شلاه يا أهل الخطوة .. مدد:
الولى والمريد

د.حسن أحمد عمر   في السبت ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


(( كم أنا سعيد بزيارة رسول الله عليه الصلاة والسلام والحج إلى الكعبة الشريفة , إنه الأمل الذى راودنى طول العمر حتى تعديت سن الستين ولولا دعوات سيدى الشيخ الولى العارف بالله أبو المعارف لما كتب الله لى الحج ولما رأيت الكعبة الشريفة ولا زرت حبيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ))


كانت هذه الخواطر تجول فى عقل الشيخ سعيد المسعود وهو فى الباخرة التى اقلعت بهم منذ ليلة أمس متجهة نحو جدة حيث يذهب بعدها لأداء مناسك الحج , ويحقق حلم عمره الذى عاش يراوده حتى تخطى الستين , لقد كانت البهجة والسعادة تغمرانه ويكاد يطير من الفرحة .
أثناء طوافه حول الكعبة رأى الشيخ الولى أبو المعارف يطوف جنباً إلى جنب معه , لم يصدق نفسه , تحرك نحوه فى الزحام الشديد , كاد يسقط ويموت عدة مرات وعينه شاخصة نحو الشيخ الولى , وعقله ذاهل , إذ كيف يترك الرجل فى بلده وقد سلم عليه وودعه بنفسه ثم يفاجأ به هنا يحج معه ؟؟ إن هذا لشىء عجيب ... سبحان الله العظيم , بركاتك يا مولانا الشيخ أبو المعارف .. هكذا كان يحدث نفسه وهو لا يزال متجهاً نحو الشيخ فى ذهول شديد .. وعندما أوشك على الإقتراب منه والإمساك بيديه لتقبيلها .. لم يجده ووجد شخصاً آخر .. فسقط فى يده ..
وبينما كان يدعو الله على جبل عرفات شاهد الشيخ الولى للمرة الثانية .. ولكن على بعد منه فأسرع نحوه بسرعة فرحاً محاولاً أن يقبل يداه ويحتضنه .. وإذا به يحتضن رجلاً إفريقياً وليس الشيخ الولى .. فرجع أسفاً وقال سبحان الله ألهذه الدرجة تكون كرامات مولاى أبو المعارف ؟؟ صحيح يا ناس أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
وهكذا بدلاً من أن يقضى مناسك حجه عابداً لربه الذى خلقه .. قضاها ذاكراً لشيخه الولى وكراماته وظل يحكى هن هذه الكرامة لكل من كان معه وهو مذهول أشد الذهول مما رآه .. فلقد تأكد فعلاً أن الشيخ أبو المعارف هو ولى الله ,ان سره باتع وأن الله اختاره ولياً من أهل الخطوة , .
أمضى سعيد المسعود كل المناسك وجهز نفسه للرحيل , بعد أن صار الحاج سعيد المسعود واشترى هدية قيمة للشيخ أبو المعارف وعندما رجع إلى بلده لم يدخل بيته قبل أن يسلم على الشيخ أبو المعارف فأسرع سعيد نحو الولى وكان يجلس مع عدد كبير من المريدين والفقراء واصحاب الحاجات فاحتضنه بقوة وراح يقبل يديه بحرارة شديدة , وقص عليه أمام مريديه ما رآه فى الحج فنظر إليه الشيخ الولى فى عجب وثقة قائلاً : سعيد يا بنى حذارى من إفشاء السر ودع الملك للمالك .
فرد قائلاً وهو يجهش بالبكاء : سمعاً وطاعة يا سيدى الولى .

اجمالي القراءات 8846
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأحد ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6246]

عظة جميلة

أعجبتني القصة يا دكتور حسن. وفيها عظة للذين يعتبرون... فقط للذين يعتبرون!!

وأعرف شخصا مسئولا فى شركة سيمنز بدبي، أي يعمل فى مكان عالمي ووظيفة مرموقة، وللأسف نسخة طبق الأصل من هذا الشخص الذى تكلمت عنه فى قصتك. مجنون بمولاه وأسياده!!!

2   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الأحد ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6259]

أختى الفاضلة االكاتبة الذكية آية محمد

تحياتى لكم
أنت فعلاً أخت فاضلة لما تتميزين به من علم غزير وأدب وفير , وأخت ذكية لمقدرتك الفائقة على إجراء الحوار الناجح حتى مع من يختلف معك فى الرآى والفكر والمنهج , وإننى بصدق أستغل هذه الفرصة لأعبر لك عن إعجابى بعلمك وأدبك وشجاعتك وصراحتك , دمت لنا أختاً فاضلة ووفية ذكية وصادقة كريمة .
بخصوص القصة أعلاه فلدينا منها ألوف مؤلفة , وسنكتب منها ما شاء الله لنا أن نكتب حتى يستيقظ الغافلون من عبدة البشر , والخاضعين للأموات , والخاشعين للأضرحة والجثث الميتة , ناسين أن الله تعالى هو الحى القيوم الذى لا ـاخذه سنة ولا نوم .

3   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأحد ٢٩ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6261]

أخجلتم تواضعنا

د. حسن، والله كلامك شهادة أعتز بها. فأن يأتي هذا الكلام من إنسان على خلق مثل سيادتكم يكون وسام على صدري مدي الحياة.
أشكرك أخى الكريم وكلنا نعمل من أجل الدين والوطن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

4   تعليق بواسطة   اشرف ابوالشوش     في   الثلاثاء ٠١ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6359]

وانا اثني بشدة - ثناء الدكتور حسن على Aya Moh

حقيقة يادكتور وبعد ابداء اعجاب بالقصة .
اسمح لي بابداء اعجابي بك من ناحية اخرى الا وهي معرفة معادن الناس.
ولذلك لم يكن غريبا عليك معرفة مقام وقدر الاخت اية الله محمد ابوالمجد .
والحقيقة هي والاخ منذر الغصين الذي اختفى فجاءة من الموقع لهما نفس الشفافية والاريحية والقدرة على اجتذاب حب الناس واحترامهم لهم.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب تجارب من واقع الحياة
فى حياة كل فرد تجارب وخبرات استفاد بها او يمكن الاستفادة بها ..
انه باب مفتوح لكل صاحب خبرة أو تجربة : نرجوه أن يبعث بها . ان كانت تجربة عميقة او بسيطة .. المهم ان تكون التجربة واقعية و صادقة وانسانية ومفيدة.:
more