تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الأدوية بنسبة 200% | خبر: الجنائية الدولية تصدر مذكرتي توقيف بحق زعيم حركة طالبان في أفغانستان وكبير قضاتها لاضطهادهما النساء | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة |
سر وحدة مصر

شادي طلعت Ýí 2014-02-27


منذ أن وحد مينا القطرين، ومصر لم تنقسم طيلة سبعة آلاف عام أو يزيد، ومعجزة وحدة المصريين لا تعود إلى شروط خاصة بالإتحاد بقدر ما تعود إلى طبيعة الشخصية المصرية، فالمصريون يحملون صفات عديدة، قد لا توجد في شعوب أخرى، و أهم تلك الصفات أنهم شعب غير عنصري، وقد يرد البعض قائلاً، بأن شعب مصر خليط من عدة أجناس، وبالتالي لا يمكن أن نصف المصريون جميعاً بصفة قد تتوافر في عرق ولا تتوافر في أعراق أخرى ! والواقع مقولة أن المصريون شعب من عدة شعوب حقيقة لا يمكن أن ننكرها.

بيد أن هناك مشترك ما بين المصريين أصحاب الأصول الفرعونية، وبين كل الأجناس التي جاءت إلى مصر باحثة عن موطن جديد، فالشخص العنصري بطبيعة الحال، من الصعب أن يترك وطنه ليعيش في أرض غير أرضه وبين أهل غير أهله، لذا فإن كافة الأجناس التي جاءت إلى مصر تتفق طبيعتها مع طبيعة المصريين ذوي الأصول الفرعونية، ومع مرور السنين وإنصهار الجميع تحت مظلة الدولة وسيادة مبدأ القانون والمواطنة، أصبح الجميع مصريون، بغض النظر عن أي إختلاف عقائدي أو عرقي، لذا يمكننا الجزم بأن المصريون جميعاً، مهما إختلفت أصولهم أو أعراقهم، فهم جميعاً شعب واحد.

 

إن المواطنة والمساواة شرطان أساسيان لدولة موحدة، يحكمها القانون، وهذا ما جعل مصر مختلفة عن معظم الدول العربية مثل : العراق، وسوريا، والأردن، ولبنان، ودول الخليج كافة، واليمن، والجزائر، فكافة تلك الدول، لا زالت القبلية فيها تلعب أدواراً متعددة منها ما هو سياسي ومنها ما هو  قضائي، لذا فإنها في كل مرحلة تحول سياسي تعيش مراحل ظلام موحشة تستباح فيها الدماء والأعراض.

إن بقاء العصبية القبلية يعني وجود لبقايا الجاهلية الأولى، في نفوس شعوب تلك الدول، فحتى الآن هم لم يتخلصوا من بقايا جاهليتهم، والتي طالما حذر منها رسول الله محمد "ص".

 

إن العصبية القبلية، كانت هي المشكلة الأكبر التي قابلها الرسول "ص" فسبب عداء القبائل العربية للدعوة الإسلامية في بدايتها، كانت لأن الإسلام يساوي بين الناس جميعاً، ويجعل من التقوى مقياس الأفضلية فيما بين الناس ! كما أن الإسلام لم يساوي فقط بين كافة القبائل العربية، وإنما ساوى أيضاً بين كل البشر عجم كانوا أم عرب ! إذ أن كثيرون من العرب كانوا قد تغاضوا عن عصبيتهم القبلية، على أساس الإنصهار في الهوية العربية ككل، إلا أنهم وجدوا أنه لا فرق بينهم وبين العجم في الإسلام أيضاً.

لقد قرر الرسول "ص" في بداية دعوته، أن يقضي على العنصرية حتى ينتشر دين الله الجديد، فالقبائل العربية كانت متعددة، وتفاخر كل إنسان بقبيلته كان أمراً يدعو للشرف، ذلك قبل ظهور الإسلام، بيد أن الرسول "ص" أعلن أن  العصبية القبلية والإنصهار فيها دون الدولة، هو أمر من أمور الجاهلية الأولى، ومن ثم قرر الرسول "ص" أن يضع قواعد للدولة الجديدة والتي من أهم شروطها :

أولاً/ المساواة بين العبيد والأسياد ولا فرق بين عبد وسيد.

ثانياً/ ألغى الإسلام الرق، ومنعت تجارة العبيد.

ثالثاً/ جعل الإسلام من تفاخر العرب بقبائلهم أمراً من أمور الجاهلية قبل ظهور الإسلام  !

رابعاً/ أصبحت الأفضلية بين الناس إبان ظهور الإسلام، للسبق للإيمان بالدين الجديد، وبالتالي تم القضاء على العصبية القبلية.

 

نجد فيما سبق أن دولة الإسلام ما كانت لتقوم، إلا بعد أن قضت على العنصرية قضاء تام، وقد نَعت الإسلام العنصرية بصفة قميئة، بأن وصفها بأنها أمر من أمور الجاهلية ! ولولا قضاء الإسلام عليها ما إستطاعت مجموعات من القبائل البدوية إقامة دولة إمتدت فتوحاتها من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً.

 

مما سبق أقول :

أن سر وحدة مصر، لأن المصريون شعب غير عنصري، وهم شعب رفع راية المساواة قديماً وحاضراً وسيظل يرفعها في المستقبل، شعب متسامح مع كافة الأجناس والأعراق الاخرى، وليس معنى حروج أقلية عن القاعدة العامة، أن هناك خلل في التركيبة المجتمعية المصرية.

 

وعلى الله قصد السبيل

شادي طلعت

اجمالي القراءات 11642

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 345
اجمالي القراءات : 4,119,056
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 229
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt