القاموس القرآني
لا نزال في حاجة إلي الاقتراب أكثر من كلمات الله تعالي في القرآن نفهمها ونتدبرها، وهذه محاولة للفهم والتدبر
الحــــــــــق
1 ـ يأتي " الحق " وصفا لله تعالي " ذلك بأن الله هو الحق ": الحج "6"، " فذلكم الله ربكم الحق ": يونس "32".
2 ـ ويأتي وصفا للإسلام بأنه الدين الحق " هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق " التوبة "32".
3 ـ ويأتي " الحق " بمعني القرآن فالقرآن نزل بالحق " وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " الإسراء "105" والقرآن هو الحق " وكذب به قومك وهو الحق " الإنعام "66" ومحتويات القرآن حق " والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق " فاطر "31".
4 ـ ويأتي " الحق" بمعني الصدق وذلك في معرض المقابلة بالباطل، كأن يقول تعالي " كذلك يضرب الله الحق والباطل " الرعد "17" وفي مواضع أخري كقول قوم موسي له في قصة البقرة " الآن جئت بالحق " البقرة "71" وكقول امرأة العزيز في تبرئة يوسف" الآن حصحص الحق " يوسف "51" وفي قصة تبشير الملائكة لإبراهيم بولادة اسحق " قالوا بشرناك بالحق " الحجر "55" وفي جميعها يأتي الحق بمعني الصدق.
5 ـ ويأتي " الحق " بمعني العدل، وذلك في موضوعات الأحكام والقضاء بين الناس.. فالله تعالي يقول لداود " فاحكم بين الناس بالحق " ص "26" وقال الخصمان لداود " فاحكم بيننا بالحق " ص "22" والله تعالي يقضي بين الناس بالحق يوم القيامة أي بالعدل " وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " الزمر "69" والمهتدون يحكمون بالحق أي بالعدل " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" الأعراف "181" أي يعدلون بالحق.
وكلمة " غير الحق " تفيد الظلم وانعدام العدالة، ومنها قوله تعالي " الذين اخرجوا من ديارهم بغير الحق " الحج "40".
وفي تشريعات الإسلام يقول تعالي " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق " الأنعام "151" " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق " الأعراف "33".
6 ـ ويأتي " الحق " بمعني الحقوق الواجبة للبشر، وذلك في التشريعات الاجتماعية والاقتصادية ففي ديون الأفراد يقول تعالي " فليكتب وليملل الذي عليه الحق " البقرة " 282" وفي الصدقة والزكاة " وآتوا حقه يوم حصاده " " وآت ذا القربى حقه".
اجمالي القراءات
24459
أستاذي الفاضل / اسمح لي بهذا التعليق
كلمة الحق هي كلمة مكونة من أربعة أحرف ، لكنها تحمل معان كثيرة حسب السياق القرآني أو القاموس القرآني وجاءت تعبر عن القرآن الكريم وأنه الحق المطلق وتعبر عن العدل وتعبر عن الصدق ، لكن كل ما أريد الإشارة إليه هنا هو أن هذه الكلمة عندما نقرأها في القرآن الكريم فهي تمثل الحق والصدق والعدل المطلق ، اما لو استخدمت نفس الكلمة في حياتنا العادية مثلما يحلف الشهود في المحاكم عند الإدلاء بالشهادة في قضية ما يقول والله العظيم سوف أقول الحق ، ورغم أنه يحلف بالله ولكن هنا يكون الحق او الصدق نسبي مقارنة بالصدق الذي تعبر عنه نفس الكلمة في القرآن الكريم ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب وشهادته في أي قضية لا يمكن أن تصل لدرجة الكمال ، لأنه من الممكن أن ينسي او يتناسي أحد أركان ما يشهد عليه..
وبخصوص تعبير نفس الكلمة عن أن العدل فإن الله جل وعلا يحكم يوم القيامة بالحق بين الناس ، وهو العدل والعدل هنا مطلق ليس فيه نقاش ، ولو نظرنا لاستخدام نفس الكلمة عندما يطبقها البشر مثلما يحكم القضاه ، ويحكم شيخ القبيلة أو كبير الناحية في جلسات الصلح فإن كل واحد من هؤلاء يتخيل نفسه أنه قد حكم بالحق أو بالعدل ، ولكن هنا العدل او الحق نسبي أيضا ، ولا يمكن أن يصل الإنسان إلى درجة العدل المطلق في الحكم على الأشياء إلا إذا كان نبيا وأوحى إليه الله جل وعلا أن يحكم بين الناس في أمر ما بحكم الله او بقول الله أو بوحي من الله جلا وعلا ، وهنا يكون الحكم عدل أو حق لأنه منزل من عند الله جل وعلا ، وما على البشر إلا التنفيذ والسمع والطاعة ..
وعندما تستخدم الكلمة للتعبير عن القرآن أو عن قول الله في بالقطع تعبر عن الحق المطلق لا محالة ، ولا يوجد حق بعد كلام الله جل وعلا ، وهنا أيضا لو أجرينا مقارنة بين القرآن قو الله جل وعلا وبين ما يقوله البشر سيكون هناك فجوة كبيرة جدا بين نسبة الصدق في قول البشر إلى قول الله جل وعلا ، فقول الله هو الحق المطلق ، ولا يختلف احدا على هذا ، أما أقوال البشر فهي نسبية الصدق أو الحق فيها نسبي ، ولا يمكن أن يرتقي قولا لأي بشر لدرجة الحق المطلق ليصل لإلى مرتبة الحق الإلهي ، ولكن من الممكن أن يتحدث النبي أو الرسول بوحي من الله فيكون كلامه الذي أنزله الله عليه هو الحق المطلق ، لأنه منزل من عند رب العالمين ..
هذه كانت قراءة بسيطة في كلمة الحق وما تعنيه من معاني عندما تعبر عن الحق الإلهى بكل انواعه او الحق الإنساني ، والفارق شاسع بينهما ..
رضا عبد الرحمن على