القاموس القرآنى : (بدل ) ومشتقاته ( 1 من 2 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-04-30


القاموس القرآنى : (بدل ) ومشتقاته ( 1 من 2 )
مقدمة عن معنى التبديل :
تبديل بالنقيض المغاير : ويأتى بصراحة ووضوح . قال جل وعلا :
عن الحسن والسىء
1 ـ ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا ) (95) الاعراف ). السيئة ( بمعنى النقمة ) والحسنة ( بمعنى النعمة ) نقيضان .
المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ ( إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ )ً(70)الفرقان ). السيئة فى الأعمال ضد الحسنة فى الأعمال . نقيضان .
3 ـ ( إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) النمل ) . ( الحُسن ) من الأعمال ضد ( السوء ) من الأعمال .
الخبيث ضد الطيب : ( وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ) (2) النساء ).
الطغيان والكفر نقيضهما الزكاة ( التطهر ) والرحمة : ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) الكهف ).
بين صدق العهد والايمان وضده : ( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) الاحزاب )
بين الخوف والأمن : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً )(55)النور).
تبديل بين شيئين مختلفين . قال جل وعلا :
1 ـ ( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) سبأ ). التبديل بشىء أقل .
2 ـ ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (5) التحريم ). ليس هنا تناقض بل اختلاف .
3 ـ (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا )(32) القلم). حديقة أفضل من سابقتها . ليس هنا تناقض بل اختلاف .
4 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) (56) النساء ). التبديل بجلود مثيلة كسابقتها .
تبديل بالنقيض المغاير يأتى ضمنيا .
قال جل وعلا عن اليوم الآخر :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ) (48) ابراهيم ). الأرض والسماوات فى هذا العالم مؤقتة ضعيفة ، سيتم تبديلها فى يوم القيامة بأرض خالدة قوية وسماوات قوية خالدة .
هذه أمثلة توضح معنى التبديل . نتوقف بعدها مع أهم موضوعات التبديل وسياقاته .
أولا : تبديل الدين
( لا إله إلا الله جل وعلا ، لا ولى معبود إلا الله جل وعلا ) :
1 : الشيطان ( إبليس ) هو المعبود الحقيقى فى كل الأديان الأرضية . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) الكهف ) .
2 : بئس البدل أن تتخذ ابليس وذريته من الشياطين أولياء بديلا عن الله جل وعلا ، فالولى المقصود بالعبادة والتقديس هو الله جل وعلا وحده ، وهو القائل :
2 / 1 : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) 14 ) الأنعام ).
2 / 2 : ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) الكهف ).
2 / 3 : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (9 ) الشورى ).
3 : لا يغرنك :
3 / 1 : القبور المقدسة ( الأنصاب ) والأصنام ، فالشيطان هو الذى يقنع البشر بعبادتها ، أى هو الصانع الحقيقى لها ، ولولاه لكانت مجرد قبور وتماثيل . هى من ( عمل الشيطان ) ، قال جل وعلا يعظ ( الذين آمنوا ) : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)المائدة ) .
3 / 2 : رواة الأحاديث والأقاويل المعتبرة وحيا إلاهيا . الشيطان هو الذى يوحى اليهم ، قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222 ) الشعراء )
3 / 2 / 2 : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) (112) الأنعام ).
3 / 3 : أحلام الشفاعة البشرية يوم القيامة . هذه وعود شيطانية خادعة . قال جل وعلا :
3 / 3 / 1 : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء).
3 / 3 / 2 : عنه وعنهم يوم القيامة وهم فى النار: ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) (22) ابراهيم ).
3 / 4 : النهم للمال هو الفقر الحقيقي . الفقر يعنى الاحتياج . الفقير قليل المال القنوع هو غنى بعفته وقناعته . هناك ثرى يحتاج الى المزيد من المال ويرتكب الجرائم فى سبيل أن تزداد ( أرقام ) رصيده فى البنوك . هذا هو الفقير الحقيقى . الشيطان هو الذى يضع هذا الإدمان فى قلبه ، يعده بالمزيد من الربح ويوسوس له بالمزيد من الحيل ، ثم يموت هذا الثرى تاركا خلفه كل شىء . إقرأ قوله جل وعلا فى وعظنا : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ )(268) البقرة )
4 : ولأنها عبادة حقيقية للشيطان فإن رب العزة جل وعلا سيؤنب البشر يوم القيامة يذّكرهم : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس). الشيطان يخدع كل جيل ، ولا هم يتعلمون ولا هم يعقلون .
