"يظنون انهم ملاقوا ربهم":
الظن واليقين في القرآن الكريم

ابو مهند باجابر Ýí 2018-08-09


يقولون ان القرآن الكريم لايفهم الا بقراءة التفاسير وان بعض مفردات القرآن قد تعني المعنى المضاد. فمثلا في آيه الصوم كلمة " يطيقونه" قالوا ان معناها " لا يطيقونه" ثم يستشهدوا بالاية الكريمة " قال الذين يظنون انهم ملقوا ربهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره باذن الله" في سورة البقرة ايه ٢٤٩ ان معنى يظنون اي يوقنون.

واي انسان متدبر لكتاب الله لا يمكن ان يصدق ان الله سبحانه وتعالى يقول شي وهو يقصد الشي المضاد. فا كلمة يطيقونه مستحيل ان تكون لا يطيقونه لان الله سبحانه وتعالى لا يعجز ان يقول " لا يطيقونه" كذلك في الايه الكريمة " الذين يظنون" معناها يظنون ولا يمكن ان تكون "يوقنون" في اي حال من الاحوال لان الله سبحانه وتعالى جعل هذا القران سهل وميسور لكل من اراد اتباع الحق ولا يمكن ان يضع كلمه وهو يقصد بها ضدها.

وللتدبر في الطريقة القرآنية فان القرآن الكريم كتاب كامل مفصل وفي نفس الوقت مختصر في ما لا يحتاج التفصيل فا مثلا في الاية الكريمة: " يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذبنك انك كنت من الخاطئين" فان كلمة استغفري للمؤنث وليس للمذكر وواضح من صياغ الكلام ان المخاطب بها هو امرأة العزيز.

وايضا في قوله تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" فان الاياتان لا تتناقضان مع بعضها لان المعنى من يعمل من مثقال ذره من خير خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره من شر شرا يره.

 

 وللتدبر في بعض الايات التي تتكلم عن لقاء الله فان المؤمن يوقن بان لقاء الله حق وان الكافر هو من ينكر ذلك. " "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ"

يقول تعالى في آخر سورة الكهف "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"

وكلمة " الرجاء" تعني قد يحصل الشي وقد لا يحصل وبذلك يكون معنى الاية فمن كان يرجو لقاء ربه  اي لقاء يسعد به ويفرح به فليعمل صالحا.

نعود للايه السابقة " قال الذين يظنون انهم ملقوا ربهم " اي لقاء يسعدوا به ويفرحوا لانهم عملوا صالحا لكنهم لا يدرون اذا كان المولى عز وجل سيقبل منهم ام لا. مثل الطالب المجتهد بعد خروجه من الامتحان وحينما تساله كيف عملت سيقول لك ان شاء الله تمام وهو لا زال عنده شك انه فاته شي 

 

تكلمت باسهاب عن هذه الاية في الفيديو التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=qO1ugTNQFYc&t=655s

اجمالي القراءات 3338

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-07-24
مقالات منشورة : 22
اجمالي القراءات : 108,442
تعليقات له : 21
تعليقات عليه : 26
بلد الميلاد : ٍSaudi Arabia
بلد الاقامة : USA