نقد كتاب الترغيب في الإقامة بمكة المكرمة
رضا البطاوى البطاوى
Ýí
2022-04-04
نقد كتاب الترغيب في الإقامة بمكة المكرمة
الكتاب هو رسالة من الحسن البصري إلى صديقه عبد الرحمن بن أنس وهى تدور حول ثواب من يقيم فى مكة وكلها أحاديث باطلة وموضوع الكتاب مخالف لأوامر الله بتعمير ألأرض كلها كما قال تعالى :
" يا عبادى الذين آمنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون"
فلو قلنا بصحة الترغيب فى السكن بمكة أو المدينة أو غيرهما لكان معنى هذا ترك ارض المسلمين للكفار يحتلونها وزد على هذا أن مكة والمدينة وغيرهما مهما اتسعوا فلن يكفوا لسكنى المسلمين عندما يكونون بعشرات أو مئات الملايين والآن للرسالة وهى :
"أما بعد ...
... يا أخي فإني قد كتبت إليك ، ولمن قبل من الإخوان على أفضل ما يجب ، فإنه قد بلغني أنك قد أجمعت رأيك على الخروج من حرم الله تعالى وأمنه إلى اليمن وإني والله كرهت ذلك وغمني، واستوحشت لذلك وحشة شديدة ، إذا أراد أن يزعجك الشيطان من حرم الله تعالى ويستذلك ، فيا عجبا من عقلك إذ نويت ذلك في نفسك ، بعدما جعلك الله من أهله ، فكان من الواجب عليك شكره أبدا ما دمت حيا ، أضعافا على ما كنت عليه ، إذ جعلك من أهل بيته وأمنه وجيران حرمه ، فإياك يا أخي ، ثم إياك البعد منها شبرا واحدا ، فإن المقام فيها سعادة ، والخروج منها شقاوة ، فإنك في خير أرض الله ، وأحب أرض الله إليه ، وأفضلها عنده ، وأعظمها وأشرفها ، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك للخيرات ، إنه سميع الدعاء "
وهذا كلام باطل فلو كان السكن فى مكة سعادة وفى غيرها شقاوة لكان معنى هذا أن النبى الأخير(ص) كان شقيا لسكنتاه المدينة هو والذين آمنوا به وهو كلام يعارض رضا الله عنهم فى قوله:
" رضى الله عنهم ورضوا عنه"
"وتحدث عن تفضيل مكة على ما سواها فذكر الآيات فقال :
واعلم يا أخي أن الله تعالى فضل مكة المشرفة على جميع البلاد ، وأنزل ذكرها في كتابه العزيز ، وفي مواضع عديدة ، فقال ، وهو أصدق القائلين : [ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ] ، وقال تعالى : [وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر] وقال الله تعالى [ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ] وقال تعالى : [وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود] وقال تعالى : [وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ] وقال تعالى : [وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم] وقال تعالى [إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها] وقال تعالى [ بلدة طيبة ورب غفور] وقال تعالى [ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ] وقال تعالى [فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم ] وقال تعالى[أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا]
فهذه الآيات يا أخي أنزلها الله تعالى في حق مكة المشرفة خاصة ما ليس لبلد سواها ، ثم أقرب لك يا أخي بعد هذا ما جاء عن النبي (ص)من الأخبار في فضائلها ، وفضائل أهلها ، ومن جاورها "
وبعد ذلك ذكر الرجل -وقطعا هو ليس الحسن البصرى هو من ألفها وإنما هم الكفار الذين يرغبون فى أن تخلو الدنيا لهم ليحتلوها ويتمتعوا بما فيها –الروايات فى فضائل مكة والإقامة بها فقال :
"فاعلم يا أخي أن النبي (ص)قال حين خرج من مكة ، فوقف على الحزورة فاستقبل الكعبة ، وقال : والله إني أعلم أنك أحب بلد الله ، وأنك أحب أرض الله إلى الله تعالى ، وأنك خير بقعة على وجه الآرض ، وأحبها إلى الله تعالى ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت "
وهذا الحديث معناه صحيح ثم قال :
"وقال رسول الله (ص): دحيت الأرض من مكة فمد الله الأرض من تحتها فسميت أم القرى ، وأول جبل وضع على وجه الأرض أبو قبيس ، وأول من طاف بالبيت الملائكة قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، وما من ملك يبعثه الله تعالى من السموات السبع إلى الأرض في حاجة إلا اغتسل من تحت العرش ..... محرما فيبدأ ببيت الله تعالى ، فيطوف به سبعا ، ثم يصلي خلف المقام ركعتين ، ثم يمضي إلى حاجته ، وكل نبي من الأنبياء إذا كذبه قومه خرج من بين أظهرهم إلى مكة ، وما من نبي هرب من أمته إلا هرب لمكة ، فعبد الله تعالى عند الكعبة حتى أتاه الموت ، وهو اليقين "
والحديث باطل للتالى :
خروج كل الرسل(ص) هربا من أقوامهم لمكة وهو ما يخالف أن النبى الأخير (ص) خرج من مكة هاربا منها إلى المدينة
الثانى أن البيت كان موضوعا كان قبل خلق آدم(ص) بألفى سنة وهو ما يخالف أن الملائكة كانت وما زالت تعيش فى السماء كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات"
فالبيت كان موجودا بالفعل عند خلق الكون وهو نقطة خلق الكون ولكن الملائكة لم تكن تحجه لوجودها فى السماء عند الجنة ثم قال :
"واعلم يا أخي أن حول الكعبة قبر ثلاثمائة نبي ، وما بين الركن اليماني والركن الأسود قبر سبعين نبيا ، قتلهم الجوع والقمل ، وقبر إسماعيل وأمه هاجر تحت الميزاب في الحجر ، وقبر نوح وهود وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام "
وهذا تخريف تام فالكعبة ليس فيها قبور على الإطلاق لأنها ليست مدفنا وإنما هى بيت للصلاة يحرم الدفن فيه لأن المساجد وضعت لأمر واحد وهو ذكر اسم الله كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
ولو صدقنا هذا الكلام لكان معناه أن الحجاج والعمار يرتكبون ذنوبا لا تحصى حسب حديث تحريم المشى على القبور
وتحدث الرجل فقال :
" وما على وجه الأرض بلد وفد إليه جميع الناس والنبيين والملائكة والمرسلين والعباد والزهاد والصلاح من عباد الله من أهل السموات والأرض ، والجن والإنس إلا مكة المشرفة "
وهذا كلام مجانين فليس جميع الناس وفدوا للكعبة لأن الله حرم مثلا إتيان الكفار لها فقال :
"إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا"
ثم ذكر خرافات الثواب فيها فى الصلاة والصدقة وسواهما فقال :
وما على وجه الأرض بلد يرفع الله تعالى فيه الحسنة الواحدة بمائة ألف حسنة إلا مكة ، ومن صلى فيها صلاة رفعت له مائة ألف صلاة ، ومن صام فيها يوما كتب له صوم مائة ألف يوم ، ومن تصدق فيها بدرهم كتب الله له مائة ألف درهم صدقة ، والدرهم منها أثقل من جبل أبي قبيس / ومن ختم فيها القرآن مرة واحدة كتب اله له ثواب مائة ألف ختمة بغيرها ، وكل حسنة فعلها العبد في الحرم بمائة ألف حسنة بغيرها ، وكل أعمال البر فيها كل واحدة بمائة ألف ، وما أعلم بلدة يحشر الله تعالى منها يوم القيامة من الأنبياء والأصفياء ، والأتقياء، والأبرار، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، والعلماء والفقهاء ، والفقراء من الرجال والنساء إلا من مكة ، إنهم يحشرون وهم آمنون من عذاب الله يوم القيامة ، وليوم في حرم الله وأمنه أرجى بك وأفضل من صيام الدهر وقيامه في غيرها من البلدان "
وما سبق ذكره من أجور ثواب بالألوف المؤلفة يخالف أن القرآن بين قواعد الأجر وهى :
أنه واحد فى أى مكان فالعمل غير المالى بعشر حسنات كما قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
والعمل المالى بسبعمائة حسنة أو ضعفها كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
وقال :
" وقد روي أن النبي (ص)قال : لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى "
والحديث باطل فالمشدود له هو الكعبة فقط لقوله تعالى :
"ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"
وعاد لذكر الثوابات الخرافية فقال :
" وقال (ص): صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ، فإن صلاة بالمسجد الحرام بمائة ألف صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة ، وليس على وجه الأرض بقعة ينزلها كل يوم من عند الله مائة وعشرون رحمة إلا مكة / المشرفة، ستون منها للطائعين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين إلى الكعبة ، والنظر إلى البيت عبادة "
وقد سبق الحديث عن الثوابات الخرافية ومخالفتها للقرآن وقال :
" وقال (ص): من نظر إلى البيت إيمانا وتصديقا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
ولو كان النظر للبيت يغفر كل الذنوب فكفار مكة فى عهد محمد(ص) وغيره سيدخلون الجنة لأنهم كانوا يعتبرونه بيت الله ويعظمونه وقال :
" وما على وجه الأرض بلدة أبواب الجنة كلها مفتحة إليها إلا مكة ، لأن أبواب الجنة ثمانية ، فباب منها الكعبة ، وباب منها تحت الميزاب ، وباب عند الركن اليماني ، وباب عند الركن الأسود ، وباب خلف المقام ، وباب عند زمزم ، وباب عند الصفا ، وباب عند المروة ، ولا يدخلها أحد إلا برحمة الله ، ولا يخرج منها أحد إلا بمغفرة الله تعالى ، فإن الله تعالى قال : [ومن دخله كان آمنا] أي من النار "
والخطأ هنا وجود أبواب الجنة فى ألأرض عند الكعبة وهو ما يناقض وجودها فى السماء عند سدرة المنتهى كما قال تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
ثم قال :
"وما على وجه الأرض بلدة يستجاب فيها الدعاء في خمسة عشر موضعا إلا مكة ، أولها جوف الكعبة، وعند الركن الأسود، وعند الركن اليماني ، وتحت الميزاب ، والحجر ، وفي الملتزم ، وخلف المقام ، وعند زمزم ، وعند الصفا ، وعلى المروة ، وفي الموقف ، وعند المشعر الحرام ، وعند الجمرات الثلاث مستحب .
فاغتنموا أخي الدعاء في هذه الأماكن ، وهي المشاهد العظام ، وهي التي لا يرد فيها /الدعاء "
وهذا الكلام يخالف القرآن فى أن الاستجابة للدعاء ليست مرتبطة بمكان وإنما مرتبطة بمشيئة الله التى قد تستجيب أو لا تستجيب حسب المكتوب فى لوح القدر كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وأعاد كلامه فى بداية الرسالة فقال :
"وإنك إن خرجت من حرم الله تعالى وأمنه فقد ذهبت عنك بركات هذه المشاهد العظام ، فاعلم يا أخي أنه لا يخرج مها أحد إلا ندم لقوله : (ص): المقام بمكة سعادة ، والخروج منها شقاوة ، فاثبت مكانك ، وإياك والقلق والضجر ، فإن ذلك من فعل الشيطان ، فلا تبرح منها ، ولو كان مكسبك فيها يساوي فلسين من حلال لكان خير وأفضل من أن تكسب في غيرها ألفا من الدراهم ، وقال (ص): من مات حاجا أو معتمرا لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل له : ادخل الجنة بسلام من الآمنين "
وعاد للثوابات المخالفة للقرآن فقال :
"وقال (ص): من صام شهر رمضان بمكة كتب الله له ثواب مائة ألف شهر بغيرها من البلدان ، وصلاة بالمسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، وإن صلاها في جماعة فهي بألفي ألف وخمسمائة ألف صلاة ، وذلك خمسا وعشرين مرة مائة ألف ، ومن مرض بمكة يوما واحدا حرم الله تعالى جسده ولحمه على النار ، ومن صبر على حر مكة ساعة من نهار أبعده الله تعالى من النار مسيرة خمسمائة عام ، وقربه من الجنة مسيرة مائتي عام ، وإن مكة والمدينة لينفيان خبثهما كما ينفي الكير خبث الحديد ، ألا وإن بكة أنشيئت على المكرمات ، والدرجات ، فمن / صبر على شدتها كنت له شفيعا ، أو شهيدا يوم القيامة ، وإن أهل مكة هم اهل الله تعالى ، وجيران بيته ، وما على وجه الأرض بلدة فيها شراب الأبرار ، ومصلى الأخيار إلا مكة ، وسئل ابن عباس رضي الله عنه ما مصلى الأخيار ، قال : تحت الميزاب ، فقيل : فما شراب الأبرار ، قال : زمزم ، وخير واد على وجه الأرض وادي إبراهيم عليه السلام ، ولا على وجه الأرض بلدة يوجد فيها شيء إذا ما الإنسان خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، والحجر الأسود يد الله في الأرض ، يصافح بها من يشاء من عباده ، والركن الأسود والمقام يأتيان يوم القيامة كل واحد منهما كجبل أبي قبيس ، لهما عينان وشفتان ولسانان يشهدان لكل من وافاهما ، وقال (ص): أكرم الملائكة عند الله الطائفين بالعرش ، وإن أكرم بني آدم الطائفين بالبيت ، وقال : إن لله تعالى لوحا من ياقوتة حمراء ، ينظر إليه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ، منها مائة وثمانون نظرة رحمة ، ومائة وثمانون نظرة عذابا ، وإن أول من ينظر إليه بالرحمة أهل مكة ، فمن رآه قائما يصلي غفر له ، ومن رآه طائفا غفر له ، ومن رآه جالسا مستقبل الكعبة غفر له ، فتقول الملائكة ، وهو أعلم بذلك : ربنا لم يبق إلا النائمون / فيقول الله تبارك وتعالى : والنائمون حول بيتي ألحقوا بهم "
وحديث النظرات والرحمات 360 رحمة اى نظرة يخالف حديث120 رحمة السابق فى وسط الرسالة وعاد لحكاية الثوابات المخالفة فقال :
"وقال (ص): من طاف بالبيت سبعا رفع الله له تعالى بكل قدم سبعين ألف درجة ، وأعطاه سبعين ألف شفاعة فيمن شاء من بيته من المسلمين ، إن شاء الله عجلت له في الدنيا ، وإن شاء ادخرت له في الآخرة "
والدرجات التى بالآلاف فى الجنة تعارض كونهما درجتين فقط واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين كما قال تعالى :
"وفضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وعاد للثوابات المخالفة فقال :
"والحاج والمعتمر وفد الله تعالى ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ، وإن أنفقوا أخلف عليهم بكل درهم سبعمائة ألف درهم ، وفي رواية ألف ألف درهم وسبعمائة درهم ، والذي نفسي بيده ما هلل مهلل ، ولا كبر مكبر إلا هلل بتهليله ، وكبر بتكبيره كل شيء حتى منقطع التراب ، فقال رجل : يا رسول الله وإلى هذه المضاعفة ، فقال : والذي نفسي بيده أما نفقاتهم ليخلفن الله عليهم بسبعمائة ألف في دار الدنيا ، قبل أن يخرجوا منها ، وأما الألف ألف فهي مدخرة لهم في الآخرة ، وإن الدرهم منها لأثقل من جبلكم هذا ، وأشار إلى أبي قبيس، وقال (ص): العمرة إلى العمرة كفارة إلى ما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"
وتحدث عن وجود عمر فى رمضان فقال :
"وقال : عمرة في شهر رمضان تعدل حجة معي "
وهو ما يعارض كون العمر فى الأشهر الأربعة الحرم فقط ثم قال :
"وما من رجل أوصى بحجة إلا كتب الله له ثلاث حجج ، حجة للذي كتبها ، وحجة للذي أنفذه ، وحجة للذي أحرم بها عنه ، ومن حج عن والديه كتبت له حجتان، حجة له، وحجة لوالديه ، ومن حج لميت حجة / من غير أن يوصى بها كتب الله للميت حجة ، وكتب للذي حج عنه سبعين حجة ، فإذا كان عشية يوم عرفة هبط الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ؛ فينظر إلى عباده فيباهي بهم الملائكة ، يقول : جل جلاله : يا ملائكتي أما ترون إلى عبادي قد أقبلوا إلي من كل فج عميق ، شعثا غبرا ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، أشهدكم يا ملائكتي أني وهبت سيئهم لمحسنهم ، وشفعت بعضهم في بعض ، وغفرت لهم أجمعين ، أفيضوا عبادي كلكم مغفور لكم ما مضى من ذنوبكم ، صغيرها وكبيرها ، وحجة غير مقبولة خير من الدنيا وما فيها ، فالذي لا يقبل حجه ، فقد فاز فوزا عظيما "
والخطأ فى الكلام مباهاة الله للملائكة بالناس وهذا جنون حيث يصور الله مثل المخلوقات يباهى غيره وهو ما يخالف قوله تعالى"ليس كمثله شىء "زد على هذا أن المباهى يهدف لإغاظة من يباهيهم والملائكة هنا ليست أعداء لله أو منافسين له حتى يغيظهم وهو ما لم يحدث ولن يحدث لأنه لعب عيال
ومما يؤكد أ الرسالة موضوعة هو الخروج على موضوعها وهو الإقامة فى مكة للحديث عن المدينة فقال :
" وقال (ص): من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن جاء إلى المدينة بعد وفاتي وسلم علي ، وزارني عند قبري ، وسلم على أبي بكر وعمر ، وأتى الركن الأسود فقبله فكأنما بايع الله تعالى ورسوله ، ومن مات في الحرم فكأنما مات في السماء الرابعة ، ومن مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء الدنيا ، ومن حج ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعه ويضعه سبعين ألف حسنة من حسنات الحرم ، وقال بن عباس رضي الله تعالى عنه : حسنة بمائة ألف حسنة ، وقال (ص): يحشر الله تعالى من مقبرة مكة سبعين ألف شهيد يدخلون الجنة بغير حساب ، فيشفع كل / واحد منهم في سبعين رجلا ، فقيل : من هم يا رسول الله ؟ قال هم من الغرباء ، ومن مات في حرم الله ، أو حرم رسوله ، أو مات بين مكة والمدينة ، حاجا أو معتمرا بعثه الله يوم القيامه من الآمنين ، ألا وإن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ، ومن صلى في الحجر ركعتين ناحية الركن الشامي فكأنما أحيى سبعين ألف ليلة ، وكأنما حج أربعين حجة مبرورة متقبلة ، ومن صلى أربع ركعات على باب الكعبة فكأنما عبد الله كعبادة جميع خلقه ، وصلى عليه سبعون ألف ملك ، ومن صلى خلف المقام ركعتين غفر الله ما تقدم من ذنبه وأعطي من الحسنات بعدد من صلى خلفه أضعافا مضاعفة ، وأمنه الله تعالى يوم الفزع الأكبر ، وأمر الله تعالى جبريل وميكائيل أن يستغفروا له إلى يوم القيامة فاغتنم يا أخي هذه الخيرات ، ولا تفارق مكة وحرم الله تعالى وأمنه .وعليك مني السلام ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
وكل ما سبق من أجور هو يخالف القرآن مخالفات صريحة
اجمالي القراءات
4215
مقالة رائعة ، وأنت مشكور عليها ، غير أنى ـ حسب علمى ـ أقول إن الحسن البصرى لم يكتب هذه الرسالة . المنقول عنه أقوال وآراء بسيطة وسطحية طبقا للسائد فى عصره ، إلا إن العصر العباسى إشتهر بالتدوين ، ومن ضمن التدوين ما كان يعرف بكتب المناقب فى مدح الأئمة السابقين فى الفقه وغيره ، وتأليف كتب ونسبتها لهم ، فعلوا هذا مع أبى حنيفة والحسن البصرى وغيرهما .