أسامة قفيشة Ýí 2017-05-05
عنجهية الإيمان بالرسل
سنتطرق في هذا المقال للنظر كيف تحول الإيمان بالرسل من عنصر مهم و ركنٌ أساس من أركان الإيمان بالله جل وعلا من أجل معرفته إلى عنجهية و تبعية عمياء , و تكابر و تفاخر و تفاضل بين الأمم , و كيف انتسبت كل أمه إلى رسولها و اختزلت نفسها فيه .
بداية ً أود من تكرار شرح معاني الألفاظ و المراد بها قبل البدء ,
الرسول : تعني الشخص الذي يحمل الرسالة , و هذا الرسول ليس له من أمره سوى إيصال تلك الرسالة دون زيادة أو نقصان , لذا يتحتم على حامل الرسالة أن يكون في منتهى الأمانة , حينها ينطبق عليه وصف الرسول في تأديته لتلك الرسالة , و لا يقتضي فعله و كلامه خارج فحوى الرسالة بأنه جزءً لا يتجزأ منها و إن وافقها , كما و يطلق مصطلح الرسول على الكتاب المرسل من عند الله جل وعلا .
الرسالة : هي فحوى و غاية ما حمله الرسول للمرسل إليه من قولٍ و بيان , و آيات الله جل و علا على لسان رسله هو رسالته للناس , و جميع رسالاته هي بيّنات و تبيان للناس .
النبي : هو الشخص المكلف بتبليغ رسالة الله جل و علا للناس بذاته و شخصه من أجل الدعوة لمعرفة الخالق بالتبشير و الإنذار هدايه للناس , أو الشخص المكلف بالاستمرار في تبليغ نفس الرسالة التي أرسلها الله جل وعلا من قبل , و يكون هذا النبي على تواصلٍ مع الوحي الإرشادي من الله جل وعلا , و هذا الوحي الإرشادي يكون خاصاً و خالصاً و موجهاً له فقط دون غيره .
ماذا يعني ( الإيمان بالرسل ) :
نلاحظ في الكتاب الحكيم قوله ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) 285 البقرة ,
هنا نلاحظ بأن الرسول بحد ذاته متساوي مع كل المؤمنين بمتطلبات الإيمان بالسمع و الطاعة أي الالتزام بفحوى الكتاب المنزل ( بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) و بطاعة كلام الله جل وعلا بالعمل بمقتضاها طلباً للمغفرة , مع النهي عن أي تفرقة بين جميع الرسل و لو بالشيء اليسير ,
هذا الإيمان يتطلب السمع و الطاعة أي قولاً و فعلاً , و هو محصورٌ و عائدٌ على الرسالة التي أرسلها الله جل وعلا دون زيادة بحرف ( بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) .
ماذا تعني التفرقة بين الرسل :
بداية يجب القول بأنه كل من يفرق بين الرسل هو بطبيعة الحال غير مؤمن , لأن شرط الإيمان بهم هو عدم التفريق , و يتراوح التفريق بين الرسل ما بين الشرك و الكفر ,
و عناصر التفرقة هي :
1 - المعاداة :
( مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ) 98 البقرة , و معاداة الرسل هي محاربتهم و إيذائهم , كما تتمثل تلك المعاداة بالكذب على لسانهم و الطعن فيهم و التقول عليهم .
2 - الإيمان بالبعض و الكفر بالبعض الآخر :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ) 150 النساء , فالإيمان بالرسل هو كوحدة كاملة لا تقبل التقسيم لأن الرسالة واحده و القول واحد و المرسل واحد .
3 - التمييز و التفضيل بينهم :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) 30 التوبة ,
و قال المسلمون ما قالوا بعد رسول الله و توقفِ الوحي , فميزوا و فضلوا و رفعوا رسولهم فوق كل شيء و فوق الرسل جميعا , و أصبح قولهم فيه عليه السلام يضاهي ما قالته اليهود و النصارى من قبل و ربما أكثر , قاتلهم الله أنى يؤفكون .
و يجب هنا التنويه لقوله جل وعلا ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) هذا التفضيل هو تفضيلٌ إلهي لا علاقة للبشر به , فالفضل كله بيد الله جل وعلا و هو ذو الفضل العظيم , و هذا التفضيل الإلهي قد يتمثل بكلام الله جل وعلا مع موسى عليه السلام , و قد يكون بالعلم ككتاب الزبور , و هناك الكثير من أنواع الفضل لا مجال من سردها في هذا المقال , فلا علاقة للبشر على الإطلاق بهذا التفضيل الذي فضل به الله جل و علا بعض الرسل , و مرجع هذا التفضيل لحكمة الله جل وعلا و علمه .
فها نحن اليوم نشاهد بعيننا بعد أن نهى الله جل وعلا الجميع من التفرقة بين الرسول و وجوب الإيمان بهم جميعا و كيف تحول هذا الإيمان بهم من بعدهم إلى عنجهية و تبعية و تحيز , فانحازت كل أمة لرسولها تفرق بينه و بين باقي الرسل , فكلهم أمسى بين مشركٍ و كافر ,
و أختم بقول المولى جل وعلا (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) 19 الحديد ,
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) 152 النساء ,
اللهم اجعلنا ممن آمن بهم دون تفريق .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
جبريل والملائكة: تضاد في القرا ن I found this on one of the sites...
الطب النبوى: شكرا على برنام ج فضح السلف ية ـ ولكن نريد ان...
وسوسة: أوري د الإست فسار عن هذه الأية الكري مة ...
الحديث القدسى: هل ممكن ان تعطين ا فكرة عن الاحا ديث ...
كيف اتصرف مع أبى ؟: ابى تجاوز السبع ين ، عانلن ا طول حياتن ا ...
more