أخي الإنسان هل تؤمن بأن الله تعالى له ملك السماوات والأرض؟
أخي الإنسان هل تؤمن بأن الله تعالى له ملك السماوات والأرض؟
عزمت بسم الله،
إذا كنت تؤمن بأن لله ملك السماوات والأرض وأنه الخالق لكل شيء، وأنه خلقك من ماء مهين من بين صلب وترائب أبيك، فأنشأك في بطن أمك، ثم السبيل يسره لك، فخرجت من رحمها لا حول ولا قوة لك، فأرضعتك لبنها لتصير بعد ذلك غلاما يأكل الطعام ويمشي بين الناس، إلى أن بلغت سن الحلم الذي جعله الله تعالى من الفطرة، لأنه سبحانه خلق الذكر والأنثى ومن كل شيء زوجين اثنين، ثم أصبحت شابا في أحسن تقويم أنعم الله تعالى عليك بالعقل وبالخيرات التي لا تعد ولا تحصى، فإذا كنت تؤمن بكل ذلك، فهل تعبد الله تعالى وحده ولا تشرك به شيئا؟
أخي الإنسان هل تعلم أنك من ذرية آدم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وأنك شهدت بربوبية الله تعالى، والدليل قول الحق سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172). الأعراف.
إذن هل أنت على عهدك فلا تشرك بالله شيئا، ولا تشرك بأحسن الحديث
( القرآن العظيم) كتابا آخر من كتب البشر ولهو الحديث؟
أخي الإنسان إذا كنت تؤمن برب واحد لا شريك له، فإنك لا محالة تؤمن بملائكته وكتبه ورسله التي أُرسلت من قبل هدى ونورا للعالمين، فلا تفرق بين أحد من رُسله، وكان آخر الكتب المنزلة القرآن العظيم الذي جعله الله تعالى مهيمنا على ما سبقه من الكتب فهو خلاصتها، لأنها كلها تدعو إلى وحدانية الله تعالى وإلى العمل الصالح، واجتناب الفساد والعمل السيئ، فهل أنت ممن يعمل صالحا ولا يشرك في عبادة ربه أحدا ؟
أخي الإنسان إذا كنت ممن يعتقد أن القرآن العظيم هو أحسن الحديث الذي لا ريب فيه، وأنه من عند الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه تنزيل من عزيز حكيم، فهل يمكن وهل من المعقول أن تصدق كتابا آخر يتناقض ويخالف ما جاء في كتاب الله تعالى المحفوظ بقدرة الله سبحانه؟
فإذا كان الله تعالى يقول:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175). النساء.
ويبقى لكل إنسان اختيار مصيره لحياته الأبدية التي يسعد فيها ويفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى، ولم يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة. فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10)وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11)الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12)ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(13)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15)بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(16)وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى(17)إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى(18)صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19).الأعلى.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(35).الرعد.
أما من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي، أي يكون في عذاب دائم، والعياذ بالله تعالى.
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(74).طه.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
اجمالي القراءات
2914