إنهم يعبثون باسمك..:
عفواً رسول الله..!

حافظ الوافي Ýí 2015-01-03


عفواً رسول الله، فما هو قائم اليوم ليس إسلاماً ولسنا مسلمين.. حتى الأنظمة التي ضمَّنت دساتيرها الشريعة الإسلامية عاثت في الأرض فساداً ليتحمَّل الإسلام المسؤولية وهو هدىً ونور وفي كتاب ربِّك الطريق المستقيم..

 يا حبيبي يا رسول الله ماكنت بدعاً من الرسل لكننا بِدعاً من الأمم.. صِرنا بعدَك شر أمة أُخرجت للناس حين سلَّمنا أفئدتنا لِزُخرف القول وتسلَّط علينا وحي الشياطين، رفضنا هُداك وأعرضنا عن الطريق القويم واتَّبعنا كل ذي عوج.. أمرنا الله بطاعته وطاعتك فعصيناه وعصيناك وصار الشيطان أسوة سيئة في أرض يدَّعي أهلها زيفاً أنهم على نهجك باقون.

المزيد مثل هذا المقال :

تركتنا على المحجَّة البيضاء فحولنا منهاجك الى ظلامٍ نهاره حالك كالليل، ومن زيغنا صِرنا هالكين، أعرضنا وربُّك غنيٌ عن العالمين وكما أوصاك فلا تذهب نفسك علينا حسراتٍ.

عفواً حبيبي النبي محمد.. نحن لسنا أُمَّتك ولا على سنَّتك، لقد أضعنا الطريق فأضعنا الهدى .. كبراؤنا أضلونا السبيل ولا يكتمل التقوى فينا إلا أن نحفر الأخاديد لمخالفينا الرأي وأن نذبح المسالمين والمسلمين ونشوي أجساد الرُّضَّع والنساء بنار الدنيا لننجو من نار الآخرة!! في كوبون الهوية نحن مسلمون وأعمالنا سجلات كفر وعدوان! ننشر الرُّعب في الأرجاء باسم رسالتك السامية ونشنق مُسالِماً بريئا ونذبح الأسير وأنت بُعِثت فينا رحمةً للعالمين.

المدن تنزف ألماً بأيدينا ومآذنها ترتعد خوفاً ؛ فوضى تاريخية تعصف بأمتك يا رسول الله وتقترف مالم تقترفه قريشٌ في عهدك؛ فقريش وقبل بعثتك وبدون قرآن يُتلى كانت تحترم الأشهر الحُرم ولا تسفك فيها دماً ونحن أثخنَّا بعضنا قتلاً ونسفنا في الحُرُم وفي غير الحُرُم كلَّ جميل والحرمات قصاص وقتلنا الرُّضَّع والشيوخ وفخَّخنا المنازل والمعابد ونحن نهتف باسم الإله واسمك، نهتف "الله أكبر" لنعيث فساداً، فنحن قومك الذين اتخذوا القرآن مهجوراً وليست قريش المكسورة بـ"بدر" والداخلة في دينك أفواجاً يوم الفتح..

كُنتَ تضع نفسك أحد طرفي اثنين، وتقول للناس إنك أو إياهم لعلى هدى أو في ضلال مبين؛ لكننا نعلن عليهم الحرب وإنا وإياهم ضحية أو منتصر، قُلتَ لمجادليك: "لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ"، لكنا صرخنا في وجوه مخالفينا الرأي: نحن جُند الله وأنصاره أصطفانا لذبحِ كل زنديق وحكمَ بعضنا على بعض بالزندقة ليقضى الأمر بالقتل لأجل القتل وتفخيخ كل عامر حتى بيوت الله نُسِفت ببرود وسكون لا يؤرقه سوى صوت الانفجار ومئذنة تتهاوى كشهيد بدعوى حبِّك وحب من يحبك، إنهم يقتلون بعضهم بعضاً عدوناً وغدراً في معركة كلا طرفاها يدَّعيان حبَّك والسير على خُطاك وأنت بريء ومظلوم حياً وميتاً صلى عليك الله وعلى كافة الأنبياء.

 في البلد المسلم صار الجيل القادم مرتداً.. بتنا نخشى القادم, يدنو ونجد صعوبةً وحرجاً في إقناع أبنائنا بالإسلام.. فالكل يفر من دين الذبح ولم  ندرك بعد أن الإسلام هو المذبوح.. هذه أُمَّتك ليست حضارية كما تركتها ، تبدو أكثر بدائية وأفظع تخلفاً بعد أن غزتها فوضى الطائفية المقيتة..

قوى الأمة تتشظَّى تناحراً والكراهية تجعل من بعضها أدوات بغيضة لتمزيق بعض وأوصياء الدين يواصلون التخندق ضد الحق ويمتطون صهوة المواجهة بالضلالة لإطفاء نور لا يُخمَد وتحطيم صمودٍ  يزداد كل يوم صلابة وقوة، وأنت شهيدٌ علينا يوم لا يُشفَع عنده إلا بإذنه.

عليك وعلى كافة الانبياء الصلاة والسلام يا رسول الله محمد.

·        عبدالحافظ الصمدي

اجمالي القراءات 9091

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   سيد رضا الموسوي     في   الإثنين ٠٥ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77049]

احسنتم القول اخينا في الله ,,


مقالة صحيح انها حزينة جدا لكنها تنطق ومع شديد الاسف بحالنا اليوم جميعا من كل المذاهب فهاهم من يدعون انهم على سنة الرسول زورا وبهتانا وهم اول من هجرها الى سنة غيره الذين وضعوا كتاب الله وراء ظهورهم وماكانت سنته (عليه الصلاة والسلام) الا (من كتاب الله ووحيه ) وها هم الشيعة يدعون ان نبينا اوصاهم بكتاب الله وعترته الطاهرة وهم يهجرون الكتاب ولا يسيرون على نهج الائمة الطاهرين الذين كانوا اكثر الناس في زمانهم التصاقا بكتاب الله وهم يطبقون القران في كل اقوالهم وافعالهم اي يكتفون به .



ونكاد نموت حسرة اليوم عندما لايصدق غيرنا بأن رسولنا ارسل رحمة للعالمين بعد مافعله من يدعون الاسلام وهم منه براء .



جزاك الله خيرا اخ (حافظ) رغم انك اذؤفت دموعنا حزنا والما ولكن  في الذكرى خيرا ينفع المؤمنين



(



وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات : 55]



2   تعليق بواسطة   نصر عمارة     في   الثلاثاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77053]

ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك


والله اعلن انى بريئ مما يدعوا اليه دعاة الدجل من مشايخ السلفية والازهر ... اللذين خالفوا نبينا الحبيب عليه السلام ومنهج القران .. فكانوا اسوأ دعاة واسوأ دعوة للاسلام .. فخوفوا بارهابهم وافكارهم المعوجة وارائهم الخبيثة المسلمين قبل غير المسلمين من اسلامنا ومن نبينا الحبيب ... وانا ان كنت اتبرأ منهم اليوم علنا الا اننى تبرأت منهم فى نفسى من زمن ... استغفرك ربى واتوب اليك



3   تعليق بواسطة   حافظ الوافي     في   الأربعاء ٠٧ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77059]

شكرا لكما اعزائي


سيد رضا الموسوي .. نصر عمارة .. شكرا لمروركما ولتفاعلكما مع المقال المتواضع وان كانت هناك دموع ذرفت فانشاء الله لن تذرف مرة اخرى الا فرحا وسعادة.. جزاكما الله خيرا


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-05
مقالات منشورة : 49
اجمالي القراءات : 501,266
تعليقات له : 38
تعليقات عليه : 61
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen