مصر:
نجحت العملية في مصر ومات المريض

زهير قوطرش Ýí 2011-12-05


أنقل لقراء موقع أهل القرآن الكريم مقالة للكاتبة السورية ديانا جبور بعنوان :

نجحت العملية ومات المريض

 

نكتة سوداء عبثيّة تنطبق على حال الثورات العربية، لاسيما المصرية منها.
 نعم لقد نجحت الثورة، لكنّ النتائج قاسية، ولا تقتصرعلى حقيقة أنّ النظام لم يسقط؛ بل تتعدّاها إلى حقيقة أقسى وأشدّ خطراً وأطول تهديداً، تتمثل في اختطافها من قبل القوى المعادية للحداثة والديمقراطية، مع أنّها حازت السلطة بفضلهما، ونعني بها حركات الإسلام السياسي ويتصدّرها السلفيّون.
ولنفصّل سريعاً في النقاط الثلاث الآنفة الذكر: هل نجحت الثورة؟ ألا يزال النظام السابق قائماً؟ هل تمّ اختطافها من قبل السلفيين؟

نعم نجحت الثورة، ولعلّ في نسبة الاقتراع التي سجّلتها الانتخابات النيابيّة الدليل على تحرير الحياة السياسية من الاحتكار وإعادة الثقة، كما الاعتبار، إلى صناديق الاقتراع، كأداة تعبير سلميّة تسحب الصاعق العنفي من المجتمع، ولكن: هل يمكن لأحد الجزم بسقوط النظام السياسي السالف، أم أنّ هذا الخلف من ذاك السلف؟
هل يستطيع أيّ محلل، مهما صمّم على عماه التفاؤلي، أن يرى في تكليف الجنزوري انتصاراً لشباب ميدان التحرير، حتى لو كلّف بعضاً منهم وزارةً من هنا، أو وزارة من هناك؟ هل يمكن التعامي عن سلميّة تعاطي المجلس العسكري عندما نزل الإخوان إلى الساحة، مقابل التكشير عن الرصاص الحيّ والقنابل المسيلة للدموع والمصعدة للأرواح، عندما اعتصم الشباب لاستعادة الثورة؟
هل يمكن التغاضي عن إصرار قناة الجزيرة، وقد باتت لاعباً رئيساً في الفضاء العربي، على استضافة الأئمة والمشايخ في جمع استعادة الثورة، مع أنّ الشباب نزلوا إلى الساحة ليعبّروا عن رفضهم دمغ الثورة بلصاقة الأصوليين؟
لكن ما تقدّم لا يلغي شرعيّة الفوز وحقيقة أنّه يمثّل مزاج ثلثي الناخبين، لكنّه سيعني أيضاً أنّ الفائزين سينتقلون مع هذا الزخم من المرحلة التمثيلية إلى المرحلة التغييرية؛ أي سيعيدون تشكيل القوانين والحريات بما ينسجم مع قناعاتهم، وبما يضمن استئثارهم بالسلطة، خاصة أنّ التاريخ لا يمدّنا بنماذج عن تخلّي الإسلام السياسي عن السلطة طوعاً.
ربّما لم يمت المريض بعد، لكنّه بالتأكيد في حالة حرجةٍ لا ينفع معها القول المصري الشهير "إحنا عملنا اللي علينا والباقي على الله".
لعلّ في تصريح رئيس حزب الوفد، عزمه الاستنكاف عن المشاركة في حكومة ائتلافية مع السلفيين، والاكتفاء بموقع المعارضة النيابية، ما يقدّم بارقة ترفّع عن بازار سياسي، وفيه أن الأهم هبش أيّ حصة من كعكة الامتيازات
.

اجمالي القراءات 11116

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62716]

بدأت أصدق هذه المقولة

إن الربيع  العربي المزعوم  الذي بات الكلام عنه  في معظم الفضائيات ، ووسائل الإعلام المختلفة على أنه الحل لكل المنغصات لم يعد له الصورة البراقة التي تشع سحرا ،  فهاهي تونس بالأمس القريب ومصر الان تجنيان الثمار " الربيع العربي " مع تحفظنا على كلمة عربي إلى الإخواني السلفي او لنقل ربيع الإسلام السياسي ! نعم وما القادم في هذا السيناريو ؟ إننا سمعنا مقولات منذ الأيام الآولى للثورة  مقولة او تفسير لحدوث الثورات في وقت واحد ، تقول  : إن هذه الثورات مقصودة وقد تمت  بغرض تقسيم كل دولة إلى دولتين إسلامية  ، ومسيحية  فاليوم قد فاز الإسلام السياسي بالانتخابات وأصبح أغلبية ، يأتي غدا اقباط  تونس ومصر ويطالبون بتقسيم الوطن  بينهم وبين المسلمين ،  وتتدخل الدول صاحبة الامتيازات وتحدث هذا التقسيم ، لكن بعد حروب داخلية طاحنة تكون هي فقط : المورد الأساسي لما يلزم من قنابل مسيلة سامة وغيرها ، ثم يحدث التقسيم  وما يستلزمة من ضعف وتشتت  ،وهو المطلوب إثباته ..  سمعنا هذا التصور وكنت  من أشد المعارضين له ، ولكن بدأ الإسلام السياسي في الاستحواز ، لكن هل ستتأتي الخطوات التالية  ؟ سؤال ينتظر الإجابة !


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,902,005
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia