذا لا تلقي نظرة على الإنيستقرام و التيك توك ، اليوتيب ،........الخ ، علما بأن هذه الأشياء تستهلك الوقت بدون شفقة و لا تنتهي ، وهذا ما يريده الشيطان .
و الملاحظ أن عملية النسيان تتم بسرعة فمثلا نخشع من منشور أو فيديو يذكّر بالله، و مباشرة الفيديو الموالي تجده رقص أو غناء أو لعب أو مزاح فينسيك الخشوع من الفيديو السابق و بسرعة .
المهم هو أن ينسيك ذكر الله فالمعاصي كلها تأتي من الذين نسوا الله و الآخرة ، و الغافلون. ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) و الذين يذكرون الله و لكن قليلا . ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) (142
و عكس النسيان هو التذكر أو الذكر
و القرآن يسمى ذِكر ، و الموت هو ذِكر ، العذاب الأدنى في الدنيا هو ذِكر
و يأمرنا الله بملازمة الذكر ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )(41

حتى التعمير في الحياة للتذكر ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير )ٍ (37 )
لقد عرفنا لمذا آدم خسر في الإختبار .
من كان يفسد في الارض و يسفك الدماء ؟
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (30
الملائكة مخلوقات غير مخيرة فهم لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون
المخلوقات المخيرة هم فقط ، الانسان و الجن لديهم عقل ووعي يميزون به الخير من الشر .
كل المخلوقات تأتي لله طوعا أو كرها، إلا الانسان و الجن، أعطاهم عقل ووعي و إدراك ليميزوا به و يختاروا السبيل ، طريق الله أو طريق الكفر .
خلقت الديناصورات قبل الانسان، وقدّر العلماء أنها عاشت حوالي 160 مليون سنة على الأرض قبل ظهور الانسان . فنحن مثلا، من ميلاد النبي عيسى الى اليوم 2023 سنة فقط .
طيلة 160 مليون سنة ، الملائكة في استغراب ، مخلوق على الارض يفسد و يسفك الدماء و يأكل و يشرب و فقط ، لا تسبيح و لا تقديس لله تعالى .
و بشهادة العلماء كانت الديناصورات تفسد و تسفك الدماء .
فالملائكة تعرف فقط ، أن الله يخلق المخلوقات لتسبح بحمده و تقدس له
إذ أنها، لها هدف من خلقها و هو التسبيح و التقديس لله ، قالت : و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك
فما هدف هذه المخلوقات على الارض ؟
و هذه المخلوقات أي الديناصورات ، غير محاسبة على اعمالها لأنها لا تملك عقلا لتميز به و تدرك به بين الخير و الشر ، فقط تأكل و تشرب و تفسد و تسفك الدماء في الأرض . فكل المخلوقات التي جاءت بعد الانسان و التي تركت من عهد الديناصورات مسخرة لخدمة الانسان أما الديناصورات فقد أخدها الله لأنها لا تنفع الانسان ، فقط ليتذكر الانسان ويعرف أن الله لو شاء، لجعل المخلوقات غير مسخرة لنا , فهل من مذّكِّر؟
ثم جعل الله خليفة الديناصورات و هو الإنسان، ظهر على حسب تقدير العماء بحوالي 65 مليون سنة بعد انقراض الديناصورات .
فظنت الملائكة أن خليفة الديناصورات و هو الانسان شبيه المخلوق السابق ما دامه في الارض
فقالت : أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ؟ و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟
أجابهم الله : إني أعلم ما لا تعلمون .
الملائكة لم تكن تعرف أن الانسان مخلوق له عقل ووعي ليدرك به و يميز بين الخير و الشر
فكانت تعتقد ان آدم شبيه الديناصورات لا عقل له ليميز بين الخير و الشر .
عرض الله الأسماء على الملائكة فقال : ( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (32
فالملائكة لا تعرف الاسماء لأنها كائن غير مخير و بالتالي لا حاجة للعقل ليتعلم ويدرك ويميز بين الخير و الشر ، مثل الحيوانات كائنات غير مخيرة ، فما حاجة العقل ؟ لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون .
( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ )(33
هناك عرفت الملائكة أن هذا الكائن ليس كالديناصورات ، بل هو كائن مختلف يملك عقلا ليميز به بين الشر و الخير .
و سيحاسب على أفعاله و على اختياراته .
فهناك من يقول عندما يرى الحروب على الأرض أن الملائكة لديها الحق . و كأن الله لا يعلم، حاشا لله، و هناك من يقول أن الجن هم من كانوا يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء، علما أن الجن مخلوق مخير مثلنا و سيحاسب على أفعاله .
و كيف هو دم الجن ؟ فهو مخلوق من نار بمعنى نور فالنار غير مادية عكس الإنسان خلق من طين و الطين مادة.
فلمذا نلجأ إلى الظنون مع انه هناك حقائق علمية موثقة ومثبتة ولا ينكرها أحد .و الله أعلم .

اجمالي القراءات 1324

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   يوسف الحُري     في   الإثنين ٢٧ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94132]

مقال رائع أعزك الله


استمتعت وأنا أقرأ مقالتك فكل ما فيها يعتمد على الحقائق العلمية ودراسة القرآن معاً، واكتشفت أنها طريقتك في بعض مقالاتك الأخرى. وفقك الله إستمر ببحثك ودراستك.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
بطاقة dalou baldou
تاريخ الانضمام : 2014-10-23
مقالات منشورة : 12
اجمالي القراءات : 15,985
تعليقات له : 137
تعليقات عليه : 8
بلد الميلاد : Algeria
بلد الاقامة : Algeria