بين عذاب البرزخ وعذاب جهنم : ( رمضان كريم ).!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-06-18


بين عذاب البرزخ وعذاب جهنم : ( رمضان كريم ).!!

مقدمة :

جاءتنى رسالة من إبن عزيز يقول : ( حضرتك ذكرت سابقا أنه لا يوجد عذاب للنفوس الخاطئة في البرزخ وهناك استثناءين : في حالة قوم فرعون (غافر - 46) و قوم نوح المغرقين . نوح ( 25 ) ، ولكن في موضع آخر لاحقا ذكرت حضرتك أن النار والجنة لم يتم خلقهما بعد ، بل عندما يتم تدمير الكون الحالي يوم القيامة . ألا تجد ثمة تناقض هنا؟ أرجو المزيد من الإيضاح من جانبكم ). وأرد بهذا المقال :

أولا : أنواع ثلاثة من العذاب :

1 ـ عذاب دنيوى مؤقت ، يقول جل وعلا : ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) التوبة 55 ) (  وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)  التوبة 85 )( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) السجدة ) .وبعونه جل وعلا سيأتى مقال تفصيلى عن عذاب الدنيا وأنواعه .

 2 ـ عذاب البرزخ لآل فرعون وقوم نوح ، ليس عذاب القبر ولكنه عذاب برزخى مؤقت بهذه الدنيا ، وجاءت التفاصيل فى كتاب ( عذاب القبر والثعبان الأقرع ) .

3 ـ عذاب الآخرة ، وقد جاءت لمحة مقارنة بين عذاب البرزخ وعذاب الآخرة فى قوله جل وعلا : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر ) .

ثانيا : عذاب الدنيا وعذاب البرزخ عرضى مؤقت له نهاية ، أما عذاب الآخرة فخالد أبدى :

 جاء مصطلح ( عرض ) بأعتباره حالة مؤقتة فى الدنيا فى المواضع التالية :

1 ـ  عرض الأسماء التى تعلمها آدم على الملائكة ، يقول جل وعلا : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة )

2 ـ إستعراض النبى سليمان للخيول ، يقول جل وعلا : ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) ص ) .

3 ـ وجاء فى عذاب البرزخ العرضى المؤقت لآل فرعون يقول جل وعلا  عنهم: ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً ) . وكلمة ( العرض ) هنا تفيد أنه عذاب مؤقت فى هذا المستوى البرزخى من الدنيا .

4 ـ أما عذاب الآخرة فليس عرضا مؤقتا بل هو خلود أبدى .

ثالثا :  خلق الجنة والنار يوم القيامة : ليستا موجودتين الآن :

1 ـ عن قيام الساعة ومجىء اليوم الأخر يقول جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ  )(23) الفجر ) ، أى يؤتى حينئذ بجهنم ، مع مجىء الرحمن والملائكة صفا صفا فى اليوم الآخر . قبل ذلك لا وجود لجهنم .  

2 ـ  كلمة الجحيم هى وصف للنار ، سواء كانت نارا فى الدنيا مثل النار التى أوقدها قوم ابراهيم لإحراقه ( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (98)الصافات ) أو وصفا لنار جهنم ، يقول جل وعلا عن شجرة الزقوم داخل نار جهنم :( إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإٍلَى الْجَحِيمِ (68) الصافات  )

3 ـ وعن مجىء جهنم بجحيمها يوم القيامة ومجىء الجنة يقول جل وعلا : ( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) التكوير )، أى بعد قيام الساعة يتم خلق جهنم وتسعير أو إشعال جحيمها أو نارها .

4 ـ وتبرز جهنم بجحيمها ظاهرة لمن يرى،يقول جل وعلا: ( وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) النازعات )، كما يقول جل وعلا عن مجىء الجنة والجحيم بارزة ظاهرة لأصحابها  : ( وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) الشعراء )

5 ـ وقبل ان يدخل أهل الجنة جنتهم يرى أصحاب الجنة جهنم وجحيمها ، وبينهم وبينها حجاب الأعراف الذى تقف ــ مترجلة عليه ــ ملائكة الأعراف ، وحينئذ يكون أصحاب الجنة بين ( طمع ) فى الاسراع بدخول الجنة وبين ( هلع ) من رؤية الجحيم ، يقول جل وعلا : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الاعراف )

6 ــ لايمكن أن تكون جهنم موجودة الآن فى هذه الدنيا لأن إستمرار الاشتعال فى جحيما يكون بوقودها وحطبها ، وأصحاب النار سيكونون حطب جهنم ، يقول جل وعلا : ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15)  الجن ) ، وسيكونون مع الحجارة وقودا لنار جهنم ، يقول جل وعلا عن الكافرين:( وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)آل عمران )، وحذر الكافرين فى عهد النبى محمد عليه السلام من أن يكونوا وقود النار ، فقال جل وعلا : ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة ). وحذر رب العزة المؤمنين من جهنم فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم ) . وملائكة النار فى الاية الكريمة يتم خلقهم مع النار . وهم ليسوا موجودين الآن .

رابعا : يوم العرض يوم القيامة :

قبل الخلود فى الجنة أو النار تتداخل فى يوم القيامة (أيام ) مؤقتة، كيوم البعث والنشور ويوم الحشر ويوم العرض ويوم الحساب ، وهذا فى زمن لا ندرى كنهه وطبيعته .

1 ـ وعن يوم العرض أمام رب العزة لكل البشر، يقول جل وعلا : ( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (48) الكهف )

2 ـ وعن العرض أمام رب العزة جل وعلا يوم الحساب ، يقول جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) هود ) (  يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة )

خامسا : قبل عرض الكافرين على النار

1 ـ يُساقُ أو يُحشرُ أصحاب الجنة الى الجنة وأصحاب النار الى النار ، يقول جل وعلا : ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً (86) مريم) ، ونلاحظ الفارق بين تكريم أهل الجنة بكلمة : وفدا ، وتحقير أهل النار بكلمة وردا ، اى الذين يردون أى يدخلون النار ، ويقول جل وعلا عن فرعون قائدا لقومه يوردهم النار : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) هود ).

2 ـ ويأتى التعبير عن هذا بالحشر وهم جاثون وعلى وجوههم ، يقول جل وعلا : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً (68) مريم )، ( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34) الفرقان ).

سادسا : عرض الكافرين على النار

1 ـ كل هذا لإذلالهم وإلحاق الخزى بهم ، خصوصا وقد كانوا فى الدنيا مستكبرين ، سواء كانوا جبابرة من الكبار أم من المستضعفين الأتباع ، يجمعهم رفض الحق القرآنى والالهى إستكبارا . يختلف وضعهم وهم يُعرضون على النار يرونها من الخارج قبل دخولها ، فيكسو الذل ملامحهم وهم ينظرون اليها خوفا وخفية ، يقول جل وعلا : ( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ  )(45) الشورى ) .

2 ـ وزيادة فى إذلالهم ويقال لهم كلام فى التقريع حين عرضهم على النار ، يقول جل وعلا : (  وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) الاحقاف ) .

3 ـ والواضح أن هذا العرض يأخذ وقتا حتى يتم عرض جميع أهل النار على النار ، يقول جل وعلا : ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً (100) الكهف ) . فعرضهم يتم جماعات جماعات ، أو زمرا .

سابعا : دخولهم أبواب جهنم

1 ـ بعد العرض يتم إقتيادهم ليس الى جهنم ، بل لأبواب جهنم . ولها سبعة أبواب ، كل منها ينقسم الى أجزاء ، يقول جل وعلا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر ) .

2 ـ ولتقريعهم تقول لهم الملائكة الموكلة بهم : ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل )، ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) غافر ).

3 ـ  وفى توضيح أكثر يقول جل وعلا  عن سوقهم ( زمرا ) أى جماعات وأسئلة الخزى التى يتعرضون لها من ملائكة أبواب جهنم : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)الزمر )

ثامنا : إلقاؤهم فى جهنم

1 ـ بعدها يتم تجميعهم مثل تجميع الزبالة فى أكياسها ، ويتم إلقاؤهم فى جهنم ، يقول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال ). وعن إلقائهم كاكياس الزبالة، يقول جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء ).

2 ـ  وكلما تم إلقاء مجموعة تقوم ملائكة النار بتقريعهم ، يقول جل وعلا : (  وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) الملك )،

 تاسعا : عدم خروجهم من جهنم ، وخلودهم فيها

1 ـ ومتى دخلوا جهنم فلا خروج منها ، يقول جل وعلا : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة) ، ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) المائدة )

2 ـ ويأتى التعبير بالخلود الأبدى : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن)،

3 ـ وبأن ابوابها مغلقة مؤصدة عليهم : ( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) البلد ) ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مؤصَدَةٌ (8) الهمزة )،.

4 ـ  ليس بأقفال ومغاليق ولكن عندما يحاولون الهرب تلاحقهم ملائكة العذاب تضربهم بمقامع من حديد ، يقول جل وعلا : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج ) ، ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة  )

5 ــ فى هذا الخلود الأبدى فى جحيم جهنم لا مجال للخروج ، ولا مجال أيضا للموت ولا مجال للتخفيف ، ، ولكن المجال مفتوح لتقريعهم وإذلالهم ، يقول جل وعلا :  ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر ) ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)  الزخرف )،

6 ـ ولا مجال للحياة أيضا.! ، يقول جل وعلا : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه ) .

هذا عن المجرم العادى فماذا عن (أكابر المجرمين ) من الحكام المستبدين ؟ يقول جل وعلا : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الانعام ).

7 ـ حين تقرأ هذا تشعر بالاشفاق على المستبد الشرقى الظالم ، وتعرف معنى قول رب العزة جل وعلا : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45)  ابراهيم  )

عاشرا : جهنم لجميع المشركين من المخلوقات

1 ـ وبينما يكون عذاب البرزخ خاصا بقوم فرعون وقوم نوح فإن عذاب جهنم يشمل جميع الكافرين من الانس والجن والشياطين ، يقول جل وعلا : يقول جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء )، ويقول جل وعلا عن الجن والناس معها جمعا وجميعا : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود )( وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) السجدة ) (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)  ) ص ). ( لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) الاعراف )

2 ـ  وجهنم تحيط بهم جميعا . قالها جل وعلا مرتين  : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) التوبة) (العنكبوت 54  )

3 ـ وأكثرية البشر سيكونون طعام جهنم ، يقول جل وعلا لخاتم النبيين : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام ) ولكن مهما بلغت كثرتهم فإن جهنم تسعهم وتطلب المزيد (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) ق ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 11571

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   السبت ١٨ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82170]

ما قيمة هذه الدنيا و ما فيها ... يا إلاهي رحمتك و رضاك ..


لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. آمنت بالله ربا رحيما كريما عفواً غفورا .. آمنت بالقران العظيم كتابا جامعا فيه تفصيل كل شئ و ما فرط فيه الرحمن الرحيم من شئ .


2   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الأحد ١٩ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82177]

فمن زحزح عن النار..وأدخل الجنة فقد فاز..


 ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أحطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا،،، اللهم نجنا من النار ومن عذاب النار برحمتك وحلمك يا جبار يا قهار.



 مهما كانت المكاسب الدنيوية وما يفوز به الإنسان في هذه الحياة من المال والمجد والجاه الزائل فكل ذلك هباءا منثورا لو لم يكن الفرد مؤمنا وموحدا وعاملا بكتاب الله تعالى العزيز.



 كل هذا اللهو الدنيوي ، ليس بفوز وإنما هو متاع الغرور، وإنما الفوز الحقيقي ، اللهم اجعل لنا منه حظا، هو الزحزحة  عن النار، يوم القيامة ،فهذا أملنا ورجاؤنا في رب العرش الكريم.



 ورمضان شهر نزول القرءان وفرصة ممتازة للمؤمنين لكي يتزودا وخير الزاد التقوى، فاتقوا الله يا أولي الألباب.



 رمضان كريم عليك يا  استاذنا الحبيب. وعلى رواد الموقع الأعزاء.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,330,915
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي