كيف يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي :
كيف يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أسامة قفيشة Ýí 2017-11-26


كيف يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

هي رؤية شخصية متسرعه و تصور شخصي لكيفية حل هذا الصراع المقيت و البغيض .

بعد أن فشلت كل محاولات جهود السلام من خلال المفاوضات بين الجانبين خلال 27 سنة , و لم يتحقق الهدف المنشود بل تفاقم الوضع و زادت الجراح و كثرة الآلام و أشتد الليل حلكة , و الصراع مستمرٌ على ما هو , فمن منطلق إيماني الحقيقي بالسلام و دعوتي له أكتب هذا المقال .

المفاوضات من أجل السلام من باب اقتسام الأرض و ترسيم الحدود و من باب ما سيكون لك و ما سيكون لي , و كل طرف يقول بأن هذا من حقه و هذا من ثوابته التي لا يمكنه التخلي عنها , و هذا يهدد أمنه و هذا لا يلبي مطالبه و هذا يريد السيطرة هنا و الآخر يريد السيطرة هناك لذا كان الفشل حاضراً .

فكل هذا لا أعتبره بأنه مدخلٌ حقيقي للسلام , بل هو في حقيقته نزاعٌ بين الأطراف لا يفضي للسلام بل يؤدي لمزيدٍ من الخلاف و التناحر ,

السلام لا يصنع داخل أروقة المؤتمرات و قاعات الاجتماعات , لا يمكن طرح السلام على طاولة التفاوض , فالسلام الحقيقي لا يتحقق إلا على أرض الواقع أي من خلال الإفراد و الشعب , فالشارع وحده هو الكفيل بصنع السلام الحقيقي و هو وحده الذي يحميه .

السلام ليس ضعفاً و لا انهزام , السلام قوة إيمان و قناعات و إرادة ذاتيه , السلام حق و ما دونه باطل فهو أقوى من أي سلاح , و السلام هو من فطرة الرحمن و تدعوه جميع الأديان .

في واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أرى بأن السلام لا يتحقق إلا من خلال أن تكف الأمم المتحدة يدها و توقف قراراتها الداعية للفصل و التفريق و التقطيع و التقسيم , و بأن تعتمد على الشارع و الجماهير , و تراهن عليهم فالرهان على الحكومات قد باء بالفشل ,

و حده الشارع و وحدها تلك الجماهير هي من تحسم الأمر و هي القادرة على تحقيق السلام , لأنها هي من تقرر و هي صاحبة الكلمة , فيجب على مجلس الأمن أن يشكل لجنه دولية ترعى و تشرف على هذا الحراك الجماهيري ,

في البداية علينا من فهم الشارع و دراسة تطلعاته , حيث ينقسم الشارعان إلى من يؤمن بالسلام و يعمل من أجله , و قسمٌ يعمل على زعزعته لعدم إيمانه بنوايا الآخر , و قسمٌ مغلبٌ على أمره يسير مع ما تؤول إليه الأوضاع و لا يأبه بشيء , و تتفاوت تلك النسب صعودا و هبوطاً حسب الظروف و الأحوال , فيجب في البداية حسن اختيار الوقت .

مهمة هذه اللجنة الدولية هو التخطيط لهذا البرنامج بوضع البيانات و الدراسات الكاملة كي يحقق هذا الحراك أهدافه و أن تكون هي الجهة الممولة لهذا الحراك و ذلك من خلال تشكيل صندوق دولي خاص للحراك الشعبي من أجل السلام ,  

يجب إصدار قرارٍ ملزم بحق الطرفان ( الفلسطيني و الإسرائيلي ) على أن تعمل تلك اللجنة بحرية تامة داخل جميع المدن الفلسطينية و الإسرائيلية دون أي رقابة , و أن توفر لها الحماية الأمنية اللازمة ,

تبدأ هذه اللجنة بوضع الخطط اللازمة و التحركات الشعبية السلمية التي تنادي بإحلال السلام , و تبدأ بترويج أفكارها من خلال حملات التوعية و الإعلام و الدعاية لتلك الحملة في كل النواحي و على كل الأصعدة , ترفع شعاراً يمثل كلا الجانبان , و يبدأ الإعلان عن أهدافها و سعيها من اجل غدٍ أفضل للجميع .

في بداية الأمر يكون انطلاق هذا الحراك الشعبي بشكلٍ منفصل و متزامن , فينطلق في المدن الفلسطينية لوحدها , و في المدن الإسرائيلية لوحده , ثم يتطور لاحقاً بأن يكون حراكاً مشتركاً في مناطق التماس أي خارج المدن الفلسطينية و خارج المدن الإسرائيلية , ثم يتطور لاحقاً كي يصبح حراكاً مشتركاً داخل المدن جميعها على حدٍ سواء ,

هذا الحراك لابد له من النجاح إن تمت دراسته جيداً و تم وضع الخطط له بالشكل المطلوب , قد يستمر هذا الحراك الشعبي من أجل السلام في تقديري لمدة عام على أبعد تقدير , ثم بعدها يتم الاعتصام الجماهيري الحاشد لإلزام الحكومتان على قبول مطالبهم التي يضعها نشطاء و قادة هذا الحراك من كلا الطرفان دون تدخلات خارجية ,

ثم يصدر مجلس الأمن قراراً ملزماً و فوري لكلا الطرفان بالخضوع لمطالب الجماهير دون قيد أو شرط , ثم تقوم تلك اللجنة بالإشراف على تنفيذ و تطبيق تلك المطالب .

هذا الحراك الشعبي من أجل السلام يجب أن ينطلق من منطلق السلام العادل و المساواة و حرية الإنسان و حفظ حقوقه و أمنه , مع التركيز على تلك المبادئ خلال الحملة الإعلانية التي سيطلقها و يدعو لها و من أهم تلك المبادئ :

* إن كنت تريد السلام فهذا يعني حرصك على سلامة الطرف الآخر .

* إن كنت تريد السلام فعليك تقبل الآخر .

* إن كنت تريد السلام عليك أن تعيش بسلام مع الطرف الآخر .

* الوطن للجميع و الكل عليه واجب الدفاع عنه .

* كل من يعيش على أرض هذا الوطن فهو مواطن ولا يوجد فرق بين مواطن و آخر .

في الختام لسنا بحاجة إلى جهد كبير لصناعة السلام , كل ما نحتاجه هو الإرادة الحقيقية .

 

اتركوني أحلم 

اجمالي القراءات 9020

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87573]

من حقك أن تحلم . هذا حق مشروع من حقوق الانسان ..ولكن ..


هى يوتوبيا .. 

الواقع هو صراع على الأرض . وهذا الصراع على الأرض أساس البلاء ، بين الأخوة فى الميراث ، وبين الجيران ، وبين العائلات ، ويتدرج الى صراع على الحدود بين دولتين الى صراع اقليمى ودولى . وفى كل وقت وفى كل جيل وفى كل قرن يموت المتصارعون حول التراب ليصبحوا ترابا . الأخ يتصارع مع أخيه على الميراث فى قطعة أرض ثم يموت ويصبح ترابا ويأتى أبناؤه يتصارعون بعد دفن أبيهم بدقائق حول نفس التراب . 

على أرض فلسطين تعاقب حكام ودول وامبراطوريات ،،أين هم الآن ؟ 

سبحان من يرث الأرض ومن عليها. .

السلام مرتبط بالاسلام الحقيقى ، والأمن مرتبط بالآيمان الحقيقى . وحُطام الدنيا ــ وفى مقدمته تراب الأرض ـ هو الاله الذى يعبده البشر ويتقاتلون حوله ثم يغيبون فيه بموتهم ، ولا هم يتوبون ولا هم يتذكرون . 

2   تعليق بواسطة   أسامة قفيشة     في   الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87575]

صدقت د . منصور


كان وصفاً دقيقاً على وجهيه , وجه الحلم بالمدينة الفاضلة الجميلة ,



و وجه الواقع المرير الذي لا يمكن التخلص منه و الكل يمارس الاحتكار فيه , فكان هناك طرفٌ قد ملك كل شيء و طرفٌ لا يملك أي شيء ,



حقاً و صدقاً هي يوتوبيا . 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,548,771
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين