قالت لي: أنا ملحدة ، قلت لها : مرحباً بك سيدتي:
قالت لي: أنا ملحدة ، قلت لها : مرحباً بك سيدتي
salah elnagar
Ýí
2016-09-05
قالت لي: أنا ملحدة ، قلت لها : مرحباً بك سيدتي
إن الأديان الأرضية الغليظة الفارعة من المحتوي الحقيقي للإيمان ومن الروح الإيمانية الحقيقة ، هي المسئولة المسؤلية الأكبر في زيادة نسبة الإلحاد في العالم والشرق الأوسط خاصة . ولا أخص أديان المسلمين الأرضية من تصوف وتشيع وسنة ، ولكن أقصد كل الأديان ، مسيحية ، يهودية ، بوذية ... إلخ . ولسنا بصدد مناقشة وإصلاح الديانات الأخري فلهم متخصصوها ومثقفيها ومبدعيها ، وصدق الله العظيم إذ يقول " وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" ، " وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) " . إن إصلاح المحمديين والمتأسلمين من أصحاب الأرضية هو الشغل الشاغل لمفكروا ومثقفين أهل القرآن ، وهو يحتاج لسنوات طويلة شاقة، ومثقفين لإفناء حياتهم دفاعاً عن الحق العظيم وهو القرآن الكريم بقلب خالص لوجه الله تعالي مقابل الخلود والنعيم بجناته يوم القيامة " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ، " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) " . اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين .
إن زيادة نسبة الإلحاد بالشرق الأوسط خاصة وبالعالم كله عامة ، يرجع للإديان الإرضية ( العادات البشرية السيئة الخاطئة التي تريد إطواء وإطفاء الحق والحقيقة والنور الرباني العظيم والإلتواء علي حقيقة الدين ومضمونه) ، نجد هذه الأديان تهتم بالاشكاليات والتفاصيل والقشور والمظهريات وإشكالية المحتوي ، و مجموعة الأوامر والنواهى ولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال ، وهم بذلك - أصحاب الأديان الأرضية - افرغوا الأديان من مضمونها العميق ولايبقى منها الا مظاهر وشكليات تأخذ البشر من الجوهر الغنى الثرى للإديان لتلقى به فى تفاصيل وفروع وحذلقات وقشور ومظهريات ، ومن الاصول الى الفروع ومن الفروع الى السطحيات والشكليات ، ثم تخرجه الى الهواء الطلق.
الاسلام هو السلام قبل كل شئ وهو الرحمة والمودة والمحبة والتقوى والتوحيد الخالص بالله جلا وعلا والعلم والعمل ومكارم اخلاق وانت مسلم بقدر مايظهر فيك تلك السجايا ، وليس بلحيتك ولابجلبابك ولا بالسواك الذى تدلك به اسنانك. الفقه الذى يحبس نفسه فى تفاصيل ومسائل ظهريه ويخرجنا من الباب الى القشور ومن الاجماع الى الخلافات هو فى النهايه فقه تحكمى ارهابى لأنه ينتهى الى سجن المسلمين فى قوالب شكليه.
الدين الحقيقي أيضاً هو الاعتدال والوسطيه والسماحة واللين والرفق مصداق للقرآن (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78). ومن يختار ان يشدد على نفسه فهو حر ولكن لايفرض علينا تشدده ولايستعلى علينا ولاينظر الى نفسه فى المرآة بتميز عنصرى. الشرائع الحقة هى ماتصلح به الحياة اما غير ذلك فبضاعة مستوردة مغشوشة.
الدين الحقيقي شئ آخر أعمق وأشمل وأبعد . الدين فى حقيقه هو الحب الذى جئنا به الى الدنيا والحنين الدائم الذى يملأ شغاف قلوبنا الى الوطن الأًصلى الذى جئنا منه ، وهو العطش الى النبع الذى صدرنا منه والذى يمل كل جارحة من جوارحنا شوقا وحنينا.
الدين الحقيقي هو الاحساس العميق فى لحظات الوحدة والهجر ، بأننا لسنا وحدنا وإننا فى معية غيبية فى أنس خفى وأن هناك يد خفية سوف تنشلنا وذات عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوف يحمينا ، وعظيما سوف يرحمنا. ذلك هو الدين فى أصله وحقيقه. وما تبقى بعد ذلك من أوامر ونواهى وحرام وحلال وأحكام وعبادات هى نتائج وموجبات لهذا الدين . إذا حب الله جلا وعلا هو رأس القضية ، وأذا غاب ذلك الحب فأن العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أويهوديا أو بوذياً أو هندوسياً. وحب الله وحب ماخلق وما صنع من أرضيين وسماوات وحيوان وبشر هو جوهر كل الديانات حقا..وهو المقياس الذى نفرق به بين اهل الدين ، والأدعياء المشعوذين والكذبة. وكل الدعاة الذين يغرقون أتباعهم فى التفاصيل والقشور والمظاهر ويبتعدون عن لب القضية وعن معنى الدين الحقيقي ; الحب والرحمة والتقوى ومكارم الاخلاق..هم الكذبة بقدر بعدهم عنها.
هذه المقدمة والأفكار خطرت علي بالي عندما كنت اتحدث مع سيدة انجليزية بنت الخمسين من العمر وهي واحدة من مجموعة أفراد ممن يعلمونا اللغة الإنجليزية بإحدي الكورسات .
دار بيني وبينها وفرد آخر من سوريا نقاش حول الأديان والإسلام والمسلمين ، وقالت لنا أنا ملحدة غير معترفة بأي دين أو أديان ، هبْ زميلي مفزعاً من هول ما سمعه ، وفجأة ظهر قناعه الحقيقي بالرغم من أنه يتشدق مثل المتأسلمين بأن الإسلام والسلام والتسامح وإنه رجل ليبرالي يعيش بإنجلترا ; بلاد العالمانية والأديان المتعددة . بالرغم من الجو الليبرالي الديمقراطي الذي يعيش فيه السوري إلا أنه نهض مفزعاً وظهرت علي وجه ملامح السنيين السلفيين ، وقرأت في وجه أحاديث البخاري وسيرة ابن اسحاق وابن هشام وتاريخ المتأسلمين الذين لايقبلون الغير ممن يختلف معهم في الرأي والعقيدة .
شعرت بضيق صدر معلمتي ما شاهدته علي وجه الزميل الآخر ، قالت لي سائلة لماذا لم تنهض مثل زميلك الأخر ؟
قلت لها انا مستمتع بالحديث معك وما تعتقدينه هو حرية شخصية ولايفسد للود قضية، وانتي في نظري مسلمة حقيقية تكرسي وقتك لتعليمنا اللغة الإنجليزية دون أجر ، وأنتي في نظري أفضل بكثير من متأسلمين يتشدقون بالإسلام وهم أكثر الناس يسيئون له ويجحدون بآياته ، ويقتلون بأسم الدين وأسم الرب والدين برئ من كل هذه الافعال الإجرامية .
نظرت لي باستغراب ويكأنها تريد ان تقول هل أنت فعلاً مسلم !! .
كنت اتغلب علي نظراتها بالابتسامات ، قلت لها نعم أنا مسلم كفر بكل أديان المتأسلمين الأرضية وأعبد الله جلا وحده بما أمرني به القرآن ، محاولا فهمه من خلال آياته وحده ، مجتدها في فهم آياته من خلاله هو لاغيره .
قلت لها أنا مسلم قرآني اؤمن بالقرآن وحده ، وأنا انتمي للفكر القرآني الاصلاحي التنويري الذي يؤمن بأن كل إنسان مسالم لايعتدي علي أحد هو إنسان مسلم مسالم بغض النظر عن معتقده ودينه ، وأن الإسلام والاديان عموما هي علاقة بين الإنسان وربه ولا يحق ولا يجوزلأحد ان يتدخل في هذه العلاقة أو المعتقد .
قالت لي : عظيم ، رائع ، قالت قرأت لك بعض المقالات بإحدي الصحف الانجليزية ، فهل لك موقع اللكتروني تنشر مقالاتك به ، قلت لها نعم ، وموقع هو لأهل القرآن ومؤسسه هو نفسه مؤسس الفكر القرآني د. أحمد صبحي منصور ، الموقع باللغة العربية واللغة الإنجليزية .
قالت ممكن ان تعطيني عنوان الموقع Webside ، قلت لها نعم وبكل سرور .
انتهي الحديث بيننا بإنتهاء الكورس ، وذهبت إلي منزلي تراودني الافكار عن نفسها ، مؤمنا ان الهداية هي مسئولية شخصية وأن المصلحون ماهم إلا وسائل واسباب وعلي الله جلا وعلا قصد السبيل وهو وحده خير هادِ وخير معين .
والذين جاهدوا فينا {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} ودائما وأبدا صدق الله العظيم
اجمالي القراءات
8424
أعتبر نفسي من أقدم رواد موقع أهل القرآن و أعتقد جازما أن القران وحده هو الحق و أنه لا يأتيه الباطل أبدا و أن ما سواه أيا كان القائل هو كلام يشر.
لكني لا أستصيغ الكثير من المصطلحات التي صارت متداولة بين أهل القرآن و هي تعبر عن علو و تحقير لأصحاب المعتقدات الأخرى، خاصة من يصفون أنفسهم بالمسلمين.
لا يحق لي أن أسمي الهندوسي بعابد للبقر و لا لليهودي بعابد العجل و لا المسيحي بالوثني و ما سواها من صفات.
كذلك فإنه لا يحق لي أن أصف المسلم بأنه محمدي‘ فهذه صفة مكروهة من قبل هؤلاء الناس و تحمل في طياتها، خاصة في البلاد الأوروبية الكثير من التحقير.
إما أن يكون المسلمون أقرب للحق من غيرهم و لذلك نسعى لهدايتهم و بالتالي لا يمكن أن نصفهم بالمحمدين و أن نصف دينهم بالدين الأرضي، أو أنهم تماما مثا أصحاب الديانات الأخرى، و لذلك يتوجب علينا أن نعاملهم كما نعامل المسيحين و أن نناديهم بما يحب أن يسمعوا و كفانا تكرارا لكلمة الأديان الأرضية و كأننا ملكنا صكا من المولى سبحانه بما هية الديانات الأرضية أو السماوية.
و لي وجهة نظر أخرى:
إنه من غير المعقول أن يكن عدد من يعبد الله حق عبادته على هذا الكوكب بضع مئات ألاف من البشر و يبقى 7 مليارات إنسان على ضلالة.
تغيب هنا فكرة الخليفة في الأرض و كأننا ندعي حاشا لله انها فكرة فاشلة و أن البشر ليس بموسوعهم أن يؤمنوا.
من ناحية أخرى يدحض هذا الأدعاء عينه فحوى بقية المقال أن الكفر نابع من ما يسميه الكاتب الأديان الأرضية و ليس من شئ في داخل الإنسان يسوقه حتما إلى الكفر!!!
تناقض لن يستطيع الكاتب تبريره و يحتاج لشهادة عليا في علم الكلام حتى يخرج منه ليس له أو عليه شئ.