وتخلف البرادعى عن امتحان 6 أبريل

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


وتخلف البرادعى عن امتحان 6 أبريل

 كنت أتمنى لو أن الدكتور محمد البرادعى الذى أعلن بدء تحركاته فى الشارع والالتحام بالجماهير، قرر أو حتى حاول المشاركة فى مسيرة شباب ٦ أبريل بميدان التحرير للمطالبة بتعديل الدستور.
مقالات متعلقة :


كنت أتصور أن الرجل الذى يطرح نفسه كرسول للتغيير والذى طاوعته قدماه على الذهاب إلى جماهير مسجد الحسين وجماهير كاتدرائية العباسية وجماهير المنصورة، أن تطاوعه أيضا على الذهاب إلى ميدان التحرير لمشاركة شباب 6 أبريل مسيرتهم كنوع من رد الجميل على خروجهم إليه بالعشرات لدى عودته الأولى إلى مصر بمطار القاهرة، ولكى يثبت لهم وللجميع أنه مع التغيير فى كل وقت وفى أى مكان، حتى لو كان الأمن قد كشر عن أنيابه وحمر عينيه معلنا أنه لن يسمح بهذه المسيرة.

وكنت أتصور أن الرجل سيقدم درسا عمليا لشباب ٦ أبريل وهم فى معظمهم مجموعة من أنبل شباب مصر المتحمس لقضية التغيير وقبل ذلك هم هؤلاء الصغار ــ فى السن ــ الذين صنعوا تحولا كبيرا وهائلا فى كيمياء السياسة المصرية بأن أدخلوا معادلات جديدة أفرزت تفاعلات مختلفة فى حركة التغيير.

وأزعم أن هؤلاء الشباب شكلوا ظهيرا محترما لحركة كفاية وكانوا بمثابة الساق الثانية التى تحركت بها مفردة التغيير لتنتقل من غرف النخب السياسية الضيقة والمغلقة إلى براح الشارع والتجمعات العمالية والطلابية ليصبح الحلم بالتغيير طبقا يوميا على موائد المصريين.

ولو كنت واحدا من شباب ٦ أبريل لشعرت بشىء من الإحباط نتيجة غياب أو تغيب الدكتور البرادعى عن هذه المسيرة التى دعا إليها فى وقت مبكر ولم يظهر اعتراضا.. وما يزيد الغصة ويثير الأسئلة أن رمز حركة التغيير الجديد يغيب بعد أن أظهرت الجهات الأمنية العين الحمراء للمسيرة وهو ما يعنى أن البرادعى يتجنب المواجهة ولا يريد خوض غمار الاختبارات الحقيقية على الأرض.


وأظن أن هؤلاء الشباب وغيرهم يتساءلون الآن: لماذا كان هناك رضا أو عدم ممانعة أمنية أمام زيارة البرادعى للحسين والمنصورة؟ وهل كان هناك توافق أو تنسيق ما على تلك الزيارات، بينما استفزت مسيرة التحرير مشاعر الغضب والممانعة الأمنية ولم تمثل للبرادعى هدفا يستحق الحماس لتسجيله فى مرمى الحكومة؟

لقد كانت مسيرة ميدان التحرير مناسبة لإجراء أول امتحان جدى لقياس مدى استعداد البرادعى لتحمل فاتورة التغيير، وأيضا معرفة حدود صبر أجهزة النظام الحاكم على ما يجرى فى ملعب التغيير. ويبدو أن طرفى الامتحان الكبيرين توافقا على التأجيل لموعد لاحق.

اجمالي القراءات 2503
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق