فيصل عبد الرؤوف إمام أكبر مساجد أمريكا: أدعو إلى تأسيس «إسلام أمريكى».. وعلى واشنطن السعى لكسب العرب

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٧ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


فيصل عبد الرؤوف إمام أكبر مساجد أمريكا: أدعو إلى تأسيس «إسلام أمريكى».. وعلى واشنطن السعى لكسب العرب

 

فيصل عبد الرؤوف إمام أكبر مساجد أمريكا: أدعو إلى تأسيس «إسلام أمريكى».. وعلى واشنطن السعى لكسب العرب

  حوار   هانى الوزيرى    ٧/ ٢/ ٢٠١٠

 

عبدالرؤوف

 

قال فيصل عبدالرؤوف، رئيس مبادرة قرطبة التى تعتبر مشروعاً مستقلاً متعدد القوميات، وإمام مسجد «الفرح» فى نيويورك، أحد أكبر مساجد الولايات المتحدة الأمريكية، إن الهدف من المبادرة هو المساعدة فى إصلاح ما فسد فى العلاقات الإسلامية- الأمريكية على مدى ٥٠ عاما، والسعى إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، مؤكداً أنها مؤسسة لا تسعى للربح.

 

 

 

 

 

 

وأضاف عبدالرؤوف الذى يعتبر أحد أهم الشخصيات المصرية الإسلامية فى أمريكا، التى تؤثر فى وضع السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامى، أن الولايات المتحدة عليها السعى لكسب العرب بمناقشة قضايا الدين والسلطة وتوزيع الأصول، داعياً إلى تأسيس ما سماه «إسلام أمريكى» أو «عالمى»، معتبراً أن عدم الفصل بين الدين والدولة هو سبب المشاكل الطائفية، مؤكداً أن ما يحدث للأقليات فى مصر يحدث للمسلمين فى الخارج، خاصة فى أوروبا التى تخشى من اعتناق أغلب مواطنيها الإسلام خلال السنوات المقبلة.

 

 

ولفت إلى أن السياسة الخارجية سبب الفجوة بين واشنطن والدول العربية والإسلامية، وإلى حواره مع «المصرى اليوم» أثناء زيارته مصر مؤخراً:

■ ما الأهداف التى تسعى «مبادرة قرطبة» إلى تحقيقها؟

- المبادرة تسعى بمشاركة المنظمات الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، والمؤسسات المدنية، إلى بناء تحالف واسع متعدد الديانات من أجل المساعدة فى إصلاح ما فسد فى العلاقات الإسلامية- الأمريكية على مدى ٥٠ عاما، كما نسعى إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، وهى مؤسسة غير هادفة للربح.

■ كيف يمكن للإسلام أن يأخذ وضعه الصحيح فى الولايات المتحدة الأمريكية؟

- الإسلام كدين له وضعيته الصحيحة، المسألة هنا هى صورة المسلمين وليس الإسلام، فى أمريكا يمارس المسلمون حرية عقيدتهم، وتشملهم الحرية التى يكفلها لهم القانون مثل باقى الديانات، وطالما لا يهددون الأمن القومى لأمريكا فسوف يشعرون بكل خير، وأنا أدعو لتأسيس الإسلام الأمريكى، فإذا نظرنا كيف انتقل الإسلام من الحجاز إلى المغرب ثم تركيا، نلاحظ أن الإٍسلام يتشكل حسب الثقافة الموجودة فى المجتمع، ومن هنا تظهر نسخة إسلامية من العمارة والثقافة والفنون، لكن مع الحفاظ على إطار العقيدة والعبادات، وعلينا أن نعطى للعالم الإسلام العالمى، حسب طبيعة كل مجتمع.

■ ما سبب عدم ثقة بعض الدول العربية والإسلامية فى الإدارة الأمريكية؟

- هناك بعض الفجوات بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة، ناتجة عن السياسة الخارجية، ونستطيع أن نقول إن هناك أسباباً سياسية مثل استمرار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وغزو أمريكا للعراق، والتوتر بين أمريكا وإيران.

■ هل أزال خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وجهه للعالم الإسلامى بعض الفجوات بين بلاده والعالم الإسلامى؟

- بالتأكيد، فالخطاب كان رائعاً وحكيماً فى اختيار كلماته، وقال لى رئيس وزراء ماليزيا عقب الخطاب إنه أصبح من السهل الآن على أى رئيس دولة إسلامية إقامة علاقات جيدة مع أمريكا، ولا أخفى عليك أن أحد الذين شاركوا فى كتابة الخطاب، نقل أجزاء من كتابى «رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين» التى أشار فيها إلى أن المصالح الأمريكية تتلاقى مع أهم مصالح العالم الإسلامى.

■ إذن ما الذى يجب على أمريكا أن تفعله الآن لكسب ثقة العالمين العربى والإسلامى؟

- عليها أن تبذل كل ما فى وسعها للمساعدة فى قيام عالم إسلامى واثق بذاته ويفى بمبادئ المجتمع الإسلامى، وأن تساعده بتطوير الرأسمالية الديمقراطية الإسلامية، وأن تتناول أعمق ٣ قضايا للصراع فى العالم الإسلامى، وهى الدين، والسيطرة على السلطة، وتوزيع الأصول الاقتصادية.

■ أشرت فى كتابك «رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين» إلى أن وجود سلام بين فلسطين وإسرائيل يساعد على إقامة سلام بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة الأمريكية؟

- قبل أن أجيب عن السؤال، أحب أن أوضح أننى أقول منذ حرب يونيو ٦٧ إنه إذا حدث سلام بين فلسطين وإسرائيل، مع الوقت ستكون الغلبة للفلسطينيين، وأعتقد أن هذا ما يريده الفلسطينيون الآن، وبالفعل فإن تحقيق ذلك سيساعد على إزالة الكراهية بين المسلمين واليهود، ولو كانت أمريكا أصرت على دعم عملية السلام حتى بوضع قوات لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ذلك سيؤكد رغبتها الحقيقية فى إقامة علاقات أفضل مع العالم الإسلامى.

■ ما تفسيرك للأحداث الكثيرة التى وقعت فى أوروبا فى السنوات الأخيرة وتستهدف المسلمين، مثل الرسومات المسيئة للرسول، ومقتل مروة الشربينى على يد متطرف ألمانى؟

- من السهل أن يقتنع الغرب بأهمية الإسلام، والكثير من الأوروبيين يعتنقون الإسلام، وهذا ما يؤدى إلى وجود مخاوف من زيادة قوة المسلمين فى أوروبا، خاصة فى ظل توقعات بأن تصبح أغلبية سكان أوروبا مسلمين عام ٢٠٥٠، وهذا ما يشير إلى فرض حكم إسلامى على الأوروبيين، وهو ما يقلق البعض منهم خوفا من أن يتحول إلى حكم إسلامى متشدد.

■ هل تتابع الوضع الداخلى فى مصر؟

- نعم.

■ ما رأيك فى الأحداث التى وقعت مؤخراً فى نجع حمادى؟

- بالتأكيد وضع محزن، ويقلق المسيحيين فى أمريكا والغرب، ويجب على الدولة أن تراعى حقوق الأقليات، وأن يتم تفعيل الحوار بين الأديان فى مصر بشكل جيد، والمشكلة فى أساسها ترجع إلى عدم الفصل بين الدين والدولة، و٩٠% من المصريين صعب أن يفصلوا ذلك عن حياتهم، عكس ما يحدث فى أمريكا مثلا، فهناك فصل بين الكنيسة والدولة.

■ البعض يرى أن زيارة لجنة الحريات الدينية فى الكونجرس الأمريكى إلى مصر، بالتزامن مع حادث نجع حمادى، تدخل فى الشؤون الداخلية.. ما رأيك؟

- ما يحدث فى مصر للأقليات يحدث فى الخارج للمسلمين، فعندما قتلت مروة الشربينى أدان العالم الإسلامى هذا الحادث، وطالب الحكومة الألمانية بالتدخل، وحدث نفس الأمر عندما طالب الحكومة الدنماركية بمعاقبة صاحب الرسومات المسيئة للرسول، وهذا ما يحدث من المسيحيين عندما يشعرون بأنهم مضطهدون والدولة لا تتدخل، فيستنجدون بإخوانهم فى الخارج، الذين يسارعون بدورهم إلى مطالبة الكونجرس بالتدخل لإنقاذ ذويهم.

■ قلت إننا فى مصر نحتاج إلى حوار بين الأديان، ما الذى يمكن أن يحققه هذا الحوار؟

- أولا يجب أن نعلم أن الدين ليس المقصود منه إثارة العنف والعداوة بين الديانات المختلفة، وفى مصر يجب تطوير التحالفات بين الديانات من أجل العمل سوياً نحو إصلاح المجتمع، ثانيا يتحتم على مصر أن ترى نفسها فى علاقات مع الآخرين سواء كانت دينية أو دنيوية، ولاشك أن وجود حوار بين الأديان سيكون له أثر قوى فى كشف الحقيقة الأساسية، وهى أن الجميع يشترك فى أشياء كثيرة على المستوى الروحانى العميق.

 

اجمالي القراءات 10034
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق