ما أجمل أن يتذكر المفكر متألما قول الحق جل و علا : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
في خضم تسارع الاختراعات في مجال الاتصالات بحيث أصبحت عملية نشر الأفكار سهلة و ميسرة و سريعة بفضل شبكة الانترنت و تطبيقات الهاتف الذكي و برامج التواصل الاجتماعي تنزاح القيود المفروضة على المفكر و يجد نفسه في فضاء فسيح ينشر أفكاره و أبحاثه مستعينا بالله جل و علا فهو المستعان وحده .
سادت لقرون طويلة أفكار ماضوية تأسست لتثبيت مصالح سياسية و مذهبية أسست لظلم عظيم و مازال !! ظلم لرب العزة جل و علا و لانبيائه عليهم السلام و طال الظلم لآخر الكتب السماوية تنزيلا القران الكريم .
و لأن الكتب البشرية هي من تأليف بشر و لأن من كتبها مهما علا شأنه و حوى عقله و أمتلك عبقرية – زمانه – فيبقى فكرا بشريا يساوي صفراً مع الكتاب الالهي و لأن مؤلفي تلك الكتب نصّبوا أنفسهم مشرعين لأحكام إلاهية كافرين بقول الحق جل و علا : ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) و ( كتابا فصلت آياته قرانا عربيا لقوم يعلمون ) و مع تطور الزمن و إنتشار أفق المعرفة و توفر وسائل النشر الحديثة و السريعة أصبح نقد تلك الكتب من السهولة بمكان لا سيما إذا ما أمتلك المفكر و الباحث أسس البحث و ملكة التدبر واضعا نصب عينه تقوى الله عز وجل و مستشرفا قوله سبحانه : ( و لقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر ) ! .
في خضم كل هذا الإنتشار الواسع و السريع لتلك الوسائل حدثت تغيرات واسعة على الأرض راح و يروح ضحيتها أعداد هائلة من البشر بسبب ما يوجد بتلك المؤلفات في إعادة لتاريخ دموي بشع مرت فترة زاهية في التاريخ الحديث رفضته و تجاوزته فتقدمت تلك الدول و راحت تطلق العنان لعقول مواطنيها فكانت تلك الاختراعات في شئ المجالات بدأ من إكتشاف الآلة البخارية إلى اليوم و غدا و بعد الغد في تسارع و تنافس لتبسيط هذه الحياة ما عدا من يعيش بفكره في تلك الكتب البشرية التي ترفض التعايش و تكره الحياة و ترى في الذبح للآخر وسيلة لنيل الجنة و التمتع بما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر !! .
فارق هائل بين قول الحق جل و علا للناس : ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) و بين ما يوجد في تلك المؤلفات وكمثال ليس للحصر : ( لقد جئتكم بالذبح ) !! ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، و جعل رزقي تحت ظل رمحي و جعل الصغار و الذلة على من خالف أمري ) !!! .
و في خضم هذا الانتشار الواسع و السريع لتلك الوسائل ظهر من بعيد ضوء دافئ أضاء ظلمة واسعة متمسكا بالقران و كفى و مستعينا بالله جل و علا وحدة لا شريك له هو الناصر و المنتصر و هو المعين و المستعان فكان أهل القران موقعا جميلا بجمال من يكتب فيه مخلصا لله جل و علا لا يفرض رأيه على أحد يقول كلمته و يمضي و أنضم كتاب رائعون يجاهدون بالقران و كفى الأستاذ الرائع محمد صادق و الاستاذة الرائعة نهاد حداد و المخلصين المقاتلين بالكلمة الدكتور عثمان و أسامة قفيشة و خالد اللهيب و الشيخ أحمد من السنغال و قائمة رائعة طويلة – يسمحوا لي لعدم تذكرهم في هذه العجالة و أنا أكتب تعقيبا على الرد الراقي من الدكتور أحمد صبحي على ردي و تعقيبي لمقال تذكيري من مقالات الدكتور أحمد للأستاذة لطفية سعيد - .
أخيرا أقول و في خضم هذا الانتشار الواسع و السريع لتلك الوسائل ظهر فكرا آخر أتالم عندما اتابعه و اشاهده هو فكر نقد التراث ثم التوسع في النقد ثم الوصول لنقد القران الكريم ثم للحق جل و علا وصولا للإلحاد – نسأل الله السلامة – و من أسف أن ينتشر هذا الفكر في مصر و تونس و السعودية الآن !! و يا قلبي كم بك ما بك من آلام و أوجاع سببها تلك الأفكار التي ما كانت لتبقى و تبقى لتنتشر و تنتشر لتصبح دينا حقيقيا ينتشر لبقعة واسعة من الأرض لولا المصلحة السياسية و العلو في الأرض !!!! .
هنا يقف المفكر برهه و يتدبر قول الحق جل و علا : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) و يقف طويلا عند و الله جل و علا هو المستعان .
لذا لن نكل و لن نمل من جهادنا بالقران في موقعنا أهل القران و الله جل و علا هو المستعان .
اجمالي القراءات
7709
هذا بيتكم استاذ أسامة و بيت كل يبحث عن الأمان الفكري و الراحة النفسية و الإقبال على الحياة برؤية صافية نفية من أجل الحياة الأبدية .
لا يشرك مع الله جل و علا أحد و لا يقدس أحد إلا الله و كل حبه خالصا لله و كل تسبيحه لله و ذكره لله و دعائه لله و توجه لله جل و علا .
المستقبل الحقيقي هو ما بعد الموت و هذا البيت العامر بكتاباتكم و اجتهاداتكم و ابحاثكم سيبقى ليستمر و يستمر ليتطور ليصل من يبحث عن الحقيقة التي اراد اصحاب الأديان الأرضية إحتكارها و تمريرها على عقولنا و قلوبنا على أنها الطريق للجنة !!! يا حسرة يا استاذ اسامة يا حسرة و نحن نرى أهلنا و اصحابنا يدافعون و بقوة إذا ما بدات في الحديث عن القران و كفى !! دمت سالما و حفظكم الله جل و علا .