سامح عسكر Ýí 2017-04-27
الحسنة الوحيدة في حرب اليمن أن السعودي اكتسب معنى (الوطنية)
حتى التسعينات كان السعودي يرى الوطنية (كفر بالله) وأن القتال من أجل الوطن ليس من الإسلام نزولا لثقافة الأجداد التي ترى الهوية بالانتماء وليست بالجغرافيا، يعني المسلم الياباني كان أقرب للسعودي النجدي من أخيه في الحجار أو الأحساء، والمعيار الأول للفرز كان العقيدة..
كانت هذه الخلفية السبب في نشأة الجماعات الإرهابية وحشد المقاتلين الأجانب في سوريا وأفغانستان..كان السعوديون هم الأكثر عددا وتمويلا في تلك الجماعات باعتبار أن الهوية بالانتماء وليست بالجنسية.
إقرأ معي فتاوى شيوخ السعودية والسلفية في الوطن..
قال ابن عثيمين:.." القتال من أجل الوطن جاهلية، يجب أن نقاتل من أجل الإسلام"..وقال أيضا.."الهداية بالإسلام ليست بالقومية أو الوطنية"..وقال أيضا.."نحن إذا قاتلنا من أجل الوطن لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر"..
ابن تيمية: .."كل أرض سكانها مؤمنون فهي أرض إسلام، وكل أرض سكانها من الكفار فهي أرض للكفر"...وقال أيضا.." الرباط بالثغور أفضل من مجاورة مكة والمدينة"..
ابن باز: كلّ مسلم يعبد الله وينقاد لشريعته أخونا وحبيبنا، سواء كان في المشرق أو المغرب، وسواء كان عربيًّا أو عجميًّا، وسواء تجنس بالجنسية الرسمية أم لم يتجنس بها (لاحظ الجنسية)
كل هذه أفكار شكلت كينونة الجهاد العالمي في العصر الحديث..
الآن انقلبت السعودية على هذه الفتاوى ولم يعد لها وجود في القاموس، وظهور حراك فكري قومي سعودي يكثر من معنى الحدود، لاحظ تكرارهم مقولة (الحد الجنوبي) في إشارة إلى اليمن، هذا تطور سيكولوجي لأن هذا الحد كان وهمي في خطوط السلفيين الفكرية، وكانوا يرون اليمن جزء من العقيدة الوهابية في زمن الشيخ مقبل الوادعي ومدرسته الشهيرة بأهل الحديث في دماج.
يوجد حديث قديم مشهور .."حب الوطن من الإيمان"..ولأنه يتصادم مع عقائد السلفيين ضعّفوه، بل منهم حكم عليه بالوضع، والسبب أنه يقرر معنى الوطنية بمفهومه الحديث الذي يؤمن بالجنسية والقانون والسيادة والحدود الجغرافية...إلخ..كل هذه أشياء كانت مانع في الفكر الجهادي وعقبة في حشد المقاتلين أو الدهماء لأغراض سياسية كما فعلوا في سوريا مثلا، فهم في سوريا أحيوا المعنى القديم الذي أشاعه ابن تيمية وابن عثيمين في القتال الذي يجب أن يكون للعقيدة ولا دور للجغرافيا والجنسية والوطنية فيه.
أخيرا: أؤمن أن هناك رابط لا زال موجود بين العقيدة والوطن في ذهن السلفي والسعودي بشكل عام، فهم لم يصلوا بعد لمرحلة يفصلوا فيها –بشكل كلي- بين الأيدلوجيا والجنسية، بيد أن كل مسلم موالي لهم في الخارج هو داخل في إطار الجنسية السعودية..فالسوداني في اليمن هو سعودي مسلم يدخل في إطار الفرقة الناجية، والسوري المعارض كذلك والعراقي..إلخ..ومن هذا الشعور يجمعون التبرعات وينفقون الرشاوى لحمايتهم، لكن حرب اليمن أعادت إحياء قضيتي النسب والعرق التي تشكل العمود الفقري للدولة القومية..وأعادت إحياء مفهوم (الحدود والدفاع عن الوطن) الذي يشكل العمود الفقري للدولة الوطنية..
شئ أقرب لانتعاشة فكرية وعودة للأمام بمفاهيم الحداثة
هذه أول حرب في الواقع يخوضها السعوديون مباشرة بأنفسهم دون ظهير أمريكي بريطاني كالذي حدث معهم في حرب الجمهورية اليمنية في الستينات، وكثرة وتوالي هذا النوع من الحروب يضيق دائرة الانتماء في ذهن السعودي إلى أن تصل لأضيق حالاتها داخل الحدود المعترف بها في سايكس بيكو..
دعوة للتبرع
واسع: هل ( واسع ) من أسماء الله الحسن ى ؟ ...
قتل البهود: لا ادري هل هو حديث نبوي ام جاء في القرا ن , هل...
قلنا هذا كثيرا ..!: السل ام عليكم لو سمحت ما هو مجمل ما يجب علي...
سؤالان : السؤ ال الأول : . .ما معنى الفطو ر ؟ لأن...
مسألة ميراث: والدي مات وكان فقير وترك 3 ولاد وامنا متوفي ة ....
more
كالعادة أعطوا الحرب صبغة دينية لاستقطاب الجهلة و الغوغاء و لكسب الدعم و تحريض المسلمين على تأجيج الصراع, فشكّلوا حلفا لا لكي يحارب الكيان الصهيوني المتسلط المحتلّ الذي يفتك بأبناء الشعب الفلسطيني, بل لكي يسفكوا دماء أخوانهم في الدين و جيرانهم, وعندما شهد العالم مدى وحشية جرائمهم بحق الشعب اليمني و فشلت حملتهم " الكرنفالية " على اليمن, أرادوا التغطية على فضيحتهم بإلقاء اللوم على ايران, فذهبوا ليتحالفوا علنا مع اسرائيل دون أي التفات لمشاعر المسلمين المعادون لهذا الكيان الباطل قلبا و قالبا, و بما أن الغباء هو ما يميز السياسة السعودية تجاه الاخرين اعتقدت أن التحالف مع الكيان الصهيوني سيعزّز من دورها الإقليمي بعد خسارتها لليمن ومصر والعديد من الدول العربية, والمشكلة أن السعوديون يصرّون على الغباء بأي ثمن وباتوا يكررون نفس أساليبهم الغبية في التعامل مع كل مشكلاتهم , فاعتقدوا أن التصعيد ضد ايران سيقلل من نفوذها و أن إيران ستكون أبرز الخاسرين من هذا التحالف، ولكن على العكس تماماً، يعكس هذا التحالف صوابيّة الموقف الإيراني الداعم للقضيّة الفلسطينية و أدى هذا بالعرب الى اعادة النظر في نظرتهم حول ايران، الأمر الذي سيعيد الكثير ممن تلوّثت أفواههم بالخطابات المذهبيّة الحمقاء, لقد صدق ترامب عندما قال أن الدول العربية لا ترى إسرائيل عدوًا بل حليفا مخلصا, و الواقع يؤكد صحة هذا القول أن ليس هناك من يدير هذا الصراع إلا قوى الاحتلال وهي من تستخدمه وترعاه بالشكل الذي لا يشوش على المشروع الكبير الذي يتضح في التحالف الإسرائيلي السعودي وبقية الدول المذكورة, فلا رابح من هذا العار سوى الكيان الصهيوني الذي يصرف الأنظار عن أفعاله في الشرق الأوسط وفي فلسطين و سوريا, و يضحك على العالم الاسلامي فحوّل الصراع العربي – الاسرائيلي الى صراع عربي – عربي , أما الدول العربية المرتزقة التي شاركت في العدوان فلا هي خرجت من الحرب بنصر يحفظ لهم ماء الوجه, ولا أنجزوا أي شيء يستحق الذكر.