جزائريون لـ"آفاق": نحتفل بعيد الحب ولا نخشى فتاوى التكفيريين

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


الجزائر- ياسمين صلاح الدين - خاص

1

على الرغم من الصخب السياسي الكبير الذي تعيشه الجزائر بسبب اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي، إلا أن الناس يرفضون الانشغال بالسياسة، لأن ما يجري ليس إلا لـ"ذر الرماد في العيون" كما قال لنا عبد الرزاق بائع الورد القريب من الحي الجامعي ببن عكنون وأعالي العاصمة.



وأضاف "أحب عيد الحب لأنه يسمح لي ببيع الورد، عادة أبيع القليل منه لكن في هذا اليوم أبيع كل وقت حتى نهاية اليوم". قالها وهو يبتسم. سألت شابين كانا واقفان ينتظران أن يحضر العامل الباقة التي سيهديها الشاب إلى فتاته، قلت له "ماذا يعني عيد الحب بالنسبة لكم كجزائريين؟".


رد الشاب الذي ذكر أن اسمه عمر قائلا "الحب هو الحب. نحتاج كثيرا إلى كل يوم للحب، فقد عشنا أوقات صعبة جدا. خوف ورعب وفتاوى تكفيرية كثيرة جعلتنا نخرج من جلدنا من القرف وهذه فرصة جيدة لنا لننسى الخوف ونحتفل بالحب". قالها وهو ينظر إلى صديقته التي قالت "في الماضي لم أكن أهتم كثيرا بهذا العيد، لكني صرت أحبه لأنه يعطيني فرصة أهرب فيها من هذا الواقع القاسي، فنحن بحاجة إلى الحب لنتغلب على الكراهية التي تسود في البلاد".


تدخلت سيدة في العقد الخامس لتقول: "لقد تعبنا من القتل والرعب والفتاوى التكفيرية. الحب قيمة إلهية ولن يعيش الإنسان حرا إن لم يدافع عن الحب كدفاعه عن حياته والحب يجعلنا نتحدى الفتاوى التكفيرية كيفما كانت".


صفق الشباب الذين كانوا في المحل على السيدة التي لم تتوقع أن يرد عليها الشباب بالتصفيق، قال لنا شاب كان جالسا بالقرب من المحل: "أي حب هذا الذي نحتفل به يوم واحد وننساه بقية السنة. الحب يجب أن يكون يوميا".


سألته" هل تحتفل بعيد الحب؟ رد: أتمنى لو كانت عندي القدرة على الاحتفال. فأنا عاطل عن العمل ولا يمكنني أن أشتري لحبيبتي هدية في هذا اليوم، هذا يؤلمني لكنها تتفهم ذلك!"..


يشكل الطلبة الجامعيون ثم طلبة الثانوية النسبة الأكبر من المحتفلين بعيد الحب، فحسب إحصائيات نشرتها اليوم صحيفة "لوريون" فإن 87% من الشباب الذين يحتفلون بعيد الحب عن اقتناع هم من الطلبة، وأن الشباب الذين يحتفل بالحب تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 39 سنة، وتشكل الفتيات النسبة الكبيرة منهم.


وقالت الصحيفة أنه لأول مرة منذ سنوات طويلة يدخل عيد الحب إلى البيوت الجزائرية التي صارت تتبادل الهدايا فيما بينها كما أن شركات الاتصال تسجل أعلى نسب الرسائل النصية في عيد الحب أكثر مرتين عن المناسبات الأخرى، واعتبرت الصحيفة ذلك جزء من تمسك الجزائريين بحق الحياة التي جردتهم منها الظروف الاجتماعية (الفقر) والأمنية (الإرهاب)، بالخصوص وأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تغتم كل مرة هذا العيد لتبث تهديداتها بالقتل ضد المواطنين لإثارة الرعب فيهم، وقد تم اغتيال عشرات المواطنين في السنوات الماضية لمجرد أنهم احتفلوا بعيد الحب.


وأضافت الصحيفة في تقريرها أنه حسب دراسة اجتماعية فإن فقدان الأمن جعل الجزائريين يبحثون عن طرق لتعويض تلك الفراغات التي يعيشونها، وأنهم بشكل غير مباشر يمارسون تحديا معلنا على الجماعات المسلحة التي تدعو إلى الموت والحزن على حد تعبير الصحيفة.

اجمالي القراءات 3492
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق