دراسات: جيل ضائع ومكتئب.. تركة الحروب للشباب العربي

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


دراسات: جيل ضائع ومكتئب.. تركة الحروب للشباب العربي

جيل جديد ضائع يظهر في الوطن العربي"، هذا ما أشارت إليه مجموعة من 15 ورقة بحثية وثلاث مقالات افتتاحية صادرة عن مبادرة الشرق الأوسط التابعة لمعهد قياسات وتقييم الصحة في واشنطن، وشارك فيها خمسمئة باحث.

تحاول المبادرة -التي أشرف عليها الدكتور علي مقداد من جامعة واشنطن- أن تتقصّى التطورات الأخيرة في العالم العربي من ناحية صحّية، لتجد أنه على الرغم من أن أعمال العنف قد ساهمت في عدد وفيّات كبير عاما بعد عام (مئتا ألف في 2015 فقط)، "فإننا بحاجة لأن ننظر إلى مشكلة أخرى أكثر فداحة".

فبالإضافة إلى حالات الوفاة الناتجة عن العنف والحروب في المنطقة، حدثت زيادة كارثية في نسبة الاضطرابات العقلية خلال السنوات الخمس والعشرين السابقة، وكان الاكتئاب والقلقهما أكثر الاضطرابات العقلية انتشارا بين مواطني منطقة الشرق الأوسط، مع أمراض أخرى كالاضطراب ثنائي القطب والفصام.

ووفقا للدراسة التي نشرت في المجلة الدولية للصحة العامة، فإن المشكلة الكبرى بالنسبة للأمراض العقلية هي في قلة عدد الأطباء بالنسبة لعدد المواطنين. ففي دول مثل ليبيا والسودانواليمن، كان هناك نصف طبيب نفسي لكل مئة ألف مواطن، بينما تصل النسبة في الدول الأوروبية إلى حوالي أربعين طبيبا.

كذلك فإن من أهم نتائج الدراسة وأكثرها دفعا للتأمل هو التصاعد المضطرد بنسبة 100% خلال 25 سنة مضت في حالات الانتحار. ففي عام 2015 فقط، انتحر ما يقرب من ثلاثين ألف شخص في الشرق الأوسط، مقابل نصف العدد في التسعينيات.

من جهة أخرى، فإن الحال بالنسبة للأمراض المزمنة ليست أفضل، حيث تصاعدت نسب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكّري بنسب أكبر من 100% خلال فترة قصيرة، مع ارتفاع نسب الإصابة بها في أعمار صغيرة، يتناسب ذلك مع تصاعد كبير في نسبة استخدام التبغ وزيادة وزن الجسم عبر نظام غذائي غير صحّي في سن المراهقة.

وتتسبب التقلبات السياسية في تدهور الشعور بالأمان لدى مواطني المنطقة، ومع الإخفاقات الاقتصادية المترتبة على الاضطرابات السياسية فإن من المتوقع أن يؤثر ذلك -أكثر ما يؤثر- على الأحوال النفسية للمواطنين.

بالتالي فإن تلك المجموعة من الدراسات تشير إلى خطر داهم يحيق بالشباب في المنطقة العربية، خاصة مع ظروف أخرى قاسية تتضمن انخفاضا في نسب المياه العذبة وارتفاعا في قسوة الاحترار العالمي، والذي يؤثر في المنطقة العربية بشدة أكثر من أية منطقة أخرى.

 

ويأمل باحثو الدراسة أن تكون تلك النتائج الكارثية إشارة حمراء لتنبيه القادة والسياسيين في المنطقة من أجل اتخاذ قرارات حاسمة لتجاوز تلك الأزمات المصاحبة للحروب والاضطرابات السياسية.

اجمالي القراءات 768
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق