شادي طلعت Ýí 2012-10-19
عندما فكرت أن أكتب مقالاً حول حقيقة إقالة المجلس العسكري، ترددت لحظات أن أخوض في هذه المسألة فالعواقب قد تكون غير محمودة ! خاصة في زمن جماعة الإخوان الدموية، أو هكذا أراها أنا و شواهد رؤيتي بدأت تتضح خاصة بعد إغلاق قناة الفراعين و مطاردة رئيسها توفيق عكاشة بتهمة التحريض على قتل الرئيس الإخواني وملاحقة إسلام عفيفي رئيس تحرير الدستور وغيرهم من الصحفيين أمثال عبد الحليم قنديل ومصطفى بكري وعادل حموده.
إلا أنني تذكرت فيلم "اللعب مع الكبار" فشخصية الفنان عادل إمام في الفيلم كانت تعرف حقائق وتقدمها إلى الجهات الأمنية لتوخي الحذر وعندما سأُل عن مصدر معلوماته قال أنه يرى خطط المخربين أثناء أحلامه ! لذا تراجعت وسألت نفسي هل ما يحدث في مصر و يعرض على الرأي العام حقيقة ام كذب ؟ والواقع أن أغلبه الأعم كذب ! يقصد منه تشتيت إنتباه الشعب و تغيبه وتزييف التاريخ، فوجدت أن أي معلومات عرفتها تحتم الأمانة علي أن أنقلها كما وردت إلي سواء من مصادر أو عبر الأحلام ! لذا سأسرد إليكم حقيقة إقالة المجلس العسكري، وقبل البدأ في المقال سأعرض عليكم بعض الأسئلة وتعالوا معاً نفكر فيها بتمعن علنا نصل إلى أصل الحكاية:
السؤال الأول/أيهما أقوى المجلس العسكري أم جماعة الإخوان ؟
السؤال الثاني/هل محمد مرسي رجل خارق أم أنه رجل عادي أم أنه أقل من الشخص العادي ؟
السؤال الثالث/أيهما اقرب إلى أمريكا الإخوان أم العسكر ؟
أما عن إجابة السؤال الأول فالمنطقي أن المجلس العسكري هو الأقوى لعدة أسباب اولها أنه كان لديه الشرعية الكاملة، وثانيها أنه إن إستخدم القوة فلن يلومه أحد بعكس جماعة الإخوان الغير شرعية، وثالثها أن محبي العسكر من بين الشعب أضعاف مضاعفة من أنصار جماعة الإخوان والمتعاطفين معها، فلا مجال للمقارنة بين كليهما.
وللرد على السؤال الثاني أرى أن كل مواطن شاهد وتابع محمد مرسي يعلم أنه كادر إخواني كبير ولكن .. يفتقد الكاريزما وفقير في البلاغة ولا دراية له بالخطاب السياسي، إنه رجل تابع لجماعته ! يؤتمر فينفذ فليس بصاحب قرار حقيقي وليس رجل مواقف وتاريخه غير مشرف سياسياً ! هذا هو محمد مرسي بإختصار شديد.
بقي الرد على آخر سؤال طرحناه والخاص بأيهما أقرب إلى أمريكا الإخوان أم العسكر، و إجابته أيضاً ليست بالصعبة لأن العسكر هم الأقرب إلى أمريكا لعدة أسباب منها :
أن المؤسسة العسكرية تتلقى سنوياً منح عسكرية أمريكية منها ما هو عيني ومنها ما هو مادي، كما أن أغلب قادة القوات المسلحة تلقوا تدريبات في أمريكا وبالتالي هم الأعلم بأهمية العلاقات المصرية الأمريكية وخواطر تذبذها أو قطعها ! بينما جماعة الإخوان صاحبة أيدولوجية فكرية خاصة ومختلفة ومتضاربة مع أمريكا ومصالحها لذا فإن العلاقات الأمريكية الإخوانية مهددة في أي لحظة وبالتالي كان وسيظل العسكر هم الأقرب في العلاقات الحميمة إلى أمريكا.
و الآن وبعد التمعن فيما طرح بقي أن نسأل سؤالاً أخير وهو كيف إستطاع مرسي إزاحة العسكر من الحكم ؟
مما عرضنا أريد أن أذكر القارئ بيوم 10 أغسطس 2012 ففي هذا اليوم تسربت أقاويل عن إطلاق النيران على منزل المشير طنطاوي ! ثم صدرت تصريحات من المجلس العسكري تكذب الخبر وتنفيه ! ثم إختفى المشير ورئيس الأركان من مساء يوم 10 أغسطس وأيضاً 11 أغسطس حتى مساء 12 أغسطس ! ثم جاء قرار مرسي بإقالة كل من المشير ورئيس الأركان وأعلن بعدها تغيرات في قيادات القوات المسلحة وتعيين اللواء/ عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع و ترقيته إلى رتبة الفريق أول ! بعدها حدث تشويش في توقعات ما حدث ! فالبعض تعجب من ضعف المجلس العسكري والبعض الآخر تعجب من قوة محمد مرسي ! والبعض قال أن الأمر أصبح في يد جماعة الإخوان وأن الأمر قد إنتهى وأمامنا سنوات للخلاص من الجماعة الإرهابية !؟
و لكن أين الحقيقة ... إن حقيقة الأمور قد يعلمها القليل جداً و لكن لا يعلمها الشعب فما حدث قيل عنه أنه إتفاق وقيل أنها صفقة للخروج الآمن للعسكر، وتحليلات أخرى كلها تتفق في أن هناك نوع ما من الإتفاق بين العسكر والإخوان، لذا عَرضتُ الأسئلة الثلاثة الأولى في بداية سطوري حتى نوفر بعض الجهد الذهني للوصول إلى بواطن الأمور والتي حقيقتها كالآتي :
ظل المشير/ طنطاوي والفريق/ عنان على قمة القوات المسلحة فترة طويلة من الزمن و تحديداً المشير طنطاوي، و الذي كان سبباً في إقصاء العديد من زملائه في الترقية إلى رتب عسكرية أو الوصول إلى منصب وزير الدفاع، و كان طنطاوي وعنان يتمتعان بكره شديد داخل القوات المسلحة، وكان قبولهما داخل المؤسسسة العسكرية بالإكراه وقد تمسك الرئيس السابق مبارك من قبل بالمشير طنطاوي نظراً لعلمه بأنه شخصية غير محبوبة أو مقبولة داخل المؤسسسة العسكرية وكانت فكرته أنه سيأمن شره لأنه غير محبوب من المؤسسسة التي يديرها ! بيد أن مبارك لم يتوقع يوماً خيانة المشير طنطاوي له مهما كان الأمر أو الحدث، إلا أن الأخير قد إنقلب عليه وطعنه غدراً يوم 11 فبراير بأن أزاحه عن الحكم بالإكراه وقدمه للعالم وكأنه هو من طلب التخلي عن الحكم، و ظن طنطاوي بعدها أن الأمور ستسير في صالحه خاصة وأنه قرر أن يلعب السياسة مع جماعة الإخوان المسسلمين ! ولم يدرك طنطاوي لحظة أن تلك الجماعة قد نشأت في ظل عدة مبادئ كانت ولا زالت تتمسك بها ألا وهي الكذب والخيانة والغدر بأقرب الناس إليهم ! حتى كانت اللحظة الفارقة والتي جمعت بين المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان وذلك... عندما قررت المؤسسسة العسكرية "وليس الإخوان" الإطاحة بقادة المجلس العسكري وعلى رأسهم المشير طنطاوي وعنان و اقي قادة المجلس العسكري ! ثم أمر الفريق/ عبد الفتاح السسيسي جماعة الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسي أن يضفوا الشرعية على الإنقلاب العسكري، بأن تكون كافة القرارات نابعة من محمد مرسي وليس غيره ! وإنصاع محمد مرسي لأوامر العسكر ونفذ أوامرهم دون مناقشة وقررت جماعة الإخوان أن تقبل الإتفاق الجديد مع رأس المؤسسسة العسكرية الجديد وهو الفريق/ عبد الفتاح السيسي.
لقد كان إطلاق النيران المتبادل حول منزل المشير/ طنطاي حقيقة لا وهم، إذ أن الجيش قد قرر محاصرة المشير يوم 10 أغسطس حتى تنفذ الخطة كاملة وتم التعامل مع الشرطة العسكرية التي كانت مخصصة لحماية المشير وحدث تبادل إطلاق النار حتى إستسلمت قوات الشرطة العسكرية الخاصة بحماية المشير !
و كما فعل المشير ورئيس أركان الجيش مع مبارك، إذ قدموه على أساس أنه هو من تخلى عن السلطة بإرادته وأنه قرر تفويض المجلس العسكري بإدارة شؤن البلاد، نجد أن الله قد فعل بهما كما فعلا مع مبارك، ويقدمهما الفريق/ السيسي على أنهما قد أقيلا برضاهما ! بينما الواقع أنهما قد ذاقا من نفس الكأس التي ذاقها مبارك قبلهما وهي كأس الغدر أو الخيانة ! فسبحان مالك الملك في ملكه.
مما سبق يتضح أن صاحب الأمر الحقيقي في مصر بعد الله ليس محمد مرسي أو جماعة الإخوان، و إنما هو الفريق/ عبدالفتاح السيسي، أو بمعنى أدق لازال الجيش أو المؤسسة العسكرية هي المسيطرة و سيظل الأمر كذلك لفترة طويلة من الزمن، أما عن جماعة الإخوان فإنها قد بدأت حكمها من حيثما إنتهى مبارك و ما فعله مبارك من أخطاء في أعوام، تصنعه الجماعة في أيام سواء من قمع لحرية الرأي والتعبير أو إستخدام العنف أو القسوة مع معارضيهم وزمن حكمهم لن يكون إلا لشهور فقط فمع كل يوم يمر تقترب نهاية جماعة الإخوان، و سيزداد ولاء الشعب لمؤسسته العسكرية بقيادة الفريق/ السيسي فقد خلص الشعب من حكم طنطاوي و عنان وقد يكون المخلص أيضاً من حكم جماعة الإخوان الدموية.
و على الله قصد السبيل
شادي طلعت
دعوة للدبلوماسية الشعبية من زاوية أخرى
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤ ال الأول : قرأت الآية الكري مة (...
الصدقة والمال الحرام: سؤالا ن : 1 ــ جمع أموال ه بالحر ام وأمن...
حفظ القرآن فقط لماذا: لماذا لم يحفظ الله جل وعلا الكتب السما وية ...
أول المسلمين : إبراه يم عليه السلا م ومن آمن به كانوا...
آل سعود والحج : اثناء نقاش بيني وبين احد الزمل اء بالعم ل ...
more
حديث إقالة المجلس العسكري له خفايا كثيرة أوّلها الدّعم الأمريكي لهذه الإقالة ومحاولة إظهار جماعة الإخوان بمثابة الجماعة القويّة. لا الفريق البسيسي ولا محمد مرسي كان قادرا على وضع جماعة المجلس في الهامش لولا تدخّل السّفيرة الأمريكيّة. اللّعبة كانت أمريكيّة بامتياز تذكّرني بما حصل للعسكر في الجزائر. الرّئيس بوتفليقة لم يكن قادرا على تنحية العسكر لولا وصول الأسطول الأمريكي السّادس- وما أدراك ما الأسطول الأمريكي السّادس- إلى البحر المتوسّط واستدعائه لقادة الجيش الشعبي الوطني وطلبه منهم الاستقالة أو المرور معهم إلى فضح ما فعلوا واستدعائهم إلى محكمة العدل الدوليّة. نفس الحكاية حدثت في مصر. كل خيوط اللعبة بيد ماما أمريكا فلا تعجبوا.