5 : بالمناسبة : الكفرة يعتبرون أنفسهم على الحق وغيرهم هم ( اهل الشّر والفساد )
5 / 1 ـ قال جل وعلا عن الكفر الحقيقي والايمان الحقيقى والضلال الحقيقى : ( وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) البقرة )
5 / 2 ـ خاف فرعون من موسى أن يبدّل دينهم ، وهذا يعنى فسادا من وجهة نظره : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26) غافر )، وفرعون هو القائل عن نفسه : ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر ) . وهناك مستبد قاتل خائن تجمعت فيه معظم الشرور وهو يصف خصومه الشرفاء بأنهم ( أهل الشّر )..!!
5 / 3 : الشيطان هو الذى زين لفرعون سوء عمله ، قال جل وعلا عنه : ( وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ ) (37) غافر )
ثانيا :
لا تبديل للفطرة وخلق الله ، ولكنه تغيير فقط لها
1 ـ قال جل وعلا : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )(30) الروم ). لا تبديل للفطرة وخلق الله ، ولكنه تغيير فقط . التبديل هنا يعنى التغيير الكامل بنسبة 100 % . وهذا مستحيل . الذى يحدث هو تغيير بنسبة كذا فى المائة .
2 ـ الفطرة تعنى أن الله جل وعلا فطر الأنفس على أنه ( إله إلا الله )، أى الايمان الخالص به جل وعلا وحده إلاها . وهذا هو عهد الله جل وعلا مع الأنفس البشرية قبل وجودها فى العالم المادى ، وحذرهم من نسيان ذلك وأن يأتوا فى اللقاء الآخر معه جل وعلا يوم القيامة يعتذرون . قال جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الاعراف ).
3 ـ الشيطان يستحيل عليه تبديل الفطرة فى الأنفس البشرية فتنكر وجود الله جل وعلا ، ولكنه يستطيع فقط تغييرها الى الايمان بالله جل وعلا مع الايمان بغيره معه . قال عنه جل وعلا : ( لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (118) وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )(119) النساء ). يأمرهم ب ( تغيير ) خلق الله جل وعلا وفطرته .
4 ـ هذا يعنى أنه مهما بلغ كفر الانسان فلا يمكن أن ينكر الله جل وعلا . وفى القصص القرآن كله تجد المشركين يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يؤمنون بآلهة وأولياء معه :
4 / 1 : قال قوم عاد للنبى هود عليه السلام : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70) الاعراف )، أى يرفضون عبادة الله جل وعلا وحده .
4 / 2 : والمؤمنون مع ابراهيم عليه السلام قاطعوا الكفار من قومهم حتى يؤمنوا بالله جل وعلا وحده ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) (4) الممتحنة ).
4 / 3 : وكلهم عند الهلاك أعلنوا كفرهم بآلهتهم الوهمية وإيمانهم بالله جل وعلا وحده : ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ) (85) غافر ).
5 ـ واستمر هذا أثناء نزول القرآن الكريم ، قال جل وعلا عن الكفار فى عهد النبى محمد عليه السلام :
5 / 1 : ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ) أى لو ذكرت ربك ( وحده ) فى القرآن ( وحده ) ولوا نفورا .
5 / 2 : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر ) . ولا يزال سائدا فى الأديان الأرضية للمسيحيين والمحمديين والبوذيين ...الخ .
6 ـ قال جل وعلا : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) يوسف). وهم فى الجحيم سيطلبون الخروج منها بلا جدوى ، وسيقال لهم : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ) ِ (12) غافر ). لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده . يؤمنون به ضمن إيمانهم بآلهة وهمية شيطانية .
7 ـ وعند الأزمة يستجير الانسان بربه جل وعلا مهما بلغ كفره وإنكاره . تخيل ملحدا ينكر فيه ربه جل وعلا ، ثم وقفت فى حلقة شوكة ، وأوشك على الاختناق ؟ سيتضرع بما تبقى له من أنفاس أن ينجيه رب العزة جل وعلا ، ثم إذا أنجاه الله جل وعلا عاد الى كفره . قال جل وعلا : ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) (8) الزمر )
8 ـ ولكن الاشراف على الغرق هو المحنة الكبرى ، وفيها تتبدل نعمة الفلك التى تجرى فى البحر بنعمة الله جل وعلا الى نقمة حقيقية . فى هذه المحنة يعود الانسان سريعا الى فطرته يتضرع لربه جل وعلا ، فإذا أنجاه الله جل وعلا عاد به الشيطان الى تقديس البشر والحجر . قال جل وعلا :
8 / 1 : ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )(23) يونس )
8 / 2 : (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) العنكبوت )
8 / 3 : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) لقمان )
8 / 4 : ( وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67) الاسراء )
8 / 5 : ومهما بلغ كفر أحدهم فلا يمكن أن يصل الى كفر فرعون وتبجّحه ، ولكن عندما أدركه الغرق إستيقظت فطرته وهتف بالاسلام . قال جل وعلا : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) يونس ).
اجمالي القراءات 2902

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,055,462
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي