سياسة الضرب على القفا ....

محمد حسين Ýí 2007-07-20


احنا شعوب هبلة .... شعوب بريالة .... والريالة مدلدلة على صدورنا وبقى منظرنا نيلة .... مازلنا نتساءل هل الحكومة ارحم ام الجماعات اياها ارحم .... وكأنه كتب علينا ان نقف موقف المتفرجين لا نتخذ اى خطوة .... كتب علينا ان ننشرب على بطوننا وظهورنا وتعريتنا واهدار كرامتنا والا نستعمل عقولنا وان تتحكم فينا فروجنا .... نتذكر الاكل والشرب والموبايل والبلوتوث وننسى الكرامة والحرية والتفكر والتدبر وان نعرف اين مصالحنا .... مازلنا نمدح ونذم ونقارن فى وبين شيئين قذرين استباحا ادميتنا .... ومن السهل ان &iacuiacute;ستخف بعقولنا التى اشك انها مازالت فى مواضعها ولم تنتقل الى اماكن النعال بعد .... لمجرد ان جماعة ما او نظام ما يهددنا دائما بالخطر الخارجى والفتنة "والهجس ده" والكلام الفارغ الذى نسمعه اكثر ما نسمع اذان الله فى المساجد كل يوم فنفر الى جحورنا ونقول ونستنجد بقتلتنا وجلادونا .... وهم يضحكون علينا باننا "شعوب ما ينضحكش عليها" .... لا .... نحن نُستَسفه ونصدق الكذبة التى الفنا عليها وسنحولها بعد بضع عقود من الان الى ثابت امة كما يقولون كى ينضم الى جعبة ثوابتنا البائرة الفارغة .... واكاد اجزم ان المدة لن تستغرق اقل من ذلك ....
اصبح الان مقياس الوطنية والخدمة للمصالح الشعوبية عندنا هى بسب الغرب وامريكا وما الى ذلك ...؟؟؟!!!! يا شعوب .... ؟؟؟!!! فى كل بقاع الارض مقياس الوطنية والحب للشعب هو بمقدار خدماته لمواطنيه ونحن لنا منظومة اخرى فى مقياس الوطنية وهى سب الاخرين ومن لا يأتون على اهوائنا ؟؟؟؟!!!! .... سألنى احدهم كيف احكم دولة فى بلادنا فى اقل من اسبوع .... قلت له خد لك كعب داير على القنوات الفضائية اشتملك شتمتين فى امريكا على تلاتة فى الغرب على تكفيرة فى الشيعة على مدحتين فى الدين على كام تحذيرة من الفتنة الطائفية وما تنساش دايما جملة "مصر مستهدفة والايادى الخفية تعبث باستقرارها" وانت تمسكها فى اسبوع واقل من كده كمان .... وسيقال عليك وطنيا مخلصا وبطلا قوميا والمهدى المنتظر وحامى الحمى وامل القومية العربية وكل الكلام الفارغ اللى بنسمعه من اى حد عايز يبقى زعيم ....
الذين ينادون الآن بمحاربة الثقافة الغربية وامريكا من جانب كانوا فى جعبة المناجون لهما من قبل ، فلولا الدعم الذى تلقته تلك الجماعات والانظمة ما كانت لتقم ، ولكن سياسة "الضرب على القفا" اوجعتهم ، والخاذوق الاستراتيجى نفذ من رؤوسهم فاصبحوا هم دعاة الماضى هم انفسهم معادوا الحاضر ، وهذا ليس بغريبا على سياسة نفاقية بحتة برع العرب عامة فى استخدامها وتفردوا بها منذ فجر الاسلام ، فالمنافقون ظهروا فى العرب ونبتوا فى العرب وترعرعوا فى العرب وتحكموا فى العرب .... وما يساعدهم فى ذلك جهل الشعوب ، الشعوب التى مازالت تعبر اشارة المرور والشخص فيهم يبدو وكأنه خارج من غرفة نومه الى الحمام وليس عابرا لإشارة مرور ، الشعوب التى مازالت متقوقعة فى مشاكل الختان والخمار .... الشعوب التى ليس غريبا عليها كل هذا بعد ان غنت "للحمار" ....
واعجبنى قول احدهم واصفا الامة بـ "لا امل ولا خير فى امة تصطف على الطرق تهلل فى المواكب .... وتصفق فى المجالس .... وتغنى للحمار" ....!!!
حتى اذا تحدثنا عما يحدث بداخل الامة ، فالحكومات رعرعت مجال الدين الملوث حتى تسمم عقول الشعوب وادخال هؤلاء الافاقون تجار الدين فى كل بيت وحارة حتى يفصلوا لهم الفتاوى وحتى يحاربوا من يجدوهم خطرا على انظمتهم وحتى يتوغلوا كالفيروسات داخال الاحزاب الاخرى حتى لا تقوى على المنافسة والحرية مستغلين توجه الشعوب الدينى وحبهم للتدين ، وحتى من وصل للحكم وصل على "قفا" تلك الجماعات المنافقة الافاقة التى تاجرت بالدين واستخدمته وسيلة لاخضاع الشعوب واستغلال عواطفهم ، ومنهم من تبسم للجماعات الدينية تبسم الليث كى يدير ظهره ويأكله بعد ان اتم مهمته ولكنه فاته شيئا ما وهو ان تسميم الشعوب ماهو الى مرحلة سريعة سوف تنتهى وسيبقى لتلك الانظمة سواء ان كانت داخليا او خارجيا ما افرزته بالداخل وما سممت به الشعوب ولكن اللعبة هنا من نوع اخر ، فانه يتحول الى عدو يعرف اصول اللعبة وقد تربى عليها ، فهو ضليع فى النفاق محترف اصول "الصياعة" والتعامل مع نظام يشترك معه فى الوجهة الفاشية وكلاهما للاخر "حارة سقايين" لا يصح لاحدهما ان يلعب دور بائع الماء مع الاخر .... والشعوب امرها قد حل .... فهى قابعة فى الظلام الدامس تكاد ترى اصابع كفها اما عينيها .... لا تسمع الا نعيقا ولا ترى الا ظلاما لا تستطيع ان تبين فيه الخيط الابيض من الخيط الاسود ....
وسياسة "الضرب على القفا" مازالت على الساحة ولكنها الان تتجه الى "قفا" الشعوب ، لان كل هؤلاء معه المليارات والملايين والتى يستطيع ان يهرب بها هنا او هناك ويترك الضرب على ودنه دون ان يعير اهتماما فقد ظفر "بالعين العورا" على الاقل ولسان حاله يقول لسانه "نصف العما ولا العما كله" والشعوب هى من تتلقف العما كله "وتشيل الجلة" وتبقى ملقفا اخر لنظام اخر استبدادى ديكتاتورى قمعى قاتل فاشى هاتك عرض الوطن الذى اكرمه بقول عرضه لاننى شخصيا قلتها من قبل اننا بعنا هذا العرض وقبلنا ثمنه "ضرب على القفا" ....!!!

