تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | تعليق: 2 | تعليق: مرحبا دكتور محمد العودات . | تعليق: التحقيق في أقدم بناء عبادي | تعليق: جزيل الشكر لكم دكتور محمد العودات على الإضافة المهمة، | تعليق: ... | خبر: بوتين يقرّ سداد مصر قرض مشروع محطة الضبعة النووية بالروبل الروسي | خبر: بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوضى ولا أريد حدوثه | خبر: العراق: أهالي العوجة يناشدون الأمم المتحدة إعادتهم إلى بلدتهم | خبر: لقاح واعد ضد فيروس نقص المناعة البشرية بجرعة واحدة فقط | خبر: ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران | خبر: استطلاع رأي: 84% من الأميركيين يخشون تصاعد الصراع مع إيران | خبر: الرد الأول | إيران تضرب قاعدة العديد في قطر ردا على قصف مفاعل فوردو النووي | خبر: طهران تقصف قاعدة العديد في قطر والدوحة تدين | خبر: دعوات لسحب ذهب ألمانيا وإيطاليا من الاحتياطي الأمريكي خشية عواقب تدخلات ترامب | خبر: نقابة المحامين في مصر تدرس الإضراب ما لم تُلغ الرسوم القضائية | خبر: السودان يدخل عامه الثالث في أسوأ أزمة إنسانية عالمية وسط تجاهل دولي واسع | خبر: هآرتس: إنجيليون ومتطرفون ومليارديرات زينوا لترامب ضرب إيران | خبر: إيران أرسلت تهديداً لترامب بتفعيل خلايا إرهابية نائمة داخل أميركا | خبر: حبس ممثل رابطة المستأجرين في مصر بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية | خبر: إعلام إيراني: البرلمان يوافق على إغلاق مضيق هرمز والقرار النهائي للسلطات الأمنية |
كيف نفهم القرآن-1

عمرو توفيق Ýí 2007-06-25


بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نفهم القرآن-1


هل استنفد القرآن أغراضه؟ هكذا يتساءل الشباب، ويضيفون: لقد قام القرآن بدور كبير قبل أربعة عشر قرنا من الزمن، فهل يستطيع أن يقوم بدور تغييري في هذا العصر أيضا، أم أنه قد تغير، وانتهى مفعوله؟
الحقيقة أن القرآن لم يتغير، ولم يستنفد أغراضه، فالقرآن لا يزال الكتاب الإلهي الذي هبط لإنقاذ البشرية، وهو يستطيع أن يقوم بدور كبير في البناء الحضاري - في الوقت الراهن.


ولكن الذي تغير هو المسلمون. إن طريقة تعامل الأمة مع القرآن، وكيفية تلقيها لمفاهيمه ورؤاه تختلف اليوم بشكل جذري عما كانت عليه بالأمس. لقد كان المسلمون الأولون يفهمون القرآن كتابا للحياة، ومنهجا للتطبيق والتنفيذ، وأما المسلمون اليوم فهم يتعاملون مع القرآن بشكل معاكس تماما.
وهل يتحمل القرآن ذنوب أتباعه؟
والآن..
لنلاحظ كيف يفهم المسلمون - اليوم - القرآن الكريم، وكيف يتعاملون معه. والجواب: لقد عانت أمتنا - منذ أمد بعيد - مشاكل كثيرة في تعاملها مع القرآن الكريم، ولا زالت رواسب تلك المشاكل موجودة حتى الآن، فلننظر ماذا كانت تلك المشاكل.
1 - تحجيم التعامل
ويعني ذلك أن الأمة أخذت تحصر الاستفادة من القرآن في مجالات محدودة، فالبعض اتخذ القرآن طريقاً للكسب وبابا للأرزاق. والبعض الآخر اعتبره وسيلة للعلاج فحسب، فإذا ضعف بصره، أو وجعت أسنانه، أو آلمته أمعاؤه، هرول إلى القرآن ليتلو آيات معينة منه حتى ترتفع بسببها هذه الأسقام، وأما في غير هذه الحالة فلا شأن له بالقرآن. وهنالك مجموعات أخرى لا تفتح القرآن إلا عند الاستخارة أو حين السفر، أو عندما يموت أحد الأقارب، وليس أكثر من ذلك.
ومن الواضح أننا لا ننتقد هنا الاستفادة من القرآن في هذه المجالات، وإنما ننتقد تحديد الاستفادة منه ضمن هذه الإطارات.
إن القرآن كتاب حياة، يقول الله سبحانه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم))، ولذلك فإنه يجب الانتفاع من القرآن في كل مجالات الحياة، وليس في مجال أومجالين.
2 -التلاوة السطحية للقرآن
إن أمتنا تقرأ القرآن، وتستمع إلى تلاوته ولكن كحروف بلا معنى ،وكلمات بلا مفهوم، ومن هنا فإنها لا تعمل بالقرآن كما هو مطلوب، لأنها لا تفهم القرآن، والفهم هو المقدمة الطبيعية للعمل بالشيء، بينما كان المسلمون الأولون لا يقرؤون آية حتى يتفكروا في أبعادها المختلفة، وحتى يعوها بشكل كامل.
إن على من يقرأ القرآن أن يستثير عقله به، ويفقه ما وراءه من أبعاد كامنة.
3 - الاهتمامات الثانوية
ولأن أمتنا أهملت فهم "لباب" القرآن اندفعت في طريق البحث عن القشور، فأخذوا يصرفون جهودهم على قضايا ثانوية، كان الأحرى بهم أن يصرفوها في مجالات أكثر تأثيراً وفائدة. فهذا أحدهم يقضي آماداً طويلة من عمره لكي يجيب على الأسئلة التالية:
كم هي عدد كلمات القرآن؟
وكم هي حروفه؟
وكم تكرر حرف الألف؟
وكم تكرر حرف الباء؟
وكم تكرر حرف التاء؟
وهكذا إلى آخر حروف الهجاء.
والله يعلم كم من الجهود صرفت في سبيل معرفة هذه القضية، خصوصاً وأنها لم تتم في العصر الحديث حيث يسرت العقول الإلكترونية الأمر، بل تمت في عصور ماضية.
ثم نجد أن كثيراً من الدراسات التي كتبت حول القرآن لا تتناول إلا القضايا الهامشية، فمثلا في 123 كتاباً أُلف حول القرآن الكريم تجد أن 36 منها تتحدث حول قضايا شكلية، مثلا: عدد آيات القرآن، والجمع والتثنية، طبقات القرّاء، نقط القرآن، الرومي والمعرب في القرآن.. الخ . وهذا يعني أن حوالي ثلث الجهود والطاقات صرفت في قضايا جانبية.
ومثال آخر للاهتمامات الثانوية حين قراءة القرآن: الاهتمام بأشخاص القصص القرآنية، وبقضايا هامشية في حياتهم تُنسي الفرد القضايا الهامة والعبر التي هي الهدف من ذكر القصة.
4 - الفهم التجزيئي للقرآن
ويعني ذلك: فهم القرآن بشكل تفكيكي ينفصل بعضه عن البعض الآخر. وبعبارة أخرى: فهم كل آية قرآنية وكأنها عالم مستقل قائم بذاته من دون ربطها بالآيات الأخرى، وقد يترتب على ذلك نتائج خطيرة سوف نشرحها بإذن الله.
5 - الفهم المصلحي للقرآن
ويعني ذلك:
أ - فهم آيات القرآن بشكل يكرس مصالح الفرد في الحياة، ويبرر أهواءه وشهواته.
ب- الاقتصار على جانب معين من قيم القرآن وإهمال سائر الجوانب التي تتطلب من الإنسان - العطاء والتضحية - مثلاً: يفهم القرآن في جانبه الذي يتحدث عن العبادة فحسب، لأن العبادة هي عادة درج عليها، ولا تكلفه كثيراً، ولكنه لا يفهم القرآن في جوانبه السلوكية والعملية والجهادية، لأن ذلك يكلفه مصالحه وأنانياته.
6 - الفهم الميت للقرآن
ويتم ذلك بفصل القرآن عن الواقع المعيش، وربطه بقضايا ميتافيزيقية أو قصص تاريخية لا تؤثر في الواقع القائم شيئا.
7 - الفهم بديلا عن العمل
إن القرآن الكريم صراط وطريق، وذلك يعني أن على الفرد أن يعبر من خلال القرآن إلى العمل بالقرآن، ومن هنا كانت الطلائع المسلمة في عصور الرسالة الأولى تفهم القرآن طريقاً للعمل، ومنهاجاً للمسير. ولكن أجيالنا الحاضرة تفهم القرآن هدفاً بذاته وليس وسيلة للعمل به، وهكذا، لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه .
هذه هي أهم المشاكل التي عانت منها الأمة في تعاملها مع القرآن، وهذه المشاكل هي التي سبب سقوط أمتنا في الحضيض.
وعلينا الآن أن ننفض عن أنفسنا غبار الماضي، ونبدأ في تعاملٍ جديد مع القرآن كما أراده الله سبحانه منا حتى يغير الله ما بنا، ويأخذ بأيدينا إلى القمة.
ونأمل أن تكون هذه المقالات التي تتضمن تصورات أولية في كيفية فهم القرآن الكريم - خطوة إلى فهم القرآن بشكل آخر، والتعامل معه بشكل جديد، والله الموفق والمستعان.

اجمالي القراءات 24891

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-06-11
مقالات منشورة : 61
اجمالي القراءات : 846,558
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 35
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt