مساجد الله - الجزء الثاني -
لفهم هذا الجزء لابد من قراءة و فهم الجزء الأول جيدا .
فصلنا في الجزء الاول عن ، ماهو المسجد
قلنا ، القاعدة هي : المسجد ، هو دورة حياة من أولها إلى آخرها مسخرة في خدمة وطاعة أي شيء ، و يضحي حياته من أجل ذلك الشيء ويفنى عمره من أجله ، فإذا كانت لله فسيدخل الجنة و أما إذا كانت للشمس أو الصنم أو الطاغوت أو الشيطان أو هواه أو نفسه فسيدخل النار ،عذاب الحريق ، فإذا خرج من ذلك المسجد(أي مسجد الله) فهو كافر إلا من تاب وعاد إلى مسجد الله .
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) المشركين يعمرون دورات او مساجد شركائهم . ولا يعمرون مساجد الله
أي المشركون تكون دورة حياتهم مسخرة للشريك مهما كان هذا الشريك ، فلا يعمروا مساجد الله
( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
الذين هم دورة حياتهم أو سجودهم مسخرة لخدمة الله .
(للَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )(257
نلاحظ : أولياؤهم الطاغوت أي سجودهم للطاغوت .
منع مساجد الله .
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَ ن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
لنفهم ، هل رأينا في أي غزو، مثلا الغزو الامريكي للعراق ، هل رأينا الجنود الأمريكيين واقفون على أبواب المساجد يمنعون المصلين من الدخول ؟؟؟؟ أو في غزوهم لأفغانستان مثلا ؟
كل المساجد التي في العالم ابوابها مفتوحة للمصلين حتى في الدول الكافرة .
و هل يتركون الدولة كلها ليذهبوا إلى المسجد ليخربوه ؟ نحن نشاهد في الحروب تخريب البنى التحتية للدولة من ، النقل و الجسور و أبراج الاتصال و الكهرباء و الاقتصاد....الخ المسجد لا يفكرون فيه اطلاقا .
أحيانا ، هم من يقومون بتمويل بناء المسجد.
طبعا الذي نسميه نحن مسجد يسمى في القرآن محراب و هو مكان الصلاة
القصد بالمنع هنا ، هو أن يمنع تلك الدورة التي تدور حول الله و يحولها لدورة تدور حول الشيطان ، الأصنام ، الشمس أو حول أي شيء المهم أن تكون لغير الله . أي يمنع دخول مسجد الله
الصنم ، عندما نحذف حرف النون يكون صم ، أي شيء لا يسمع .
( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
نلاحظ : الناس في ديارهم و تخرج من ديارها ، و تٌخرَجٌ من سجودها لله ، فيهدم ذلك المسجد الذي كان يدور حول عبادة الله أي يهدمون دورات و مساجد التي هي لله .
نلاحظ أخرجوهم ، لأنهم قالو ربنا الله ، لذلك فهو إخراج من مسجد الله .
أما مثلا إذا كانوا كفار فأُخرِجُوا من ديارهم ، مثلا حرب بين دولتان كافرتان ، فنعم ، هم أخرجوا من ديارهم و لكن لم يخرجوهم من مسجدهم، ذلك لأنهم لم يكونوا في مسجد الله أصلا . بمعنى لم تكن دورة حياتهم تدور حول الله .
( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا )
(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) (7
نلاحظ ، بني إسرائيل تعلو في الأرض و يفسدون فيها كيف ؟ تقوم بتغيير وجهة الناس من دوراتهم حول الله إلى دورات حول الشيطان ، بتعبير أخر تقوم بتغيير سجود الناس حول الله إلى سجود حول الشيطان أو حول الكفر بمعنى إخراج الناس من مساجدهم ,
ثم يبعث الله من يسوء تلك الوجهة ،أي التوجه ، و يرجع تلك الدورات إلى دورات حول الله تعالى .
أو بتعبير آخر
يسوء تلك الوجهة من سجود لغير الله ، إلى سجود حول الله ، سماه الله دخول المسجد
(فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ)
هنا المسجد الحرام المعنوي و ليس الذي نعرفه ، الحسي .
أي يجب أن تكون وجهتكم شطر مسجد الله .
( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُون )
بمعنى الذين كفروا كانت لهم وجهة لمسجد غير مسجد الله و زين لهم الشيطان وجهتم وحسبوا انهم أحسنوا صنعا فلما رأوه، أي الحقيقة قريبة، سيئت تلك الوجهة التي حسبوها حسنة .
لنفهم اكثر ، كان الناس يسجدون لله أو في مساجد الله ، ثم بِعلُو بني اسرائيل في الأرض قاموا بتوجيه ذلك المسجد أو تلك الدورة حول الله ، و أخرجوا الناس من مسجد الله ،و منعوا مساجد الله ثم يأتي من يسوء تلك الوجهة إلى وجهة الله ، ويدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ويتبروا ما علو تتبيرا . فمع تتبير العلو و زوال الفساد يستطيع الناس ان يدخلوا المسجد أي دورتهم حول الله
إذن بني إسرائيل تعلو و تفسد في الأرض و تخرج و تمنع الناس من مسجد الله ، ثم يأتي من يسوء تلك الوجه ، و تَرجِع الناس إلى مسجد الله بتعبير( و يدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة ) يعني كما كان قبل اخراجهم منه . ( كما دخلوه أول مرة ) كما كان قبل أن يٌخرَجٌوا و يمنعوا منه .
فالله خلق كل شيء ليسجد له .
تمر فترات على الناس عبر التاريخ فتُخرَجُ من مساجد الله بكثرة الفساد و الكفر بالله ثم يقوم الله بإرجاع تلك المساجد لله وحده . لذلك أمرنا الله بقتال المشركين و الكافرين للحفاظ على تلك المساجد . حتى لا تُخرّب و تُفسَد . و حتى لا يُخرِجون و يمنعون الناس منها .
في هذا الزمان أي في وقتنا الحالي نشاهد علو بني إسرائيل كيف علو في الأرض يخرجون الناس و يمنعوهم من مسجد الله ، بإعلامهم و سياستهم و سيطرتهم على العالم و بترويجهم للإباحية و المثلية ، و الماسونية متمثلة في أمريكا و بريطانيا و فرنسا، أي الغرب عموما ، بني إسرائيل من النصارى و اليهود .
فمن يسوء تلك الوجهة أو ذلك الاتجاه و يتبر ما علو تتبيرا ليدخل الناس مسجد الله كما كانوا فيه اول مرة .
نلاحظ روسيا و الصين تقوم بهذا الدور حتى انها بدأت تنهي سيطرة الدولار على العالم .وهيمنة بني إسرائيل .
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
نلاحظ دفاع الله الناس بعضهم ببعض ، الصين ، الهند ، روسيا ،بني اسرائيل بتعبيرنا الغرب عموما
يعني ، إذا إختل التوازن في العالم و علت دولة في العالم عن باقي الدول علوا كبيرا بحيث لا تستطيع أي قوة في العالم الوقوف بوجهها لهدمت مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا .
فلا بد من تتبير ذلك العلو تتبيرا . حتى يصبح العالم متوازنا و يدافع الناس عن بعضهم البعض ولا تهدم مساجد الله.
كان بني اسرائيل متمثلة في أمريكا و الغرب علو علوا كبيرا حتى أصبح لا أحد يحاسبها أو يقدِرٌ عليها ، و نشاهد اليوم صعود قِوَى مثل روسيا و الصين و الهند و ..الخ .
و يحدث توازن في القوى ، أو ما يسمى اليوم ، عالم متعدد الأقطاب .
نلاحظ دقة القرآن استعمل كلمة تتبير ، يتبر ذلك العلو عن باقي الدول ،
نلاحظ في أغصان الشجرة ، عندما يرتفع غصن شجرة عن البقية و يعلو عن باقي الأغصان علوا كبيرا ، يتم بتره أو زبره ليصبح بمستوى باقي الأغصان .
نلاحظ : تبّر أي بتر و يقال أيضا لقطع عضو من الإنسان ، مثلا بترت ساقه .
الخلاصة : إذا علت قوة على الأرض علوا كبيرا لا بد من تتبير ذلك العلو ليصبح بمستوى باقي القوى الأخرى على الأرض . ليدافع الله الناس بعضهم ببعض . ولا تهدم مساجد الله على الأرض.
ليستطيع الناس دخول مسجد الله و تكون دورة حياتهم مسخرة لله فقط أو بتعبير القرآن سجودهم لله فقط .
وما الدجال ، وما هيكل سليمان وما المسيح وما وما وما .....
اجمالي القراءات
1885
كما وضحنا ، الله يزيل أي علو في الأرض يمنع الناس من مسجد الله ،أي يمنع الناس أن تكون دورة حياتهم مسخرة لله ، مثال فرعون :
فرعون علا في الارض ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) وجعل نفسه إله (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) وجعل الناس مسخرة لخدمته أي يسجدون له ( وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ) بعث الله له النبي موسى ليدعوه إلى مسجد الله ، و ليخرج قومه من مسجد فرعون إلى مسجد الله (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) ،فمنعهم فرعون من الخروج من مسجده ، و لأن المساجد لله أزاله الله من الارض (وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ )، ليدخل الناس إلى مسجد الله و لا يجدون من يمنعهم . و يدخلو المسجد كما دخلوه اول مرة أي كما كان قبل علو فرعون في الأرض . لأن المساجد من خلق آدم إلى قيام الساعة لله تعالى .