****

كلنا بلا استثناء نفتقر الى ثقافة السماع والتحليل الا قلة ، ثقافة الحوار وكيفية الحضور الثقافى دون حكم مسبق الا قلة قليلة .... تجد ان كل يحاول اثبات خطأ الاخر وفضح مساوئ الاخر وتبيان التواءه ولا يبذل جهدا كى يقنع او يشرح صحة وجهة نظره الا قلة قليلة .... وهذا يجرى على مجال الدين فالشيعة يجرم السنة والعكس صحيح وكلاهما يجرم دونهما وتصل فى بعض الاحيان ولن اقل معظمها الى درجة التكفير ، ناهينا عن التدخل السافر واقحام الذات الالهية والمحاولة لفرض الوصاية العقلية على الذات الالهية وتكفير الاخر والحكم على هذا بدخول الجنة وعلى هذا بدخول النار وحاملوا اختامهما ....
وحياتنا السياسية كذلك فالحزب الفلانى يوضح مساوئ الحزب العلانى او الجماعة الفلانية ويفضحها ويقلب فى اوراقهما والاخر كذلك وكلاهما ينشر "غسيل الاخر الوسخ" ولا يربأ بنفسه الى ان يثبت صحة وجهة نظره الخاصة .... والضحية هى الشعوب النائمة والديانات .... والكل قابع ومشترك فى دماء الشعب والمجتمع سواء ان كان رجل دينيا قسيسا كان او شيخا .... سواء ان كان حزبا كذا او حزب ذاك .... والشعوب الان محاصرة حصارا كاملا "كماشة" بين مطرقتين هما الحكومات السافرة المتسلطة الجاثمة على صدور مجتمعاتنا وشعوبنا والتى كل همها طرد هذا واعتقال هذا ومطاردة ذاك ، والجماعات الاسلامية التى تدعى الاسلام والتى تحتكر الاسلام بمفهومها الخاص والتى تحمل عار الدماء والقتل والقمع الفكرى واغتيال الافكار والمفكرين .... والشعوب مازالت لا تأخذ كلماتها وقراراتها بنفسها وتنتفض من تلك الغيبوبة وتحرر نفسها ولا اعلم ماذا تنتظر ، الشعوب منها ما اصيب بالحكومات القمعية وعانت ثم تحولت اخرى الى اسلامية وعانت وقتلت باسم حكم الردة والولاء والبراء والنواقص وما الى ذلك .... والبعض الذى انعم الله عليه بان يرى من اياته كى يتخذ من ذلك الحكمة مازال ينتظر ، ولا اعلم ينتظر ماذا ....؟؟؟
وعلى غرار الاخيرة تلك سألنى احدهم عن رأيى فى الدولة ذات المرجعية الاسلامية ، فرددت عليه ردا بسيطا قائلا "مرجعية اسلامية من وجهة نظر من؟؟" فعقد حاجبيه ومص شفتيه ممتعضا قائلا "هو فى ميت وجهة نظر" قلت له "هو انت واصل بقالك اد ايه ....؟؟؟" ثم تركته وذهبت وانا اقول لنفسى لا حول ولا قوة الا بالله .... !!! 

وللحديث بقية ...!!!

***** 

نظرة:
اعجبنى قولا مأثورا يقول "الحزب الوطنى .... صدق وعده .... وهزم الاحزاب وحده" .....!!!!

اجمالي القراءات 11236

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-28
مقالات منشورة : 52
اجمالي القراءات : 758,305
تعليقات له : 110
تعليقات عليه : 154
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State