الرقص سلوك بشري لا غنى عنه، موجود منذ الأزل ومسجل على النقوش والجدران منذ آلاف السنين، ومرتبط بالموسيقى والغناء بشكل مباشر، اللي بدورهم مستمدين من الطبيعة، يعني أي حد يقول الرقص حرام فهو يحرم الغناء والموسيقى أيضا رغم كونهم سلوك بشري يفعله الإنسان بالفطرة.
الطفل لو غنيت له أو هزيته بينام ويستمتع، الرقص يعني تفاعل الإنسان مع الكون والمجتمع واستجابته للمؤثر الخارجي، البشر بدون غناء ورقص يعيشون عيشة الحيوان متبلدين لا يستجيبون ، ولو لم تمارس هذه الأمور يكفيك سماعها ورؤيتها كي تشبع غريزتك في الداخل، لكن ممارستها أفضل
يمكن اعتبار الرقص أداة تواصل اجتماعي، فالراقص الجيد هو متواصل جيد مع المجتمع، والمعنى إن قدرته على الاستجابة والشعور بالآخرين أعلى، وهذا معنى أن تحريم الرقص ومنعه مسبب أصيل للبلادة وفقدان الشعور بالآخرين..بل وفقدان القدرة على الاستجابة بأي شكل مما يعني أن مشكلة صغيرة قد تستفحل وتقضي على مجتمع غير راقص.
تحريم هذه الأمور هو تحريم للفطرة بالأساس، وكراهية للحياة وذم لكل صورها المرتبطة بالحضارة، وتقريبا كل الشعوب ترقص حتى أكثرهم تشددا..هذا شئ مرتبط بوجودهم في الحياة ويتنوع حسب ثقافة المكان.. وربما الطبيعة الجسمية، ولمن لا يعلم ففي الهند وسيريلانكا أنواع كثيرة من الرقص بخلفية (دينية) وأساطير قديمة منها رقص الإله.."شيفا"..الشهير، ورقصات متنوعة ك.."أوديكي- نياندي- بانثرو"..وغيرها، حتى يمكن القول أن الرقص شئ أصيل في شبه القارة الهندية وجوانبه عديدة من الدين للمجتمع للثقافة وربما السياسة.
أنواع الرقص كثيرة منها الفردي ومنها الجماعي، منها التعبيري ومنها القصصي ومنها التفاعلي ومنها (الجنسي) نعم يوجد رقص جنسي مشهور عند بعض الشعوب، في الخليج مثلا توجد رقصة (المعلايا) وفي أمريكا اللاتينية وأفريقيا وشرق آسيا توجد رقصة (بيريو) Perreo والبيريو هذه فظيعة، لو رقصها عربي لسجن بملف آداب ، رغم أن شعوب أمريكا اللاتينية كلها ترقصها في الشوارع والمدارس وحفلات الزفاف.
حتى الرقص الشرقي في مصر يمكن تصنيفه عند بعض الشعوب بالجنسي كونه يعتمد على الإثارة الجسمية ، ولا يمكن تصنيفه بالتفاعلي فحتى من نصفهم أكابر الرقص الشرقي لا يتفاعلون مع الموسيقى في الغالب أكثر من الأداء الحركي المتزن والمتناغم مع الإيقاع وليس اللحن، هذا بخلاف رقصة.."الهولاهوب"..ففيها جانب تفاعلي كبير مع الموسيقى الشرقية..رغم جذورها الآسيوية برقصة الهولا Hula Dance
ليس كل الرقص جنسي، توجد أنواع أكثر محافظة لكن محتفظة بجانبها التعبيري والتفاعلي كالتي نراها في الأفلام الكلاسيك العربية القديمة ..والتي اختفت تقريبا الآن بفضل الانحطاط ، قديما كانوا يرقصون بالتفاعل مع الموسيقى ذكر وأنثى بهدف إيصال أكبر قدر من المشاعر والإحساس بالمُكوّن الخارجي، وأنواعه ما بين السريع والبطئ والمتوسط، لكن كله يهدف لشئ واحد وهو (التفاعل) والشعور بالرومانسية.
كذلك يوجد رقص التصميم أو الرسم .."الكوريغرافيا".. Choreography ويعني رسم وتصميم حروف وأشكال بالمجاميع، أي هي نوع من الرقص الجماعي التعبيري، حتى عروض الأزياء رغم خلوها من الحركة المعتادة للراقصين لكن يمكن تصنيفها كرقص تعبيري للزي ومحاولة إخراجه بأفضل شكل يتناغم مع البيئة، نفس الحال لرقص المياه والجليد..حتى الباليه..إنما الأخير يتميز بجانبه القصصي التعبيري ، ويمكن أدائه فرديا وجماعيا بشكل مذهل، ولمحاكاة هذا الرقص جوانب عديدة ثقافية أصبحت له شعبية.
يمكن اختصار الرقص أنه (حس تذوق موسيقي) يعني الراقص الجيد يعني متفاعل جيد مع اللحن والإيقاع، وهو وسيلة عند البعض لتحسين حالتهم النفسية والعضوية أيضا، فالرقص مفيد للصحة والعضلات والعظام، ويساعد على حرق الدهون وتنشيط الدورة الدموية كما ينبغي، كما أنه يرفع مستوى المناعة إذا ما صاحبه نظام غذائي سليم، ولكي يصل الراقص لمستوى جيد عليه تعلم أساليب الرقص من السابقين ثم أداءه بطريقته الخاصة..وهذا يعني أن الرقص حركة نسبية تختلف من شخص لآخر وتعبر عن مكنونه الداخلي وكيفية تفاعله مع الخارج.
اجمالي القراءات
7871