كتاب .."شذرات الذهب في أخبار من ذهب"

سامح عسكر Ýí 2014-05-10


كتاب .."شذرات الذهب في أخبار من ذهب"..لصاحبه ابن العماد الحنبلي المتوفي عام 1089 هجرية..

هذا الكتاب هو من أكثر كُتب الحنابلة جمعاً للوضع والكذب في التاريخ ، وهو من أبرز الكتب التي نشرت الكراهية والتحريض الطائفي بين الحنابلة..فهو ليس مجرد موسوعة روائية تاريخية أكثر من كونه موسوعة للرد على المخالفين تحت ستار التاريخ..!!

والمثير أنه مصنف ضمن أهم كتب التاريخ عند الحنابلة، فصاحبه فوق أنه مؤرخ هو أيضاً فقيه وأديب، ومثل هذه الصفات عندما تجتمع في واحد يصعب الخروج عن رأيه..

سنعرض أمثله من هذا الكتاب الكارثة ويعقب كل مثال سؤالاً نقضيا..

1-عن أنس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحسن القول في أصحابي فقد برئ من النّفاق، ومن أساء القول في أصحابي كان مخالفا لسّنتي ومأواه النار وبئس المصير»(1/156)

قلت: من هم الأصحاب ؟..وما تقدير.."أساء"..وهل يمكن لو انتقد شخص ما عثمان وقال أنه كان مقصراً حتى قامت الثورة عليه..حينها يكون هذا الشخص في النار ؟!...حسب مفهوم الحديث فالمتكلم بسوء وبغير سوء على أي صحابي هو في النار..وتلك هي العبادة الحقيقية التي نهانا الله عنها..

2-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ جميع أصحابي وتولّاهم واستغفر لهم جعله الله تعالى يوم القيامة معهم في الجنّة»(1/156)

قلت: بهذا يسقط ادعاء العشرة المبشرين بالجنة وجعل ابن العماد الحنبلي كل الصحابة في الجنة..!

3-عن الأعمش قال: خرجت في ليلة مقمرة أريد المسجد فإذا أنا بشيء عارضني، فاقشعرّ منه جسدي، فقلت : أمن الجن أم من الإنس؟ فقال:

من الجن، فقلت: مؤمن أم كافر؟ فقال: بل مؤمن، فقلت: هل فيكم من هذه الأهواء والبدع شيء؟ قال: نعم، ثم قال: وقع بيني وبين عفريت من الجنّ اختلاف في أبي بكر وعمر، فقال العفريت: إنهما ظلما عليا واعتديا عليه، فقلت: بمن ترتضي حكما؟ فقال: بإبليس، فأتيناه فقصصنا عليه القصة، فضحك ثم قال: هؤلاء من شيعتي وأنصاري وأهل مودّتي، ثم قال:

ألا أحدّثكم بحديث؟ قلنا: بلى، قال: أعلمكم أني عبدت الله تعالى في السماء الدّنيا ألف عام فسمّيت فيها العابد، وعبدت الله في الثانية ألف عام فسميت فيها الزّاهد، وعبدت الله في الثالثة ألف عام فسميت فيها الرّاغب، ثم رفعت إلى الرابعة فرأيت فيها سبعين ألف صف من الملائكة يستغفرون لمحبي أبي بكر وعمر، ثم رفعت إلى الخامسة فرأيت فيها سبعين ألف ملك يلعنون مبغضي أبي بكر وعمر. انتهى. (1/157)


قلت: العفاريت هي أيضاً مشغولة بالصراع السياسي بين فريق علي وفريق معاوية، ومشغولة أيضاً بحب وبُغض الشيخين، وإبليس قد أصبح حُجة وبرهاناً على فرق المسلمين التي تُبغض الصحابة..!!..ياله من استعباط..!

سبعين ألف ملك يلعنون مبغضي أبي بكر وعمر، ورغم أنني لست من مبغضيهم ،ولكن هل يمكن أن يكون حب وبُغض أبي بكر من معايير السماء ؟!...وما الفرق إذن بين أبي بكر ورسول الله..هذا نبي وذاك نبي يجتمع على حبهم أهل السماء ..!..ولو لم يكن أبي بكر نبياً – أو إلهاً- فلماذا يلعن الملائكة بهذا العدد الكبير –سبعين ألف ملك-مخالفي ابن العماد، وما قصة العدد.."سبعين ألف"..هذا الذي يتكرر بصفة دائمة في كُتب الحديث والحنابلة ؟!!

الكتاب يدور في محوره حول هذه القصص والادعاءات التي ربما كانت رائجة في زمن ابن العماد، والرجل بحُكم حنبليته وتعصبه الطائفي نشر هذا الكذب على رسول الله بين المسلمين، والغريب أنه ذا عُدنا لعصور ما قبل ابن العماد ربما لا نرى أثراً لهذه الأخبار، وهذا يعني أن اختراع الأحاديث ظل ممنهجاً حتى انقضاء الألف الأول بعد الهجرة.
 
اجمالي القراءات 13153

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,073,197
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt