ترامب رئيسا لأمريكا .!
ترامب رئيسا لأمريكا .!
مقدمة :
1 ـ جاءنى هذا السؤال من ايران : ( سلام علیکم یا دکتر صبحی منصور. انتم جزء من شعب الامریکي . وانتم تعلمون شعب الامریکي ینتخب سید ترامب . وماهي رسالتکم الي سید ترامب ؟ . وایضا موعظتکم ؟ ) .
2 ـ ورددت عليه فى الفتاوى فى موقعنا ، والرد منشور ، وقلت فيه : ( لا أحد فى أمريكا فوق القانون . والرئيس الأمريكى هو رئيس للسلطة التنفيذية ، وليس رئيسا للشعب الأمريكى ، بل هو خادم للشعب الأمريكى . وليس مستبدا بل يحاسبه الكونجرس والاعلام ، وسبق للإعلام أن أقال الرئيس نيكسون وأخاف الرئيس كلينتون ، وقام بتحجيم أوباما. قدمنا نصائح الى جورج بوش الإبن نرجوه ألا يغزو العراق ، وقدمنا نصائح الى اوباما ألا يخضع للنفوذ السعودى واللوبى السعودى . ولم يسمع لنا هذا أو ذاك . وخسرت أمريكا فى غزو العراق ، ثم خسرت أمريكا فى العراق وسوريا وليبيا بسبب تحالفها مع الأسرة السعودية. دونالد ترامب رجل أعمال ونجم تليفزيزنى لامع فيما يسمى ( تليفزيون الواقع ). ليس محتاجا لمداهنة البليونيرات و ( وول ستريت ) ومنتظر منه أن لا يخضع لابتزاز جماعات المصالح التى تعتاد تمويل الحملات الانتخابية وتأخذ المقابل خضوعا لها . معظم ما أنفق على حملته الانتخابية من ماله الخاص ، وهذا ما أعلنه من البداية . لم يسبق له أن شغل منصبا حكوميا ،أى جاء من خارج النخبة السياسية التى تعيش فى أبراج عاجية بعيدا عن الشعب الأمريكى ، والتى تتعيش على فُتات الرأسمالية الأمريكية وتخضع لها . ترامب له علاقة مباشرة بالناس خلال عمله معهم فى شركاته من عمال البناء الى مختلف الدرجات الوظيفية ، ثم هو معبر عن الأغلبية البيضاء الخائفة من التغيير الديموجرافى ( كثرة الأقليات من السود واللاتينيين والآسيويين والعرب ، وكثرة المهاجرين ) والخائفة إقتصاديا من هروب الشركات الأمريكية ومصانعها الى آسيا حيث تستغل الاجور القليلة والضرائب القليلة لتنتج السلعة ( من السيارة الى المنسوجات والأجهزة الاليكترونية ) بتكلفة قليلة ثم تصدرها الى أمريكا فتكسب مليارات بينما تفلس الصناعات الأمريكية فى الداخل بسبب غلاء الأجور وكثرة الضرائب . الرجل الأبيض من الطبقة الوسطى يعانى هذا الخوف . وتكلم معه ترامب باللغة التى يفهما لذا فاز على هيلارى التى تمثل السياسة الفاسدة لأوباما فى الشرق الأوسط والعالم والتى جعلت دولا تستهين بأوباما وتتعمد إهانته عند إستقباله كما فعلت السعودية والصين.نصيحتى الى الرئيس الجديد ألا يرسل جيشا أمريكيا خارج الحدود ، وأن تكف أمريكا عن لعب دور الشرطى فى العالم ، وأن تركز على الحرب الفكرية فى مواجهة الارهاب ، وبدلا من الانفاق الهائل على مغامرات حربية فى الخارج يتوجه الانفاق الى : التنمية البشرية خصوصا الفقراء الأمريكيين وتعليم ابنائهم وحمايتهم من الادمان ، والى التنمية باستثمار الثروات الأمريكية من جليد ألاسكا الى صحراء نيفادا وأريزونا ، ومن المحيط الأطلنطى الى المحيط الهادى . ونتمنى أن يتسع قلبه للجميع وليس للعنصر الأبيض السكسونى فقط . )
3 ـ انتهى الرد ، ولكنه لم يعجب الكثيرين ، قال بعضهم : ( لم اتوقع منك الدفاع عن ترامب ، وهو المتعصب ضد المسلمين والأقليات . وهناك الآن مظاهرات ضده وخوف المسلمين من الترحيل وإشتداد نغمة الكراهية للمسلمين وأيضا تخوف اوربا منه . ) ( ترامب متعصب ضد المسلمين والمرأة والأقليات والمهاجرين ، وتثور ضده المظاهرات فى أمريكا ، والاتحاد الأوربى لا يستريح له ، وظهوره سيؤدى الى موجة عالية من التعصب يقودها اليمين المتطرف فى امريكا واوربا ، وهو منفلت فى لسانه لا يعرف الدبلوماسية ، وسريع الانفعال ، وربما يشعل حربا عالمية . ).
4 ـ أعطى رؤية قد تخطىء وقد تصيب لأنها تستشرف المستقبل القريب :
أولا :
أنا كنت ضد ترامب ، وقد صوتنا لهيلارى أنا وزوجتى وأولادى ، ليس حبا فى هيلارى ولكن رفضا لترامب طبقا لمقولة إختيار السىء بدلا من الأسوا . وكنا نتوقع فوزا ساحقا لهيلارى ، وسهرنا ليلة الانتخابات حتى قبيل الفجر وإعلان فوز ترامب الذى جاء صدمة وغمّا وكربا لنا جميعا .
بعدها جاء تحليل ما حدث كالآتى :
1 ـ العنصر الأبيض هو الأغلبية فى أمريكا وهو الذى يستحوذ على السلطة والثروة ، وهو الأكثر وعيا ، هو الذى إكتشف الامريكيتين وهو الذى أقام الولايات المتحدة وهو الذى جعلها أكبر قوة فى العالم . كانت الأغلبية الساحقة للعنصر الأبيض ، بدأ تغير سكانى ديموغرافى يظهر رويدا بهجرات الآسيويين من الصين الى الهند ، وهجرات من امريكا الوسطى وامريكا الجنوبية ( اللاتينين ) ثم العرب والمسلمين . فقد الرجل الأبيض أغلبيته الساحقة ، واصبح مجرد أغلبية فقط ، وجاء إنتخاب أوباما لطمة للرجل الأبيض ( الواسب )، كان ثورة إجتماعية تنذر بتحول سياسى بأن أبناء المهاجرين قادمون للتحكم فى أمريكا ، يعزز هذا زيادة عددهم بإزدياد معدلات الهجرة لأمريكا ، وظهر هذا فى المتسابقين من الحزب الجمهورى ( الذى يمثل الرجل الأبيض المحافظ : الواسب )؛ زوجة ترامب مهاجرة من اوربا الشرقية ، زوجة جيب بوش من المكسيك ، إثنان من أكبر منافسى ترامب فى الحزب أبواهما مهاجران من أمريكا اللاتينية ، بل إن منافس هيلارى نفسه ( بيرى ساندرز ) من أب بولندى مهاجر . هذا الحضور القوى للمهاجرين كان علامة خطر عزّزها الخطر الذى تمثله أقل أقلية مهاجرة فى أمريكا ، وهم العرب والمسلمون ، وقد إلتصقت بهم شبهة الارهاب منذ 11 سبتمبر وما تلاها من عمليات ارهابية داخل أمريكا . ثم ظهرت داعش ووحشيتها وقطعها الرءوس فأصبح الشك فى كل عربى وكل مسلم ، يشمل ليس فقط إنتماءه ( كأمريكى ) لوطنه أمريكا ـ بل أيضا عداءه لهذا الوطن ورغبته فى تدميره .
