انشقاق القمر
يعتبر العلماء وجود القمر و بعده عن الأرض بمثابة طوق نجاه لكل الكائنات , كونه المؤثر الحقيقي على دورانها الذي ينجم عنه الليل و النهار بفعل التجاذب و الدوران , و بُعدهِ عن الأرض يؤثر على عامل الزمن ( ساعات الليل و النهار ) , فإذا اقترب القمر من الأرض تقصر ساعات اليوم , و كلما ابتعد القمر تزداد ساعات اليوم .
من السهل الاستهانة بالقمر ! فعلى مر السنين يبدو القمر كأنه موجود كما هو عليه الآن , و لكن هذا ليس صحيحاً !
فالقمر في زمننا الحديث يستمر بالتحرك و التباعد عن الأرض بمعدل 3.78 سم سنوياً , نحن لا نعلم تحديداً قبل آلاف السنين كم كان معدل هذا التباعد سنوياً !
فما توصل له العلم الحديث يثبت بأن القمر حين تشكل الكون كان لا يبعد عن الأرض بعده عنها اليوم , و الآن فهو يبعد تقريبا 356400 كم في الحضيض إلى 406700 كم عند الأوج تقريبا .
إن قرب القمر من الأرض يعني عدم الحياة عليها و بعده عنها يعني كذلك , و لا ندري تحديداَ المسافة التي ابتعد فيها القمر عن الأرض و التي سمحت ببدء الحياة على سطح الأرض , و لا نعلم تحديدا متى بدأ الأمر ,
قد يكون معدل سرعة ابتعاده عن الأرض في سابق العهد أسرع مما عليه اليوم , و ربما يتسارع بُعدَه عن الأرض أيضاً في العهود القادمة .
عالمة الفضاء ماجي اديرين كتبت تقول , أن السرعة التي يتحرك بها القمر مبتعداً عن الأرض بإمكانها أن تؤثر على الحياة الموجودة على الكوكب و هذا أمرٌ بديهي , و خلال فترة طويلة و كافية من الزمن سيؤدي هذا إلى تباطؤ دوران كوكب الأرض و بالتالي سيطول الوقت المعلوم لدينا , و هذا سيدخل كوكبنا في حالة غير مستقرة تنتابها الفوضى و التقلبات و التوترات المناخية العنيفة .
بعض الدراسات رجحت بأن زمن اليوم على الأرض البدائية كان 5 ساعات فقط و ذلك لقرب القمر من الأرض في ذاك العهد , و استمر القمر بالابتعاد إلى أن وصل زمن اليوم 24 ساعة و هذا ما يشهده عصرنا , تلك الدراسات الدالة على هذا التباطؤ في دوران الأرض و الذي يطيل الوقت الزمني لليوم تم بناؤه على الدلائل في السجلات الأحفوريه لبعض الكائنات و خصوصاً الشعاب المرجانية .
و عليه يمكننا القول بأن عمر الحياة الكونية على سطح الأرض مرتبط ببعد القمر عنها , أي أنها بدأت منذ لحظة ابتعاد القمر عن الأرض مسافة كافية تسمح للكائنات بالحياة , إلى أن يصل ابتعاد القمر عن الأرض مسافةً لا تسمح للكائنات بالحياة مجدداً , و يتخلل تلك المدة الفترة الزمنية للبشر جميعاً .
كما يمكننا القول بأن حركة القمر المستمرة بالابتعاد عن الأرض هي حركة جريانٍ له نحو نهاية البشرية و الأجل المسمى ( وسخر الشمس والقمر كل يجري الى اجل مسمى ) , فالقمر يجري مبتعداً عن الأرض و متجهاً نحو الشمس , فالقمر في يومٍ من الأيام سيدرك الشمس و ليس العكس , أي سيصل إليها ( لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ) , و لكن القمر سيدرك الشمس و يصل إليها و يجتمعان سوياً ( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) ,
يقول جل و علا في سورة القيامة ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) و هنا نلاحظ خسف القمر يأتي قبل جمع الشمس و القمر , فخسف القمر هو اختفاؤه أو اختفاء نوره بسبب ابتعاده عن الأرض متجهاً نحو الشمس , حينها تضطرب الأرض بابتعاد القمر عنها و تنتهي الحياة البشرية , و يستمر القمر ببعده إلى أن يجتمع بالشمس معلنا يوم القيامة و دمار الكون .
فلو اعتبرنا بأن دورة الحياة الأرضية هي ساعة زمنية يبدأ مؤشر تلك الساعة من لحظة بدأ صلاح الأرض للحياة إلى أن تصبح غير صالحه للحياة , فإن مؤشر تلك الساعة و عقربها هو القمر .
و لو نظرنا إلى سورة القمر في القرآن الكريم , لوجدنا أول أية تتحدث عن اقتراب الساعة من نهايتها و ربط هذا التوقيت و الوقت بالقمر ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) و نحن نعلم بأن آخر المطاف و نهايته يكون بدخول أهل الجنة للجنة , و علية كانت نهاية سورة القمر تتحدث عن تلك النهاية ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) , و من هنا أعتقد أن انشقاق القمر هو حركه انسلاخه و ابتعاده عن الأرض التي لا حياة فيها إن ابتعد عنها , و لا يعني شرطاً أن انشقاق القمر يفيد انفلاقه .
و هذا المفهوم و المعنى الجديد الذي يفيد أن كلمة انشق تفيد الابتعاد في معناها يضعنا أمام مراجعه معناها و ما توحي إليه الآيات التي ورد فيها هذا الفعل .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
اجمالي القراءات
3732
الانشقاق فى القرآن هو تفتح الشىء فتحات أى أبواب كما قال تعالى" فإذا انشقت السماء فكانت وردجة كالدهان" والذى فسرها قوله" وفتحت السماء فكانت أبوابا"والذى فسرها بقوله"إذا السماء انفطرت"فانشقاق القمر هو انقسامه كوحدة واحدة لأجزاء كثيرة
وكل ما ذكرته من أقوال نقلا عن الكفار هى رجم بالغيب فلم يحضر أحد عملية الخلق حتى يقول أى شىء عما حدث فيها كما قال تعالى :
"ما أشهدتهم خلق السموات والأرض وما كنت متخذ المضلين عضدا"
إنهم يتكلمون عن شىء لم يروه هم أو غيره وهو ما يناقض أول شىء فى المنهج العلمى وهو المشاهدى وهى المعاينة