أخي وشيخي وحبيبي أستاذي الدكتور أحمد صبحي منصور
تحية من عند الله مباركة وسلام من الله عليك ورحمته وبركاته وبعد،،،
تعلم استاذي كم أجلك وأحترمك ، ونعترف لك بالفضل علينا فأنت من حرك الماء الآسن بعد أن تعفن وذكمت رائحته الأنوف من أفعال قومنا واعتقاداتهم في أسوأ عهود الانحطاط الذي مر بالمسلمين عبر تاريخهم الطويل ، جاء الأمام المجدد محمد عبده والذي لم تسعفه وسائل عصره في مواصلة النهضة الدينية التي بدأها وخفت صوته بين أصوات الصوفية العالية بترانيمهم واهتزاز خصورهم على أصوات دفوفهم الصاخبة حتى ابتلانا الله بمن أدعى العودة للسلف الصالح فانتهى صوته تماما بين أصوات مدافعهم وحشرجة ضحاياهم حين استلوا مداهم وأرسلوها في رحلة على رقاب الضحايا ، وصراخ الثكالى والأيتام والمكلومين.
فعرفناك أنت بدعوتك العودة لكتاب الله كمصدر وحيد وتحليت بالشجاعة النادرة التي خاف أن يتحلى بها الآخرين فكان لك السبق والريادة ، تحملت غيابات الجب والسجون ، والفصل والتشريد ، والطرد والتغريب ، حاربوك في لقمة العيش ، فكل صرخة جوع من طفلك تناديك وتستحلفك بالله أن تكف وترجع ، ولكن ايمانك بقضيتك والتزامك تجاه ربك ، فحملت لواء التجديد وعقدت العزم وتوكلت على الله ، مؤمنا بقوله تعالى " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ".
ولكن استاذي هذا لايعني أبدا ، أن كلامكم يأخذ منه ولايرد فالعصمة لله وحده ، وأنت بشر تخطئ وتصيب ، وهذا هو ايمانك الذي لا يتزعزع وطريقك الذي لا تحيد عنه ، لذلك قلت لنا في رسالتك التاسعة بالحرف الواحد (وليكن معلوما أننى أحتاج منكم للنقد ـ ولست أريد مدحا على الاطلاق. المدح يؤذينى و يمهد الطريق لاتهامات لى أنا فى غنى عنها. أستحلفكم بالله أن تقصروا تعليقاتكم على النقد و الاضافة المفيدة فى الموضوع ، أنا أعلم بما فى نفسى من نقص ـ وأريد منكم إخبارى بالمزيد من أخطائى و سقطاتى لأصلحها ، فسيأتينى الموت بغتة ـ وهو دائما يأتى بغتة ـ و لا اريد أن أندم حيث لا ينفع الندم.) وأنا أعلم مقدار الصدق في هذه الكلمات التي أبكتني ، وتبكيني كلما قرأتها ، فنحن جميعا نسبح في بحر لجي لايعرف أحدنا ميعاد فتح فم الحوت ليلقمه في بطنه (عفوا القبر) فالوقت جد قصير ، ولايدري أحدنا مايفعل به ان حبس كلمة حق كان لزاما عليه أن يقولها ، أو ان لم يلقِ لها بالا عند سماعها فكان واجبا علينا النصيحة ولزاما عليكم القبول.
أخي الحبيب ، طالعتنا مقالتك عن الشيخ الشعراوي ، ورغم علمي باختلاف الشعراوي معنا في المنهج ، وبنزعته الصوفية كأستاذه عبد الحليم محمود ، فكان قبوريا يعتقد بمن في القبور ، كما أنه أخذ بالحديث وأكثر من ذلك ووجدنا تفسيره للقرآن محاولة للتوفيق بين النصوص المختلفة ،فأضطر لإستخدام جميع قواعد الفلسفة وقوالب المنطق ، فخرج تفسيره في كثير من الأحيان عن المألوف وأضحى أمام المتخصصين مسخا ، ولكن الرجل يمنطقيته العالية والمرتبطة بشخصيته الكارزمية الصارخة استطاع أن يأسر ألباب وعقول وقلوب المسلمين فس الكثير من البلدان لاسيما مصر ، كما أنه كان حادا في طبيعته مع مخالفيه ، لاذعا في نقدهم قاسيا في أحكامه عليهم ، كما حدث مع سيادتكم.
ولكن نذكر للرجل مكرمتين أولهما أنه حاول أن يجدد مثلكم ولكنه لم يتخلص من أسر النص والحديث المنسوبين للرسول فأراد أن يطوعهما بدلا من أن ينكرهما ، وثانيهما تفاعله مع الأحداث الجسام في بلده والمنطقة العربية والاسلامية حتى آخر يوم في حياته حتى أنه ترك فراش الموت قبل سويعات من رحيله ليقدم واجب العزاء في الطفلة الضحية وشقيقها الرضيع وأمهما تلك الجريمة الشنعاء التي حدثت في ضاحية مدينة نصر بغرض السرقة وقدم خطبة عصماء في الرجوع لدين الله.
ثم أن أخطاءه العلمية والمنهجية قد يعرفها المتخصصين ولكن تخفى على العامة ، وأرى أنه قد جانبكم الصواب في إعادة عرض محاكمته وكان الأولى بفضيلتكم محاكمة أفكارة وعقائدة الواحدة تلوا الأخرى لإبراز الصحيح منها وترك الغث الرديء وأعلم أنكم الأقدر على فعل ذلك ، ثم أنكم شيخ كبير وعالم جليل في الدين تخصصكم جعلكم الله لنا مرشدا لطريق الهداية والفلاح ، ولكن استاذي أرى أنه ينقصكم الحنكة السياسية والمواءمات الفرضية ، والتي ليست من ضروريات رجل الدين ، والتي قد يكون له منها نصيب رجل قانون مثلي ، فكتابة هذه المقالة في هذا الوقت وعرضها يضر أكثر مما ينفع ، فالكثير ممن يدخلون على الموقع أو المؤلفة قلوبهم النافضين لغبار المرويات عن عقولهم مازالوا مفتونين بالرجل ، ونحن الأسهم التي تشير لهم على الطريق ، فما كان لنا أن نتعرض للرجل على هذا النحو وكان كافيا أن نتعرض لأفكارة وعقائده دون التعرض لذمته المالية وتصرفاته الخاصة.
استاذي ومعلمي صدمني قولكم (والتى تتهم الشيخ الشعراوى بالشذوذ الجنسى. عندها حدث ما توقعت. دخل الحديث فجاة فى أحوال الطقس وأخبار العيال ، والدنيا ربيع والجو بديع و سلم لم لى على كل البتاتيع وقفل لى على كل المواضيع.) فأنتم أهل اللغة ولديكم مفاتيحها ، ورغم عدم اتهامك الصريح للشعراوي بالشذوذ ، يحمل كلامكم على معنى الإدانة أكثر من حمله على معنى البراءة ، وكنت أربأ بكم استاذي أن تسقط هذه السقطة التي أول من أثارها ابراهيم سعدة في الاخبار عارضا رسالة زوجة ارهابي واشار إلي الشعراوي دون ذكر أسمه وقد تلقف العديد من مواقع الأقباط القصة وأضافوا إليها الاسماء والحوادث ، فمن قال أن الشعراوي لاط بشابين أمام الحاضرين شخص مجهول نسبوا له أسم أحمد أباظة ، والأباظيه عائلة معروفة في مصر فكيف يكون مجهول من يحمل هذا الأسم ولايمكن الاستدلال عليه ، ثم أن الرجل لم يواجه في حياته بالاتهام ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه ، والقاعدة القانونية الاصولية أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، فهل سمعت شيخي واستاذي عن إدانة بالشائعات لدى المتخصصين من رجال الدين والقانون ، رحم الله بن الغرس في كتابة درأ الحدود بالشبهات ، اكتشف شبهة في حالة التلبس تدرأ الحد فما بالك استاذي بالشائعات؟
وأخيرا استاذي ومعلمي أنا أعرف كم كان سكين الشعراوي وغيره ممن يؤمنون بالمرويات والخزعبلات الصوفية حامية عليكم ، ولكن أخي أربأ بك أن تعاملهم بمثل ما عاملوك وهم الآن بين يدي الله في انتظار الحساب بعد انقطاع العمل ، ولاتتركنا شغوفين ملهوفين كثيرا على آخر أبحاثك لتعلمنا ، وأرجوك سامحني ان كنت قد اسأت أدبي عن جهل وقلة معرفة لا عن قصد وتبيت نية حاشا لله " خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين "
أخوك وتلميذك / شريف هادي
بشرى: تعرفت على صديق جديد من ليبيا الشقيقة ، وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث ، فوجئت به يقول لي أنا قرآني ، وسألته كيف؟ قال أطلع على موقع أهل القرآن وأقرأ لصاحبه أحمد منصور ومجموعة كبيرة من الكتاب وأخذ يعدد لي أسماء الكتاب ، لإاظنه لم ينسى أحدا حتى كاتب هذه السطور ، فأردت أن أنقل لكم القصة حتى تفرحوا وتطمئن قلوبكم ، ثم تعرفوا حجم المسئولية الملاقاه على عاتق الجميع
اجمالي القراءات
14896