زادت سياسة أوباما فى تعميق هذا الخطر من المسلمين ، ليس فقط فى أن (باراك حسين اوباما ) ابن رجل كينى اسود مسلم ، ولكن لأن سياسة أوباما جعلت معظم ( الواسب / الأمريكى الأبيض ) يعتقد أن أوباما عميل سعودى ( وسُمعة السعودية سيئة جدا فى المجتمع الأمريكى ) ، رأوه ينحنى بطريقة مخزية وهو يصافح الملك عبد الله السعودى ، ورأوه فى زيارته للسعودية يستقبله فى المطار أحد الموظفين كما لو كان سفيرا لدولة أفريقية وليس رئيس أقوى دولة فى العالم . الأبشع من هذا أن سياسة أوباما هى التى خلقت فراغا شجع على ظهور داعش وإمتدادها بين الشام والعراق ثم اصبحت خطرا عمليا على التراب الأمريكى ، ويرى ( الواسب / الأمريكى الأبيض ) أن سياسة اوباما فى الشرق الأوسط كانت فى خدمة السعودية ، أوباما ساعد الوهابيين الارهابيين ضد بشار الأسد تبعا للسياسة السعودية التى تريد تدمير سوريا ، كما أتاح للسعودية أن تنشر الارهاب فى العراق ، وكانت النتيجة تدمير العراق وسوريا وتوغل ايران فى الشرق الأوسط على حساب النفوذ الأمريكى .
2 ـ تجربتى الشخصية مؤلمة . حين كنت أعمل فى الوقفية الأمريكية للديمقراطية عام 2002 ، وهى مؤسسة تقدم النصيحة للبيت الأبيض والخارجية والكونجرس ـ عارضت غزو العراق ، وأوضحت انه سيكون كارثة تفوق كارثة فيتنام ، وقلت إن الادارة الأمريكية ( جورج بوش ) تعرف الكثير عن البترول العراقى ولا تعرف إلا القليل عن الشعب العراقى وتكويناته العرقية والدينية والمذهبية ، وستغرق فى المستنقع العراقى . مع هذا فقد وجدت تفهما لمشروع الحرب الفكرية السلمية للوهابية ، وقابلت أشخاصا على مستوى عال فى الكونجرس ومكتب نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى . انتهى هذا كله بمجىء أوباما الذى ألغى تماما موضوع الحرب الفكرية للوهابية . ولمست رفضا تاما من إدارة أوباما ومستشاريه السنيين المحافظين . خلال إدارة أوباما عملت استاذ زائرا فى إثنين من أهم المراكز فى واشنطن تأثيرا فى السياسة الأمريكية . عملت فى ( المفوضية الأمريكية (الحكومية ) للحرية الدينية )، وقدمت لها بحثا عن التناقض بين الحرية الدينية القصوى فى الاسلام وبين منعها تماما فى الوهابية ، وانتهيت الى ضرورة شن الحرب الفكرية من داخل الاسلام لوقف تنامى الوهابية فى أمريكا والعالم . وهذا الكتاب منشور فى القسم الانجليزى فى موقعنا . ثم عملت فى مركز وودرو ويلسون وقدمت لهم بحثا عن قواعد الحرب الفكرية ضد الارهاب الوهابى ، منشور أيضا فى موقعنا . وناشدت المسئولين الأمريكيين تفعيل هذه الحرب السلمية حقنا للدماء من الطرفين وللتعريف بأن الاسلام فى حقيقته هو الأقرب الى القيم الأمريكية فى الحرية والعدل وحقوق الانسان وكرامته . أرسلت رسائل الى البيت الأبيض ومختلف الأجهزة المعنية ، وحضرت مؤتمرات وقابلت شخصيات ، وتكلمت فى جلسة إستماع فى الكونجرس عن الخطر الوهابى . تيقنت فى النهاية أنه لا أمل فى أوباما وإدارته فلزمت بيتى متفرغا للكتابة مُحبطا من أوباما .
إذا كان هذا حال مفكر مسلم متجنس بالجنسية الأمريكية فكيف بالواسب / الأمريكى الأبيض ؟
ثانيا :
1 ـ سياسة ترامب الخارجية ـ وفق ما أعلن عنها ـ هى الأفضل لأمريكا حتى الآن .
1 / 1 : يظهر هذا فى مهادنته لروسيا ـ بعد أن وصلت العلاقات بين أمريكا وروسيا مؤخرا الى حديث عن مواجهة وتهديد بحرب عالمية ثالثة . تخفيض التوتر بين قطبى العالم ( روسيا / امريكا ) يخدم السلام العالمى وهو من صالح الرواج الاقتصادى للشعبين . مهادنة روسيا ستزيل الاستقطاب السائد الآن فى الشرق الأوسط ، لم يعد الأمر إما أن تكون مع روسيا وإما أن تكون مع أمريكا . ممكن أن تكون مع هذا وذاك . بهذا يمكن أن تنتهى أسطورة ( الغرب يتآمر علينا )، وربما تدرك شعوب الشرق الأوسط أن عدوها فى الداخل فقط ، وهو المستبد .
1 / 2 : فى ضوء التهدئة مع روسيا فإن رؤية ترامب للشرق الأوسط على أنه مجرد بئر بترول ستجعله يُحجم عن ارسال جيوش للشرق الأوسط تكلفه أموالا وتضحيات بشرية . سيكتفى بحصار المستبدين فيه سياسيا ليمتص ما يقدر عليه من بترولهم وثرواتهم .
1 / 3 : وقد وصل حكم آل سعود الى قبيل مرحلة السقوط برغم ما قدمه لهم أوباما . رؤية ترامب لآل سعود ربما تكون هى المسمار الأخير فى نعش المملكة السعودية . ترامب بغريزة التاجر الشاطر يستطيع أن يضع يده على كل الأصول السعودية فى أمريكا بإستخدام قانون جاستا الذى أقره الكونجرس ( الذى يسيطر عليه الجمهوريون ) برغم محاولات أوباما . تفعيل هذا القانون يعنى أن تحصل أمريكا على تعويضات عما لحق بها من خسائر بسبب الأعمال الارهابية التى شارك فيها سعوديون . هذه التعويضات يمكن أن تلتهم كل الثروات السعودية فى أمريكا ما ظهر منها وما بطن . هذا إذا لم تسقط السعودية . إذا سقطت السعودية صار سهلا أن تؤول ممتلكاتها فى أمريكا ..الى أمريكا .. قل يا رب .!! فى سقوط السعودية خير للبشرية .
2 ـ ترامب يذكرنا بالرئيس يليستين فى روسيا . إلا إن ترامب يحمل فى داخله كل ثقافة ( الواسب ) ولا يجد غضاضة فى الافصاح عنها . ليس فى فصاحة اوباما وهيلارى ولا يجيد مثلهما التلاعب بالكلمات بل هو صريح ومختلف عن السياسيين ونفاقهم . وصراحته أرعبت الكثيرين ممّن نشأوا وعاشوا وتاقلموا على أكاذيب ساسة واشنطون وخضوعهم الى جماعات الضغط واصحاب المصالح ، من داخل أو خارج أمريكا ، وكان مهينا للواسب / الأمريكى الأبيض أن يكون اللوبى السعودى ( الخارجى ) واضح التأثير فى واشنطن .
3 : على أنه من المهم التنبيه على الآتى :
3 / 1 ـ هناك فارق بين ما يقوله المرشح للرئاسة فى حملته الانتخابية وبين إلتزامه بوعوده حين يصبح رئيسا. بيل اورايلى ( اشهر مذيع فى ( فوكس نيوز التى تعبر عن الواسب / الأمريكى الأبيض ) فى حديث مبكر مع ترامب ـ فى بداية حملته الانتخابية داخل الحزب الجمهورى ) تضايق من آراء ترامب ، ولكنه أكّد أن هناك فارقا بين ما يقوله المرشح فى حملته الانتخابية يزايد على المنافسين ، وبين ما سيقوم به فعلا وهو فى البيت الأبيض .
3 / 2 ـ تصريحات ترامب أثارت عليه الكثيرين ، ولا تزال تؤجج المظاهرات ضده قبل أن يدخل البيت الأبيض ،بل ثارت دعوات فى ولاية كاليفورنيا تدعو لانفصالها عن أمريكا ـ وكاليفورنيا هى اغنى الولايات وأكثرها فى الأصوات الانتخابية . ولكن فى النهاية هناك ثوابت فى السياسة الأمريكية لا يملك أى رئيس أن يتجاوزها . قد يتغاضى المجتمع الأمريكى عن وعود للخارج قالها المرشح فى حملته الانتخابية ثم عدل عنها ، ولكنه لا يتسامح مع رئيس أمريكى تراجع عن وعد بشىء يمس الداخل الأمريكى ، لأن الرئيس فى نهاية الأمر خادم للشعب الأمريكى ، وهو الذى إنتخبه وأسقط هيلارى .
3 / 3 ـ هيلارى لا تتمتع بشعبية بين شباب حزبها الديمقراطى بسبب فسادها وتسلطها ،وهذا الشباب كان يحلم بمنافسها بيرى ساندرز ، ووصلت هيلارى بمؤامرة من داخل الحزب الديمقراطى جعلتها تصعد على حساب ساندرز . ومع هذا فقد تفوق عليها ترامب بصعوبة بالغة . ترامب يدرك هذا ، ويعى أن جزءا هاما من الشعب الأمريكى لا يوافق عليه . وهو كرجل أعمال سابق يعرف إرضاء الزبون ، والزبون الآن هو الشعب الأمريكى ، وإذا كان يحلم بفترتى رئاسة كما قال فى أول تصريح له بعد إعلان فوزه ، فلا بد له من تغيير سياسته ليتحبب الى الشعب الأمريكى كله ، خصوصا الأقليات . ترامب يدرك ذلك .
3 / 4 ـ هذه الأقليات أقل ـ الآن ـ وعيا من الأغلبية البيضاء ( الواسب ) الذين إحتشدوا للتصويت لترامب فى مناطق تركزها فى ولايات الوسط والشمال . منتظر من الأقليات أن تتعلم الدرس ، وأن تستجيب لدعوة بيرى ساندرز فى أن التغيير الايجابى فى أمريكا لا يكون إلا بالتفاعل فى الحياة السياسية وفى التصويت . ترامب يدرك هذا ، وتلك المظاهرات التى تجرى الآن ضده ستجعله يراجع ويصحح كى يهدىء المخاوف ، وإلا فستكون عاقبته وخيمة ، وسيستفيد منها المسلمون فى أمريكا . ترامب يدرك ذلك .
3 / 5 ـ أما عن مخاوف المسلمين الأمريكيين فلا أصل لها . ترامب تحدث عن الهجرات غير الشرعية القادمة لأمريكا ، وخصّ المسلمين بتصريح بعزمه على منعهم من دخول أمريكا . ثم بدأ تراجعا فيما بعد حتى قبل فوزه فى الانتخابات . منظمات المسلمين كثيرة وقوية فى أمريكا ، وفيما يخص حقوق المواطن الأمريكى ــ بغض النظر عن لونه ودينه ـ فلا مجال لانتهاكها فى بلد يحتم على المسئولين إحترام القانون وألا يعلو شخص فوق القانون . قد يستخدم الرئيس بعض سلطاته القانونية فى التحرى فيما يخصٌّ مواجهة الارهاب،ولكن هذا أيضا تحكمه آليات قانونية مُلزمة ، وإلا إنقلب السحر على الساحر . ترامب يدرك ذلك .
3 / 6 ـ خصوم ترامب فى معظم الاعلام والمنظمات الحقوقية وفى الحزب الديمقراطى يقفون متحفزين لآى تجاوز يحدث منه . فارق بين أن تكون فى المعارضة تقول ما تشاء وبين أن تكون فى موقع مسئولية يترصد لك الجميع . ترامب يدرك ذلك .
أخيرا
لا ننسى أنه مع كل ما مرت به أمريكا من أعمال إرهابية فإن السلطات الأمريكية لم تلجأ الى أى إجراء إستثنائى . فى دول المستبد الشرقى إذا أصابه إسهال أو إمساك سارع بفرض قانون الطوارىء . لا يحدث هذا فى امريكا ولا فى اوربا ولا فى إسرائيل ..!! أليس كذلك ؟
اجمالي القراءات
9763
الديمقراطية ليست الحل السحرى لمشاكل المجتمع ودولته ، ولكن تبقى أفضل الحلول . ثم إن البديل هو الهلاك ، أى حكم الاستبداد الذى يُميت الشعوب بالتقسيط المؤلم أو بالحرب الأهلية . ولننظر حولنا .. فما يجرى هو عبرة لأولى الأبصار .