خالد منتصر Ýí 2016-06-11
هل الدولة مسئولة عن إدخال المواطن إلى الجنة والفردوس أم إدخاله إلى المدرسة والجامعة؟! هل مهمتها تسهيل وصولنا إلى نهر الكوثر أم تسهيل وصول مياه نهر النيل لنا؟ هل مهمة الدولة هى توفير أرائك الجنة أم أسرّة المستشفيات؟! هل مهمة وزير التموين تسهيل حصولنا على حصص العسل واللبن الفردوسية أم توفير وتسهيل حصولنا على العيش والرز والسكر والزيت على بطاقة التموين؟! هل مهمة الحكومة هى تغطية أجساد المسلمين بسندس وإستبرق الجنة أم تغطية أجساد العرايا من أطفال الشوارع المسلمين والمسيحيين إن شالله بالكستور وتيل نادية؟! هل مهمة رئيس الدولة ورئيس الوزراء القبض على المفطر أم إطعام الجائع؟! هل المطلوب من وزارة القوى العاملة توفير وظيفة خالية لصنايعى أم وظيفة خالية لمطوع؟! هل نائب رئيس حى العجوزة الذى تعمّد مداهمة المقاهى فى نهار رمضان لضبط المفطرين مهمته التفتيش فى الضمائر والنوايا وقياس درجة إيمان السكان أم مهمته التفتيش عن أدوار العمارات المخالفة وقياس كم ومساحات إشغالات الشوارع؟! هل الدولة هى الرقيب الذى بعثه الرب لعد وحصر أنفاس العباد أم هى النظام الذى انتخبه هذا المواطن لخدمته وتحقيق أحلامه؟! الوصول إلى الجنة مهمة ومسئولية كل مواطن منفرداً وهو يعرف جيداً الـ«جى بى إس» الإيمانى الذى وقر فى القلب وصدّقه العمل والذى يوصله إلى الفردوس، المواطن لا يحتاج إلى فتوى دار الإفتاء التى تقول إن الجهر بالإفطار انتهاك صريح لبلاد المسلمين لتدشين العلاقة الخاصة جداً التى بينه وبين ربه، فأولاً قاموس الدولة المدنية الحديثة يا دار الإفتاء الموقرة ليس فيه بلاد المسلمين وبلاد المسيحيين، فيه فقط مصر بلد المواطنين المصريين ومنهم المسلم والمسيحى، هذا معنى المواطنة الذى لا تعرفه دار الإفتاء، ثانياً لا نريد تعليم مواطنينا النفاق والرياء فنحن لدينا مرضى سكر بالملايين ومسيحيون بالملايين ومرضى كلى وسرطان.. إلخ، هل نقول لهؤلاء: لا تفطروا حتى لا تجرحوا الصائم الضعيف المرتعش الذى لو رأى ساندوتش كفتة ستخور قواه ويسيل لعابه ويغمى عليه من فرط الحساسية!! وهل مطلوب منا أن نظل 200 يوم مثلاً أثناء صيام المسيحيين ممتنعين عن أكل اللحوم والفراخ أمامهم حتى لا يتعذبوا وينتحروا من فرط الغيظ!! هل مطلوب من مريض السكر قبل دخوله فى الغيبوبة وشرب شوية العصير التى ستنقذ حياته أن يخرج من جيبه تحاليل السكر قبل وبعد وروشتات الدكاترة ليقرأها السادة من هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويتفحصوها ويتمحصوها حتى تطلع روحه إلى بارئها وبعدها يهتفون: «تكبير.. لقد مات الشهيد أفضل ميتة، لقد مات فى عز الصيام وفى نهار رمضان، يا لها من ميتة»!!
يا سادة، لقد تحدث الرئيس السيسى عن تجديد الخطاب الدينى فى جملة داخل خطاب لمدة خمس دقائق خلال سنتين لكن ما حدث ويحدث فى الشارع المصرى خلال السنتين يدل على أن الوهابية تسللت من خلال حصان طروادة لتستقر فى خلايا ومفاصل الوطن، لم يحدث تجديد خطاب دينى بل حدث ترسيخ تزمت دينى!! النتيجة باختصار هى أننا قد خلعنا الإخوان كجماعة ثم زرعناهم فى ربوع بلادنا بكل براعة!! نزعناهم كتنظيم ثم ثبّتناهم كفكرة وتعاليم.
دعوة للتبرع
حكم الخمر : أنا لا أشرب الخمر ، ولكنن ى لست مقتنع ا ...
الزمن فى القرآن: قُلْ أَئِن َّكُم ْ لَتَك ْفُرُ ونَ ...
كتابة القرآن الكريم: هل يمكن كتابة القرآ ن بأكثر من صورة حرفية...
البحث فى الموقع : كان قد اخبرن ا الدكت ور احمد ان خانة البحث في...
منطق الالحاد: هذا سؤال وجّهه لى صديق فى مجلس أصدقا ء : قال...
more
عنوان ومضمون المقال رائع وبليغ وهذا ان دل انما يدل على عبقرية فريدة في طرح الفكرة بأقل مجهود ممكن ! برافو !
تحياتي